خلال تغطيتها للمسيرة الوطنيّة ضدّ مشروع المصالحة، سألت نواة عددا من المواطنين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعيّة عن رأيهم في هذا المشروع بسؤال بسيط، “مسامح وإلا موش مسامح”.
الإجابات كانت بنفس بساطة السؤال، لسبر عيّنة من الناس حول ما طرح عليهم من مشروع المصالحة قبل الحساب والعقاب.
تونس بين حسن النية، وخطأ الطريق،
الكل تجند و الكل أراد أن يقول ، رجل الدولة ليس لوحده أمر البلاد ، لقد ماتت الدكتاتورية . الإرادة الانقلابية، والتهديد بالسجون انتهى . تونس في مرحلة جديدة .
حماية الفاسدين هو جزء من مشروع الصندوق الدولي (FMI)، وجزء من التعامل السياسي الغير مسئول مع الفساد جملة وتفصيلا، عن وعي أو عن غير وعي ، لا أحد ينكر هذا . لكن الشعب تجند كل من موقعه، في الشارع، على المواقع الاجتماعية, … ليقول أن ورقة رئيس الجمهورية انقلاب على الدستور، وليبين رفضه لمصالحة كاذبة، هي بالأساس تبيض أموال، والتغاضي عن إجرام في حق أموال الشعب. اليوم الرباعي الحاكم فهم الأمر . الرباعي الحامي للحوار الوطني دخل على الخط . أمر
المصالحة لم يعد في يد رجل الدولة لوحده ، وهذا كان هدف من أهداف تجندنا ضد المبادرة ومضمونها . هيئة الحقيقة والكرامة لها كلمة تقولها ، وهي لست طرف في نزاع، وإنما هيئة دستورية توافقية تهيئ لتفعيل العدالة الانتقالية . و كل العالم على علم بأن التونسيين لا يريدون التشفي و لا عدالة انتقامية . ندعوا الجميع للتوافق على مشروع تنمية للجميع يقطع مع أساليب الدكتاتورية ، ويضع الجميع على سكة العمل والبناء . هذا الكلام قلناه ألف مرة و مرة .
لا أحد في تونس يملك الحقيقة ، ولا أحد في تونس يملك الحل السحري. أحسن حل هو توافق على خيارات كبرى تكون العدالة الانتقالية ، المصالحة الوطنية ، استحقاقات الثورة، مكاسب الثورة و المكاسب الاجتماعية التاريخية للعامل و للمرأة، للطفل و للشيخ و أهداف ثورتنا النبيلة هي القاعدة الاديولوجية لكل برنامج حكم. ثم الديمقراطية تفعل و تتفاعل على الساحة كما يريد الشعب و قواه الحية . الكل يمر عبر صندوق الاقتراع . ثم على الجمعيات المدافعة على حقوق الانسان ، على النقابات ، على الإتحادات الشبابية ، الطلابية ومنظمات المجتمع المدني عامة أن تتفاعل مع العمل الحكومي حسب ما تراه صالح أو غير صالح .
الديمقراطية، الشفافية هي معارك يومية، كل يوم نتقدم شبر. الحرب على الإرهاب ، الحرب على الاقتصاد الموازي ، الحرب على الاحتكار ، الحرب على التهرب الجبائي ، الحرب على التهريب، الحرب على الخطاب الاقصائي ، توحد الجميع، والكل من أجل الإنسان ، كرامة وحرية . الاصلاح لا يمكن أن يكون إلا عبر تفعيل الديمقراطية و الشفافية و الحق في المعلومة للجميع ، وتركيز ثقافة الحوار بين كل الأطياف السياسية والمدنية .
هل منذ قيام الثورة قلنا شيء مخالف لهذا ؟ دفعنا على الثورة واستحقاقاتها ، على أهدافها ، ساندنا كل توافق ، تجندنا ضد كل محاولة انقلاب أو رجوع إلى الوراء ، ساندنا جيشنا و أمننا في الحرب على الإرهاب ، الوحدة الوطنية كانت لنا و لا تزال هي كل شيء ، لا نساوم . نحن تونس التعدد ، نحن تونس العمل و المساهمة ، نحن تونس الإنسان .
اليوم من الرابح ؟
الرابح هو الشعب ، هي الديمقراطية ، هي تونس للجميع .
اليوم اهتمامات الدولة وكل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني يجب أن تكون :
– استكمال استحقاقات الثورة ،
– قانون اللامركزية ، حتى تنهي تونس مع سلبيات البيروقراطية ،
– الانتخابات الإقليمية و البلدية ،
– تدعيم الاستثمار وبعث المشاريع ، والتسهيل لذلك . البطالة قتلت أبنائنا و بعثتهم إلى خيارات غير حسنة وغير إنسانية ،
– فتح حوار وطني (مفتوح ) ليعين الحكومة على القيام بالإصلاحات الكبرى (التعليم ، الصحة ، السكن ، الشركات العمومية )،
– تجنيد كل القوى من أجل الحوكمة الرشيدة ومن أجل الشفافية .
وفاء لدماء الشهداء .
كلنا تونس و تونس لنا .