• تمهيد :
شهدت المنظومة التربوية التونسية في العقود الثلاثة الماضية تردّيا غير مسبوق إن على مستوى جودة خريجيها الذين أقصتهم كل التصنيفات الدولية من ترتيبها السنوي وإن على مستوى مضامين برامجها التي لامست مستوى الضحالة أو على مستوى المناهج المسقطة المعتمدة في تبليغ هذه المضامين وإن كذلك على مستوى الواقع اليومي الذي تعيشه المؤسسات التربوية من انعدام أبسط ضروريات العمل ومن اهتراء بناها الأساسية و من استشراء ظواهر دخيلة عنها لعلّ أبرزها ظاهرة العنف الممنهج المسلط على المدرسين وعلى الإطار التربوي عموما وعلى التلاميذ الذين أضحوا بالإضافة إلى ذلك ضحايا لاستشراء آفات المخدرات والمسكرات والاعتداءات الجنسية بشتى أنواعها هذا دون الحديث عن جحافل المعطلين عن العمل الذين ضاقت سوق الشغل عن استيعاب الأعداد المتزايدة منهم في ظل القطيعة المتنامية بين متطلباتها وبين نوعية التأهيل والإعداد التي توفرها المنظومة الراهنة، فما العمل لوقف هذا النزيف الذي يهدد في العمق أقدس ثرواتنا الوطنية؟ وما دور القوى المجتمعية التقدمية في بلورة بديل وطني يقطع مع السائد ويؤسس لمنظومة تستجيب لحاجياتنا الحقيقية؟
• التعريف:
إن وعينا جميعا بحتمية إنجاز إصلاح حقيقي لمنظومتنا التربوية المهترئة يدفعنا إلى البحث عن آفاق جديدة تقطع مع كل الخيارات التي أدت إلى هذه الوضعية المأسوية وتضع اللبنات الأولى لمنظومة تنبع من ثوابت لا محيد عنها ألا وهي العمومية والمجانية والديمقراطية والتقدمية والوحدة وهي مهمة لا يمكن إنجازها إلا من قبل جميع القوى المؤمنة بهذه الثوابت والمؤمنة قبل ذلك بأن الشأن التربوي لا يمكن أن يكون إلا شأنا عاما يهم كل قوى المجتمع المدني و منظماته الناشطة و أهل التربية والتعليم وكل من له صلة به من قريب أو بعيد بما ينأى به عن كل التجاذبات السياسية والإيديولوجية ولا يخضعه إلى خيارات أي سلطة مهما كانت طبيعتها أو توجهاتها ومن هنا نبعت الحاجة إلى إنشاء ائتلاف وطني جامع بين مختلف منظمات المجتمع المدني الناشطة وذات الصلة والمستقلة عن جميع التيارات الحزبية والسياسية تحت مسمى ” ائتلاف تونس لإصلاح التعليم ” وهو ائتلاف يضع على رأس أولوياته العمل على وضع البرامج وضبط الآليات الكفيلة بإصلاح المنظومة التربوية الراهنة وبالدفاع عن عموميتها ومجانيتها وديمقراطيتها وتقدميتها ووحدتها وكذلك العمل على ربط الصلة مع كل المنتديات والائتلافات الوطنية والعربية والدولية التي تشترك معه في نفس التصورات وتتبني وإياه نفس القناعات باعتبار أن الخيارات التي أدت بالمنظومة التربوية المحلية إلى ما هي عليه اليوم هي نفس الخيارات التي يحاول تعميمها على مختلف شعوب العالم وأممه وهو ما يدعو إلى ضرورة التوحد في سبيل عولمة النضال ضدّها.
• ائتلاف تونس لإصلاح التعليم منتدى مدني مفتوح أمام كل جمعيات المجتمع المدني ومنظماته المستقلة عن كل الأحزاب والتيارات السياسية والإيديولوجية والملتزمة بمبادئه التأسيسية وأهدافه المعلنة.
• تتكون الهيئة التأسيسية لائتلاف تونس لإصلاح التعليم من الجمعيات والمنظمات التالية:
• النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي.
• النقابة العامة للتعليم الثانوي.
• الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
• المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
• جمعية النساء الديمقراطيات.
• جمعية أسرة.
• شبكة دستورنا.
• جمعيّة الدفاع عن الطفل.
• المنظّمة التونسيّة للدفاع عن التّلميذ.
• يمكن أن يتم الانخراط في الائتلاف بصورة فردية.
• كل منظمة أو جمعية غير مساهمة في عملية التأسيس وتعبر عن رغبتها في الانضمام إلى هذا الائتلاف يجب أن تحوز على موافقة ثلثي مكونات الائتلاف الأصلية إضافة إلى وجوب علاقتها بالتربية والتعليم وذلك من خلال قانونها الأساسي.
• الأهداف:
يهدف “ائتلاف تونس لإصلاح التعليم” إلى تجميع كل مكوّنات المجتمع المدني حول مشروع وطني يرمي إلى:
• تمكين كل مواطنة ومواطن تونسي من حقه الأساسي في التعلّم.
• إصلاح حقيقي وجوهري للمنظومة التربوية والنهوض بها على مختلف الأصعدة.
• العمل على القضاء على الأمية بمختلف أنواعها.
• النهوض بذوي الاحتياجات الخصوصية والعمل على إدماجهم ضمن المنظومة التربوية.
• تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين والقضاء الفعلي على تأنيث الأمية والجهل.
• تعميم التربية ما قبل المدرسية لتشمل جميع الفئات والجهات.
العمل على تأسيس مجلس أعلى للتربية مستقل عن وزارة الإشراف ويضم في صفوفه كل مكونات الأسرة التربوية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة ودسترته
• البرامج والأنشطة:
تنقسم برامج ائتلاف تونس لإصلاح التعليم إلى:
أنشطة فكرية تقوم على:
• بلورة جملة من المشاريع والدراسات الأكاديمية والتربوية التي تتصل بكل ما يتعلق بالمنظومة التربوية.
• عقد ندوات ومؤتمرات وطنية وعربية ودولية تتناول بالدرس مختلف التجارب الحاصلة في ميدان الإصلاح التربوي وتستفيد من الخبرات المختصة.
• ترويج عمل الحملة إعلاميّا.
أنشطة ميدانية تتمثل في:
• تشكيل ائتلافات إقليمية ودولية تعنى بالإصلاح التربوي.
• تعزيز وتفعيل الشراكة مع منظمات المجتمع المدني.
• ربط الصلة مع الأطراف المتدخلة في الشأن التربوي ضمن برامج ميدانية مشتركة.
• تنظيم حملات ميدانية وإعلامية للتحسيس بواقع المنظومة التربوية والتعريف بأنشطة الائتلاف وبرامجه.
• تدخلات ميدانية في المؤسسات التربوية لمد يد المساعدة لها وللدفع نحو تجميع مختلف أعضاء الأسرة التربوية وضمان انخراطها في مسار الإصلاح ومعاضدته.
• العمل وفق برامج على المستوى الجهوي من أجل التصدي إلى ظواهر الأمية والعنف والمخدرات وعلى استقطاب أكبر عدد ممكن المواطنين وخاصة فئة الشباب للانخراط في هذا النشاط.
• تنظيم وقيادة حملات الضغط والتأثير.
iThere are no comments
Add yours