انطلقت مجموعة من متساكني سيدي بوزيد في مسيرة على الأقدام في اتّجاه تونس العاصمة. لم نتردّد لحظة واحدة في الذّهاب إليهم وملاقاتهم، إذ أعادوا إلى أذهاننا بدايات الثّورة التّونسيّة والقصبة1 حيث انطلق آلاف التّونسييّن من رحم البلاد قاصدين العاصمة من أجل إسقاط حكومة الغنّوشي الأولى المنبثقة عن زعماء التّجمّع.
عند وصولنا إلى مدينة القيروان في حدود السّاعة الثّامنة مساء، اتّصلنا بنادر الحمدوني، وهو من المشاركين في “مسيرة الأحرار” وهو الاسم الّذي أُطلق على هذه المبادرة. أخبرنا بحاجة رفاقه إلى استعادة أنفاسهم وأخذ نصيب من الرّاحة، وأنّهم سيكونون على استعداد لإجراء حوار معنا في وقت لاحق.
عند تمام السّاعة الحادية عشر ليلا، أعدنا الاتّصال بنادر وتوصّلنا أخيرا إلى مقابلة هؤلاء الرّجال الّذين جاؤوا من سيدي بوزيد.
لم نُرِد إزعاجهم واخترنا أن ندعهم ينعمون بشيء من الرّاحة، وفي الأثناء التقطنا لهم بعض الصّور وتمكّنا من إجراء الحوار التّالي مع رمزي، أحد المشاركين في هذه المسيرة، والّذي يفسّر لنا فيه هذا التّحرّك والمطالب الّتي يقوم عليها، والأسباب الّتي دفعتهم إلى المشي سيرا على الأقدام من سيدي بوزيد إلى تونس العاصمة، أي حوالي 265كم…
[…] التونسية لحقوق الإنسان والإتحاد العام التونسي للشغل برجال سيدي بوزيد. كان طلبة الإتحاد في الموعد أيضا ويقول أحدهم : ” […]