تعرّضنا سابقا إلى ضرورة نزع القداسة عن القرآن و شخصيّة نبيّ الإسلام و حاولنا تحليل الخطاب السّلفي و نقده و الإشارة إلى خطورته، أمّا في هذا الجزء الثّالث من هذه المجموعة من المقالات سنشرح مَفْهُومَيْ “الحاكميّة” و “النصّ” بإعتبارهما من المنطلقات الفكريّة للخطاب الدّيني ومن أهمّ النّقاط التي تتّفق عليها جميع الجماعات الإسلاميّة.
الحاكميّة
إنّ ما نراه من إرهاب إسلامي في كلّ أنحاء العالم و منذ عدّة سنوات هو في الحقيقة نتيجة تطبيق الجماعات الإسلاميّة-الإرهابيّة لمفهوم الحاكميّة. و هو ما يميّز جميع هذه التّيارات من حركة النّهضة التّونسيّة إلى الجماعة الإسلاميّة في باكستان مرورا بجماعة التّوحيد في مصر دون أن ننسى الحركة الإسلاميّة في الأردن و الخمينيّة (نسبة إلى الخميني) في إيران و غيرها من الجماعات الأخرى التي و إن ظهر إختلافها على مستوى العديد من النّقاط ( حول المشاركة في الإنتخابات من عدمها مثلاً ) فإنّ جميع هذه التّيارات و الجماعات الإسلاميّة تُجْمِعُ على مفهوم الحاكميّة. و الحاكميّة هي تقديم حكم الإلاه و جعله المصدر الرّئيسيّ للتّشريع أي العودة إلى القرآن و فهمه و إستنباط مجموعة من الأحكام التي تُتَّخَذُ كنظامٍ قانونيّ يحكم و ينظّم حياة الأفراد. و يرتكز الخطاب الدّيني على مجموعة من النّصوص لدعم مفهوم الحاكميّة :
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ الآية 50 من سورة المائدة
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ الآية 40 من سورة يوسف
هذا الطّرح يتعارضُ تعارضا واضحا مع التّقدم الذي حقّقته الإنسانيّة على جميع المستويات فالقوانين تصدر عن الأفراد ( الإنسان يصوغ القانون ) لا عن قوّة غيبيّة تنتج مجموعة من الأحكام القروسطيّة التي لا تتوفّر فيها أبسط حقوق الإنسان. و هذا ما أدّى إلى الصّراعات التي تخوضها مجموعة الحركات الإسلاميّة عملا بمفهوم الحاكميّة، إذ أنّ الفرق بين الأحزاب الإسلاميّة و الحركات الجهادية يتمثّل في إختلاف الإستراتيجيّات و لكن يبقى الهدف واحد فالأحزاب الإسلاميّة تعوّل على الإنخراط في الحياة الديموقراطيّة و تعمل على تهديمها من الدّاخل بالسّير بالتّدرّج نحو تطبيق ما يسمّونه “شرع الله” و لنا في تونس مثال حركة النّهضة التي يظهر العمل بمفهوم الحاكميّة و الرّجوع – الآليّ – للنّصوص القرآنيّة الدّموية في خطاب قادتها. ففي كلّ مرّة يسقط قناع الحداثة و يظهر الوجه و المرجعيّة الحقيقيّة لهذا الحزب صاحب السّوابق الإرهابيّة ( مداخلة الصّادق شورو في المجلس التّأسيسيّ و دعوته لصلب المعتصمين ومداخلته الأخرى التي عبّر فيها عن رفضه التّام للدّستور ) و أمّا الحركات الجهاديّة الإرهابيّة فهي تحمل السّلاح صراحة و لا تتّبع الأساليب الملتوية التي تتّبعها الأحزاب الإسلاميّة فهي مستعدّة لقتل و ذبح كلّ من يحكم بغير ما أنزل إلاههم متّبعين في ذلك سنّة نبيّهم و هو ما أدّى إلى قتل ملايين الأبرياء بسبب هلوساتٍ من قبيل “إعلاء راية الإسلام” !
وتُعْتَبَرُالحاكميّة بسطا لسيطرة النّص الدّيني ( تحكيم النّص ) في مقابل تغييب العقل و القضاء على كلّ فكر نقديّ. و قد تطوّر مفهوم الحاكميّة عندما ترجمه سيّد قطب إلى العربيّة عن أستاذه المودودي و هو ما يعدّ السّبب الرّئيسي أو بداية بلورة جديدة و إنتشار لهذا المفهوم ليصبح من منطلقات الخطاب الدّيني و الإرهاب الإسلاميّ الحديث منذ معركة صفّين. عندها وقع إستهداف و إقصاء العقلانيّة.
إنّ تجارب البشر كلّها تدور في حلقة مفرغة و داخل هذه الحلقة لا تتعدّاها – حلقة التّصوير البشريّ و التّجربة البشريّة و الخبرة البشريّة المشوبة بالجهل و النّقص و الضّعف و الهوى – في حين يحتاج الخلاص إلى الخروج من هذه الحلقة المفرغة و بدء تجربة أصيلة تقوم على قاعدة مختلفة كلّ الخلاف : قاعدة المنهج الرّبانيّ الصّادر عن علم ( بدل الجهل ) و كمال ( بدل النّقص ) و قدرة ( بدل الضّعف ) و حكمة ( بدل الهوى ) … القائم على أساس : إخراج البشر من عبادة العباد إلى عبادة اللّه و حده دون سواه. سيّد قطب، المستقبل لهذا الدّين
يمكننا أن نفهم من كتابات سيّد قطب – منظّر جماعة الإخوان المسلمين – أنّه يفصل فصلا تامًّا بين الإلاهيّ و البشريّ و هو ضرب للعقل و منع و تحريم للنّقد الضّروري لتطوّر النّص، فالقرآن “خطاب إلاهي” و “تنزيل” – كما يعتقد المسلمون – لا يمكن أن يتعامل معه الإنسان إلاّ من خلال إعمال عقله أي بالتّأويل. إنّ طرح مفهوم الحاكميّة في القرن 21 لا يمكن إلاّ أن يولّد مجموعة من الأعمال الإرهابيّة التي نراها اليوم و هو ما يفسّر كذلك التّشدد و رفض الإختلاف الذي ينتشر في صفوف السّلفيّين و خاصّة الشّباب الذين يعانون من هلوسات إعلاء راية الدّين وهذيان قيام الخلافة و تطبيق شرع الرّب.
إنّ هذا المفهوم ينتهي إلى تكريس أشدّ الأنظمة الإجتماعيّة و السّياسيّة رجعيّة و تخلّفًا. نصر حامد بو زيد، نقد الخطاب الدّيني
النّص
يطرح النّص إشكاليّة على الجماعات الإسلاميّة فهي تعتبره مقدّسًا لا يجوز مسّه أو تعديله أو نقده أي أنّ منهجيّة العقل الدّيني في علاقته بالنّص القرآنيّ تقوم على التّخلي عن العقل و تقديم النّقل و تقديسه و حتّى إن وقع الإجتهاد فإنّ التّأويل يكون في إطار ما يسمح به النّص في حدّ ذاته. كأنّها حلقة مغلقة ينطلق فيها العقل لإستنباط مجموعة من الدّلالات ( الموجودة في النّص ) ليعود في كلّ مرّة للخضوغ في هذا التّفسير إلى الحدود التي يفرضها النّص عينه. من هنا نفهم إصرار العقل الدّيني على تجاهل البعد التّاريخيّ للنّص أي التّمسّك بتطبيق النّصوص القرآنيّة حرفيًّا دون مراعاة السّياق التّاريخي و الإختلاف بين عصر التّنزيل ( زمن نزول الوحي على محمّد ) و بين عصرنا الرّاهن. كلّها عوامل يقع تجاهلها من خلال إهدار البعد التّاريخي للنّصوص.
إنّ النّصوص دينيّة كانت أم بشريّة محكومة بقوانين ثابتة و المصدر الإلاهيّ للنّصوص الدّينيّة لا يخرجها عن هذه القوانين لأنّها “تَأَنْسَنَتْ” منذ تجسَّدت في التّاريخ و اللّغة و توجّهت بمنطوقها و مدلولها إلى البشر في واقع تاريخيّ محدّد. إنّها محكومة بجدليّة الثّبات و التّغيّرِ فالنّصوص ثابتة في “المنطوق” متحرّكة متغيّرة في “المفهوم” و في مقابل النّصوص تقف القراءة محكومةً أيضًا بجدليّة الإخفاء و الكشف. نصر حامد بو زيد، نقد الخطاب الدّيني
القاعدة التي يتّخذها منظّرو الجماعات الإسلاميّة الإرهابيّة هي ”لا إجتهاد فيما فيه نصّ صريح قطعيّ” و هذا من أهمّ أسباب جمود و ركود و تخلّف العقل الدّينيّ الذي إنشغل بمجموعة من الأحكام الرّجعيّة و الأحاديث الخرافيّة وغيّب العقل و تجاهل كلّ محاولات التّفكير الحرّ السّاعي للتّجديد. يأسّس العقل الدّينيّ الرّجعي الحاكميّة على النّص فمن خلال مجموعة من الآيات القرآنيّة – خاصّة ما أصبح يُعْرَفُ بآيات الحاكميّة الثّلاث في سورة المائدة – تحرّض المجموعات الإسلاميّة-الإرهابيّة على الإحتكام إلى النّص و تجاهل العقل بل إنّها تعتبر ذلك هو جوهر الإسلام و أنّ إنكاره يتضمّنُ تهديدًا خطيرًا لا للعقيدة فحسب بل للحياة الإنسانيّة بمخالفة النّظام الذي وضعه اللّه لها بعلمه و قدرته و حكمته. (شرح سيّد قطب هذه الفكرة في ”في ظلال القرآن”، الجزء السّادس، الصّفحة 156)
(”لا إجتهاد فيما فيه نصّ صريح قطعيّ” و هذا من أهمّ أسباب جمود و ركود و تخلّف العقل الدّينيّ) هذا كلامك و انت تقوله لانك تنطلق من فهم مسبق و هو أن النص الديني يتعارض أو له القابلية في أن يتعارض مع العقل. فلو سلمنا جدلا أن النص الديني لابد أن يخضع لسلطان العقل و أنه نص كغيره من النصوص التي تحتمل الخطأ و الصواب فإن عقلك الذي حكمة به على النص الديني ليس هو ذاته عقل غيرك الذي يقطع بصحة و قدسية النص الديني, إذا نحن أمام عقلين عقل يقر صدقية النص الديني و عقل يرفض ان يوصف النص الديني بالمقدس لأنه يحتمل الخطأ و الصواب. فأي العقول نرجح و بماذا نرجح و هل توجد قاعدة أو قانون كلي مطلق إتفق عليه البشر يعرف به مدى صواب الرأي من عدمه. قبل أن تشكك في صدقية النص الديني عليك أن تثبت أن العقل البشري عقل مكتمل قد بلغ أقصى حدود المعرفة الممكنة و أنه عقل لا يعزب عنه مثقل ذرة في الارض و لا في السماء. فإذا أثبت ذلك سلمت لك في ما تقول و إذا قلت أن العقل البشري دائم الحركة و التطور بمعنى أنه غير مكتمل و ناقص رددت قولك بأن العقل حكم على النص الديني. و أنت بذلك تضعنا في مأزق حقيقي فلا أنت مقر بصدقية النص و لا يمكن أن تثبت في الآن نفسه أن العقل البشري عقل مكتمل له القدرة المطلقة على أن يحكم على كل رأي. و لكن أنصحك أن تميل بعقلك إلى كنز من كنوز الحكمة و المعرفة صاخب العقل المتحرر المدرك لحدوده و هو القائل (إن الحكمة هي صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة، مع ما يقع بينهما من العداوة والبغضاء والمشاجرة، وهما المصطحبتان بالطبع، المتحابتان بالجوهر والغريزة.) ابن رشد الفيلسوف قد ينفعك في سعيك لإمتلاك العقل المطلق و أنصحك بكتاب ” فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال”
c’est le problème posé du temps du Khalif Al Maamun ( et non “Khalifa”, a=féminin, une erreur dans Qur’an ): Qur’an créé ou pas créé: mass-alat khalq al Qur’an.
jusque là il est considéré créé, il a pu évoluer durant les 2 premiers siècles.
mais Khalif Al Mutawaqil décida de faire marche arrèière: Qur’an n’est pas créé, donc le verbe éternel de Allah, fait livre. ( le Christ = son verbe fait chair ) …
Qutr’an créé ou pas créé , that’s the question ??
si créé, on peut le faire évoluer, sinon rien , nada …
Qur’an comporte des récits récents:
S. al Room ( 6 ème siècle ), voir des légendes apocryphes , comme : S. al Kahf “les 7 dormeurs d’Ephèse” .
ces 2 exemples montrent qu’il n’est pas éternel, donc il est créé.
…. suite ….
pour aller plus loin sur l’authenticité et la création du Qur’an, lisez cette longue discussion:
http://nawaat.org/portail/2015/09/14/la-question-de-lauthenticite-du-coran/
les tentatives passées de le réformer ont échoué, les réformateurs soit massacrés, soit contraints à l’exile.
et qd ils ont réussi à s’enfuir au mont Liban, ou en Inde … çà a donné des Druzes, des Ismaélis des Sikhs … qui sont considérés au mieux des hérétiques, au pire une nouvelle religion qui n’a plus rien à voir avec l’Islam.
Notez que les Shia, sont considérés hérétiques par les Sunna, et vice versa.
Si vous tentez de le réformer, il n’est plus, il disparait.
Excellente démonstration des contradiction internes du discours idéologique religieux (L’idéologie islamique). Or l’auteur oublie que tout évènement humain, s’inscrit dans la réalité historique. Cela est vrai surtout pour l’apparition des religions y compris l’Islam. Or si nous vivons dans les pays arabes et à majorité musulmane des guerres de religion, c’est parce nos société sont restés bloqués au stade religieux que les frères musulmans ont imposé depuis 1930 à toutes les sociétés. 1) Nous n’avons pas connu l’équivalent du siècle des lumières en Europe. 2) Pour nous la religion c’est sacré: On ne la critique pas? On n’y touche même pas. Seules des révolutions populaires peuvent changer les choses. Elles peuvent imposer la domination de la Raison et de la rationalité sur celui de la foi et de la spiritualité.