يتضمن مسلسل تاج الحاضرة، الذي يُبث حاليا على قناة الحوار التونسي، العديد من المشاهد التي تُحاكي العمل الدرامي التركي حريم السلطان. وقد ساهمت هذه المحاكاة الفنية والمضمونية في وضع هذا العمل الذي أخرجه كل من سامي الفهري وسوسن الجمني ضمن “دراما الحرملك” التي تُبالغ في تجسيد الحياة الخاصة للسلاطين والحاشية. ورغم اختفائه وراء التاريخ المحلي التونسي، النصف الأول من القرن 19، فإن تاج الحاضرة لم يستطع التمايز عن الدراما التركية التي تروي تاريخ سلاطين الإمبراطورية العثمانية.
أنا شخصيا لا أرى أن سامي الفهري أكثر من المشاهد المتعلقة بالحرملك، طبعا يوجد حديث عن تلك الظاهرة و لكن لماذا نخجل من تجسيدها إن كانت جزءا من التاريخ العثماني؟ سواء أتعلق الأمر بحريم السلطان أو تاج الحاضرة فالمخرجون لم يختلقوا شيئا من عندهم و ما يميز التجربة التونسية عن نظيرتها التركية خروجها من أجواء القصر إلى الفضاء الرحب فضاء المجتمع و ما فيه من قصص اجتماعية مؤثرة بدليل أن أكثر شيء شد المشاهدين في المسلسل قصة عربية، هذا رأيي على الأقل و احترم بقية الآراء. المشكلة أن الصحفيين في موقع نواة يحملون العمل الدرامي أكثر مما يتحمل، هذا ليس فيلم وثائقي و بالتالي لا بد من بهارات ترفع من نسب المشاهدة.