مشاكل وزير التعليم العالي والبحث العلمي توفيق الجلاصي مع الاتحاد العام لطلبة تونس يبدو أنّها متواصلة حتّى الساعات الأخيرة من مزاولة الوزير المذكور لمهامه صلب الوزارة. وفي سياق المواجهات المستمرّة منذ فترة بين الوزارة من جهة وبين اتحاد الطلبة، نظّم هذا الأخير سلسلة من التحرّكات الاحتجاجيّة في إطار الضغط على سلطة الإشراف، كان آخرها الوقفة الإحتجاجيّة التي نظّمها الطلبة أمام مقرّ رئاسة الحكومة في القصبة يوم الخميس 18 ديسمبر 2014 لدعوة رئيس الحكومة لتحمّل مسؤوليتّه ووضع حدّ لتعنّت وزير التعليم العالي وتصريحاته العدائيّة تجاه الإتحاد.
العلاقة الشائكة بين الوزير والإتحاد العام لطلبة تونس
الصدام بين الوزير توفيق الجلاصي والاتحاد العام لطلبة تونس بدأ منذ اللحظات الأولى لتولّيه مهامه صلب الوزارة، فرغم تتالي الحكومات الإنتقاليّة، إلاّ أنّ مختلف الوزراء الذّين تداولوا على قطاع التعليم العالي مارسوا سياسة المماطلة والتفاوض لربح الوقت مع المكتب التنفيذيّ للاتحاد العام لطلبة تونس.
وقد كانت أبرز الصدامات بين الطرفين خلال شهر افريل الفارط حين أعلن الأمين العام للاتحاد وائل نوّار دخوله في إضراب جوع وحشيّ احتجاجا على قطع الوزارة المفاوضات بشان عدد من المطالب التي تقدّم بها الاتحاد والتي تتعلّق بزياد المنحة الجامعيّة وتوسيع عدد المنتفعين بها بالإضافة إلى مراجعة آليات احتساب الأعداد وإنجاز الامتحانات وبعث لجنة مشتركة لدراسة ملفّات قدماء مناضلي الإتحاد المفروزين امنيّا.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=PuJpeidqMgs&w=640&h=360]
ولم يحسم هذا الملّف إلاّ بعد تدهور صحّة الأمين العام للاتحاد نتيجة الإضراب الوحشيّ الذّي صار يهدّد حياته بشكل جديّ. وقد أمضت الوزارة في النهاية محاضر اتفّاق بخصوص تلك المطالب وتمّ استئناف جلسات الحوار.
تعنّت حتّى الساعات الأخيرة
التصعيد الأخير من الاتحّاد العام لطلبة تونس المتمثّل في تنظيم إضرابات جهويّة في أكثر من عشرين جزءا جامعيّا والوقفة الإحتجاجيّة في ساحة الحكومة في القصبة، لم يكن سوى ردّة فعل على عودة الممارسات الفوقيّة وسياسة التعنّت ورفض الحوار من قبل وزارة التعليم العالي.
حيث أفاد وائل نوّار الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس في تصريح لنواة خلال الوقفة الاحتجاجية يوم الخميس 18 ديسمبر في كليّة 9 أفريل، أنّ ممارسات الوزارة قد أفاضت الكأس بعد سلسلة من الإعتداءات التي طالت الطلبة كحادثة طرد طالبين من كليّة المهديّة على خلفيّة نشاطهم النقابيّ بالإضافة إلى إيقاف الطلبة المعتصمين في وزارة التعليم الأسبوع الفارط بطلب من مكتب الوزير.
وقد دفعت تصريحات الوزير الأخيرة بشأن إغلاق باب التسجيل الرابع وقطع المفاوضات مع الإتحاد والتنكّر لمحاضر الاتّفاق الممضاة سابقا إلى تصعيد التحرّكات الإحتجاجيّة من قبل الطلبة الذّين إعتبروا على لسان الأمين العام للاتحاد أنّ قرار الوزير الأخير انتهاكا للفصل 39 من الدستور التونسي الجديد والتفاف على حقّ الطلبة في التعليم والترسيم.
ورغم تمسّك الإتحاد بالحوار والتفاوض لحلّ المشاكل العالقة بينه وبين الوزارة، إلاّ أنّه هدّد خلال هذا التحرّك بمقاطعة امتحانات السداسيّ الأوّل في حال مواصلة سلطة الإشراف والوزير الحاليّ سياسة التجاهل والتعنّت، ومحاولة فرض حسابات سياسيّة خاصّة على مصالح الاتحاد وعموم الطلبة كما جاء على لسان عدد من المشاركين في الاحتجاجات الذّين تحدّثت إليهم نواة.
iThere are no comments
Add yours