عَنْ بُرَيْدَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ, وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ, رَجُلٌ قَضَى بِغَيْرِ الْحَقِّ, فَعَلِمَ ذَاكَ, فَذَاكَ فِي النَّارِ, وَقَاضٍ لَا يَعْلَمُ, فَأَهْلَكَ حُقُوقَ النَّاسِ, فَهُوَ فِي النَّارِ, وَقَاضٍ قَضَى بِالْحَقِّ, فَذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ))
[أخرجه الترمذي في سننه]
كان ذلك الحديث الشريف أوّل خاطرة استحضرتها بعد تصوير حوار مع والدة الشهيد سليم الحضري لأوثّق تقييمها للقضاء العسكري إثر صدور حكم الإستئناف في قضيّة إبنها حيث ضرب بالحكم الإبتدائي عرض الحائط إذ قضت محكمة الإستئناف العسكرية بتونس يوم الجمعة 31 أوت 2012 بعدم سماع الدعوة في حقّ الضّابط سعيد خلودة و بعشر سنوات سجنا لعون الشرطة عمران عبد العال، علما أنّ المحكمة الإبتدائية العسكرية بصفاقس أصدرت يوم الثلاثاء 1 ماي 2012 حكما بثبوت إدانة الشرطيين المُتّهمين بقتل الشهيد سليم الحضري و الحكم على كلّ منهما بالسجن 20 عاما.
“القضاء العسكري مهزلة” كانت هذه العبارة الأكثر تواترا في تصريحات والدة الشهيد سليم الحضري التي اعتبرت أنّ حقّ ابنها ضاع إثر إطلاق سراح الضّابط سعيد خلودة، حيث فسّرت إفراده بعدم سماع الدعوى أنّه مُحاباة لضابط الشرطة دون العون الذي اكتفى القضاء العسكري بتخفيض الحكم في حقّه من 20 إلى 10 سنوات سجنا.
حدّثتنا والدة الشهيد عن المحبّة الخاصّة التي كانت تُكنّها لإبنها المتوفّي دون إخوته و عن كيفيّة رسوخ صور الواقعة في ذهنها حيث أنّ الرصاصة التي أصابته تحت عينه اكتسحت جمجمته من الدّاخل في مسار حلزوني أتلف دماغه و أسنانه و رحاها ممّا خضّبه في دمه إبّان الإصابة، في مُقابل ذلك رسخت في ذهنها بمرارة و غبنٍ زغاريد زوجة المتّهم سعيد خلودة إثر الحكم له بعدم سماع الدعوى.
حاورنا كذلك السيّد عبد القادر الحضري والد الشهيد سليم الحضري الذي استغرب ممّا قضت به محكمة الإستئناف العسكرية بتونس، و أبلغنا أنّه ليس هنالك مستجدّات تُبرّر هذا البُعد عن الحكم الإبتدائي.
Quel gâchis, quelle (in)justice, quel avenir?!
Et quel espoir et quel fierté en regardant la réaction humble de ce père! Pourtant, je ne saurais pas quelle pire chose peut arriver à une personne que de perdre son enfant..