محاصرة بتعتيم إعلاميّ متجاهل لحراك شبابها، أو مشوّها لاحتجاجاتهم، تعيش مدينة المكناسي منذ أكثر من ثمانية أيّام حالة من الاحتقان الشعبي ويخوض شبابها مواجهات يوميّة، نهارا وليلا ضدّ قوّات الأمن بعد أن ارتأت الحكومة إلى الاستجابة للمطالب الاجتماعيّة للمحتجّين بدفع التعزيزات الأمنية تباعا إلى تلك المدينة. الصور البكماء للمواجهات فتحت المجال لبعض وسائل الإعلام لتشويه الحراك، وتصوير الوضع في المكناسي كحالة من العنف الأعمى والشغب و”أطراف” تجرّ المدينة والبلاد إلى الفوضى. لكن الانتقال إلى عين المكان، واللقاءات مع شباب الحراك والأحاديث الجانبيّة مع الأهالي، كشفت صورة مغايرة لمواطنين ضاقوا ذرعا بسياسة التهميش والمماطلة والتسويف. كاميرا نواة التي رصدت المواجهات العنيفة في بعض الأحياء، لم تتعامى عن استفزازات رجال الأمن وانتهاكهم لحرمات البيوت التي أغرقوها بالغاز المسيّل للدموع. وشهادات الأهالي رسمت صورة أخرى عن مدينة لا تنكسر وترفض تكميم صوت أهلها وفرض التفقير الممنهج على شباباها الذّي يبتكر أساليب جديدة للمقاومة والاحتجاج. زيارة مدينة المكناسي كشفت عن طينة من النّاس لا يحبّون الذلّ والظلّ.
مونتاج
-
صور
صحفي
iThere are no comments
Add yours