حوارنا الأول كان مع الخبير الدولي السيد ﻣﺎﺭﻙ ﻭﻳﺴﱪﻭﺕ، مدير مركز البحوث الاقتصادية و السياسية، بواشنطن.
محاور الحوار الثلاثة كانت :
– موقفه من تعامل تونس مع صندوق النقد الدولي.
– هل توجد بدائل أخرى أسلم و أنجع للإقتصاد التونسي.
– موقع صندوق النقد الدولي من إستراتيجية الهيمنة الأمريكية على ما بات يعرف بالربيع العربي.
فيما يلي نص الإجابة التي تفضل بها السيد ﻣﺎﺭﻙ ﻭﻳﺴﱪﻭﺕ :
المشكل مع صندوق النقد الدولي أنه يعتبر القيادة الرئيسية في هذا المجال لأنه يحدد السياسات الاقتصادية الكبرى. أما البنك الدولي فلديه الكثير من النفوذ لأنه يتحالف مع صندوق النقد في معظم البلدان و هذا ما حوّل المؤسستين إلى جانب عدد من المؤسسات الممولة المتعددة الاطراف إلى نوع من الإتحاد الإحتكاري للمولين أو الكارتل ذي التأثير الواسع على البلدان ذات الدخل المنخفض.
إلا أن صندوق النقد الدولي فقد الكثير من قوته الائتمانية، ققد خرجت معضم بلدان أمريكا اللاتينية من دائرة نفوذه، و لم تعد تقترض منه أو تستمع إلىه. و هذا ما حصل أيضا مع البلدان ذات الدخل المتوسط بعد الأزمة المالية الآسيوية في التسعينات حيث غادرت كوريا الجنوبية و تايوان تايلندا و الفيلبين و حتى روسيا صندوق النقد الدولي و لم يعودوا إليه بعد تجربتهم تلك. و مقابل هذه الخسارة فإن صندوق النقد الدولي يمتلك الآن موارد ضخمة أغلبها في أوروبا.
المهم هنا أن صندوق النقد الدولي غالبا ما يدعم سياسات مضرة باقتصاد البلدان المقترضة، من قبيل السياسات النقدية و الجبائية الخانقة و الإصلاحات الهيكلية و الخصخصة التي تضعف النقابات و القوة العمالية و التي غالبا ما يكون لها تأثيرا سلبيا على إعادة توزيع الثروة لصالح الأثرياء.
و هذا طبعا حسب البلد المعني بهذه الإصلاحات. فبالنسبة للبلدان النامية فإن صندوق النقد الدولي يجعل من الصعب على هذه البلدان رسم أية استراتيجية تنموية لأن الصندوق بطبعه يعارض هذا التوجه.
أما بالنسبة لتونس و على المدى القريب فإن صندوق النقد الدولي لا يدعو إلى إصلاحات جذرية. إلا أن لديه برنامج و استراتيجية متوسطة المدى أعتقد أنها مضرة جدا.
فقد سجل الإقتصاد التونسي انكماشا بنسبة 2.5٪ إلى 2.7٪ خلال العام الماضي. أما معدل البطالة فيتراوح بين 18٪ و 19٪. و أغلب هذا كان تحت تأثير الصدمات الخارجية، مثل عودة العمال التونسيين من ليبيا التي عمقت أزمة البطالة. لكن السبب الأهم يعود إلى الأزمة الإقتصادية في أوروبا و انعكاساتها السلبية على تونس.
و من المفارقات أن ما يقوم به صندوق النقد الدولي في أوروبا يضر مباشرة بالإقتصاد التونسي. فمعظم الاستثمارات تأتي من أوروبا و كذا التحويلات النقدية للعاملين بالخارج. أوروبا تحتل أيضا المركز الأهم بالنسبة للصادرات التونسية. و كل هذا تأثر بسبب الأزمة االحالية التي تعصف بمنطقة اليورو، الشيء الذي يضر تونس حاليا أكثر من أي شيء آخر.
و في المقابل لا تبدو الخطة المقترحة من قبل صندوق النقد الدولي جيدة. فالصندوق يريد تقليص العجز في الميزانية إلى حدود 2٪ بحلول عام 2017 و هذا سيؤذي الإقتصاد التونسي الذي يشهد انكماشا. كما أن الصندوق يرغب في تقييد السياسة النقدية مما سيسبب بطئا في النمو الاقتصادي.
المشكل أن تونس تواجه عجزا كبيرا إلى حد ما في الحساب الجاري ب 7.5٪ من الناتج الداخلي الخام، هذا على الأقل بالنسبة للسنة الفارطة. إضافة إلى عجز الإحتياطي من العملة الأجنبية. الشيء الذي يقوي موقع صندوق النقد الدولي خلال مفاوضاته مع تونس، إلا إذا تمكنت تونس من إيجاد بدائل أخرى لاقتراض الاحتياطات التي في الحقيقة لا تمثل مبلغا كبيرا.
سيكون من الرائع إذا أن تتمكن تونس من الحصول على البعض من هذه الإحتياطات من الصين مثلا أو من الدول التي لديها الكثير من احتياطات العملة الأجنبية. فبعض حكومات أمريكا اللاتينية التي رفضت السياسات التقشفية التي يمليها صندوق النقد الدولي حصلت على بعض الأموال من الصين مثلا. توجد الآن موارد من الإحتياطات التي لم تكن متوفرة قبل 10 سنوات و هذه هي أحدى الأسباب االتي جعلت صندوق النقد الدولي يفقد بعضا من قوته.
حسب المعلومات المتوفرة لدينا، أعتقد أن البرنامج المقترح بين صندوق النقد الدولي و تونس يدور حول 2 مليار دولار امريكى و هذا البرنامج سيضر بالإقتصاد التونسي أكثر من أن ينفعه. في آخر إستشارة لصندوق النقد الدولي مع تونس في شهر سبتمر الفارط و في البند الرابع منها أبدى الصندوق عن رغبته في تقليص البطالة و الفقر و مساعدة الطبقات المعوزة إلا أنه لم يقدم أي اقتراحات عملية لتحقيق هذه الأهداف. و إذا ما دققنا في برنامج الصندوق المتوسط المدى فسنلاحظ رغبته المعلنة في تقليص العجز و تقييد السياسة النقدية. الشيئ الإيجابي الوحيد الذي أراه في البرنامج يتمثل في تخفيض قيمة الدينار التونسي الذي سيكون له تأثيرا أيجابيا على الإقتصاد و هم محقون في ذلك. المشكل أن تخفيض قيمة الدينار قد ينتج تضخما قد لا يكون حادا بالضرورة.
و سيأتي صندوق النقد الدولي حينها بحزمة برامج سلبية على الإقتصاد للحد من التضخم. و سيسعى إلى التقليص من دعم بعض المواد مثل الطاقة و الغذاء و إلى الرفع في الأسعار مما سيضر بالمجتمع و سيزيد من أزمة البطالة. فصندوق النقد الدولي لا يكترث من هذه القضايا، كل ما سيطلب هو الحد من التضخم مهما كانت السلبيات حتى و إن ارتفعت نسبة البطالة. البرنامج الذي يقترحه صندوق النقد مضر في عمومه بالإقتصاد التونسي.
لذا فإني أتمنى أن يتمكن النظام التونسي من إيجاد حلول بديلة للتمويل مما يمكنه على الأقل من قدرة تفاوضية قوية مع الصندوق و قد يدفعه هذا أيضا إلى الإستغناء كليا عن صندوق النقد الدولي مثل ما فعلت العديد من البلدان.
يجب على النظام التونسي أولا أن يقدم حلولا للنسبة المرتفعة للبطالة التي تتراوح بين 18٪ و 19٪. حتى أن صندوق النقد الدولي يقر نظريا في ورقته أن تونس بحاجة إلى تكثيف الإستثمار العمومي و إلى خلق مواطن شغل من أجل تحقيق هذا، منتقدا تقصير الحكومة التونسية في هذا المجال خلال الفترة السابقة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه يكمن في مصادر تمويل مثل هذا الإستثمار. و ليس مستحيلا على تونس أن تحقق هذا، إلا أن صندوق النقد الدولي سيندد بارتفاع نسبة العجز و سيسعى إلى تقليصه. المعضلة هنا أنه لا يمكن تحقيق الغايتين في نفس الوقت. و أعتقد انه من مصلحة تونس و مصر خلق مواطن شغل حتى و إن كلفهما ذلك ارتفاعا في نسبة العجز لبعض سنوات. هذا هو الهدف الأهم و العاجل بالنسبة للبلدين. أما إن ضحيا باقتصادهما من أجل تسديد الديون أو من أجل التخفيض في عجز السيولة النقدية و التجارية فسيواجهان نفس الأزمة التي تعاني منها أوروبا حاليا : ركودا إقتصاديا طويلا و ارتفاعا في نسبة البطالة.
على تونس و مصر أيضا أن يبحثا عن حلول بديلة في حال شكلت الشروط المجحفة لصندوق النقد الدولي عائقا للنمو الإقتصادي و لمعالجة أزمة البطالة. يمكن مثلا التفكير في الحد من التوريد قصد التقليص من حاجتهما للعملة الصعبة أو التفكير في السيطرة على رأس المال حفاظا على بقاء العملة الصعبة داخل أرض الوطن.
هناك إذا العديد من الحلول التي يمكن للحكومات إيجادها. فقد تمكن الأرجنتين مثلا من تعليق تسديد الديون منذ 11 سنة و لم يتمكن باستطاعة البلد التداين مجددا في السوق العاللمية منذ ذلك لوقت، إلا أنهم نجحوا في تحقيق نسبة نمو أكبر من بقية بلدان العالم و نجحوا أيضا في تقليص الفقر بشكل ملفت للإنتباه. فقد سجلوا كل هذا النجاح دون اللجوء إلى سوق رأس المال العالمي. أتمنى أن تتمكن تونس و مصر من انتهاج هذا المسلك بدل التضحية باقتصادهما.
في كل الحالات التي شاهدتها هناك دائما حلولا بديلة لبرامج صندوق النقد الدولي. الإستثناء قد يكون مع أفقر دول العالم التي لا تملك أحيانا خيارات آخرى. لكن تونس و مصر ليسا في هذه الوضعية.
كلنا نعرف، و هذا أيضا مشاع هنا في واشنطن، أن السبب الذي يجعل الحكومة الأمريكية تساهم بقدر هام في تمويل صندوق النقد الدولي و تدافع عنه بشراسة عندما تطالب بتصريح من الكنجرس من أجل ضخ الأموال للصندوق، و يقولون هذا بشكل علني، هو النفوذ العالمي و التأثير علي سياسة الدول من خلاله.
لقد خسرت الولايات المتحدة الكثير من نفوذها في العالم بسبب تراجع نفوذ صندوق النقد الدولي إلى نصف المستوى الذي كان عليه قبل عشر سنوات. فبالنسبة للولايات المتحدة يشكل صندوق النقد الدولي أهم أداة نفوذ لها في البلدان النامية. لقد كان دور صندوق النقد أكبر من دور الجيش الأمريكي و من دور وكالة المخابرات الأمريكية و من دور كل العمليات السرية و من دور برامج وزارة الخارجية الأمريكية.
صندوق النقد كان أهم دعائم النفوذ الأمريكي في العالم لأنهم يسيطرون على الإتحادات الإحتكارية (كارتل) للممولين مثل البنك العالمي و البنوك الجهوية و نادي باريس و غيرها من الذين يرفضون تمويل الدول التي لا تطبق ما يمليه صندوق النقد الدولي من برامج. إلا أن تأثيرهم قد تراجع بشكل كبير و لم يعد لصندوق النقد الدولي و بالتالي للحكومة الأمريكية نفس النفوذ الي كانا بتمتعان به سابقا.
لأجل هذا يجب على تونس و مصر أن يدرسا جيدا التعاقد مع صندوق النقد و أن يسعيا إلى البحث عن بدائل تمويل لتجنب الشروط التي يمليها صندوق النقد الدولي. فأهم شيء هي تلك الشروط المرتبطة بالدين و ليس الدين بحد ذاته أو فائضه.
على المدى القصير يخشى الساسة، إذا ما اختاروا نهجا مستقلا عن الدوائر المالية العالمية، من مواجهة الأزمة مثل ما حصل في الأرجنتين. و خلال الأزمة المالية التي شهدتها آسيا في التسعينات رفضت ماليزيا برامج صندوق النقد الدولي و قامت في المقابل بالسيطرة على خروج العملة الصعبة و نجحت على ما يبدو أكثر من البلدان التي طبقت توصيات صندوق النقد. لذا فمن الممكن إيجاد حلول بديلة بشرط أن تكون الحكومة قوية و قادرة. و يجب على هذه الحكومات أن تحشد التأييد الشعبي الذي بدونه ستكون الأمور أصعب و أن تصارح الشعب بخياراتها الأليمة في مواجهة مثل هذه القوى الأجنبية التي ستضر برامجها بالبلاد أكثر.
بالطبع تجد في كثير من الأحيان حكومات يمينية أو نيوليبيرالية تتناغم برامجها مع برامج صندوق النقد الدولي و يستعملونه كمجرد غطاء لتمرير سياسياتهم الإقتصادية و المالية. و حتى من المنظور السياسي فمن السهل أن تتملص هذه الحكومات من المسؤولية بإلقاء اللوم على برامج صندوق النقد الدولي في حال فشلها. أما إذا اختارت هذه الحكومات سياسة مستقلة عن صندوق النقد، مثل البلدان الأوروبية التي تريد الخروج عن منظومة الأورو، فإنها ستتحمل تبعات كل الأخطاء التي يمكن أن تلحق بالأوضاع.
أعتقد أن فكرة التدقيق في الديون السابقة جيدة لأنها ستساعد حشد التأييد الشعبي اللازم لإلغاء الديون في حالة ما إذا كان الخيار الضروري أو الأفضل مثلما حصل في الأكوادور، حيث وعد النظام خلال حملة رفاييل كوريا الإنتخابية بتكوين لجنة مستقلة للتدقيق في الديون و وعد بعدم تسديد أي دين تم اقتراضه بطريقة غير شرعية.
فليس من العدل أن تتحمل الشعوب تبعات الديون التي تحصل عليها حكامهم الدكتاتوريون و أحيانا بطرق غير شرعية في الوقت الذي حُولت هذه المبالغ إلى حساباتهم الخاصة في بلدان مثل سويسرا دون أن ينتفع بها الشعب.
باستثناء بعض الحالات التي ترى فيها الحكومة الأمريكية مصلحة سياسية لتقديم قروض لدول مثل تونس و مصر حتى و إن لم تطبق هذه الدول توصيات صندوق النقد الدولي، باستثناء هذه الحالة النادرة، فلم أرى أبدا مساندة صندوق النقد الدولي لأي برنامج صناعي للبلدان المقترضة.
باستثناء أوروبا، الخزينة الأمريكة هي التي تدير حقيقة صندوق النقد الدولي في البلدان النامية. و الخزينة الأمريكية هي التي سترسم السياسة في مصر و تونس.
=====
نقله إلى العربية سامي بن غربية
Thanks a lot for this very informative testimony. As usual, great job from nawat.
I fully agree with author! No more comments!
Meriem may be you can help tunisian government to work more efficiently ;)! (the way he is working now it’s a horribly bad. It looks they don’t have real experts that can give them good advices (or may be they don’t want to have).
Why don’t you propose to dismiss the government and put Meriem in charge? This would be more simple and more efficient. And we won’t need any elections.
http://www.youtube.com/watch?v=YzP5l74rcDc
Parmi les mauvaises habitudes que la dictature a implantées en Tunisie il y a celle d’inciter les gens à jeter des compliments à droite et à gauche même, et surtout, s’il ne sont pas mérités. Autres temps, autres coutumes. Si Nawaat fait du bon travail, ce ne devrait pas être considéré comme exceptionnel mais comme répondant à l’attente de ses lecteurs. Ceci dit je parlerai plutôt de Mark Weisbrot qui a dit des choses intéressantes. Pour cela je regrette que certains points importants dans son interview ont été négligés dans la traduction. Je me contente d’attirer l’attention sur quelques uns, tout en élaborant un peu. L’un concerne l’importation de produits non nécessaires que Weisbrot conseille d’interdire pour éviter une hémorragie des devises étrangères dont le pays a un grand besoin. Je pense à des articles comme ceux des soins de beauté ou aux vêtements de luxe. Chacun peut allonger la liste à sa guise. La question est de savoir si le civisme des classes privilégiées tunisiennes acceptera de bon coeur telles restrictions. Weisbrot en est bien conscient car il a aussi mentionné un point que je n’ai pas retrouvé dans la traduction, celui de la nécessité d’avoir un gouvernement fort, capable d’imposer des mesures impopulaires. Quand je pense à la campagne de harassement dirigée contre le gouvernement par certains médias et partis politiques et qui n’a que peu à faire avec la critique mais tout avec la médisance, je suis en droit de me demander si le but non avoué n’est pas plutôt de faire échouer l’action gouvernementale. Je ne m’attarderai pas aux vomissements de cette poignée de mafieux de l’internet qui polluent les réseaux sociaux dont celui-ci avec leurs commentaires. Je mets cela au compte d’une déformation congénitale qui a placé leurs cordes vocales au niveau de leur rectum. Cette pègre veut accaparer la place laissée vide par celle de Ben Ali et Cie et veut nous imposer une nouvelle morale de la grossièreté. Mais étant donné que nous sommes en démocratie on en accepte les conséquences et le mieux à faire est de les négliger. Ce que je trouve de réconfortant c’est que parmi les milliers de visiteurs de ce site je n’ai repéré que deux ou trois douzaines de cette racaille, parmi laquelle peu de femmes. Un autre point concerne l’endettement. Weibrot pense que dans son intérêt la Tunisie devrait s’adresser à d’autres bailleurs de fonds pour limiter sa dépendance du FMI. Comme exemple il cite la Chine qui est venue à la rescousse des pays d’Amérique Latine. Chavez aussi aidait ses voisins. Nous savons aussi que l’Afrique profite de même grandement des largesses de la Chine, ce qui fait grincer la France des dents. Mais la même France s’attend à ce que sa dette va atteindre 95% de son PIB cette année. En ce qui concerne la Tunisie, les pays arabes, notamment ceux du Golfe et la Libye ont manifesté lorsque le nouveau régime se mettait en place leurs bonnes intentions. Dans l’enregistrement secret de la conversation entre Jébali et Caïd Essebsi publié sur ce site le vieux filou reconnaissait les facilités que le Qatar avait proposées. Mais depuis, nous avons eu une levée de boucliers contre les pays arabes, insultés à cause de leur désert et leurs chameaux. Je me demande si les imbéciles qui mènent une telle campagne s’imaginent que la Tunisie est un pays Scandinave. Leur est-il jamais venu à l’esprit que pour les Arabes le désert a fait fonction d’océan? Dans leurs longs voyages à travers cette immense étendue de sable sans repères, avec des dunes constamment changeantes au gré des vents, les Arabes ont développé un sens de l’orientation et de l’astronomie dont ont profité plus tard les navigateurs européens. Considérer les chameaux comme une insulte témoigne de l’ignorance et de l’indigence intellectuelle de ceux qui lancent de telles diatribes. Les chameaux ont été un précieux atout dans les échanges commerciaux et culturels entre l’est et l’ouest, l’Europe et l’Asie, longtemps avant les routes maritimes, et ce un millénaire avant J.C. Marco Polo a voyagé avec des caravanes de chameaux dans ses expéditions vers la Chine. Les campagnes de vulgarité et d’insultes contre le Qatar et l’Arabie Saoudite ne sont pas de nature à encourager ces pays à nous tendre la main. Mais les pays occidentaux sont à l’affût de leurs investissements, et ils n’ont pas besoin d’un pays sous-développé en faillite avec une pègre grossière pour y placer leur argent. Les Saoudiens ont placé des trillions de dollars aux Etats-Unis. En France le Qatar investit dans des projets culturels comme le Louvre et dans divers autres domaines, ce qui suscite certaines réactions sur des sites racistes qui ne sont pas moins cons que les nôtres. Voici un échantillon que j’ai relevé: “La mode qatari arrive en France. Après le PSG, le Qatar achète le Louvre.Le Qatar est indiscutablement le fer de lance de l’impérialisme musulman en France avec l’accueil plus que bienveillant de nos dirigeants et de tous les politiques confondus. Le Qatar ne dispense pas ses pétrodollars sans contrepartie et son soutien aux extrémistes musulmans dans les révolutions arabes prouve, s’il en était besoin, que ses arrières pensées sont djihadistes. Nos dirigeants font semblant d’oublier que les pétro dollars en général et l’argent qatari en particulier n’ont pas que l’odeur de la charia et de la takkya, ils en ont aussi le goût, l’impact et les conséquences. Les arts de l’Islam au Louvre, c’est une infraction à la loi de 1905. Pourquoi pas une section arts du christianisme, arts du judaïsme, art du bouddhisme, etc.?” Nos arriérés mentaux qui n’ont rien trouvé de mieux à singer en France qu’une certaine lie de la population française doivent se sentir fiers en lisant cet exemple. Ils sont tombés aussi bas que ceux qu’ils admirent. En Angleterre où le plus haut gratte-ciel d’Europe, le Shard, s’est élevé à Londres à une hauteur de 310 m. cela s’est fait grâce au concours du Qatar, les Anglais étant incapables de couvrir les frais s’élevant à 2,5 milliards de Livres Sterling. Le plus prestigieux magasin du Royaume-Uni, le Harrods, a aussi été sauvé par le Qatar qui l’a acheté. Je sais bien que les pouilleux de chez nous qui insultent le Qatar vont faire semblant de faire la fine bouche, mais ce ne sont pas eux qui vont décider de l’avenir de la Tunisie. Ou bien va-t-on baisser les bras comme on l’a fait devant Ben Ali et les Trabelsi?
Pour les petits malins qui s’imaginent que c’est dans l’intérêt de la Tunisie d’insulter le Qatar ou comme on dit التطاول على قطر il serait intéressant de prendre connaissance d’un livre qui vient juste d’être publié chez Michel Lafon avec comme titre: “Qatar, les secrets du coffre-fort”. Les auteurs sont deux des meilleurs spécialistes français du Moyen-Orient, et qui plus est, des journalistes intègres, comparés à leurs autres collègues de l’hexagone pour lesquels la meilleure prestation de la Tunisie révolutionnaire a été la photo d’Amina exhibant ses nichons. Il s’agit en l’occurence de Georges Malbrunot et Christian Chesnot qui ont sillonné le Moyen-Oriënt et y ont vécu de nombreuses années. En plus de leurs reportages, ils sont les auteurs de nombreux ouvrages sur la région. Malbrunot écrit actuellement pour Le Figaro et Chesnot est spécialiste du Moyen-Orient à France Inter. En 2004 les deux ont été enlevés en Irak et gardés en otage pendant 124 jours. D’après le Times, la France aurait versé 15 millions de dollars aux ravisseurs pour les libérer. Comme il se doit, le gouvernement français, fidèle à sa tradition, nie tout en bloc. Leur libération serait due à un remords soudain qu’auraient ressenti les ravisseurs. Comme on le sait, ces gens-là ont le coeur très tendre. Surtout lorsqu’il s’agit de millions de dollars. Mais ne divaguons pas et retournons au livre. A l’occasion de sa sortie les auteurs ont accordé une interview à Pascal Boniface dont je relève les passages suivants: “Question: La France doit-elle voir le Qatar comme un partenaire ou comme une menace ?
– La peur est toujours mauvaise conseillère. Le Qatar est un investisseur important en France, il intervient dans les domaines les plus variés (sport, hôtellerie de luxe, grande distribution, médias, etc.). Au total, les investissements de l’émirat dans l’hexagone se montent à environ 14 milliards de dollars, mais il faut savoir qu’il investit quasiment le double en Grande-Bretagne, et ça ne pose pas de problème. Donc l’idée que le Qatar rachèterait la France est exagérée. Et puis, notre agenda diplomatique n’est pas forcément le même : le Qatar soutient le Hamas alors que la France et les Européens, soutiennent l’Autorité palestinienne. Sur le dossier du Mali, Doha a critiqué l’intervention française. François Hollande semble avoir rééquilibré la politique française dans le Golfe en faveur de l’Arabie saoudite et des Emirats arabes unis.
– Comment expliquer le ‘Qatar bashing’ auquel on assiste ?
– En fait, le Qatar est sans doute victime de son succès. Il y a seulement quelques années personne en France ou en Europe ne connaissait ce micro pays, même si la chaîne de télévision Al-Jazeera avait fait connaître l’émirat. La rapidité de la montée en puissance qatarienne ces deux dernières années tant sur le plan économique que diplomatique a beaucoup surpris en Occident et a suscité beaucoup de questions, d’autant que les responsables qatariens, à commencer par l’émir lui-même, ne communiquent pas. Et puis, il ne faut pas sous-estimer l’islamophobie ambiante en France qui a certainement joué en défaveur du Qatar. Pour l’opinion publique française, l’émirat combine deux défauts : être wahhabite et être immensément riche” ! L’islamophobie ambiante en France se transforme en rage chez certains en Tunisie. Mais de toute façon il est intéressant de constater comment les pays développés savent assurer leurs intérêts alors que les imbéciles d’un pays sous-développé ne se réalisent pas qu’avec leurs ricanements stupides ils s’acharnent à nuir davantage à l’économie boiteuse de leur pays.
[…] l’opinion publique sur la question du prêt de précaution du FMI, Nous avons réalisé une interview avec Mr. Mark Weisbrot, directeur du centre des recherches économiques et politiques de […]
[…] sur la question du prêt de précaution du FMI, Nous avons réalisé une interview avec Mr. Mark Weisbrot, directeur du centre des recherches économiques et politiques de […]
[…] التي بات يكابدها نحو مليوني تونسي في انتظار أن تبوح السياسة الاقتصادية والاجتماعية الجديدة ، التي تقوم أساسا على الاقتراض والتداين الخارجي […]