حاوره : سامي بن غربية
على هامش منتدى الجزيرة الثالث “الإعلام ومنطقة الشرق الأوسط : ما وراء العناوين” الذي انعقد بالعاصمة القطرية الدوحة من 31 مارس إلى 2 أبريل 2007 قمت بحوار مع الصحفي محمد الفوراتي سألته خلاله عن هذا الحكم و عن هجرته كصحفي إلى عالم التدوين على مدونات مكتوب.
محمد الفوراتي يقيم حاليًّا بالدوحة و يعمل بصحيفة “الشرق” القطرية. و كانت محكمة الاستئناف بقفصة كانت قد أصدرت ضده، يوم 8 مارس 2007، حكما غيابيا بالسجن عاما وشهرين من أجل الإنتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وجمع أموال بدون رخصة.
أخ محمد الفوراتي لو تعطينا نبذة عن خلفية الحكم القضائي الأخير الذي عوقبت بموجبه بأربعة عشرة شهرا سجنا ؟
طبعا هذه قضية قديمة يعرفها الرأي العام و الزملاء القافيين و المنظمات الحقوقية. كان فيه حكم قضية أولية حول جمع أموال بدون رخصة و انتماء لجمعية غير مرخص فيها. و انطلقت القضية باعتقال عدد من المواطنين بمدينة قفصة و هي مسقط رأسي. و كنت آنذاك أعمل بالعاصمة التونسية. وجدوا بعض الأعداد من المجلة الإلكترونية أقلام أون لاين التي أكتب فيها، فأضافوني للقضية بكل بساطة و ليس هناك أي دواع أخرى موجودة في الملف أو أدلة أخرى تشير إلى هذه التهم. و بسبب هذا الفراغ في الملف وقع الحكم بعدم سماع الدعوى في الإبتدائي ثم في الإستئناف ثم في التعقيب مرتين. و هذه هي المرة الثالثة التي تعاد فيها القضية إلى التعقيب. و للأسف، وهو أمر غريب، يقع فيها الحكم بهذا الشكل المستغرب و الذي يثير الكثير من الأسئلة.
هل تنوي الإعتراض على الحكم و العودة إلى تونس أم سترضى بهذا القضاء كلاجئ سياسي آخر يـُضاف إلى قائمة اللاجئين السياسيين التونسيين في المهجر؟
طبعا سوف نعترض هلى هذا الحكم لأنه أولا ظالم و لأنه غير مقبول من قبل الجميع، سواء كانوا محامين أو قانونيين أو منظمات حقوقية أو منظمات دفاع عن الصحفيين. ولكني لم أحدد بعد موعد الإعتراض و سأتشاور في هذا الأمر مع محاميّ و زملائي الصحفيين.
لنتحدث الآن عن هجرتك كصحافي إلى عالم المدونات ما هي خلفية هذه الإنتقال من الكتابة على الصحافة المكتوبة إلى مواقع إلكترونية قد تبدوا لأول وهلة كصحافة بديلة؟ ما هي خلفية هذه الهجرة و ما هي أسبابها ؟
هذا السؤال يدفعني للحديث عن وضعية الصحفي التونسي عموما الذي يكتب بأمر من الإدارة أو بأمر من الصحيفة أو بأمر من الحكومة. فهناك مجال ضيق جدا للتعبير عن حرية الرأي و للتعبير عن مشاكل المواطن الحقيقية التي يراها الصحافي كل يوم، فالصحافي هو أقربإلى الموظّف في بعض الجرائد منه إلى الصحفي الذي يعبر عن هذه المشاغل اليومية. طبعا فالإنتقال إلى المدونات لسبب رئيسي و هو التعبير بأكثر مساحة عن ما يختلج في الذهن و ما تراه العين و ما تنقله الأقلام عن عدة مواضيع سواءا كان في الجانب الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي. و الظاهرة و إن كانت في بدايتها و لكنها بدأت تلامس بعض النجاح و بعض الإهتمام من قبل الصحفيين، و حتى غير الصحفيين ، لأنها حققت، سواءا كان في تونس أو في غير تونس، بعضا من أنواع الضغط و بعضا من أنواع لفت النظر إلى بعض القضايا. و رغم ذلك فهي ما زالت محدودة لسببين، أولا لأن الظاهرة لم تنتشر بعد، و ثانيا لأن الحكومة، كل ما كان هناك مدونة جادة تقوم مباشرة بغلقها.
ما هو انطباعك إلى حد الآن، مع ردود الأفعال حول فتح مدونتك، هل كانت إيجابية؟ هل تعتقد أن وجودك الآن في الملجئ يسبب قطيعة مع الواقع التونسي الذي لن تستطيع مستقبلا الكتابة عنه كصحفي ميداني؟
طبعا، فإنه من الأفضل للمدونة أن يكن صاحبها على عين المكان، أي في بلده، و لكن رغم ذلك، و الحمد للله، فإن وسائل الإتصال الحديثة تسمح بتجاوز هذا الحاجز. أما في ما يخص الترحاب بهذه المدونة، و التي هي تجربة بسيطة جدا، جاء من تونس و من خارج تونس، من عدة دول عربية. و التعليقات الموجودة من عدة دول و من تونس تدل على ذلك طبعا.
iThere are no comments
Add yours