أمّ الشّهيد حاتم بالطّاهر:” لن أحجّ بدم ابني الشّهيد , لست بحاجة لعطاياكم فقد طاف بي الكعبة على أكتافه. كفاكم ذرّا للرّماد على العيون لا أريد سوى حقّه لا أريد سوى محاسبة من حرمني منه”…
هذه المبادرة تقدّم بها رئيس الحكومة حمادي الجبالي بالتّنسيق مع السّلطات السّعودية. مائة عائلة من عائلات الشّهداء يمكن لها، إذا ما تمّ اختيارها في عملية اّلقرعة، أن تتكفّل الحكومة بمصاريف أدائها لفريضة الحجّ. مبادرة الجبالي تمّ الإعلان عنها إثر إعلان عدنان منصر أنّ
“رئاسة الجمهورية تكلفت بنفقات الحجّ هذا العام لأربعة من أمّهات عائلات شهداء الثّورة التّونسية من بينهم أم الشّهيد محمد البوعزيزي”
. منصر أعلن عن هذه الهديّة لوكالة الأناضول للأنباء في منصف يوم الخميس 11 أكتوبر. رئيس الحكومة لم يضيّع الفرصة و أعلن في مساء ذات في بلاغ عن تمكين مائة عائلة من نفس الهديّة. ممّا يوحي أنّ هذه الهديّة تتنزّل في إطار مزايدات سياسيّة بين رئاسة الحكومة و رئاسة الجمهورية، مزايدات أداتها و موضوعها الشّهداء و عائلاتهم.
في هذه الهديّة ما يكفي من الدّهاء لأن تكون أعمق و أبعد من أن تُوظّف فقط في تصفية حسابات الحكومة و الرّئاسة بالتّكالب على الإجراءات الشّعبيويّة، إنّها طريقة مُثلى لشقّ وحدة صفّ عائلات الشّهداء.
إنها قبل كل شيء و حسب شهادة الكثير من المعنيّين و الملاحظين إهانة في حقّ الشّهداء حين تصبح أسمائهم موضوع قرعة يتابعها المتفرجون على القناة التلفزية كأية لعبة دون أي احترام لمشاعر من لم يسعفهم الحظّ للفوز فيها. و هي كذلك مناورة، فهل الحجّ طعم للعائلات للتّنازل عن المطالبة بحقوق أبنائها الشّهداء؟ هل الغرض من هذا استخدام الجانب الدّيني و ما يحمله من قيم عفو و تسامح و مغفرة، لا تكون عقيدة الحجّ من دونه، لحثّ عائلات الضّحايا على طيّ صفحة المحاسبة و نسيان المطالبة بالعدالة؟ ليس ذلك مجرد تأويل، فالعديد من عائلات الشّهداء رفضت الانخراط في اللّعبة و رفضت الهديّة لأنها لا تريد المشاركة فيما يسمّونه بالمهزلة و لا يريدون أن يتمّ توظيف الشّعور الدّيني لمساندة تمشّي الحكومة في حماية القتلة و التّستر عليهم.
“عائلتنا في رقبتها دين و من عليه دين لا يصحّ حجّه حتّى يسدّده، دم عبدالقادر ولدنا دين في رقبتنا و لن يهدأ لنا بال حتى نقتصّ له” هكذا صرّح علي المكّي شقيق الشّهيد عبد القادر المكّي و كذلك قالت أمّ الشّهيد غسّان غشنيتي و أم ياسين الرّطيبي و عائلة هشام المحيمدي و أمّ حاتم بالطّاهر التّي صرخت بما معناه : “كفاكم ذرّا للرّماد على العيون لا أريد سوى حقّه، لا أريد سوى محاسبة من حرمني منه” بعد أن رفضت مرتين عرض رئاسة الجمهورية ثم العرض المترتّب عن عمليّة القرعة. و كذلك كان موقف الكثير ممّن تبينّوا أنّ في الأمر شبح المقايضة كعائلة بيرم المزطوري التّي دعت إلى رفض الهديّة. لكن الجميع لم يرفض الهديّة…
تباينت المواقف بين عائلات الشّهداء فرحّب بعضهم بالفكرة و طاب خاطر بعضهم الآخر و هو يرى اسم ابنه يمكنه من الحجّ و ازدادت حسرة آخرين و هم يرون أن حتّى القرعة و منطق الحظّ الغَيبي لم يكونا عادلين معه. عائلة هشام المحيمدي الـتّي أدرجت الحكومة اسمها في القرعة دون استشارتها صرّحت “ما شريتوناش بالمال باش تشرونا بالدّين”. فهل تمّ شراء بقيّة العائلات التّي لم ترفض الهديّة؟
الاختلاف في وجهات النظر و في طريقة التّعامل مع هذه المبادرة و في القدرة على فهم خلفيّاتها و أبعادها أحدث خلافا وصل حدّ تبادل الإدانة بين عائلات الشّهداء و أدّى كذلك بالبعض من المتابعين إلى النّظر نظرة سلبيّة للعائلات التّي قبلت الهديّة و كانت النّتيجة تصدعين، تصدّع أوّل بين عائلات الشّهداء أنفسهم و تصدّع ثان بين هذه العائلات و جملة المتابعين و المساندين لهم ممّن استاؤوا من مبادرة الجبالي و رأوا فيها محاولة باسم الدّين لطمس معالم القضيّة.
الجزء الأهمّ في هذا الموضوع هو أن هذه الهديّة الملغومة التّي تقدّم بها الجبالي لم تكن فقط للمزايدة السّياسية على رئاسة الجمهورية بل أهمّيتها في نجاحها في إحداث خلاف بين عائلات الشّهداء و المساندين لهم و بين عائلات الشّهداء أنفسهم. ليست هذه المرّة الأولى، فكثيرا ما حاولت السّلط التّونسيّة إغراء عائلات الشّهداء بالمال و التّعويضات و الوعود و إعطاء البعض امتيازات على حساب البعض الآخر في محاولة لإدانتهم أمام الرّأي العام و لتفريق صفّهم لثنيهم عن طلب القصاص و معرفة الحقيقة.
لا يمكن إضمار حسن النيّة في تصرّف الحكومة هذا و هي التّي تماطل في علاج جرحى الثّورة و هي التّي تحمي المجرمين و هي التّي ترفض إصلاح القضاء و هي التّي من تمكّن قتلة الشّهداء إلى الآن من الحريّة و التّرقيات المهنيّة. من السّذاجة الاستياء من قبول بعض العائلات للهديّة فليس الذّاهبون للحجّ من يجب إدانتهم بل اللّعبة القذرة التّي لعبتها الحكومة بتوظيف الدّين.
هذه المرّة المناورة لم تخل من دهاء كبير. لقد استعملت الحكومة الهديّة التّي يصعب ردّها و اختارت توظيف المقدّس الديني و هشاشة نفسية بعض عائلات الضحايا لتمرير مخططّها و عدم قدرة بعضهم الآخر على فهم خلفيات و أبعاد هذا الفخّ السّياسي و نجحت في تفريق موقفهم و اقتلاع إدانة البعض لهم. ما لا تعلمه حكومة الجبالي أن مناورتها لن تصمد، فعائلات الشّهداء جميعها الحاجّون منهم و رافضي الحج، سيكونون جسدا واحدا أمام لا-عدالة القضاء و حريّة المجرمين.
عائلات الشّهداء حتّى و إن فرّقهم الحجّ اليوم ستعيد توحيدهم قاعات المحاكم غدا.
من جهة أخرى رصدنا عيّنة من ردود أفعال عائلات الشهداء على صفحة الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الشهداء و الجرحى “لن ننساكم” في شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك
نحن اسرة الشهيد حاتم بالطاهر لقد عرضت الرئاسة منذ ايام على الوالدة الحج ضمن 5 من امهات الشهداء لكن الوالدة رفضت ذلك ثم اقترح علينا من قبل الحكومة تقديم احد افراد العائلة للحج وقد رفضنا ذلك ولم يرسل اسم العائلة من المعتمدية لذا نحن نندد بادراج اسم الشهيد في قرعة القناة البنفسجية 2 التي كغيرها من القنوات دون استثناء ترفض منحنا اي فرصة لتقديم وجهة نضرنا في موضوع الشهداء في المقابل تفسح المجال واسعا لكل من هب ودب للحديث في هذا الوضوع وتشويه صورة عائلات الشهداء ومطالبهم الحقيقية ..اقول لكل الحمقى انعائلة الشهيد حاتم بالطاهر ليست للبيع نحن لم ولن نقبل اي امتياز ماديا اومعنويا قبل القصاص فكيف لنا ان نقبل الحج وقضية الشهيد لاتزال في رفوف التحقيق بالمحكمة العسكرية بصفاقس
إتّصل بي مجموعة من الأصدقاء و قالولي إسم عائلتك طلع في القرعة
قلتلهم قرعة شنوّة ؟ قالولي قرعة الحجّ ؟
و بعد إستفسرت الأمر فهمت الموضوع و هذا ردّي على الحكومة التّي أصبح في عهدها الحجّ مصائف و جولان“عائلتنا في رقبتها دين و من عليه دين لا يصحّ حجّه حتّى يسدّده
دم عبدالقادر ولدنا دين في رقبتنا و لن يهدأ لنا بال حتى نقتصّ له ”
علي المكّي شقيق الشّهيد عبد القادر المكّي …
كل شيئ له عندنا تفسيرو تاويل وتحليل .كل متحرك او ثابت يوصف ثم يوضف.كل شيئ ينطلق من الضن والضن اذب الحديث وبعضه اثم حولنا حياة الشعب الى متاهة ،اجهدناه بالركض فخارت قواه حتى يكاد يهلك ،ليس لان عليه ان لايركض بل لاننا لم ندعه يرتاح ليستعيد قواه بعد كل مسافة سير.
لكن الناشطين الحقوقيين والصحافيين يستخدمون في قضية لشهداء ويستهلكوها في كل مناسبة ويزايدون على النوايا. مما هذه القضية رهينة والعائلات لعبت بين هذه القوى المتناطحة ا
Tout est monnayé ah ses islamistes j’espère que l’enfer sera assez vaste grand et large pour les contenir tous sans exception a fin qu’ils paient leurs malhonnêtetés et leurs hypocrisies extravagantes et sans limites.