بسم الله الرحمان الرحيم

بقلم صــابر

ليس هناك أغرب من هذا الزمن..قد تكون مقولة رددها الناس فى كل زمن وجيل وكل بالتأكيد قد أصاب من الحقيقة جانبا وإن لم يكن محقا من أن يتأفف ..ولي الحق أراه لنفسى أن أقول ما أغرب هذا الزمن وإن لم أكن محقا فأتجوزه , رأيت العجب العجاب وسمعت الكيد الذى يُذهب الألباب…على مسرح برنامج تلفزيونى , على قناة فضائية سمت نفسها ديمقراطية وأكثرت على شاشتها الألوان المتنافرة عنادا فى التنسيق وحسن الذوق وقهرا لكل عين ناشزة من نشاز الألوان ,وشرائط الإشهار والأخبار عليّ أن أعود لعدها لأنها كثيرة ولم أحصها ومن يساعدنى فى ذلك سأشكره أنه ضيع وقتا ليس مفيدا, أقول سمعت أحد الأسماء التونسية والتى تجلب لى العار شخصيا بما أننى تونسى مع وقف التنفيذ الذى لا أعترف به ,تلك الأسماء التى لم تغب عن الفضائيات حتى لماما لأنها إن لم تكن مدعوة لضيافة برنامج فهى “متكية”على دولة القانون والهبات تكون هي المضيفة على قناة الوحدة العربية من لبنان والعراق وتونس والله أعلم عن البقية , إسمها جامعة , أقول قناة الأ أن بى..برهان بسيس , أي نعم برهان على نعومة الأفعى رطبة الملمس قاتلة القُبلة , برهان على حلاوة اللسان وروغان الثعلب الخبيث الماكر , برهان على المتعلم الذى فقد كل بوصلة إلا لمعان الدينار التونسى وإن خف كيله فى الصرف الدولى , تعلم كي يتنعّج(إشتقاق من النعجة)لولي الدينار وإن كان حمارا وصل للقصر المهيب قبل أن يصل لنهاية المرحلة الثانوية بثلاث سنوات كاملة بل لعلها ثلاث عقود بعد أن عرفنا أن الرجل لا يدير حتى إناء وجبته إلا بـ”متراك” أو “برتكان”وفى أحسن الأحوال برجله وهو يلبس”شلاكة..حشاكم” ناهيك عن معاملة شعب لا يريدوه أن يصل إلى عشرة ملايين فم وعشرون مليونا من الأيدى ومثلم من الأرجل والأعين خوفا من أن يجوع فيضطر لأكلهم سدا لغائلة قهره..برهان ليس كمثله برهان , فى صوته ألحان وفى حديثه طراوة اللسان ..”معلّم”.. ليس كالتلميذ الفاشل المسطح “بوشكّر الضريف”الذى تأخذه الحمية على ولي نعمته ويتعجل حتى أن الضيف العراقى الموقر صارحه بشجاعة حين رد عليه بالقول بأنه بوق من أبواق السلطة ومن جوقة الحزب الحاكم..فإصفرت ضحكته لمدارات خيبته…برهان برهن بملىء إرادته وبكامل قواه العقلية وبعيدا عن الضغوط وأمام السيد حاكم التحقيق ومفتى الجمهورية وجريدة الصباح التونسية أنه”إبسس وإيزمط”كي تستمر الحياة رغيدة ولا يتغير لون القهوة و يتغير لون”الكستيم” كل يوم , تلك مناقب رجال الدولة والإعلام الزاهدين فى التواضع والمتواضعين للحكومة الرشيدة والقيادة الحكيمة صاحبة النظرة المستقبلية الإستشرافية الثاقبة المحافضة على التوازنات الجيوفميليا…برهان يقدم البرهان على الأثير وبالصورة والحبر أن الوطن الحبيب تونس ليس بخير , يتولى فيه مثل هذا البيدق المحترف تزيين الواقع السياسى والإقتصادى والإجتماعى التونسى وتزييفه وكأنه يتحدث عن واقع غير الذى يعيشه التونسيين والتونسيات..إكتسب الخبرة وغادر طور الهواية ودخل من الباب الكبير لمراحل الإحتراف فى أداء رسالة”البروبقندا”الرسمية…بهتان خسيس يقدم الواقع التونسى وكأن التجربة التونسية فى الظلم والإستبداد وسحق الإنسان هى المثال..يرد من طرف خفي على أولائك الذين يزحفون لعطف”الرئيس بن على”أن السياسة والحكم لا علاقة لهم بالعواطف والمشاعر والمعاناة الإنسانية فالقوي الذى يعسكر البلاد ويجند المرتزقة الوشاة ولجان الأحياء وكل إمكاناة الدولة للضبط والملاحقة والتعذيب والقمع والهرسلة والتجويع والإقصاء والتهجير هو الذى يفرض شروطه كما يفعل ولي نعمته..بهتان خسيس المثال الساطع على أن التزلف السياسى فى خدمة دولة البوليس الذى أفنى فيها الجنرال عمره وهى اليوم ترفد بدولة المافيوعائلية كي يتحقق للمثل التونسى الريادة والتفرد فى صناعة مملكة النهب والقمع والتزييف..بهتان خسيس الذى أنكر أن طائرة العال الإسرائلية أرست بمطار جربة وأن العلم الصهيونى يطل من أحد نوافذها وثبت له لاحقا أن الصورة الناطقة فضحته ولكنه تلحف بعهر لا يقدرعليه أي كان ومضى يصقل لسانه كي يلمع وجه الدكتاتورية الكالح..تلك مهمة خلق لأجلها.