تكرّس هذه الومضة جزءا من العمل المشترك بين نواة والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومنظمة انترنيوز. حيث قامت النقابة ببعث مرصد اخلاقيات المهنة في الصحافة المكتوبة والإلكترونية الذي يراقب بشكل يومي محتويات 19 وسيلة إعلامية من صحف ورقية وإلكترونية ومواقع لإذاعات وتلفزات.

أصدرت النقابة تقريرا مفصلا لشهري ديسمبر 2015 وفيفري 2016، سجلت خلاله أهم الإخلالات التي يتداولها الصحفيين في تناولهم لاحداث الإرهاب المتمثلة في:

  • عدم الدقّة والموضوعية
  • نشر مصطلحات خاصة بالجماعات الارهابية
  • نشر تسجيلات الجرائم الإرهابية
  • تنزيل بيانات الجماعات الإرهابية حرفيا
  • نشر صور للقتلى/جرحى وعائلاتهم
  • نشر عناوين تحريضية
  • الاكتفاء بمصدر واحد
  • تجاهل المصادر الرسمية
  • عدم التثبّت من مهنية استطلاعات الرأي ومصادرها
  • عدم التثبّت في دقة الاخبار العاجلة
  • إعادة نشر مواد دعائيّة إرهابية
  • نشر أخبار حول عملية أمنية جارية

أشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي لهذه الإخلالات يعود إلى غياب المعالجة المهنية لبرقيات وكالات الأنباء العالمية كالاستعمال المفرط لمصطلح ”الجهادي“ بدل الإرهابي أو نعت المقاتل الفلسطيني بـ”الإرهابي“ نظرا إلى المقاييس الاعلامية التي تعتمدها هذه الوكالات العالمية المخالفة لمقاييس إعلامنا.

و قد مثّل الإخلال المتعلق ب”نشر المصطلحات الخاصة بالجماعات الإرهابية“ النسبة الأكبر من الإخلالات المسجلة الذي بلغ 83.38 ٪، يليها 270 إخلالا متمثلا في ”إعادة نشر مواد دعائية إرهابية“ بنسبة 14.03 ٪. بالمقابل سُجلت أقل نسبة من الإخلالات في نشر “تسجيلات الجرائم الارهابية” بنسبة 0.05 ٪.

كما نصّ التقرير على أن سبب ارتفاع نسبة الإخلالات المتعلّقة بنشر المصطلحات الخاصة بالجماعات الإرهابية وإعادة نشر مواد دعائية إرهابية، يعود للإستعمال المكثّف والمتكرّر لأسماء التنظيمات الإرهابية المتطرفة دون توصيفها أو وضعها بين معقفين. إضافة إلى نشر بيانات الإرهابيين حرفيا في شكل صور ممّا يساهم في الدعاية للإرهابيين ونشر ثقافتهم عبر وسائل الإعلام المتوفرة لعامة الناس.

كما إعتمدت هذه الصحف نشر صور للإرهابيين مسلّحين وحاملين الرايات السوداء و في موكب سيارات وهم في حالة انتصار وقوة ،ومن شأن ذلك أن يمنحهم أسبقية نفسية في الصراع القائم ضدهم.

كل هذه التجاوزات المهنية يسعى المرصد لتسليط الضوء عليها، حتى لا تكون اخطاء الصحفيين مدخلا للسلطة للتضييق على حريّة الصحافة وضرب مكسب الحرية. فهو يبقى عملية بيداغوجية بالدرجة الأولى في غياب هياكل للتعديل الذاتي لتعزيز قدرات الصحفي المهنيّة وحماية أخلاقيات المهنة وضمان جودة وحرفية ومصداقية المعلومة التي يتلقاها الرأي العام بعيدا عن أساليب الإثارة والفرجوية.