تونس في 31 جويلية 2013

تُتابع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بانشغال كبير ما آلت إليه الأوضاع الأمنية والسياسية في بلادنا وخاصة التدرج والتصعيد في العمليات الإرهابية التي استهدفت جيشنا الوطني بجبل الشعانبي بالقصرين والتي حاولت استهداف دورية أمنية للحرس الوطني بفوشانة ببن عروس بتفجير عبوة ناسفة سبقتها محاولة استهداف مركز الأمن الوطني بحلق الوادي، إضافة إلى التهديدات التي تطال وجوها وطنية سياسية وإعلامية وثقافية وفكرية وحقوقية، في وقت عجزت فيه الحكومة المؤقتة عن حماية المواطنين وعن إيجاد آليات كفيلة وناجعة للتصدي للإرهاب الذي تطور من إرهاب فكري إلى اغتيالات وتفجيرات…

وأمام هذه التطورات على المستوى الوطني وتواصل الاعتداءات على الصحفيين وتهديد البعض منهم على غرار الزملاء سفيان بن فرحات وزياد الهاني وهيثم المكي… بسبب التحريض المتعمد من قبل سياسيين من الترويكا الحاكمة وخاصة حركة النهضة فإن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وبعد ترحمه على أرواح شهداء الوطن يعبر عن:

1- بالغ تعازيه لعائلات الشهداء وللجيش الوطني وكل الشعب التونسي في هذا المصاب الجلل راجيا الشفاء العاجل للجرحى من العسكريين

2- إدانته للمجزرة الرهيبة التي استهدفت الجيش الوطني التونسي والتي أودت بحياة ثمانية جنود معتبرا الجريمة نتيجة حتمية للتهاون والتغاضي عن تهريب السلاح وتجميعه وعن التدريبات التي تقوم بها مجموعات إرهابية في أماكن عديدة من بلادنا، ورغم بلاغات نقابات الأمن عن تلك المجموعات إلا أن الحكومة لم تعر أي اهتمام.

3- عميق انشغاله لما آلت إليه الأوضاع الأمنية في تونس و يُحمّل الحكومة المؤقتة المسؤولية الكاملة نتيجة اللامبالاة التي أبدتها تجاه المجموعات الإرهابية والصمت حدّ التواطؤ عما يحدث.

4- إدانته محاولات استهداف أعوان الأمن والحرس الوطنيين ويطالب بتوفير كل الضمانات القانونية والمادية لقيامهم بواجبهم في حماية الوطن والمواطنين.

5- مطالبته جميع الأطراف وكل الفاعلين السياسيين المتظاهرين وأعوان الأمن بعدم التعرض للطواقم الصحفية والسماح لها بالقيام بالواجب المهني لإنارة الرأي العام وضمان حقه في المعلومة حسب ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية التي توفر الحماية والحصانة للصحفيين.

وأمام التحركات الشعبية بالعاصمة أو داخل الجهات والمطالبة بحل جذري للأزمة السياسية فإن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تُعبر عن مساندتها للتحركات الشعبية ووقوفها المبدئي إلى صف قضايا شعبنا العادلة دفاعا عن الحرية والديمقراطية والأمن والشغل والكرامة، وتطالب الفرقاء السياسيين إلى تغليب مصلحة البلاد والتعجيل بإنهاء الفترة الانتقالية الحالية قبل موفى شهر سبتمبر 2013 والانتهاء من صياغة دستور يستجيب للمعايير الدولية ويضمن حرية التعبير والصحافة والإبداع وحق الاختلاف والتظاهر السلمي، يراجع نسخته النهائية خبراء مختصون في القانون الدستوري من الكفاءات المستقلة.

وتدعو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين كافة الزميلات الزملاء إلى القيام بدورهم الوطني في نقل الأحداث بكل أمانة وموضوعية وعدم الانجرار وراء الصور والأخبار التي من شأنها المساس من كرامة الإنسان أو التحريض على الأفراد أو المجموعات أو تمس من الأمن القومي الوطني، منددة في الوقت نفسه بالصور التي بثتها القناة الوطنية لشهداء الوطن من العسكريين في خرق واضح لحقوق الإنسان وأخلاقيات العمل الصحفي.

كما تطالب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري بلعب دورها الذي ينص عليه المرسوم 116 في ما يتعلق بالتعيينات على رأس مؤسسات الإعلام العمومي والتعجيل بوضع مقاييس موضوعية يتم على أساسها التعيين، خاصة مع تمادي الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية في تعيين مسؤولين حسب الولاءات ودون معايير إضافة إلى ممارساته القمعية ضد الصحفيين والإعلاميين ومعاقبته الكفاءات الإعلامية بإحالتهم على مجالس التأديب وإجبارهم على النقل التعسفية وتدخله في الخط التحريري حد إيقاف البرامج المباشرة وتعويضها بأخرى مسجلة كرد على رفض الصحفيين والإعلاميين العمل بتعليمات من الإدارة العامة.

وتدعو النقابة كافة الزميلات والزملاء إلى عدم السماح لضيوف البرامج الإذاعية والتلفزية بالتحريض على العنف والكراهية وقطع تدخلاتهم في هذا الإطار مع الدفع في اتجاه النقد البناء والعمل على الارتقاء بالخطاب الإعلامي.

كما تُدين النقابة تعمد بعض وسائل الإعلام نشر صور لجنود تم التنكيل بهم وهو ما يُعد تعديا على حقوق الإنسان وجريمة في حق الجيش ومسا بكرامة الوطن وعدم التزام بأخلاقيات المهنة.

وتهيب النقابة بكافة الزميلات والزملاء الوقوف صفا واحدا من أجل الحرية والكرامة للشعب التونسي والحماية للصحفيين أثناء أدائهم لواجبهم.

عاشت نضالات الصحفيين التونسيين

عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

عن المكتب التنفيذي

الرئيسة

نجيبة الحمروني