من الطبيعي أن يكون الإعلام ناقدا للسلطة وساخرا، لا يترك فرصة الا و يوجّه انتقادات حادة لأعلى هرم فيها، إلا أنّ هذه القاعدة انقلبت في تونس، إذ أصبح الإعلام التونسي صديقا للنظام يذكرنا بالزبانية الذين تحدث عنهم أبو العلاء المعري في رسالة الغفران، فكل مبادرة تقوم بها الحكومة إلا وتتمّ مباركتها وتبنّيها من قبل الإعلام، ناهيك عن توجيه الأقلام والشاشات إلى كل مظاهرة معارضة للسلطة وقد وصل الأمر إلى حدّ السخرية من كل تحرك تعزم منظمات المجتمع المدني على القيام به.
لا تفوتني الإشارة إلى تبرير عنف الدولة المسلط على عامة الشعب وبذلك انتقلت مهنة الصحافة من الإعلام إلى الابتذال، وهو ما جعله يستحق أن يعرف بالإعلام السلطوي إذ أنه يقوم بكل ما من شانه خدمة النظام وتلميع جوانبه وخفاياه.
وفي هذا الإطار يبدو الإعلام وفيا لجملة من العادات الرديئة والبالية والممارسات النوفمبرية، علاوة على تزييف الحقائق عبر استخدام الفوتوشوب وهو ما أقدمت عليه سابقا جريدة المغرب، وذلك لمصالح ضيقة وهو ما يضفي على مهنة الصحافة نوعا من الرداءة.
لم يكتف الإعلام بهذا بل سعى حتى إلى إلهاء المواطن بالمواضيع التي لا علاقة لها بالواقع والتي لا تعنيه وهنا تدخل الصحافة التونسية في سباق الرداءة. فضلا عن مجموعة من الصحافيين يعيش بعضهم من التكسب والتزلف للسلطة من خلال شيطنة كل تيارات المعارضة من أحزاب ومستقلين وناشطين عبر تراكيب سقيمة وأسلوب جاف، فذهب الإعلام التونسي إلى تشويه وطعن كل قضية من شانها المساس من “هيبة الدولة” ولعل أفضل مثال على هذا الحملة المضادة لتحرك #مانيش_مسامح وقد سبق للإعلام أن سلك هذا الطريق في مناسبات سابقة مما جعل ثقة التونسي بالإعلام منعدمة ومفقودة.
إن تقرب الإعلام المرئي من السلطة وإن كان غير مباشر إلا أنه ظاهر للمتفرج فالمواقف واضحة ومقصودة والتغطية بكل جوانبها غير موضوعية. ولا بدّ أن نشير إلى الانتقادات “الناعمة” والتي أحبذ أن أسمّيها “نيرانا صديقة” منذ تربع نداء تونس على السلطة، فبقدر ما تضاعفت الأزمات الدبلوماسية والأخطاء السياسية ارتفع منسوب التعتيم الإعلامي وهذا لم يعرفه الإعلام التونسي زمن الترويكا، وفي ما يتعلق بتحركات الرئيس وظهوره على رأس الدولة يمكن أن نقول عن الإعلام إنه تنطبق عليه مقولة “لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم” وذلك للتقصير المهني الواضح وميول الإعلام نحو الحزب الحاكم.
إن ما نطالب به هو إعلام نزيه لا يتملق ولا يجامل، يسعى إلى نشر الحقيقة وتقديم حلول عملية وجدية، فمصدر رقيّ الدول الديمقراطية والشعوب السعيدة هو وسائل الإعلام.
Analyse pertinenteet audacieuse de la réalité. Mais aucune explication? Ce phénomène est effectué par les acteurs de médias; les journalistes, les patrons des medias, les intellectuels. Or ces acteurs ont une orientation politique et ideologique et un enracinement sociologique. La majorité appartiennent à la classe moyenne et àla petite bourgeoisie. Or ces catégories sociales sont celles qui ont portés Beji Caid Essebsi , Nidaa Tounes au pouvoir. Ces dernirspour devenir majoritaires ont fait entre Ennahdha. Ils ont fait “entrer le loup dans la bergerie”. Tout celà est coherent.