شارك في هذا الحفل كل من مهدي R2M و الثنائي قيس Vipa و Katybon الى جانب بنديرمان و حمزاوي ماد امين و كلاي BBG . نشط هذا الحفل الصحفي هيثم المكي …وحضرت عديد الوجوه الفنية لمتابعته.
رغم ان القاعة لا تتسع لكل الراغبين في حضور هذا الحفل مما يفسر نفاذ التذاكر قبل يوم من تاريخها و يعود ذلك لرفض عديد قاعات العرض تمتيع هؤلاء الشباب بالغناء و العرض على مسارحهم الا ان التنظيم كان محكما في قاعة التياترو بنزل المشتل و الحضور كان غفيرا و متجاوبا مع ما قدمه الفنانون من اغاني ساهمت في انتشارهم الى جانب انتاجات اخرى جديدة و يعود الفضل للجهود التي قام بها احد القائمين على هذا المهرجان الفني الشبابي كريم الرمادي.
كنا على عين المكان و استجوبنا لكم جملة الفنانين المشاركين تقريبا و اعددنا لكم الروبرتاج التالي:
متابعة و تصوير: امين مطيراوي
مونتاج : محمد عزيز بالزنايقية
السخافة لا تعرف حدودا. من الطبيعي ومن الصحي أيضا أن نحافظ على ملكة النقد والسخرية كدرع تقينا من العودة الى مستنقع الماضي العفن وطقوس تأليه الحثالات التي حكمت بلادنا وأهدرت كرامة شعبنا وجردته من انسانيته لأكثر من نصف قرن. لقد عانى التونسيون الويلات ونهب الطغاة خيراتنا بينما كنتم يا أصحاب الطبول تقرعون البندير. واليوم تتجرأون تحت قناع الفن وحرية التعبير على تحقير انجازات من وقفوا في وجه الظلم وأرهبوا الطاغية حتى أصابه الذعر فلاذ بالفرار هاربا خائبا كالجرذان يجر خلفه ذيول الخزي والعار. لكن كفّوا أيديكم ولا تتجاسروا على أسيادكم الثوار الذين غيروا وجه تونس ومجرى تاريخها، سواء أحببتم أم كرهتم، قبلتم أم رفضتم. تونس تغيرت ولن تعود الى ما كانت عليه. العالم كله شاهد على التغيير الذي حدث بما في ذلك حلفاء النظام المنهار. عندما كنتم تقرعون البندير كان أبطال الثورة يتصدون بصدورهم العارية لرصاص البوليس والقناصة. تضحياتهم حققت المعجزة التي لم تكن في الحسبان بل كانت تبدو مستحيلة. بنديركم لم ولن يغير تاريخ تونس. واذا أردتم التنكيت والقهقهة فعليكم بزملائكم المرتزقة من أهل الفن والطرب الذين كانوا في مقابل حفنات من الدنانير يصدحون بحناجرهم الملتهبة لإيقاد الحماس في الجماهير بأغاني الحب والاخلاص لصانع التغيير الذي لم يغير شيئا من محنة الشعب المقهور والمغلوب على أمره. اذا كنتم تريدون أسماء فكاهية تثير الضحك فعليكم بمن راهن على الحمار الخاسر من أمثال لطفي بوشناق و لطيفة العرفاوي- على سبيل الذكر فقط لا الحصر. ولا داع لتذكيركم بأبطال حرية التعبير المولودين بعد 15 جانفي 2011 والمتناسين أنهم كانوا قبل ذلك التاريخ ينبطحون في الاعلام الذي استعمله بن علي لمسح حذائه. ولماذا لا تضحكون كذلك من تلك الموميات التي خرجت من أكفانها بعد الثورة ونسيت أنها كانت في أيام عنجهيتها تطارد المعارضين وتنزل بهم ويلات العذاب وتهدر كرامتهم بممارسة الفاحشة فيهم وفي نسائهم في زنزانات وزارة الداخلية؟ هل فاتكم أن الباجي قايد السبسي وفؤاد المبزع الذين قادا البوليس أصبحا بعد نجاح الثورة يتمجدقان ب “ثورتنا المباركة؟” و”شهدائنا الأبرار”؟ لو كانت لكم ذرة من العقل أوالذوق السليم ولو كانت أعينكم متفتحة على العالم لكنتم تعلمون أنه رغم مرور أكثر من قرنين على الثورة الفرنسية فان الفرنسيين يقيمون الدنيا ويقعدونها لو تجرأ أحد على المساس بتاريخها الدموي رغم أنها كانت في حقيقة الأمر نموذجا للشراسة والوحشية وزهق الأرواح. وحتى اليوم تقشعر أجسام بقية الأوروبيين عندما يدرسون الثورة الفرنسية التي تساقطت فيها الرؤوس كأنها ثمار نضجت على أشجارها. تلك الثورة أدخلت مفهوما جديدا على الحكم وهو ما أطلقوا عليه بأنفسهم تسمية الحكم بالارهاب. ولكنهم ما زالوا حتى اليوم يحيطون ثورتهم بسياج من التقدير والتكريم والتقديس. ففي عام 2001 بمناسبة مباراة لكرة القدم في باريس بين فريقي فرنسا والجزائر قام بعض من الشباب الجزائري بالتصفير أثناء عزف النشيد الوطني الفرنسي. فقامت القيامة وحتى اليوم لم تقعد. وعقد البرلمان جلسات طارئة وشرّع قوانين استثنائية تعاقب بالسجن والغرامات المالية العالية كل من يهين الثورة الفرنسية. وانبرت وسائل الاعلام تندد وتشتم وتصب الزيت على النار كأن عدوا أجنبيا غزا البلاد. علما بأنهم لما جاءهم العدو الألماني أسرعوا لإلقاء سلاحهم. حادث التصفير وقع في 6 أكتوبر 2001 وحتى اليوم رغم مرور 11 عاما ما يزال الباحثون في الجامعات والمعاهد العليا منكبين على دراسة وتحليل سلوك الشباب الجزائري الذي ولد أو كبر معظمه في فرنسا وأصبح فرنسيا وان كان من الدرجة الثانية. وما زال الخبراء يبيضون الدراسات السوسيولوجية الواحدة تلو الأخرى لتغذية الزوبعة في فنجان الاعلام الفرنسي الذي تضخم فأصبح بحجم القدر. و في الأسبوع الماضي استعرضت صحيفة لوموند من جديد تقريرا آخر يضاف الى عشرات أو ربما مئات التقارير السوسيولوجية التي سبقته عن الشباب الجزائري. ذلك الحادث الذي لم تزهق فيه روح واحدة أنسى فرنسا ثماني سنين من حربها الاستعمارية الضارية في الجزائر التي أودت بحياة مليون ونصف المليون من الجزائريين- دون أن ندخل في تفاصيل أخرى. فمجرد تصفير مجموعة من الشبان المتحمسين أو المتهورين اعتبر أخطر من المجازر التي ارتكبت على مدار 132 عاما من الاستعمار وتحويل الجزائر الى أقاليم فرنسية لفسخ هويتها ونهب خيراتها. وفي يوم أول نوفمبر الماضي-عيد استقلال الجزائر واحياء ذكرى الشهداء- حيّاها وزير الدفاع السابق في حكومة ساركوزي لونجي على شاشة التلفزيون بمسك ذراعه اليمنى عند المرفق بيده اليسرى ثم تحريك ذراعه بإيماءة فاحشة لا يخفى معناها. وعلى الفور تضامن معه زميل له في البرلمان فردد نفس الحركة أمام الكامرات وعدسات التصوير. الاعلام الفرنسي لم ير عيبا والمسؤولون لم يستنكروا الحركة بل هوّنوا من بعدها مفسرين أنها حركة فردية لا تستحق التهويل ولا يجب أن تقف حجر عثرة أمام زيارة الرئيس الفرنسي القريبة للجزائر لتوقيع اتفاقية تعاون عسكري تجني منها فرنسا مليارات من الأورو. ولكن أعود الى تونس والاستهتار بثورتها وما أنجزته. ربما أعجب الفنانون بحركة الوزير الفرنسي تجاه الجزائر الشقيقة وتأسفوا لكونه نسي بلادنا فقرروا أن أفضل شيء هو أن يخدم الانسان نفسه بنفسه بمعنى سلف سرفيس. فحتى لا تبقى تونس غير مهانة سدوا فراغ الحركة الفاحشة بتنكرهم لانجاز الثورة واغفالهم لدور الشهداء. فصفق لهم الجمهور الواعي.
هؤلاء الفنانون هم الوجه المشرق لتونس : فن ، تحر تقدم ، بهجة وحياة = نور وأمل !!