السيد نورالدين

قررت أن أكتب لحضرتكم هذه الكلمات تعليقا المبادرة التي اقترحتم فيها على المعارضة التونسية بالخارج تنظيم قافلة عودة للبلاد بمناسبة القمة الدولية لمجتمع المعلومات

كنت في حفل خاص حضره بعض المسؤولين الكبار بجهاز الدولة عندما سمعت لأول مرة بالمبادرة وقد عبر متحدث عن انشغاله من إمكانية أن تفسد المعارضة بالخارج أجواء القمة إذا نجحت في تنظيم القافلة وقال عن حضرتكم ما حصيلته انك إذا نجحت في تنظيم الحدث فلنستعد لمناطحة ثور عنيد وثعلب ماكر وأن قوتك في قدرتك في أن تكون خصم الجميع وحليفهم في نفس الوقت وقد دفعني هذا الحديث الى قراءة نص المبادرة وأصدقك القول أنني فوجئت بالمستوى العالي للتحليل من حيث العمق والذكاء السياسي مع اختلافي معك في العديد من النقاط وخاصة ماذكرته حول دكتاتورية النظام وعلى أية حال أؤكد لكم أنني وبعد سنوات طويلة من العمل الحزبي والسياسي لا أذكر أنني صادفت نصا في مثل هذا المستوى من الدقة في التحليل وروح المسؤولية الوطنية الذي تخلله فقد نجحت في وضع الجميع سلطة ومعارضة أمام خيارات أحلاها مرا وفهمت بعدها عمق انشغال الأخ المسؤول فضربتك كانت فعلا ستكون في الخاصرة وصراحة قلت في نفسي لو بقي الرجل في حركة النهضة ربما حلت قضيتها منذ زمن بعيد فلا مجال للمقارنة بين خطابكم وخطاب قيادة النهضة وحتى بقية المعارضين عموما على أية حال ما دفعني لكتابة رسالتي المفتوحة لسيادتكم و هي المرة الأولى التي أخط فيها سطورا لنشرها في شبكة الانترنيت هو إطلاعي بالأمس على نص البلاغ الصحفي الذي أعلنتم فيه تخليكم عن المبادرة والأكيد أن الجماعة في تونس قد تنفسوا الصعداء وخيرا فعلت ياسي نورالدين فقد أرحت واسترحت ونقدر لك شجاعة المقترح الذي أربكنا ونحفظ لك شجاعة التراجع التي لا يمارسها إلا سياسي محنك أما ما تسميه بقوى العارضة الوطنية فأنصحك بنسيانهم فهم في أغلبهم حفنة من التجار الصغار الذين لم يفهموا ألف باء السياسة وأناشد حضرتكم أن تسعي إلى تسوية وضعيتك والعودة إلى البلاد فرصيد الاحترام الذي تحضى به لدى العديد من الاخوة المسؤولين في الحزب والدولة سيفتح لك أبوابا للمشاركة في بناء تونس المستقبل وكما قلت في ورقتك رجل الدولة حليف أساسي لكل تونسي نزيه يغار على مكتسبات الوطن ومستقبله

في الأخير فقد قررت أن ابعث لك برسالة مفتوحة وليس رسالة خاصة ليعلم الجميع ان داخل جهاز الدولة وفي أعلى مستوياتها هناك من يفكر في طاقات البلاد الخيرة التي تعمل بجد وصمت للمصلحة العامة وان الدولة أثبتت في الماضي وتثبت دائما أن ذراعها مفتوحة لأبناء البلاد البررة حتى إذا أخطئوا في حقها في يوم من الايام

شكرا ياسي نورالدين والى اللقاء في ربوع الوطن ان شاء الله

أبو سيرين

كادر بجهاز الدولة