boliza

نظمت جبهة البوليزاريو أمس الإثنين استعراضا عسكريا لآلاف المقاتلين الصحراويين في بلدة “تفريتي” المحررة. وذلك في افتتاح الأنشطة المخلّدة للذكرى اﻷربعين للكفاح المسلّح الذي تبناه الصحراويون منذ العام 1973.

وحضر هذا الاستعراض وفد برلماني جزائري يتكون من أحد 11 برلمانيا، بقيادة السيد محمد هادي نائب رئيس المجلس الشّعبي الوطني, إضافة لسفير فنزويلا في الصحراء الغربية.

وتزامنت هذه الذّكرى مع مطالبة برلمانيين يابانيين يوم أمس الإثنين 20- 05- 2013 بحل سياسي يمنح الصّحراويين حق تقرير المصير وفق استفتاء ديمقراطي. وأعربت الأحزاب التي ينتمي لها هؤلاء البرلمانيون اليابانيون في بيان صادر أمس أنه لا توجد روابط سيادية بين المملكة المغربية والصحراء الغربية وفقا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الصادر في 16 أكتوبر 1975, وأنه من الضروروي منح الصّحروايين حق تقرير المصير من أجل الاستقرار في المنطقة, حسب ماورد في البيان.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز قد ألغى زيارة للمغرب كانت مقررة هذا الأسبوع وذلك بسبب دعم موريتانيا مؤخّرا للصحراء في صراعها مع المغرب من أجل تقرير المصير, بعد أن كانت موريتانيا تنتهج سياسية الحياد في الملف الصحراوي طول السنوات الماضية عقب حرب الصحراء. وقد عبر الرئيس الصحرواري في خطابه عن شكره للدعم الذي تقدمه الدول الصّديقة للشعب الصحرواي, وذكر من بينها موريتانيا. هذا ولم يسبق للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن زار المغرب منذ توليه الحكم عقب الانقلاب العسكري في العام 2008.

وقال الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين للكفاح المسلّح بأن الشعب الصحراوي لن يرضى بسياسات التوسع المغربي, وأن مطلب تقرير المصير هو محل اجماع بين عموم الشعب الصحراوي:

هاهي أعلام الجبهة الشعبية لتحرير السّاقية الحمراء ووادي الذهب وشعاراتها أكثر من أي وقت مضى، تجوب شوارع وأحياء المدن الصحراوية، وها هو إجماع الصحراويين على الاستقلال ورفض الاحتلال يتجذر ويتعمق، يتسع وينتشر، يوماً بعد يوم” يقول الرئيس الصحراوي.

وتوعّد الرئيس الصحرواي بالعودة لحمل السلاح ضد السّلطات المغربية – التي وصفها بالمستعمر- في حال عدم التوصل لحل يقرّر حقّ الشّعب الصّحرواي في تقرير مصيره. وقال إن الجيش الصحرواي أصبح قوة إقليمية على الأرض ولا يمكن تجاهله بأي حال, وأنهم في جبهة البوليزاريو يدركون أن الكفاح المسلّح هو خيار مشروع مالم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في منح الصحراويين حق تقرير المصير في ظل استفتاء ديمقراطي نزيه, وأن الكفاح المسلّح هو أيضا حق شرّعته الأمم المتحدة للشّعب الصحرواي, حسب تعبيره. و ذكّر محمد عبد العزيز أن جبهة البوليزاريو مستعدة للحوار وللحل السياسي في معركتها من أجل الاستقلال.

وقال الرئيس الصحراوي إنّ مسار الكفاح المسلح عرف تطورات كبيرة, جعلت الجيش الصحراوي الذي تأسس مطلع السبعينات, وعلى قلة عدده وعتاده وخبرته يدخل في مواجهة مفتوحة مع ثلاثة جيوش أواخر سنة 1975، على إثر توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية بين إسبانيا والمغرب والنظام الحاكم حينذاك في موريتانيا. وختم الرئيس الصّحراوي قائلا: إن دولة الصّحراء المستقلة هي رسالة سلام ومودة للشّعب المغربي الشّقيق وللعالم .

هذا وتعتبر المملكة المغربية أنّ الصّحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيها, ويعبّر المسؤولون المغاربة عن استعداد المملكة لمنح حكم ذاتي موسّع لإقليم الصحراء. كما تتهم المغرب أطرافا عربية ودولية -أهمها الجزائر- بالوقوف وراء مطالب استقلال الصحراء لأسباب استيراتيجية وجيوسياسية تعرضّ الوحدة المغربية للخطر وتستهدف سيادة وأمن المملكة.

وفي نفس السياق قال البشير المصطفى السيد وهو قيادي في جبهة البوليزايو أن المقاتلين الصّحراويين في حالة غضب من الأمم المتحدة, ﻷنهم مرابطون على الخطوط الأمامية وملتزمون بوقف إطلاق النار أمام الإنتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها الشعب الصحر من طرف القوات المغربية وسط صمت المجموعة الدولية, حسب تعبيره

وأضاف البشير أن القوات الصّحراوية التابعة لوزارة الدفاع أطلعت قيادة الجبهة على ضرورة مراجعة جدوى وقف إطلاق النار مع المغرب في ظل تنامي تجاوزات حقوق الإنسان ضد الشعب الصحراوي.

ويرى مراقبون أن خطابات قادة جبهة البوليزايو في الذكرى الأربعين للكفاح المسلّح تأكد فشل المفاوضات و إمكانية العودة للنّزاع المسلّح.

ويعتبر ملف الصحراء الغربية أكبر الملفات الخلافية في اتحاد المغرب العربي, وهو أكبر عقدة تحول دون انطلاق قاطرة الاتحاد المغاربي بشكل فعلي.

جبريل جالو