بقلم وداد الحجري،
لا أدري لما استبشرت خيرا بشهاب يطّل علينا من الأفق البعيد. وأنا أنتظر كجل التونسيين الإعلان عن تشكيلة الحكومة، وجهت اهتمامي لمن سيكلف بالإشراف على وزارة التعليم العالي واثر سماع اسمه مباشرة وكالغريق المنتظر لمنقذ شهم همام، أسرعت بالبحث عنه على صفحات الفيسبوك وأرسلت دعوة علّي أضفر بكلمة تطمئن القلب أوتعيد بعض أنفاس لمحتضر بائس لكنّه طبعا لم يقبل الدعوة.
سيدي الوزير، لا أنكر أنّي غضبت للوهلة الأولى ولكن سرعان ما استرجعت عقلي ولعنة حماقتي فقد تذكرت أنّك أكيد منشغل بالإعداد للمشروع “نجدة التعليم العالي في تونس” من نكبته المتواصلة فعسى أن لا تكون هذه أيضا من أوهامي الخالدة.
سيدي الوزير، كل ما أمله أن تحاولوا إنقاذ ذلك البائس ولا يسعني إلا أن أذكركم أنّه يحتضر فربّما أدركتموه قبل أن توافيه المنيّة. نعم يا سيادة الوزير، البارحة فقط تيقنت يقينا جازما بما لا يدع أي مجال لأي شك أو لبس أن تعليمنا العالي يحتضر وكان ذلك اثر زيارتي لكلية العلوم القانونية لحضور لقاء أدبي مع الشاعر حمزة عمر: سيدي المبدع الشاب سميّتك “شاعر العلياء” لشعرك الخالد فشكرا سيدي لما تكتب ولهذه الفرصة التي منحتني إيّاه لتجوال في رحاب الكلّية في جوّ رومانسي جميل ولكن للأسف صديقي لا أستطيع أن أصف ما اعتراني من أحاسيس لما شاهدته وما سمعته من إبداع خلاّق أتحفني به جل الطلبة المتدخلين بلغة عربية فصيحة أخجلتني من نفسي ومن كل حرف كتبت وقرأت منذ ولادتي.
ورغم أتّي لم أكن جليسة نفسي، أشعرني عناق الكلّية هذه المرّة بالوحدة واليتم. نعم لأول مرة منذ عشر سنين أشعر داخلها بالفقر واليتم الفكري واللغوي الفضيع. شعرت بأنّي أعانق أمّا ثكلت أبنائها الشهداء ولازالت في انتظار استشهاد آخرين. خالجني حقا إحساس غريب مرير : الحب والوحدة واليتم هو عناق ثلاثة أحباب انصهروا في جسد واحد سميّته “أنا في انتظار الثلاثين”.آه تضاف لآهاتي ها قد استشهدت لغتي لكن لا أدري على يد من يا ترى؟ ، بأي سم غادر اغتيلت وفي أي قبر دفنت؟
ما دمت حيّة أعدك أنّني سأحاول زيارتك من حين إلى آخر لأزرع فوق قبرك ثلاث وردات: الحمراء، البيضاء وربّما الوردية. لغتي العربية أعشق عشقي لك لكن هل مازال القلب فتّيا ليتحمل عشقا كعشقك أضحى واضحا أنّه أوّل من سيكون سببا في جلطتي القلبية أو ربّما حتى الدماغية.
متى سيعود الابن الضال إلى أمّه الحنون ؟ متى يعيد العاشق احتضان حبيبته بجنون ؟ لا أعلم لمن أوجّه سؤالي هل إلى شاعر يبعث في روحي بعض من قبس وجدانه أم إلى عالم ينير عقلي لحظة إدراك فريدة ؟ علي أدرك متى سيصبح التعليم العالي في تونس عاليا؟؟؟
على هذا السؤال وغيره أعلم أنّه لا مجيب وكل ما استطعت أن أمنّي النفس وإيّاكم به هو: لننتظر شهابا.
je vous remercie beaucoup pour cet article qu’aucun universitaire qui se respecte n’a pris la peine d’écrire,les universitaires en premier,et non seulement l’administration qui en est responsable;moi meme universitaire j’ai vecu un calvaire hors pai,j’ai été éliminé du concours d’habilitation pour avoir pris la peine de dénoncer à travers NAWAAT meme la gangrine et la mafia universitaire Tunisienne,j’ai eé mis à la retraite,et j’ai su que Jean de la Fontaine a beaucoup de disciples de puis le Ministre,jusqu’aux recteurs chargés comme autant de Ben Ali de garantirla”paix universitaire” par tous les moyens et surtout par la liquidation des Francs-Tireurs.Nos Universitaires ont décidés de se taire,et c’est l’essentiel??????