وقد شهدت الفترة الفاصلة بين الدورة الأولى والدورة الثانية للانتخابات الرئاسيّة زخما إعلاميا وسياسيّا هائلا في سعي حثيث من كلا المرشحّين لاستقطاب الناخبين التونسيّين واستمالة الأصوات المنتظرة، ولكنّ كاميرا نواة التي كانت حاضرة في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة التونسيّة خلال الساعات الأولى لبدأ عمليّة التصويت رصدت ضعف الإقبال على المركز الذّي كان شبه خاو عكس الإقبال والازدحام الذّي شهدته مراكز الاقتراع في الانتخابات التشريعيّة منذ شهرين.
الذّين تحدّثوا لنواة من الناخبين، عبّروا عن إصرارهم على مواصلة القيام بواجبهم وتسجيل مواقفهم واختياراتهم عبر التصويت احتراما لذكرى من سقطوا خلال الثورة منذ 4 سنوات من اجل أن تعيش تونس هذا المناخ من الديمقراطيّة والحريّة ومن أجل أن يكون صوت المواطن مسموعا وحاسما في تحديد مستقبل البلاد.
ولكنّ وكما حدث خلال الدورة الأولى للانتخابات الرئاسيّة، فقد كانت السمة المميّزة هي تغيّب الشباب عن مراكز الإقتراع خلال الساعات الأولى لانطلاق العمليّة الإنتخابيّة. ورغم سعي المرشّحين وبعض وسائل الإعلام وصفحات المواقع الإجتماعيّة إلى تشجيع الشباب على المشاركة في الإنتخابات الرئاسيّة إلاّ أن هذه الجهود لم تنجح في كسر العزوف الذّي يتكرّر للمرّة الثانية، ويطرح نقطة استفهام حول السبب الحقيقيّ لتغيّب الشباب عن الاستحقاق الانتخابيّ الرئاسيّ عكس ما شهدته الانتخابات التشريعيّة من إقبال محترم لهذه الفئة على مراكز الإقتراع.
iThere are no comments
Add yours