حسب تسريب جديد قامت به صحيفة الواشنطن بوست، تقوم وكالة الأمن القومي الأمريكية و مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتنصت مباشرة على الحواسيب المركزية لتسع شركات عملاقة في الإنترنت مستعينة ببرنامج سري للغاية يمكنها من استخلاص و استخراج و تحليل ملفات صوتية و فيديو، و الصور، و مراسلات البريد الإلكتروني و وثائق و سجلات الإتصال التي تمكن المحللين من تتبع حركات أي شخص و تعقب اتصالاته.
هذا البرنامج الذي أطلق عليه اسم بريسم، لم يتم الكشف عن نشاطه و طبيعته من قبل. و قد قام ضابط مخابرات كانت له تجربة مباشرة مع البرنامج بتسريب مجموعة من الرسوم البيانية لصحيفة الواشنطن بوست من أجل كشف ما يعتقد أنه أكبر تهديد على الإطلاق للخصوصية و الحياة الفردية على الأنترنت. و قد قال الضابط عند تسريب هذه الملفات للصحيفة “إنهم ببساطة يمكنهم مشاهدة أفكارك أثناء كتابتك على لوحة الكومبيوتر.”
و قد استغرق إنشاء هذا البرنامج الذي تم إطلاقه سنة 2007 ستة أعوام بعيدا عن الأضواء و عن النقاش الدائر في أمريكا و العالم حول حدود الرقابة و الخصوصية. حتى أن بعض نواب الكونجرس الأمريكي الذين اطلعوا على برنامج بريسم في أواخر العام الماضي في إطار النقد الذي وُجه لنظام الاستخبارات الأجنبية الأمريكية من أجل إجراء تغييرات عليه أقسموا بعدم الكشف عنه.
و حسب المعلومات التي تحصلت عليها صحيفة الواشنطن بوست التي سربت أول معطيات عن البرنامج، فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية تعتمد بشكل متزايد على البيانات التي يوفرها هذا البرنامح الذي بات مصدرا رئيسيا لتقارير وكالة الأمن القومي، بحيث أصبح يمثل المصدر الأساسي لكتابة التقاريرالإستخباراتية، فمن بين كل سبعة تقارير تصدرها وكالة الأمن القومي هناك تقريرا يعتمد كليا على البيانات التي يوفرها برنامج بريسم. هذا و قد ساهم برنامج بريسم في تحرير 1،477 تقريرا من التقارير التي تصل يوميا الرئيس الأمريكي أوباما خلال العام الماضي.
الشركات العملاقة التي تشارك في عمليات برنامج بريسم تشمل معظم الشركات العالمية المهيمنة على الأنترنت على غرار مايكروسوفت، وياهو، وجوجل، و فايسبوك، البالتوك، و سكايب، و يوتيوب و آبل و البالتوك. و قد تم سرد هذه القائمة من الشركات على أحدى الرسوم البيانية السرية مع تاريخ مشاركتها في البرنامج. أولى الشركات التي التحقت بالبرنامج نجد مايكروسوفت سنة 2007 و آخرها شركة آبل التي التحقت مؤخرا سنة 2012. و أشارت صحيفة الواشنطن بوست إلى شركات أخرى ستلتحق مستقبلا ببرنامج بريسم مثل شركة دروب بوكس الشهيرة التي تقدم خدمة تخزين الملفات.
هذا و قد صرح متحدث باسم شركة جوجل قائلا:
جوجل يولي أهمية قصوى لأمن بيانات مستخدمينا و لا نقوم بكشف بيانات المستخدم إلى الحكومة إلا وفق القانون بعد أن ندقق بعناية في جميع هذه الطلبات المتقدمة لنا. و يزعم بعض الناس من حين لآخر أننا قد فتحنا “بابا خلفيا” للحكومة الأمريكية يمكنها من الولوج و بحث بيانات مستخديمنا. جوجل ليس لديها إي “باب خلفي” على ذمة الحكومة.
و قد نفت شركة فايسبوك ايضا هذا الخبر حيث صرح أحد مديري الشبكة أن:
حماية خصوصية مستخدمي موقعنا و البيانات الخاصة بهم تشكل أولوية قصوى بالنسبة لفايسبوك. نحن لا نوفر لأي مؤسسة حكومية إمكانية الوصول المباشر إلى خوادم الفايسبوك. عندما يطلب منا تقديم بيانات أو معلومات عن أشخاص محددين، نفحص هذه الطلبات بعناية قصدالإمتثال للقوانين المعمول بها، و لا نقدم إلا المعلومات التي يضبطها القانون.
iThere are no comments
Add yours