بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم عبد الحميد الحمدي ـ الدنمارك
الرسالة الأولى:
إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي المحترم:
بعد التحية،
ألفت عنايتكم إلى أن عضوا بمجلس المستشارين نشر مقالة بمجلة حقائق يوم 6 أفريل 2006 الجاري سمى فيها الفتح الإسلامي لتونس بـ ” الغزو الإسلامي”. ويعتبر هذا الكاتب وسط النخب التونسية المطلعة وجها من وجوه النظام خصوصا وهو الذي يقود رسميا الحملة ضد الرابطة التونسية للدفاع
عن حقوق الإنسان.
وقبل أسبوع نشرت جريدة الصباح تصريحات لسياسي تونسي متقاعد اتهم فيه الإسلام بأنه معادي للديمقراطية، ووصف فيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه بأنه دكتاتور، متناسيا ومتجاهلا أن الإسلام دين الحرية وأن الفاروق هو صاحب أشهر مقولة من
مقولات حقوق الإنسان في التاريخ البشري كله، يوم اقتص لمواطن مسيحي مظلوم من ابن والي مصر آنذاك عمرو بن العاص وقال مقولته الشهيرة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”.
وفي تصريح صحفي في شهر مارس الماضي رفض وزير الشؤون الدينية في حكومتكم أن يؤكد أو ينفي الإشاعات المنتشرة بأن وزارة التربية تنوي حذف مادتي اللغة العربية والتفكير الإسلامي من كل شعب الباكالوريا اليوم، وبمناسبة المولد النبوي الشريف الذي أهنئكم به وكافة أفراد الشعب
التونسي أسألكم بكل احترام: هل ترضون أن يدون التاريخ أن أنصاركم ووزراءكم هم من يتحدثون عن “الغزو الإسلامي لتونس ومعاداة الإسلام للديمقراطية، ودكتاتورية عمر بن الخطاب رضي الله عنه” وهم من يخططونلإلغاء اللغة العربية والتربية الإسلامية من كل شعب الباكالوريا، وما
ينسب إلى عون هنا أو هناك وآخرها في سجن برج العامري من دوس على المصحف،
هل يرضيكم أن تلقوا ربكم يوم القيامة بمثل هذه الأقوال والأفعال والخطط
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”؟
مع تحياتي
الرسالة الثانية:
إلى رئيس تحرير جريدة الصباح الغراء:
بعد التحية،
افتتح السيد أحمد نجيب الشابي أعمال المجلس الوطني لحزبه “الحزب
الديمقراطي التقدمي.
إنني واثق أنكم لن تنشروا نص خطابه أمام هذا المجلس وحتى مقتطفات موسعة منه.
قبل أيام هاجم الإعلامي برهان بسيس السيد أحمد نجيب الشابي في مقالة نشرت بجريدتكم. وإني واثق أنكم لن تنشروا رد السيد الشابي عليها لو أرسلها لكم.
هل تستطيع إذا أن تفسر لي سبب حماستكم لنشر الانتقادات الفجة التي وجهها سياسي متقاعد أو شبه متقاعد في ندوة مغمورة للإسلام حين اتهمه بمعاداة الديمقراطية وللفاروق عمر بن الخطاب حين اتهمه بالدكتاتورية؟
هل ترضى أن تتحول جريدة الصباح في عهدك إلى منبر للتهجم على الإسلام
وعلى الخلفاء الراشدين في بلاد القيروان والزيتونة وابن خلدون وابن
عاشور؟ وهل ترضى أن تعوض عن عجزكم عن نشر الآراء السياسية المخالفة للحكومة بنشر الآراء المعارضة أو المناقضة للإسلام والخلفاء الراشدين؟
أظن بك الخير والمروءة والخلق الكريم وآمل ألا يتكرر مثل هذا في جريدتكم، مع تحياتي ودعائي لكم بالتوفيق.
الرسالة الثالثة:
إلى رئيس تحرير مجلة “حقائق”:
بعد التحية،
هل تعرف كيف استوطن الإسلام قلوب التونسيين قبل أن يستوطن بيوتهم
وأراضيهم؟
لقد وجدوا فيه مبادئ الحرية وقيم الكرامة الإنسانية ومنهاج السعادة في
الدنيا والآخرة.
لذلك أحبوه وتبنوه ونشروه في كل أرجاء الدنيا. هل تعرف أن الإسبان
جاؤوا بعد ذلك ولم يكسبوا العقول ولا القلوب؟ هل تعرف أن الفرنسيين
جاؤوا من بعدهم ولم يكسبوا القلوب ولا العقول؟
هل تعرف إذا لماذا تحدث المؤورخون التونسيون والعرب وغير العرب عن
الفتح الإسلامي لتونس وليس عن الغزو الإسلامي لتونس؟ هل ترضى لمجلتك أن
تحتضن المتحدثين عن الغزو الإسلامي في العيد الخمسين للإستقلال الذي كان في جوهره موقفا قاطعا من التونسيين يعلن تمسكهم واعتزازهم بالهوية العربية الإسلامية لتونس؟
الله الله في تونس العربية المسلمة يا رئيس التحرير!!!
الله الله في تضحيات الذين استشهدوا من أجل استقلال تونس وحماية هويتها العربية الإسلامية!!!
الله الله في سمعة الصحافة التونسية أن يقال أنها لا تملك الجرأة إلا على التعريض بالإسلام وتاريخه وعلمائه!!!
مع تحياتي
iThere are no comments
Add yours