النّهضة وعقدة الإعلام

والسيدة ما زالت ما تعرفش كفاش تتحدث . وقت تجي لحد وتقلو انت من القرون الوسطى ، وهمجي وما ارتقيتش لمستوى الانسان المتحظر ، ايجا نصورك ونسب جد والديك ، شنوة تحب يعمل معاك ؟ يدسك ويبوسك ويعطيك ميدالية والا يفركلك عظامك . اذا هذاك فهمك للصحافة والاعلام يا السيدة سامحني عاد راك موش بعقلية الانسان المتحظر وماكش تؤدي “في مهمة اعلامية “انت بانية في خيالك انك داخلة شتتفرج في عركة بين النساء في حومة شعبية وتزيد تحمش … خلني نقول الي المهمة هذي كنت نشوفها بين النساء في برشة حوم في بلادي بسبب الصغار ويوقفو النساء تحت الحيوط يتفرجو ويحمشو باش يلقاو ما يتحدثو من بعداش … ويبدى الدعاء وجبدان الموتى والحيين ، واللي سرق والي خطف ، والي زنى ، والي مرقدش معاها راجلها عندو جمعة ، والي خوها طايحين بيه جمع … هذه مشاهد الفضائح الشعبية في الاحياء خلال السبعينات والثمانينات والتي اراك تتقززين منها الان وتقولين عنها تخلف وقلة ادب ، هي ما يحصل الآن وبالشكل الذي تودينه او تتخيلينه يا ” السيدة ” ولكن ليس بالالوان المائية وانما بالالوان الزيتية اللامعة ، تماشيا مع تطور الورق وصقالته .الفعل مسؤوليةاليس كذلك فاين المسؤولية في الشكل الذي حدث . مثالا ؟ لو طلب من العائلات الاستجواب هل كانوا سيرفضون ، ولو طلب توضيح من الوزراء هل كانو سيرفضون ، ولو طلب من الوزراء المقابلة هل كانوا سيرفضزن ؟ لاحظي الفعل من البداية همجي ، هجرة غير منظمة ، موت او اختفاء في المجهول ، مطالبة من طرف لم يكن مسؤولا للاتيان باخبار اولئك الناس ، اندفاع لا يحتكم الى قبس من النظام … في مكان لا يمثل مؤسسة الدولة ولا تمثله . السنا نطالب بفصل الدولة عن الحزب … ؟من جمعهم ودفعهم اولئك الناس في وقت واحد وفي مكان واحد الى هناك ؟ من طرح من الصحفيين هذا السؤال ؟ ماهو مقدار استفادتهم من كامل العملية ، ومن استفاد اذا كان هناك مستفيدون ؟ هل افيد الاولياء بشيء ؟ اليس الم يتحدث الصحافيون تحت عناوين اهالي المهاجرين عن الصحافة والوضع الصحفي والاعتداء والضرب والتهشيم … هل انتبهت اي من وسائل العالم الاخبارية الى كامل المشهد ولو بكلمة واحدة … تابعي واسائل الاعلام الا يقدمون برامج من مثل مرآة الصحافة او ما تنشره الصحافة كل يوم ؟ من انتبه في كل مناطق العالم الى ماينشر في تونس حتى في الصحف العريقة كلابراس والصباح الا فيماندر لتحوله الجريدة عينها الى اشهار مع ذلك لا يزيد في واقعها شيء لا من ناحية المبيعات ، ولا من ناحية الجودة ولا من ناحية التمحيص والتحليل بجدية اكبر في المواضيع … ماذا اختلفت صحافة اليوم عن صحافة التسعينات والثمانينات والسبعينات والستينات ، الم يكن ما ينشر في تونس خلال الخمسينات مهنيا فعلا . راجعي صحافة العالم وستجدين حينها ان مقالات كان يعاد نشرها ، واخبارا ومواقف كان يستشهد بها … هل توفرت الحرية اكثر من الان حينها ، ام ان هم الصحفي وصاحب الجريدة هو الجريان عكس التيار … ام هو الغباء الفعلي طريقة البحث عن الطريق الصحيح . انا لا انتمي لا الى النهضة ولا الى اي حزب آخر الى الجحيم كلهم ولكني ارى كامل الجهاز الاعلامي في زجاجة وعوض الانطلاق صعودا للخروج ينحدر الى اسفل باستمرار ليسطدم بقعرها . هل تساءل اي صحفي تونسي لماذا صنعت مؤسسات الدولة الصحفية مثل التلفزة ، والاذاعة ، ولابراس كنتونات او جمهوريات داخل الجمهورية ، بماذا استفادت ، وبماذا افادت ؟ وهل يختلف آداؤها عن آداء السلفيين وهل يختلف آداؤها عن آداء البائعين انفسهم للخارج شرقا او غربا … وهل اختلف آداؤها عمن دعا الى استقلال قفصة وهل اختلف آداؤها عمن يسب الذات الالهية وافراد الشعب التونسي بكامله كل يوم على اليوتوب .. في الاخير كان بالامكان ان تقنعني بصحة نضريتك سيدة “السيدة “بكلمتين عقلانيتين وتجعلني احشم على روحي واعيد النظر في نفسي ،،، اما ما فعلته فلم يزد الا في احساسي بالالم والشفقة لا يشاء اصحاب الاقلام الا ترسيخه . لفائدة من ؟ لعلها الذات الغبية .
بالمناسبة كنت شيوعيا ، وكنت ملحدا ، وكنت قبل ذلك خوانجيا ، ولكني ما كرهت الوطن ابدا ارضا وعبادا ودولة رغم ما اصابني منهم في عهد بن علي .