بعد 4 دورات سابقة عرفت الاشعاع والتميز، جعلت من مهرجان نواة موعدا ثابتنا ينتظره المبدعون وجمهورهم بفارغ الصبر، ستكونون هذه السنة على موعد مع مشاريع جميلة ذكية طريفة، طورتها مجموعة من المبدعات والمبدعين من بنات وأبناء شعبنا بالتعاون والتنسيق مع حاضنة المشاريع الإبداعية صلب نواة ”إيناوايشن“، وتتمثل هذه العروض التي ستقدم حصريا لجمهور مهرجان نواة لأول مرة في:
مشروع ”ريفيات“
هو عبارة عن رحلة فنيّة متعددة الوسائط تحتفي بالإرث الشفوي والموسيقي المرتبط بمهن الأرض والبحر الذي تتوارثه النساء جيلا بعد جيل. هذه الأغاني والأصوات والحكايات، هي الأصداء الأخيرة لكنز تراثي يتهدده الزوال.
من خلال بورتريهات لنساء عاملات، من الفلاحات في جبال القصرين إلى الصيّادات في جزيرة قرقنة إلى ”المّاشطات“ بالوطن القبلي والساحل، اللواتي يجعلن الغناء في المناسبات العائليّة وسيلة لكسب رزقهّن، مشروع فني يسعى إلى حفظ الذاكرة الصوتية والبصرية للنساء الكادحات وسط بيئتهن الطبيعية، وإلى بناء جسر يربط بين المحلّي والعالمي.
هو عمل يعيد الاعتبار لصوت المرأة، ويحوّل الذاكرة الشعبية إلى فضاء حيّ للتأمّل والمقاومة الثقافية.
مريم العبيدي صاحبة الفكرة التي احتضنتها ”إيناوايشن“ هي فنانة وملحّنة ومترجمة ومعلّقة مختصة بالمؤتمرات ومصمّمة صوتية تونسية. شغوفة باللغات، تغنّي بعدّة لهجات عربية، إلى جانب الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والبرتغالية، لتجعل من صوتها مساحة عبور بين ثقافات متعددة.
مشروع ”رَقْصَةُ الذَرَّاتِ“
هو توليفة فنّية-كيميائية غامرة، يلتقي فيها علم الكيمياء وعالمها المعقد بواقع المجتمع التونسي والتجارب التي صبغته، حيث يتحوّل التفاعل الكيميائي بين مختلف مكوناته وألوانه وتسمياته العلمية إلى استعارة بصرية وسمعية. عبر تفاعلات مرئية وأجواء صوتية مميّزة، يمنح هذا العمل شكلا ملموسا للصراعات والانكسارات والآمال التي تهزّ مجتمعاتنا والتحوّلات العميقة التي عرفتها.
يافا السعيدي صاحبة فكرة المشروع التي احتضنت وطوّرت ضمن ”إيناوايشن“ هي مهندسة كيميائية متخصّصة في السلامة النووية المطبّقة على الطب النووي، وعازفة كمان ومنسّقة ضمن مجموعة ”دبّو“، تعمل يافا في بيئات كلّ تفصيل فيها بالغ الاهمية، حيث تتحوّل الدقّة إلى ما يشبه رقصة ذرات مدروسة.
مشروع ”عين حوتة“
هو قراءة وأداء مسرحي جريء وحضور ركحي مميز، يشتبك مع نصّ هجين يجمع بين اقتباس باللهجة التونسية الدارجة من كتاب” نظرية كينغ كونغ“ لفيرجيني ديبونت، وشهادات حيّة لنساء واجهن العنف وحوّلن الألم إلى قوة.
هذا العمل لا يكتفي بكسر الصمت، بل يجعل منه صرخة جماعية تكشف عن قوة الأجساد التي تصمد، وعن صلابة الروح في مواجهة القمع. إنّه مسرح يقاوم ويحرّض، ويعيد للمرأة مساحتها في السرد والذاكرة الجماعية، بعيدا عن المظلومية والاستكانة يهدم هذا العمل الفني المركب زنازين الخوف والظلم ويسافر بالمشاهد إلى أكثر من زمان ومكان ليعيش قصصا واقعية وكأنها تحدث أمامه، ثم تنتهي به الرحلة إلى الخلاصة والعبرة لتختلط المشاعر في تجربة فنية فريدة من نوعها.
وصال العبيدي صاحبة المشروع الذي احتضنته ”إيناوايشن“ هي فنانة تونسية استثنائية تجمع بين التصميم والمسرح والكتابة. درست الغرافيك في مدرسة الفنون والمهن بتونس، ثم صقلت موهبتها في مدرسة الممثل بالمسرح الوطني التونسي، قبل أن تنفتح على تجارب دولية من خلال مشاركتها في برنامج ”تروث آند دير“ بين تونس وكوبنهاغن سنة 2013.
قدّمت وصال عروضا لمسرح الظلال مع مجموعة ”لابّز اركسترا“ ووقفت على خشبات المسرح التونسي في أعمال منها ”نافذة على“ لرجاء بن عمار و”بيس“ لسنية زرق العيون. يلامس عملها عوالم الكتابة والترجمة، ويحوّل النصوص إلى فضاءات للمساءلة والإبداع سواء في المسرح أو الشعر.
مشروع ”متّصلون/ات“
هو ليس مجرّد عرض، هو تواصل الانسان في وجدانه مع الاخر ومع ذاته في الان نفسه، هو توغّل حيّ في فكرة الارتباط والاتصال. هنا يصبح الجسد لغة تتحول معه الحركة إلى نبض حي والنظرات تشتعل كشرارة توقد دائرة طاقة مشتركة.
في هذا العرض الفريد تذوب الحدود بين الفنانة والجمهور، فيخرج المشاهد من دائرة الفرجة ليجد نفسه فاعلا رئيسيا في العمل ويتحوّل الركح إلى فضاء كوني صغير ينبض تجارب جماعية استثنائية. كلّ لحظة هي ولادة جديدة، كلّ تفاعل يفتح أفقا آخر، كأنّنا جميعا نعيد تشكيل ذواتنا.
إنها تجربة تدعو إلى اكتشاف ذلك الخيط الخفي الذي يربطنا بالآخرين وبأنفسنا.
أميمة البحري صاحبة المشروع الذي احتُضن في ”إيناوايشن“، هي ممثلة وفنانة أدائية من مدينة قابس في الجنوب الشرقي التونسي، بدأت مسيرتها المسرحية سنة 2009 وتعاونت مع أبرز المخرجين والراقصين التونسيين. كما قدّمت عدد من العروض الخاصة بها مثل “الجسد المتحرك“ و”شظايا“ الذي تم ّ عرضه في عدّة مهرجانات دولية. على الشاشة، تألّقت في فيلم ”سيلينيوم“ لنضال شطّا إضافة إلى مسلسل حرقة، حيث حصد أداؤها جائزة سيزار لأفضل كشف نسائي لمرتين.
مشروع ”البحرية“
هو تحدّ ولعبة استنهاض ذكاء جماعي، تغوص بالمشاركين في حبكة تمزج بين البعد الاستراتيجي والترفيه والبحث عبر جمع الشهادات، تحليل الأدلة وحلّ الألغاز، يتقدّم اللاعبون خطوة تلو أخرى في ربط خيوط القصة، كاشفين في الآن نفسه عن الرهانات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المرتبطة بأمهات قضايا التلوث البيئي والبحري، كاشفة الوجه الحقيقي لبعض المشاريع التي تقدم على انها صديقة للبيئة في الوقت الذي تأتي فيه على ما تبقى من خيرات بحارنا وشواطئنا.
إنها لعبة تُحوّل الترفيه إلى تجربة معرفية، حيث يصبح الاكتشاف المشترك أداة لفهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا.
ريم عمامي ورامي بركة صاحبا المشروع الذي احتضن في ”إيناوايشن“ هما: رامي بركة فنان بصري مقيم في تونس، متخصّص في القصة المصورة والصور المتحرّكة. تلقّى تكوينه في الصور المتحرّكة ثلاثية الأبعاد بالمعهد العالي للفنون المتعددة الميديا، ثم عمّق خبرته مؤخّرا من خلال تكوين في القصّة المصوّرة مع ”ستوري بورد آرت“ على يد فنانين من استوديوهات ذات صيت عالمي، راكم أكثر من عشر سنوات تجربة بالتعاون مع استوديوهات ووكالات ومخرجين تونسيين.
ريم عمامي شاركت في تأسيس استوديو ”فريش بروداكشن“ للأنيميشن سنة 2012، كما انخرطت في لجنة تنظيم مهرجان الفن النسوي شفتوهن، قبل أن تصبح منتجة للبودكاست في منصة ”انكفاضة“ هي أيضاً كاتبة سيناريو لسلسلة القصص المصوّرة ”شيفت“، والرواية ”لايت نوفيل فازا 907 ب“ شاركت سنة 2024 في العرض الفني ”تي كيو آر“ الذي نظمته جمعية موجودين وقدمت عرضا بعنوان ”ذي كروز ماز”
نقاش نواة: السجون في تونس ووضعية السجناء داخلها
ككل سنة يحتضن مهرجان نواة نقاشا جديا يطرح أمهات القضايا السياسية والاجتماعية. نقاش هذه النسخة الخامسة من المهرجان بعنوان ”السجون في تونس ووضعية السجناء داخلها“ يطرح واقع الحياة او محاولة البقاء على قيدها وراء أسوار 30 مؤسسة سجنيّة موزّعة على 22 ولاية، تتكدّس داخلها الأجساد المنهكة لتروي واقعا مريرا لم يتغير منذ عقود. أكثر من 33 ألف سجينة وسجين على اختلاف مشاربهم وتُهمهم، تجمعهم معاناة واحدة خلف القضبان. بين الاكتظاظ الذي يصل إلى عتبة 200% في بعض السجون وامتهان الكرامة وحالات الموت المُستراب التي تتكتل الأجهزة لطمس معالمها، تتحوّل سجون تونس حسب تقارير المنظمات الحقوقية وما تدونه في زياراتها إلى قبور للأحياء حتّى إشعار آخر.
بعد 4 وفيات مسترابة خلال شهر جويلية الفارط، حاولنا توثيقها ونقل نداءات العائلات المكلومة، تنظمّ نواة حلقة نقاش حول واقع السجون التونسيّة خلال فعاليات مهرجانها السنوي في دورته الخامسة يوم 27 سبتمبر 2025 بداية من السادسة مساء.

نقاش سيطرح واقع السجون بمختلف أبعادها القانونية والحقوقية والإنسانية بحضور كلّ من شادي الطريفي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، الاستاذة دليلة بن مبارك مصدّق عضوة هيئة الدفاع عن موقوفي قضية التآمر والناشط صائب صواب عضو حملة ”اطلقوا سراح أحمد صواب“.
سينما، إسطوانات، موسقى حية و”ساوند سيستام“
بالتوازي مع مشاريع الحاضنة ”إيناوايشن“ جمهور مهرجان نواة بامكانه التمتع بعروض وثائقيات سينما عبر فيلم ”كاسابلانكا“ لأدريانو فاليريو وفيلم ”دونغا“ لمهند لمين. وسيكون لجمهور السينما في نواة بعد كل عرض موعد مع نقاش فني سينمائي يحلل ويقيم وينقد مختلف الابعاد الفنية والجمالية لكل فيلم.

يوم الافتتاح سيكون للموسيقى الحية فيه ركن بارز حيث سيكون لجمهور نواة موعد مع الفنان مهدي غنام ومشروعه الفني ”إنسان“ الذي طوّر موسيقى حيوية تجمع بين الإيقاعات التونسية والأصوات الإلكترونية المعاصرة أين تلتقي التقاليد الشعبية بالنبض الالكتروني وما تنتنجه من تفاعل محفز بصوت ساحر عميق الجذور.

أما سهرة الختام فستسافر بجمهور نواة إلى عالم ”الساوند سيستام“ مع ”يونيتي“، وهي مجموعة تونسية بدأت في تنظيم فعاليات موسيقية ثقافية منذ أواخر سنة 2014، يونيتي عملت أساسا على نشر ثقافة ”الساوند سيستام“ في البلاد ومنها ثقافة ”الريڨي” و”الداب“.

سنة 2018 بدأت يونيتي في صنع منظومتها الصوتية الخاصة بها أي ”الساوند سيستام“ وهي عبارة عن مضخمات صوت مصنوعة بدقة عبر رسوم مفصلة من الخشب تمكن المستمعين من تجربة سماع نقية تجعل من الموسيقى المنبعثة عبرها لا تسمع بالأذنين فقط بل يهتز لها كل الجسد. وصلت ”يونيتي“ اليوم إلى صنع 6 ”وحدات سكوب“ وهي أساسات مضخمات الصوت. يونيتي ليست مجرد مجموعة تونسية تنظم فعاليات ثقافية مستقلة، يونيتي مشروع ثقافي ملتزم، يحاول جمع جمهوره حول قيم انسانية سامية مثل الحرية والمساواة.
دائما مع الموسيقى، سيكون لجمهور نواة وعلى امتداد أيام المهرجان موعد مع ركن أسطوانات الفينيل لمن يعشقون سماع تجربة سمعية وفية لصناعة الموسيقى في بداياتها بعيدا عن الأصوات الحديثة المضغوطة على محامل ”الام بي ثري“. يمكن لعشاق الأسطوانات القديمة والجديدة جلب اسطواناتهم معهم لنسمعها معا أو اختيار أحد الأسطوانات العديدة المتوفرة في ركن أسطوانات الفينيل، وطبعا مع كل ألبوم وكل اغنية هناك قصة وتاريخ يروى ليتعرف الجمهور عليها ويتشارك المغزى من كل قطعة موسيقية.

شهداء الصحافة الفلسطينية: فدائيات وفدائيو الحقيقة
منذ 7 أكتوبر 2023 وقبله، وأمام الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة واستشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني جراء القصف الهمجي والتجويع، شهد قطاع غزة تصعيدًا غير مسبوق في استهداف الصحافة وقطاع الإعلام، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 250 صحفية وصحفيا أثناء أداء واجباتهم المهنية في نقل الحقيقة. أعيننا على غزة لن تتحول إلى مجرد أرقام في سجل الوفيات، بل أبطال سيخلّد التاريخ قصص شجاعتهم من أجل كشف حقيقة كيان عنصري يحظى بدعم الدول الكبرى، ويستهدف الصحفيين ووسائل الاعلام العاملة في غزة ومقراتها بشكل ممنهج بهدف اسكاتهم لإخفاء حقيقة الإبادة وجرائم التجويع والتهجير القسري.

على امتداد أيام المهرجان وكل يوم، تدعوكم نواة للوقوف وقفة إجلال لبطلات وأبطال الصحافة الفلسطينية الصامدة في وجه الطغيان، سنقف معكن ومعكم احتراما وإكبارا لنبض الحقيقة والحياة الذي أبدا لن يتوقف انتصارا للحقيقة والكلمة الحرة وفضحا لجرائم الاحتلال الصهيوني، كل ذلك سيكون متوفرا بطريقة فنية في ركن فني ابداعي خاص مع عمل غرافيتي حي مباشر مع المبدع التونسي رشاد طمبورة.
كل هذه الأركان المتنوعة في النسخة الخامسة من المهرجان هي عبارة عن الجينات الحية لمنصة نواة التي احتفلت السنة الماضية بعشرينيتها لتفتح هذه السنة صفحة العشرينية الثانية وهي في مقدمة قاطرة الاعلام الملتزم البديل المناضل.
iThere are no comments
Add yours