عربات تلفزتنا الوطنية أمام المطعم

عشية الثلاثاء 19 ماي 2009 كانت حركة وسائل النقل بطيئة في تقاطع سكرة-دارفضال-شطرانة، على مستوى مطعم *ثور فوق السقف* الشهير ضواحي العاصمة
عربات التصوير التابعة لتلفزتنا الوطنية كانت هناك. العربة الإدارية الواقفة في الجهة المقابلة وضع سائقها أمام المقود ورقة إذن بالتصوير صادرة عن وزارة الاتصال لفائدة.. برنامج « الحق معاك » تغطي كامل تراب الجمهورية!!؟
ترى هل يتم تصوير إحدى حلقات « الحق معاك » في المطعم!!؟
لم يكن من العسير معرفة الجواب. معدات تلفزتنا الوطنية التي نمولها بعرق جبيننا نحن دافعو الضرائب المرهونة رواتبنا والذين لا نملك شركات نحصنها من تطفل إدارة الضرائب مثل كل المتنفذين، كانت هناك لتصوير مشاهد من الجزء الثاني من مسلسل «مكتوب » سنشاهدها ونحن على مائدة الإفطار في شهر رمضان المقبل

قد يكون الأمر عاديا بل ومحبذا لو أن هذا المسلسل كان من إنتاج تلفزتنا الوطنية. لكن أن تستخدم معدات التلفزة “بلّوشي” لتصوير مسلسل تنتجه شركة “كاكتوس” التي يملكها رجل الأعمال بلحسن الطرابلسي صاحب الثروة الصاروخية التي تحوم تساؤلات عديدة حول شرعية مصدرها، فالأمر يطرح عندها أكثر من سؤال!!؟

شوكو: بطل مسلسل مكتوب، وخلفه تقنيّو \"الهجّاله\"!؟

أصبح معلوما لدى عموم المواطنين أن « كاكتوس » تبيع منتوجها للتلفزة مقابل حصولها على مساحات إشهارية واسعة من البث التلفزي خلال بث هذا المنتوج، تبيعها للراغبين في بث ومضات إشهارية لمنتوجاتهم وتستخلص المعلوم الضخم لخاصة نفسها. وعند طرح الموضوع في رحاب البرلمان، أكدت حكومتنا الموقرة لنوابنا الكرام المبجلين بأن التلفزة لا تنفق مليما واحدا على برامج « كاكتوس ». لكن الصور المرفقة تثبت عكس ذلك. فهاهي معدات تلفزتنا « الهجالة » حسب وصف الزميل خميس الخياطي، تعمل في مسلسلات « كاكتوس » وبرامجها؟؟
ألا يمثل تخصيص هذه المعدات لشركة خاصة هدرا للمال العام؟؟
لنوابنا الأفاضل الذين راوغتهم الحكومة في رحاب مجلسهم الموقر، سلام وتحية تقدير من مواطن عابر سبيل يأبى إلاّ أن يسألهم السؤال التالي : ما تراكم يا سادتي أمام هذا البرهان فاعلون؟؟
هل ستطالبون بتشكيل لجنة تحقيق تتحرى الأمر، برّا منكم بقسمكم يوم توليكم والتزاما منكم بحماية المال العام الذي تصرف منه أجور الموظفين وبه تبنى المدارس والمستشفيات وتعبّد الطرقات؟
أم أن تركيزكم على الانتخابات القادمة لنيل ثقة الشعب المغلوب على أمره، يمنعكم من الالتفات لمثل هذه المواضيع الحساسة!!؟

زياد الهاني