كل من عاش تجربة مهرجان نواة في نسخته الخامسة، أيام 26 و27 و28 سبتمبر، خرج بقلب ينبض أملا في قدرة الشباب على كنس كل مظاهر الرداءة والانحطاط التي تخنق البلاد. شباب ضاق ذرعا بالصعوبات التي تعترض طريقه في دوائر العمل الثقافي الكلاسيكية في تونس، فخلق لنفسه بدائل ناجحة قلبت الموازين وسخرت من القيود البيروقراطية لتبرز أن لا حدود للأمل والابداع، كيف لا وقد أبدعن وأبدعوا بإمكانيات قليلة وبعزيمة جبارة في خطف اعجاب رواد المهرجان من مختلف الاعمار سواء كانوا زوارا أو صحفيين أو سينمائيين أو من عالم الرقص والموسيقى والمسرح، وهي فنون مرتبطة متصلة لا تكاد تغيب مجمّعة عن العروض التي قدّمت خلال المهرجان.
”إيناوايشن“ حاضنة التطوير والابداع
المشاريع الخمسة التي طوّرت هذه السنة داخل الحاضنة ”إيناوايشن“ كانت جميعها مرآة لروح العمل الجماعي الساعي إلى إيجاد الحلول وخلق البدائل لتجاوز الصعوبات. فروح التكامل والتعاون بين الرؤى الفنية المبدعة والدقة الصحفية والتطوير التكنولوجي، توليفة صارت حجر الأساس في مهرجان نواة تتجذر من سنة إلى أخرى لتنتج ابداعا منقطع النظير.

أولى المشاريع التي اكتشفها رواد المهرجان وتنقلوا بين أرجائه مواصلة لها واكتشافا لرموزها، هي تحدي البحث والذكاء ”بحرية”. هي لغز مفتوح يستفز المشاركين لكشف معالمه من تطوير رامي بركة وريم عمامي، اللذان صمّما لعبة فريدة وأخفيا أدلتها داخل الفضاء الحاضن للمهرجان للبحث عن اختفاء عالم حل ببلادنا لقياس درجة تلوث البحر. فيديو هنا وكتابة حائطية هناك، دليل مخفى في زاوية بعيدة وآخر مكشوف لدرجة ان لا يراه أحد…تركيبة جعلت جانبا هاما من الحضور، على امتداد أيام المهرجان يدققون في كل الزوايا بحثا عن أدلة ”بحرية“، الأهم هنا أن المشاركات والمشاركين في مسار بحثهم عن الأدلة اكتشفوا وطوروا رصيدهم المعرفي في علاقة بتلوث البحر في تونس وانحسار مساحات ”البوسيدونيا“ وانقراض أصناف كثيرة من الأسماك بسبب التلوث واللهث وراء التصنيع الملوث للبحر والأرض والهواء. فكان اكتشافا جميلا في نهاية مطاف بحثهم ان دفعهم رامي بركة وريم عمامي وفريق “إيناوايشن“ إلى الحديث والبحث البيئي بكل شغف وتجذير ثقافة مقاومة التلوث والتصنيع العدو للبيئة، في إطار تفاعلي حي مشوق دون رتابة وملل.

نهاية البحث عن أدلة ”بحرية” قادت زوار المهرجان إلى التركيب الفني ”ريفيات“ للفنانة مريم العبيدي. وريفيات كان فعلا رحلة تطير بالمتفرج من شرق البلاد إلى غربها، من أعالي جبالها إلى شواطئ جزرها برفقة أصوات النساء الكادحات المحملة والمثقلة بوجع وتجارب السنين الطويلة، داخل مجتمع محافظ بطريركي. لكن ابداع مريم العبيدي والفريق الذي طور معها فضاء عرض ”ريفيات“ جعل من ألم الكادحات قوة وتحدّ للقيود وإصرار على الابتسام للحياة، عرض تختلط فيه روائح الجبل والحلفاء ب ”الحنة وحرقوس“ العرائس التونسيات، عرض تسرح فيه بين أصوات عصافير الجبال وأمواج جزيرة قرقنة بين أغاني شد الهمة للبحارة وأناشيد ”الماشطات“، تركيب فني متكامل متناسق ترك أفضل الانطباعات عند جمهوره ونجح خاصة في توثيق تراث الغناء والانشاد للنساء الكادحات الذي يتهدده النسيان والاندثار.
وفي تواصل مع تحدي الكادحات من أجل الحياة، اكتشف جمهور مهرجان نواة العرض المسرحي ”عين حوتة“ لوصال العبيدي أين تختلط الأصوات بانعكاسات الضوء، بالآداء الركحي لصاحبة العرض، بشهادات النساء الصادمة، بترجمة واقعية بالدارجة التونسية لكتاب ”نظرية كينغ كونغ“ أُلقيت على الحضور بآداء مسرحي متميز لتطرح نظرة متجددة للنضال النسوي بعيدا عن المظلومية والاستكانة.

عمل فني يتحدى قيود المألوف مفعم بالتحدي ينطلق من قصص واقعية وتجارب لا تغيب عن شوارعنا، لكنها طرحت بطريقة فنية أحيانا صادمة لتزعزع في صدور المتفرجين حصونا ظنوها مغلقة إلى الأبد، وتدفع المشاهدين إلى طرح التساؤلات وإعادة البحث في التعاريف والمفاهيم. التنسيق المحكم بين التمثيل وتقنيات الصوت والصورة والضوء داخل فضاء مظلم، يجعل المتفرجين يعيشون رحلة فنية نفسية عميقة تتداخل فيها المشاعر لأقصاها ثم تعيدهم إلى الواقع وقاعة العرض في توليفة فنية سيكتب الكثير عنها بالتفصيل في قادم الايام والاسابيع.
غير بعيد عن قاعة العرض المسرحي، تتسارع الخطوات في المدرج المؤدي إلى قاعة الفن والتعبير الجسماني التواصلي التي احتضنت عرض ”متّصلون ومتصلات“ للمبدعة أميمة البحري. عرض يجمع بين الرقص والمسرح والتعبير الجسدي، تنتفي فيه الحدود بين مؤدية العرض وجمهورها، بل يجعل من المشاهد فاعلا رئيسيا في العرض، يتأقلم فيه فريق العمل مع مختلف ردود فعل الجمهور.

هو مسرح حي بلا ركح تجوب الفنانة أرجاءه بين جمهورها، حركاتها رقصات من عالم آخر على موسيقى تجريبية تساهم في كسر الحواجز مع المتفرجين، الاتصال في هذا العرض يكون في شحنة الطاقة المعنوية المفعمة بالانفعالات والاحاسيس التي تمررها أميمة وفريق عملها إلى الجمهور عبر عناقهم ومسك أياديهم بكل لطف ومودة، عبر النظرات المفعمة بحثا في الوجدان، كل من حضر العروض على امتداد الأيام الثلاثة تلقى شحنة يختلف استقبالها من شخص إلى آخر لكن الجميع كان في حالة نادرة من الانبهار والتأثر بهذا الجنس الفني الجديد الذي ترك انطباعات رائعة لدى الجمهور الذي تأثر أغلبه حد البكاء.
تأثر وانبهار لمسناه في كل من عاش عرض ”رقصة الذرات“ ليافا السعيدي اخصائية الكيمياء التي أدخلت مشاهديها في عالم من نوع خاص تتحول فيه الجزيئيات والألوان الكيميائية إلى تفاعلات سياسية ثورية تحاكي التاريخ المعاصر لتونس. عرض رقصة الذرات مزيج بين المسرح ومخابر التجارب الكيميائية، يرتدي فيه المتفرجون بدلات خاصة بمخابر التجارب الكيميائية، يشاهدون صورا من الثورة التونسية ما قبلها وما بعدها ويمرّون من حقبة إلى أخرى وكأنهم يسهمون في اعداد تركيبة مواد وسوائل كيميائية ملونة، لكن لكل لون دلالته الجمالية والسياسية كذلك وكل إضافة وخليط كيميائي يسبب نتيجة، فهذا المزيج ينتج ظلام التلوث والآخر حوّل أزرق عشرية الاغتيالات والعمليات الإرهابية إلى اخضر الاستبداد والشعبوية والعنصرية، خليط ينتج ثورة في وعاء وآخر يعطيك نتيجة لا لون ولا طعم لها، لينتهي المطاف بالمشاركين إلى صنع تركيبتهم الكيميائية الخاصة بنتيجة تعكس تطلعاتهم المستقبلية.

خلال العرض يقطع رنين هاتف من السبعينات تركيزك ليلفت نظرك إلى نقاط مهمة تنتظرك في العرض وينبهك إلى تواصل المفاجآت، قبل ان يواجهك الجدول الدوري للعناصر الكيميائية وقد تحولت حروف مكوناته العلمية المعروفة إلى أسماء رموز من النضال الوطني التقدمي وشهداء تونس في فلسطين المحتلة إضافة إلى اسامي الثوار والمبدعين وأصحاب الفكر المستنير الحر من كل العالم.
هذه العروض الإبداعية المركبة، جعلت زوار المهرجان يبحثون عن التسجيل فيها بسرعة لمشاهدتها والاسهام فيها والسفر بين عوالمها الخاصة قبل الوصول إلى مواعيد العروض المسائية بين الغرافيتي والسينما واسطوانات ”الفينيل“ والموسيقى الحية و”الساوند سيساتم“.

سينما، موسيقى وغرافيتي على طول أيام المهرجان
العرض الموسيقي الافتتاحي لهذه الدورة الخامسة أبدعته مجموعة انسان بقيادة الفنان مهدي غانم الذي نجح في خلق توليفة موسيقية بين الأنغام التونسية العتيقة والموسيقى الالكترونية المعاصرة والمراوحة بين أنغام الدجاز والروك، ليتوافد جمهوره من شرائح عمرية مختلفة ويتمتع بتناسق فني جميل يبحث عن الانسان في عمقه وعن الانسان الحر فوق أرضه سابحا في بحاره محلقا في فضائه، ليكون الافتتاح الموسيقي للمهرجان في تناسق تام مع عروض ”إيناوايشن“ وجينات المهرجان وأسسه التي يعرفها كل متشبع بالفن والقيم الإنسانية.
بين عروض إيناوايشن يسارع جمهور نواة إلى ركن أسطوانات الفينيل لأخذ قسط من الراحة واختيار أسطوانة لسماعها من بين اكثر من 150 فينيل وفرتها نواة لجمهورها، والفينيل بعيد كل البعد في القيمة الصوتية الوفية للتسجيل عن المحامل الصوتية الجديدة المضغوطة مثل ”الإم بي 3“، كل أسطوانة تحمل تاريخا وقصة وصورة مميزة طلب جمهور المهرجان التعرف عليها بحذافيرها، بين خطابات سياسية حولها ”بوب مارلي“ إلى أغاني ثورية وصوت فيروز الجميل يحدثنا عن شوارع القدس العتيقة، بين كلمات نيلسون مانديلا الخالدة في كفاحه ضد ”الاباترهايد“ وتساؤلات إسمهان ”امتى حتعرف امتى“ بين أسطوانات ”مانو تشاو“ و”الفودجيز“ و”ستينغ“ و”ألفا بلوندي“ عاد كل جيل إلى اغانيه المفضلة ما خلق تسابقا في البحث عن الالبومات القديمة النادرة وسماع قصصها والتقاط الصور معها.

فضاء الفينيل كان يطلق الدعوات ليذكر باقتراب توقيت كل عرض من عروض ”إيناوايشن“ ويستدعي جمهور المهرجان لزيارة فضاء التكريم التفاعلي الذي ركزته نواة اجلالا لشهداء الصحافة الفلسطينية. فضاء اطلع فيه زوار المهرجان على تاريخ الصحافة الفلسطينية ”فدائيات وفدائيو الحرية“ بصور ونقوش وكلمات خالدة ومقاطع فيديو وثقت مآثر الشهيدات والشهداء الذين أرادت يد الغدر الهمجية إخماد أصواتهم لتخفي قبحها واجرامها، فتحولن وتحولوا إلى أبطال يخلّد التاريخ ذكراهم ويحث الشباب الصحفي على التقاط اقلامهم وكاميراتهم لإكمال الرسالة والمسيرة.
جمهور المهرجان فوجئ داخل الفضاء المخصص لشهداء الصحافة الفلسطينية بمتابعة حية داخل حوض فسيح لمسار السفن المشاركة في أسطول الصمود مع مجسمات لسفن وخطوط مساراتها التي تحمل ألوان الدول والشعوب المشاركة ضمن الاسطول لكسر الحصار عن غزة، كما تمكنوا من الوقوف على ابداع فنان الغرافيتي رشاد طمبورة الذي قام بعمل فني على امتداد أيام المهرجان الثلاثة لخص رسالة الصحافة المناضلة في فلسطين والعالم وتحديها للمحاصرة والاغتيال والرقابة مع تحية أرادها المبدع لفريق نواة بإدراج الدائرة البرتقالية المميزة لصور نواة في قلب عمله الفني.

السينما الوثائقية سجلت هي الأخرى حضورها في مهرجان نواة بالتعاون مع ”هكة للتوزيع“ في إطار شهر الفيلم الوثائقي، ببرمجة عرض فيلم ”كازابلانكا“ وحضور مخرجه الإيطالي ”أدريانو فالاريو“، الذي التف حوله الجمهور في النقاش الذي عقب الفيلم والذي تدور احداثه حول قضايا محورية تمس الجمهور التونسي كالهجرة والحب والادمان وغيرها من قضايا المجتمعات التي تبدع السينما في نقلها. ثاني العروض السينمائية في نواة كان الجمهور فيها على موعد مع فيلم ”دونغا“ تلاه نقاش معمق مع المخرج الليبي للعمل مهند الأمين، الذي قرب المشاهدين في قصة فيلمه وبطله محمد دونغا الذي وثق بكاميراته الصفوف الامامية للقتال الدائر في ليبيا منذ 2011.

نقاش السجون ووضعية السجينات والمساجين داخلها
في ثاني أيام المهرجان كان الجمهور على موعد من نقاش سياسي اجتماعي حول أحد مواضيع الساعة الحارقة، موضوع اكتظاظ السجون ووضعية السجناء داخلها، حيث تفيد التقارير المحيّنة ان عدد السجناء تجاوز 34 ألف سجين وسجينة يتقاسمون ظروفا صعبة في ظل اكتظاظ تجاوز بمرتين طاقة الاستيعاب ويصل إلى حدود ثلاثة أضعاف طاقة الاستيعاب في بعض الوحدات السجنية. موضوع السجون ووضعيتها كان العنوان الرئيسي لمجلة نواة في عددها الجديد الذي صدر تزامنا مع أول أيام المهرجان.

النقاش الذي اداره باقتدار صحفي نواة مهدي الجلاصي، بمشاركة شادي الطريفي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ودليلة بن مبارك مصدق عضوة فريق الدفاع فيما يعرف بقضية التآمر وصائب صواب عضو هيئة الدفاع عن الأستاذ أحمد صواب، شرّح الوضعية داخل السجون وعودة التعذيب وامتهان الكرامة البشرية ونقص الطواقم الطبية والأدوية وأولويات إدارات السجون في تعاملها مع المساجين وبعض الحالات المستعجلة. كما تعرض النقاش لحالات الموت المستراب الأربعة التي جدت في ظرف أسبوعين خلال شهر جويلية الماضي. النقاش دار بهدوء ودقة امام جمهور غفير لم يتردد في طرح تساؤلاته ومشاركة تجاربه السجنية لمن مر بها، كما سجلت صور سجينات وسجناء الرأي حضورها في النقاش كرسالة بأن نبض المجتمع المدني الحي لن يتخلى عن سجناء الفكر والعمل السياسي المشروع والكلمة الحرة.
”يونيتي“ تلتقي ”تانيت“ في أمسية ”الساوند سيستام“
العرض الجماهيري الأكبر والذي مثل سهرة الاختتام كان من عالم ”الساوند سيستام“، وسنخص هذه الثقافة بمقال يشرحها بالتفصيل منذ بداياتها في الكراييب ستينات القرن الماضي حتى انتشارها في العالم منذ التسعينات وبداية الألفية الثانية، والساوند سيستام او المنظومة الصوتية هي عبارة عن صنع محلي لمضخمات صوت بدقة شديدة، يتم تركيب مضخمات الصوت هذه بطريقة هرمية منسقة فيخرج صوت الموسيقى من قارئ الأسطوانات موزعا على مجموعة مضخمات الصوت وكأن كل آلة موسيقية تأخذ طريقها وحدها إلى أحد مضخمات الصوت، فتكون النتيجة تجربة سماعية فريدة من نوعها لا يمكن ان ندقق وصفها والاحاسيس التي تتركها بقدر ما يجب على المهتمين ان يعيشوها فيفهموا عندها ما قصدناه بكل كلمة كتبناها. فموسيقى الساوند سيستام لا تسمع بالأذنين فقط بل يهتز لها الجسد كله لتتحول الموسيقى إلى علاج جسدي حقيقي ينشط الجسد فتلوح الحلول سهلة امام العقل بعد تلاشي مكبلاته.

مجموعة ”يونيتي“ التونسية تبقى علامة فارقة في عالم الفن فهي لا تنظم تظاهرات فنية فقط، بل تؤسس لثقافة أساسها الاحترام والحب والدفاع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة على امتداد الحدث. وما أضفى على هذا الحدث الأول من نوعه في مهرجان نواة بعدا خاصا، هو الحضور المفاجئ ”لفابيانا“ مؤسسة ”تانيت ساوند سيستام“ والايقاعات العميقة التي جلبتها وتفاعل الجمهور الغفير معها أيما تفاعل ليتحول عرض الختام إلى ليلة من ليالي الاحلام اللتي لن ينساها كل من عاشها مباشرة في مهرجان نواة.
الدورة الخامسة لمهرجان نواة كانت وفية لأبعد الحدود للعنوان الذي اختاره فريقها سواء عبر عروض حاضنة المشاريع ”إيناوايشن“ ولمسة السينوغراف المبدع التي رافقتها عبد الحميد فلفول، أو عروض السينما الوثائقية وركن ابداع الغرافيتي وتكريم الصحافة الفلسطينية ومتابعة مسار اسطول الصمود إضافة الى الحضور الموسيقي اللافت على اختلاف أنماطه ومحامله، دورة لم يكن لها أن ترى النور والنجاح منقطع النظير لولا المجهودات الكبرى التي بذلها كل فريق نواة بحاضرها وتاريخها المخلد لإسمها والاسهام المتميز لفريق المتطوعات والمتطوعين، ما خلق ديناميكية فنية ثقافية تنبض حبا وثورية، أبرزت بما لا يدع مجالا للشك لكل من عاش تجربة الدورة الخامسة من مهرجان نواة أن: الفن مقاومة الحرية أقوى
iThere are no comments
Add yours