نظمت الاحزاب السياسية التي اعلنت عزمها على تكوين حزب وسطي (الحزب الديمقراطي التقدمي-افاق تونس-الحزب الجمهوري) اجتماعا شعبيا بقصر المؤتمرات يوم السبت 11فيفري 2012 انطلق في حدود الساعة الثالثة و النصف
وقد توافد عدد هام من المواطنين الذين غصت بهم القاعة و لم تتسع لجميعهم مع الملاحظ ان الحضور كان نوعيا و تميز بغالبية نخبوية ووجوه معهودة تنتمي لهذا الحزب او ذاك الى جانب حضور عدد هام سواء من احزاب صديقة كحركة التجديد او من مستقلي القطب الديمقراطي الحداثي و ايضا مواطنين اتوا لاستجلاء و معاينة هذا المكون السياسي الجديد الذي يرى فيه بعضهم على حد تعبيرهم طريق الخلاص لقلب الموازين على حركة النهضة في قادم المناسبات الانتخابية

قبل انطلاق الاجتماع لاحظت عددا من الخيام في مدخل قصر المؤتمرات خصصت لجمع المساعدات و التبرعات لفائدة اهالي الشمال الغربي المتضررين من موجة البرد وتساقط الثلوج “Lions”وهي اما خيام تابعة لمجموعة الاحزاب المذكورة او لجمعيات على غرار جمعية والتي اكدت المتحدثة باسمها الانسة “ماجدة بن حسين” انها جمعية خيرية تعمل بالتعاون مع الهلال الاحمر التونسي وفق اتفاقية ممضاة بين الطرفين

مداخلة ياسين ابراهيم، امين عام حزب افاق

انطلق الاجتماع والذي انتظم تحت شعار “في الاتحاد قوتنا” و تم افتتاحه بترحيب بالحاضرين ثم احيلت الكلمة لامين عام حزب افاق تونس السيد “ياسين ابراهيم” و الذي رحب بالحضور و دعاهم للالتحاق بخيام المساندة الموجودة على ذمتهم للمساهمة في جمع التبرعات، ثم اضاف انه متفائل بالحضور الغفير خاصة و ان هذا التوحد مثل مطلب العديد على اثر نتائج انتخابات المجلس التاسيسي المخيبة للامال مؤكدا على ان هذه المبادرة كما جمعت الاحزاب الموجودة و المنخرطة بهذا المسار فهي تبقى مفتوحة امام بقية القوى الديمقراطية و الشخصيات الوطنية .الشيء الذي جعل جميع الحاضرين يتفاعلون بالتصفيق مطولا

هذا وقد تحدث ياسين ابراهيم على صعوبة الاوضاع الاقتصادية مذكرا باهمية السوق الاوروبية و المغاربية و على اهمية اعادة الاعتبار للمعاملات التجارية و تفعيلها و العمل الجدي على انجاحها
واضاف فيما يتعلق بالاعلام انه و من خلال تجربته في الحكومة ان هذه الاخيرة تظن بان الاعلام يجب ان يكون الى جانبها في حين انه يرى بان الاعلام بصدد القيام بثورته و يجب ترك المجال امامه كي يقوم بها على احسن وجه
وختم فيما يتعلق بالحكومة الحالية بانها تتميز على الحكومات السابقة بالشرعية لذلك فهو يدعوها الى الانطلاق في تنفيذ الاوامر و القرارات التي تعطل تفعيلها سابقا بحكم المناخ السياسي الذي ميز فترات الحكومات السابقة و الذي نزع عنها الشرعية

مداخلة سعيد العايدي، وزير التشغيل السابق

احيلت الكلمة اثر ذلك الى وزير التشغيل السابق “سعيد العايدي” الملتحق بدوره بهذه المبادرة و الذي صفق له الحاضرون مطولا بمجرد اعتلائه المنصة و بعد شكر الحضور استهل مداخلته قائلا انه ترك برنامج “امل” عند مغادرته الحكومة و لكنه لم يفقد الامل مؤكدا على ان مطالب الشعب الحقيقية تتمثل اساسا في تلك التي نادى بها يوم 14 جانفي 2011 امام مقر وزارة الداخلية و هي التشغيل و العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية لا تلك القضايا المطروحة حاليا و التي تساهم بقسط وافر في تفريق الشعب التونسي مضيفا انه لم يتساءل يوما عن كونه مسلم ام لا

هذا و قد اكد ايضا انه يتمنى النجاح و التوفيق للحكومة الحالية لان في نجاحها نجاح لتونس و تعقيبا على ياسين ابراهيم اكد “سعيد العايدي” ان على الحكومة و الى جانب الشرعية اكتساب المصداقية و التي لن تتمكن منها الا عبر بوابة الشفافية التي تبقى شرطا اساسيا لنجاح اي حكومة

وفيما يتعلق بهذه المبادرة التوحيدية نحو الحزب الواحد بين ان التوجهات السياسية ليست هي الفيصل او محور النقاش الاساسي في التقاء المكونات السياسية بل ان البلاد في حاجة الى من يعمل لمصلحة الشعب التونسي الذي ينتظر الكثير على مستوى التنمية الجهوية و الاقتصادية و في هذا الاطار اكد ان التعامل مع جميع الدول الاجنبية مرحب به على شرط احترام السيادة الوطنية و هو ما تفاعل معه الحاضرون بالتصفيق

و اكد في الختام ان تجربته في الحكومة السابقة مكنته من اكتشاف عديد الاطارات و الكفاءات الوطنية في الادارة التونسية الذين ساهموا بقسط وافر و سيساهمون في نجاح تونس

مداخلة يوسف الشاهد، الامين العام السابق لحزب طريق الوسط واحمد نجيب الشابي

المتدخل الثالث كان يوسف الشاهد و هو الامين العام السابق لحزب طريق الوسط الذي اندمج مؤخرا مع الحزب الجمهوري تحت اسم “الحزب الجمهوري” و الذي اكد من جهته انه متفائل بهذه التجربة الجديدة
لتختتم المداخلات بكلمة للسيد “احمد نجيب الشابي” والذي ابدى انبهاره بالحضور الغفير معتبرا انه طوال ال 45 سنة التي قضاها في العمل السياسي لم يحضر اجتماعا حاشدا بهذه الطريقة مما يجعله يتفاءل خيرا بنجاح هذا الحزب الذي يجمعه مع اصدقاء ساهم في التقائهم العمل السياسي في الشارع و اخره المسيرة التي دعوا اليها على حد تعبيره من اجل حماية الحريات

الشابي وصف الوضع الاجتماعي بالمتوتر والوضع الامني بالمنفلت و البطالة بالازدياد السريع و المقلق
مما يجعل المواطن التونسي ينتظر حلولا سياسية حقيقية و صادقة وهو ما عجل حسب رايه في التقاء هذه المكونات السياسية في اطار حزب واحد يعمل على مشروع برنامج موحد ويستجيب لتطلعات الشارع التونسي

الا انه لا يرى ان الوضع الحالي قاتما بما ان الشعب التونسي قدم ارواحا من اجل عديد المكتسبات و اولها الحرية التي يرى فيها مكسبا ثمينا خول حرية العمل السياسي على غرار هذا الاجتماع المنعقد بقصر المؤتمرات و الذي لم يكن في المتناول في وقت ليس ببعيد مضيفا في هذا الصدد ان عهد التعددية الزائفة ولى وانتهى دون رجعة وحان وقت التعددية الحقيقية

الشابي بين للحضور ايضا ان مستقبل تونس مفتوح على ثلاث فرضيات


و الاولى تتمثل في تمكن تمكن الحكومة و توصلها للاستجابة الى المطالب و الملفات العاجلة، الثانية هي تواصل التازم وصبر المواطن الى حين الانتخابات القادمة التي يبقى موعدها مجهولا لذلك فهو يدعو الهياة العليا المستقلة للانتخابات لاستئناف نشاطها والعمل على التحضير للانتخابات القادمة مؤكدا على ان قدرة المعارضة على قلب موازين القوى في الاستحقاقات الانتخابية القادمة مرتبطة و مرتهنة بنجاح تجذرها الشعبي
اما الفرضية الثالثة فهي عجزالحكومة الحالية عن مواجهة الازمة مما قد يؤدي الى سقوطها مستشهدا في ذلك بالمثال اليوناني

واكد الشابي ان المهم في هذه الاثناء هو الاستعداد الجيد للانتخابات القادمة عبر جمع شتات القاعدة الانتخابية الديمقراطية وهنا حيى حضور السيد “خميس قسيلة” للاجتماع في مداعبة سياسية واضحة للكتلة المنشقة عن حزب التكتل من اجل العمل و الحريات
و اختتم تدخله بالتاكيد على دور المعارضة في ان تكون قوة مشاركة وان تعمل على تكريس المعارضة الايجابية كي تمنع الحزب الحاكم من التغول و الاستبداد وعلى انغام النشيد الوطني رفع الاجتماع

حزب بدون إسم


الملاحظ هو غياب الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي “مية الجريبي” لاسباب عائلية بحكم تواجدها في قليبية حسب ما صرح به عديد من وجهت لهم السؤال من الديمقراطي التقدمي
كذلك لاحظت على امتداد ردهات الاجتماع انه تم توصيف هذا الحزب بالجديد و الموحد و الوسطي دون ان يذكر جميع المتدخلون انهم توصلوا الى اختيار اسم له بحكم تواصل المشاورات بين جميع الاطراف المعنية الموجودة و المعنية بالالتحاق بما في ذلك المبادرة التوحيدية التي اعلنها حزب العمل التونسي و حركة التجديد و مجموعة من مستقلي القطب الديمقراطي الحداثي

الاحزاب و الشخصيات التي التحقت بهذا الحزب الوسطي الجديد

حزب الارادة و حزب حركة بلادي وحزب العدالة الاجتماعي الديمقراطي و مجموعة من حزب الثقافة و العمل(بالنسبة للاحزاب)
بالنسبة للشخصيات :العميد “حسين قرايمية” والاميرال السابق “محمد الشابي الشريف” و العقيدالسابق “محمد الحبيب العزابي” والاستاذة “فوزية الشرفي” والسيد “عبد العزيز الرصاع” والسيد”الياس الجويني”والسيد”المنصف السلامي”والسيد”كمال السنوسي”هذا و يبقى باب الالتحاق مفتوحا امام جميع القوى الديمقراطية المؤمنة بهذا المسار كما اكدت جميع المكونات السياسية الحالية لهذا الحزب

على كل الجميع متفائل الا ان السؤال الذي تبادر الى ذهني هو كيف سيتمكن هؤلاء و غيرهم ممن سيلتحقون بهذا الحزب من توزيع المهام كي لا اقول تقسيم المهام ?
و كيف سيكون تنظيم الهياكل و هل سيتوصلون الى دحض حساسياتهم الحزبية فيما يتعلق بالزعامة و غيرها من المسائل الشائكة التي سيواجهونها دون ادنى شك ?
وهل ستعيش تونس تقسيما سياسيا جديدا يتميز بقطبين اساسيين على غرار المثال الامريكي و المتكون من المحافظين من جهة (الترويكا) و من الديمقراطيين من جهة اخرى(الحزب الوسطي و المذكورين كمعنيين بالالتحاق)? على كل الاجابة على هذه التساءلات ستتكفل بها الايام القليلة القادمة