Ecoles 12

أزمة التعليم الأساسي في تونس: حجب وحجز وحرب

أقل من شهرين يفصلاننا عن بداية السنة الدراسية 2023 – 2024، لكن السنة الدراسية 2022-2023 مازالت عالقة، فعلى الرغم من انتهاء فترة الامتحانات وإجراء كل المناظرات الوطنية والكشف عن نتائجها، فإن هناك مئات الآلاف من تلاميذ المدارس الابتدائية لم يتسلموا بعد دفاتر النتائج المدرسية التي تحتوي الأعداد المتحصل عليها في الامتحانات وكذلك قرار مجلس القسم: الرسوب أو الارتقاء إلى المستوى الدراسي الموالي.

أزمة التعليم في تونس: أمراض مزمنة وتشخيص اختزالي

في رمضان 2023، فرض ”طبق“ دسم نفسه على ”موائد“ أغلب التونسيين: التعليم العمومي وأزماته. فبعد هدوء زوبعة مسلسل ”الفلوجة“، تجدد الحديث بقوة عن مسلسل آخر أقدم وأطول بكثير: توتر العلاقة بين نقابات التعليم ووزارة التربية، خاصة مع بداية الفصل الأخير من السنة الدراسية في ظل تمسك نقابات التعليم الابتدائي والأساسي/الثانوي بحجب الأعداد المسندة للتلاميذ في الامتحانات عن الإدارة ورفض التوقيع على دفاتر وبطاقات الأعداد.

هموم المدرسة العصريّة

تتغيّر المدرسة اليوم بسرعة كبيرة في سبيل الرقيّ بخدماتها الموجّهة إلى طلاّب الألفيّة الثالثة. فالمدرسة العصريّة، وهي تستقبل أجيال الثورة الرقميّة، مطالبة بتغيير أساليبها ومراجعة أهدافها وتدريب مدرّسيها وتنمية مهاراتهم باستمرار، لتواكب عصرها وتقنع جمهورها. لكنّ البرامج التي تُضبط لتحديث المدارس شكلا ومضمونا، تتجاوز ما ذكرناه إلى قوائم طويلة من الخطط والإجراءات الإصلاحية المتتالية التي تتكامل أحيانا وتتنافر أحيانا أخرى، وينسخ بعضُها بعضاً، ويفشل منها ما يفشل، وتُبذل في سبيل تنفيذها نفقاتٌ كبيرة قد لا تتوفّر بالقدر المطلوب فتؤثّر على فاعليّتها وتعطّل جدواها.

أزمة التعليم في تونس: هل انتهى عصر المدرسة العمومية؟

تشير آخر الإحصائيات التي نشرتها وزارة التربية إلى أن عدد المدارس الإبتدائية الخاصة بلغ 534 مدرسة إلى حدود فيفري 2018، متوزعة على كامل مناطق الجمهورية دون استثناء. ويأتي الارتفاع المتزايد لهذه المدراس في ظل أزمة شاملة تعيشها المدرسة العمومية، وهو ما جَعلها تحظى بجاذبية اجتماعية لدى الطبقات الميسورة والمتوسطة رغم تكاليفها المالية الباهظة. بين تعليم ابتدائي خاص يسوّق للجودة والتفوق وبين تعليم عمومي بات يُنظر إليه بازدراء، تعيش تونس تحولا تاريخيا في مشروعها التعليمي والتربوي، يُنذِر بانتهاء عصر قديم والدخول في عصر جديد.

صيانة المدارس: الأزمة الاقتصادية والإدارية للتعليم العمومي

مرّ أكثر من شهر على العودة المدرسية ومازالت تروج أخبار عديدة ومتفرّقة عن عدم انطلاق العام الدراسي في الظروف الملائمة. ومع تنامي التجاذبات بين مختلف الفاعلين في قطاع التعليم، تأخذ الجهات الداخلية والمناطق الريفية نصيبها الأوفر من سوء التدبير. فالمدارس تعاني نقائص بالجملة، أهمّها مشاكل البنية التحتية والتهيئة بالمرافق الصحيّة الأساسية، تقابلها احتجاجات المواطنين المطالبين بشكل مستمرّ بتقريب المصالح والخدمات وتحسينها. في المقابل، تقف السياسات الحكومية المركزية عاجزة عن تلبية الحدّ الأدنى، لبعدها الكبير عن المحليّات وضعف التغطية وفشل مبادرات الإصلاح.

عندما ينحني الرؤساء للتلاميذ، تسقط قلعة “الفارينة” الفاخرة !

جاءت واقعة إخراج المسؤولين المحليين بسوسة للتلاميذ من المؤسسات التربوية بغاية حشدهم لموكب استقبال رئيس الجمهورية -حتى لا يقال عنهم “الجماعة ما فرحوش بينا”- لتـُعرِّي فينا أشياء قضّينا ستّة أعوام ونحن نتوهم ذهابها. فبين قائل بمشروعية هذا الإخراج والقائل بعدمها، يلوح للعيان استمرار التداعيات الثقافية للنظام السابق، وتغلغلها في السلوك النفسي واختراقها سُلّم القيم. هذا وقد سارع المسؤولون، على اختلاف مراتبهم، إلى تقزيم هذه التداعيات بخطاب اتصالي تزويقي، يتعللون فيه زيفا ببراءة الأطفال الذين “خرجوا تلقائيا” وما كان للسلطة إلا أن استجابت لهم. في حين كان للشبكات الاجتماعية حديث آخر ومخاضات أخرى.

المهدية: أطفال الرشارشة بدون مدرسة

جدران المدرسة تآكلت وباتت الأسقف مهددة بالسقوط.. توجه أهالي الرشارشة بنداء إلى السلط المحلية والجهوية لإعادة بناء في أقرب الآجال, إذ أصبح التلاميذ يتقاسمون الأقسام والمرافق الصحيّة للمعهد الثانوي المقابل لمدرستهم المغلقة منذ أشهر مما أثر نفسيا على عدد هام منهم جراء التلوث والإكتظاظ والإعتداءات اللفضية والجنسية التي يمارسها عليهم بعض المراهقين حسب ما أكدته سناء عسيلة، والدة أحد تلاميذ المدرسة.

تحقيق: بئر علي بن خليفة بين وباء الإلتهاب الكبدي وفيروس العطش

على مشارف مدينة بئر بن خليفة (صفاقس) تُطل مصبات المرجين التي لا تبتعد كثيرا عن مصنع تحويل نواة الزيتون ”الفيتورة“. وفي أوّل المدينة ينتصب المستشفى الجهوي الذي لم يفتح أبوابه منذ انتهاء أشغاله سنة 2012، ومازالت السلطات تعِد بفتح جزء منه في شهر جوان 2017. بئر علي بن خليفة التي تبعد 68 كلم عن مركز الولاية، ذات ملامح زراعية قائمة أساسا على غراسة الزيتون ويمتهن الكثير من سكانها التجارة مع المناطق الحدودية خاصة مدينة بن قردان

كاد المعلم أن يكون رسولا … أو الإفلاس الكامل لمنظومتي التربية و التعليم

جملة من الإختيارات الخاطئة إتخذتها الدولة على مدى عشريات أدت إلى تدني مستوى التلاميذ في جميع مجالات الدراسة وتدنى أيضا مستوى خريجي الجامعة فأصبح من الصعب على أرباب العمل العثور على شباب جيد التكوين رغم جحافل البطالين من أصحاب الشهائد الذين لا يحسن أغلبهم تحرير مطلب شغل خال من الأخطاء بأي لغة كانت.

المدرّسون في تونس.. ارحموا عزيز قوم ذل

أصبحت أخبار الاضرابات في ميدان التعليم مسألة روتينيّة خلال السنوات الأخيرة، ورغم الحوافز التي أقرّت لهذا القطاع، مازال التململ سيّد الموقف بسبب انفلات الوضع الاقتصاديّ الذي مسّ جميع الميادين وما رافقه من تخبّط الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة فسمحت بزيادات عشوائيّة لا تخضع لأبسط قواعد التنسيق بين الوزارات ولا تراعي مبدأ التناغم الذي يخصّ أسلاك الموظّفين. وهكذا ساهمت في تغذية المزيد من الاضطرابات والمطالبات بمنح أقرّتها الحكومة هنا ورفضتها هناك..

وقفة إحتجاجيّة لتلامذة المدارس الإعداديّة النّموذجيّة قبالة وزارة التربية

نظّم اليوم مجموعة من تلامذة المدارس الإعداديّة النّموذجيّة رفقة أوليائهم وقفة إحتجاجيّة قبالة وزارة التربية بباب بنات للتعبير عن رفضهم لقرار إجبارهم على المشاركة في مناظرة التاسعة أساسي للإلتحاق بالمعاهد النموذجيّة.

معا لوقف جرائم التحرش بالمدارس التونسية

بقلم محمد فراس العرفاوي – قبل الحديث عن إصلاح التعليم (يبدو أن أغلب القوى السياسية منصرفة عن هدا القطاع ”الهامشي”و لا تحتاج إيعازا منا) يجدر بنا الحديث عن مشاكل أخرى تواجه المدرسة التونسية. حديثنا هدا ليس عن ظروف الدراسة و لا عن الفساد ولا حتى البرامج، إنما هو عن مسألة مبدئية لو لم تعالج، فلا فائدة ترجى من أي إصلاح: التحرش الجنسي داخل الحرم التربوي.