يحيي التونسيون يوم 8 ماي من كل سنة ذكرى ضحايا التعذيب في اليوم الوطني لمناهضته. تعذيب لم يكن ليتواصل في تونس لولا تواصل افلات الجلادين من العقاب، ما دفع عائلات إلى طرق باب الأمم المتحدة بعد تنكر الدولة لهم وتشفي الجحافل في عذاباتهم.

يحيي التونسيون يوم 8 ماي من كل سنة ذكرى ضحايا التعذيب في اليوم الوطني لمناهضته. تعذيب لم يكن ليتواصل في تونس لولا تواصل افلات الجلادين من العقاب، ما دفع عائلات إلى طرق باب الأمم المتحدة بعد تنكر الدولة لهم وتشفي الجحافل في عذاباتهم.
مثّلت المسيرة التي شهدتها العاصمة تونس في 07 ماي 2025، شارة انطلاق المؤتمر الثاني لحراك أصوات عاملات الفلاحة تحت شعار “الاعتراف بمهنة عاملة في القطاع الفلاحي”. المحتجّات طالبن الدولة بالاعتراف بمهنة “العاملة الفلاحية” كمهنة قائمة الذات تضمن الحماية الاجتماعية والأجر العادل وظروف العمل الآمنة.
Les mesures populistes (gel des aides étrangères…) annoncées par Donald Trump tombent à point pour le pouvoir de Kais Saied, qui se nourrit de souverainisme et de complotisme. Mais gare à l’envers du décor !
في مشاهد مخزية تذكّر بممارسات الميليشيات اليمينية المتطرّفة في بعض دول أوروبا واستجابة لهلوسات الاستبدال الكبير، راجت مقاطع فيديو لتونسيين يطاردون مهاجري جنوب الصحراء ويحتجزونهم قبل تسليمهم إلى السلطات. عنصرية تستقوى على المستضعفين على غرار ما يحصل مع التونسيين الحراقة في أوروبا.
بعد بيان طلبة وطالبات وخريجي جامعة الحقوق، أصدر طلبة وطالبات وخريجي معهد الصحافة وعلوم الأخبار بيانا في 24 أفريل 2025، رفضوا فيه عودة الاستبداد والتضييق على حرية العمل الصحفي. ويأتي هذا البيان في سياق من التطبيع الخطير مع الأحكام الظالمة وضرب الحريات وسجن المعارضين وهرسلتهم.
بعد حملة شرسة من قبل أبواق النظام، تمّ إيقاف القاضي السابق والمحامي أحمد صواب في 21 أفريل 2025، والاحتفاظ به لمدّة 5 أيّام على معنى قانون الإرهاب. سكّين السلطة كانت أقرب إلى صواب من تعبير مجازي استعمله لتوصيف المجزرة التي تتعرّض لها العدالة في تونس.
على بعد 8000 كيلومتر تقريبا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثاني من أفريل 2025، عن ”يوم التحرير“ برفعه الرسوم الجمركيّة لواردات بلاده من جميع دول العالم تقريبا ومن ضمنها تونس، قبل ان يتراجع ويعلق قراره فيما يشبه أكبر عمليات التلاعب بالأسواق. على الضفّة الأخرى من العالم، والتي يخوض نظامها ”حرب تحرير“ مختلفة، لا تبدو انعكاسات هذا القرار بحجم باقي شركاء الولايات المتحّدة الكبار، لكنّ طبيعة ”الكاوبوي“ الأمريكي الجديد وفلسفته السياسيّة القائمة على مفهوم الصفقة، تعيد طرح التساؤلات حول ما قد تحمله ظلال ترامب على تونس خلال السنوات الأربع اللاحقة.
في فصل آخر من فصول المآسي المتكرّرة التي تعرفها المدارس والمعاهد العمومية، فُجعت مدينة المزونة في سيدي بوزيد بوفاة 3 تلاميذ إثر سقوط سور المعهد عليهم يوم 14 أفريل 2025. فاجعة تعاطت معها السلطة بلا مبالاة وانتهجت إزاءها سياسة النعامة وإلقاء المسؤولية على “الآخرين” والتبرير الوقح، بل جابهت لوعة وغضب المواطنين بالغاز المسيل للدموع والقمع البوليسي.
يتواصل الحراك الشعبي في تونس ضدّ مصالح الدول والشركات الداعمة للأبارتهايد الصهيوني الذي يُمعن في تقتيل الشعب الفلسطيني في غزّة للعام الثاني على التوالي. في المقابل تدفن السلطة رأسها في الرمال بعد أن رفضت تجريم التطبيع في سابقة برلمانية ترتقي لمستوى الفضيحة، مُكتفية بالدعاء للشعب الفلسطيني.
بعد سنوات من القمع والتهميش، استعادت الصوفيّة/التصوّف روادها وجمهورها الخاص. فخلال الأعياد الدينية تزدهر عروض الانشاد الديني والحضرة لكن هذه الظاهرة، ذات البعد الروحاني في الأصل، لم تسلم من التسليع والاستغلال التجاري.
لم يشذّ قيس سعيّد عن عادته في التعاطي مع رؤساء حكوماته وهو يقيل رئيس الحكومة كمال المدّوري من منصبه ويعوّضه بسارة الزنزري فجر 21 مارس 2025. خطّة رئيس الحكومة في عهد سعيّد تحولت إلى ابتلاء “للعابرين” بالقصبة وشمّاعة لمحو فشل خيارات الرئيس وتعييناته.
تتواصل حدّة الحملات العنصرية ضدّ المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء منذ خطاب الرئيس قيس سعيّد في فيفري 2023. تبعات نظريّة ”الاستبدال العظيم“ وصلت إلى حدّ خروج مريدي الرئيس لمطاردة المهاجرين في الشوارع والأرياف، مدعومين بنوّاب تفنّنوا في رفع الشعارات العنصريّة والتبرير لمذكّرات تفاهم تجعل تونس السور الواقي لشواطئ أوروبا.
أثارت المجازر التي ارتكبتها قوّات أحمد الشرع (الجولاني) خلال الأيّام الماضية في الساحل السوري جدلا في تونس بين من اعتبرها تصديّا لفلول نظام الأسد ومن صنّفها كتطهير طائفي. تجاذبات كشفت ازدواجية المعايير والخطاب حسب القرب الايديولوجي والديني من القضية.
قامت مجموعة من التونسيّين من ضحايا التعذيب وسوء المعاملة برفع شكوى ضدّ السلطات التونسيّة إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحّدة. هذه الخطوة التي تمّت بمرافقة ودعم من المنظّمة الدولية لمناهضة التعذيب، كانت “الملاذ الأخير لتحقيق العدالة المرجوّة للضحايا” بحسب ممثّلة المنظّمة. من جهة أخرى، تعيد هذه الشكوى طرح التساؤلات حول مدى جدّية ورغبة الدولة في وضع حدّ لمثل هذه الممارسات وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب.
يُقال: ”في الديكتاتوريات، يبدو كلّ شيء على ما يُرام حتّى ربع الساعة الأخيرة.“ مقولة تنطبق على ما حدث مع النظام السوري الذي لم يتوقّع لا هو ولا أنصاره أن يسقط بتلك السهولة والسرعة بعد حرب دموية استمرت لأكثر من 13 سنة وتسبّبت في ازهاق مئات آلاف الأرواح وتشريد الملايين من السوريات والسوريين في جميع أصقاع الأرض.
يريد الرئيس قيس سعيد جعل تونس ثاني دولة أفريقية بعد المغرب تمتلك قطارا فائق السرعة. ولكن المشاكل المرتبطة بإنجاز هذا المشروع العملاق تبدو متعددة، خاصة وأن الوضعية الاقتصادية والمالية الحالية للبلاد ليست في أفضل حالاتها.
Avec un bilan qu’il sait catastrophique, le gouvernement peine à trouver des ressources suffisantes pour redresser la barre. D’où ce ronron budgétaire qui annonce de nouvelles années de vaches maigres. Pris au piège de son souverainisme, il n’a plus d’autres choix que de continuer à quémander toujours plus de prêts.
يمثّل مشروع قانون المالية لسنة 2025، أوّل ميزانية في مسار ”البناء والتشييد“ الذي يبشّر به مريدو رئيس الجمهورية قيس سعيّد. المراقب لجلسات النقاش حول ميزانيات مختلف الوزارات والهيئات والمُنصت إلى الجمل الممجوجة لتدخّلات الوزراء، تكشف له الأرقام أنّ كلّ هذه الوعود ليست سوى اجترارا لعقل ماليّ واقتصاديّ كسول، ينسخ من منهج يُثبت فشله السنة تلو الأخرى.