شغل/حريّة/كرامة وطنيّة، كان هذا الشعار الأكثر تواتُرا خلال الثورة التونسيّة، لكنّ حكومات ما بعد الثورة تعاقبت دون تفعيل حلّ جذريّ لمعظلة بطالة أصحاب الشهائد العليا و دون تقديم رؤية واضحة تضعها بيد أيدي المعنيّين بالأمر ليتحلّو بالصبر على ضوء أمل الحلول المُرتقبة.
رمزي نصري، معطّل عن العمل أصيل ولاية القصرين من حيّ الزهور الذي دفع ضريبة غالية من دماء أبنائه أثناء الثورة كي تتحقّق الحرية و الكرامة الوطنية، مُتحصّل على الأستاذيّة في الرياضيات منذ 2008، لديه 3 إخوة في عائلته متحصّلون أيضا على شهائد عليا، تُوفّيت أمّه في الصائفة الفارطة و كانت أمنيتها أن ترى فقط أحد أبنائها قد تحصّل على شغل، “ماتت بغصّتها” كما أبلغنا إبنها.
أقدم رمزي نصري رفقة ثلاثة من أبناء القصرين متحصّلون على شهائد عليا على إعتصام أمام وزارة الشؤون الإجتماعية منذ 7 أيّام يعانون من البرد و يلتحفون أغطية بالية، لم تتواصل معهم أيّة وسيلة إعلام و لم يلتفت إليهم أو يُحاورهم أيّ مسؤول، بل بالعكس يتعرّضون للتهكّم و “الحقرة” من طرف المارّة.
iThere are no comments
Add yours