زياد لخضر: هذه حقيقة الخلافات داخل الجبهة الشعبية

إثر انعقاد المؤتمر الوطني الأول لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد يومي 03 و04 سبتمبر 2016، كان لنواة حوارا حصريا مع الأمين العام للحزب والقيادي بالجبهة الشعبية زياد لخضر. وقد تناول الحوار مستقبل حزب الوطد الموحد بعد مرور 4 سنوات على تأسيسه ومدى تأثره باغتيال الشهيد شكري بالعيد. علاوة على الوقوف على حقيقة الخلافات داخل الجبهة الشعبية، وعلاقة هذه الأخيرة ببقية المكونات السياسية، خصوصا حركة النهضة الإسلامية.

Politics

1Comment

Add yours
  1. 1
    mandhouj

    هذه محاولة لفهم خطاب زياد لخضر و بعض من تاريخ العائلة الوطنية الديمقراطية .. و قد لا أكون على صواب .

    سابقا لما نسمع للوطد .. نجد أنفسنا أمام خطاب ثوري دموي إقصائي.. لما أقول هذا الكلام لست هنا أسب .. لا أبدا ، و إنما طبيعة الخطاب الثوري ، هو اللون الأحمر.. و الجامعة التونسية تشهد على ذلك .. و ألبانيا محمد أنور خواجة و غيرها من الجغرافيات تشهد.. لما نستمع للمفكر جلبار النقاش -الذي أحترمه كثيرا – يروي معاناة السجن للتيار الأفاقي و اليسار أيام بورقيبة .. و كيف داخل السجن ينظرون للثورة .. نفهم أن الثورة حمراء أو لا تكون، أن الثورة عنف أو لا تكون (أرغون) .. من حق كل عائلة فكرية أن تقوم بنقد ذاتي .. و هذا جميل .. خاصة لما يكون النقد الذاتي يرنو مع كيف يمكن التأقلم مع تطور المجتمع .. و هذا أجمل .. اليسار العربي يبقى به شبهة تاريخية أخلاقية لم أفهمها لحد الآن .. و هي قدرة فصائل هذا اليسار ، خاصة الثوري منه ، على التحالف مع العدو الأم ، الذين هم الأحزاب ذات الرؤية الرأسمالية مع الديكتاتورية السياسية ، لما تكون في المعارضة أو حتى في سدة الحكم (تونس ، مصر ،) بعد الثورات على سبيل الميثال. بعد استماعي للحوار مع الأخ زياد لخضر أخلص لحقيقتين :
    – الوطد حزب غير ديمقراطي تاريخيا ، الوطني الديمقراطي الموحد منذ 4 سنوات، هو شيء آخر ، هو جملة من مجموعات مختلفة الحجم و مستقلين ، داخل العائلة الوطنية الديمقراطية ، استطاعوا أن يتعايشوا حتى الآن بعد هروب المخلوع و خاصة بعد إنخابات أكتوبر 2011 … (الهدف الموحد الذي جمعهم ما هو ؟ هذا شيء آخر )، الأكيد أن هذا الهدف ليس لأخذ الحكم.
    – الجبهة الشعبية تكونت من جملة أحزاب و تدار بطريقة لا يمكن أن نقول أنها ديمقراطية.

    من حق المجتمع أن يسأل لماذا ؟ حسب رأي لشيئين : الأول يحضى بتوافق شامل داخل مكونات الجبهة ، أنهم لا يمكن أن يحكموا مع بعضهم ، خاصة و أنه ليس هناك برنامج حكم و لا رؤية واضحة و مشتركة للحكم .. الثاني و يحضى أيضا بتوافق شامل داخل مكونات الجبهة .. وهو أنهم خلصوا لقرأة موحدة للمرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد بعد هروب بن علي و خاصة بعد إنتخابات أكتوبر 2012 أن المرحلة تستوجب التصدي لخصم سياسي تاريخي ، كتب معهم ورقة 18 أكتوبر .. و أن تحقيق مكاسب سياسة يجب أن يمر عبر تقزيم ذلك الخصم بالتحالف ضده مع عدو تاريخيا كان عدو مشترك .. و إن لزم التحالف مع بيادقة و ازلام النظام السابق ، الذي قمعهم مجتمعين في فترة تاريخية معينة .. و هذا خيار سياسي له مكانته في خدمة الهدف السامي بالنسبة لمكونات الجبهة .. هذا هو الذي لم أفهمه في إيطار تحليلي المادي للتاريخ .. خاصة و البلاد مهددة بانفلات شامل … هل مكونات الجبهة يستطيعون خدمة الأهداف الكبرى للفكر اليساري الثوري في جغرافيا الفوضى العارمة و الانفلات الشامل (أمني ، إداري ، إقتصادي )؟ الجواب هو بالنفي . لكن لأبناء الجبهة كل الحرية بأن يروا أنهم على حقيقة .. الذي أكابر به اليوم هو هذا الجديد في خطاب الوطد .. بكل رصانة ، بكل هدوء زياد لخضر يتكلم عن التنظم الديمقراطي الداخلي .. داخل الوطد .. ثم داخل الجبهة الشعبية ..

    اليوم العائلة الوطنية الديمقراطية تريد الذهاب لتنظم داخلي ديمقراطي .. هذا فعلا ، جميل جدا .. فهو بداية التمرن على الممارسة الديمقراطية داخل التنظيم الواحد ، الذي هو بالاساس تنظيم حديدي . لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد .. العائلة الوطنية الديمقراطية تريد أن تكون مكونات الجبهة الشعبية في نفس عملية التنظم الديمقراطي داخليا .. طبيعي جدا حسب معايير معينة عددها الأخ الكريم (منها ، حجم الحزب ، تاريخ النضالي للافراد، …) .. هنا نجد أنفسنا أمام محاولة.. و هذا أمر جميل جدا .. لكن أعتقد أن المعايير التي رسمها لدمقرطة العملية التنظيمية كما دمقرطة صيغ أخذ القرار -القرارات المصيرية أو الاستراتيجية للجبهة كما قال الأخ زياد في الحوار – ، تكرس لحد كبير للمركزية الديمقراطية (إما لصالح التيارات الكبرى داخل الجبهة ، أو لصالح الكارزمة التي يحضى بها شخص داخل الجبهة) ، مثلا شكري بلعيد ، مثلا الحاج البراهمي، مثلا حمة الهمامي . وهي معايير هشة .. الدليل على ذلك “ثورة” المنجي الرحوي ضد حمة الهمامي . قد نسأل لماذا تهشمت كارزمة حمة ؟ أعتقد لأن المعطيات السياسية تغيرت على الساحة .. و لم يعد لحجم حزب أو لكارزمة معينة القدرة على الإستجابة لتحديات المرحلة .. و أن هذه المعايير هي معايير حينية و آنية يتجاوزها الواقع بسرعة .. و اليوم الوطد فهم أنه يجب التموقع بطريقة أخرى و خاصة التنظم بطريقة أخرى .. و هذا سان أن يفهمه حزب خزب العمال .. نحن أمام حزب يريد أن يكون أكثر واقعية و أمام حزب آخر أو مكونات أخرى للجبهة تريد أن تكون أكثر وفاء للاديلوجية السياسية .. وفاء تاريخي و أخلاقي .

    بالنسبة لي تبقى الجبهة الشعبية تجربة ، فريدة من نوعها في العالم العربي ، بين أطراف يسارية مختلفة .. هل حققت نجاح سياسي لليسار الثوري أو اليسار المتطرف ؟ التقييم صعب .. ثم الأكيد و المتفق عليه داخل الجبهة و خارجها ، أنها تجربة غير ديمقراطية. الديمقراطية لم تكن يوما آلية تجمع بين التنظيمات اليسارية ، و هذا طبيعي جدا .. اليسار العربي لا يزال خاضع للمركزية الديمقراطية التي كان يمارسها ستالين … ثم نقطة أساسية يجب أن نقولها ، أن هذه التجربة هي منذ 4 سنوات، و هذا أمر جديد لدى التنظيمات اليسارية .. الذي ساعد على دوام الجبهة وقت يعتبر طويل ،4 سنوات ، هو أنها في المعارضة … لو كانت في الحكم ، لا قدر الله ، لانفجرت في 3 الشهر و الأكيد في أقل من ذلك . ثم المشكل هو تداعيات ذلك على الشعب (قد تفتح المشانق لبعض مكونات الجبهة و للذين هم خارج الجبهة)، ثم سياسات التفقير للجميع تدخل و بكل قوة على الخط . و الشعار يكون لا تنمية بدون وحدة . و هنا حيث نختلف في تحديد مفهوم الوحدة .. إذ الوحد لها مفهوم واحد داخل اليسار ، هو الإنصهار .

    تحيا تونس .. و كما قالها كمال الجندوبي يوما تونس بخير !

    الديمقراطية ليست غدا ، مع الأسف .. فنحن لا نزال نعيش على هامش حرية مهدد ، و التهديد يتضاعف يوما بعد يوم .. و نتمنى لتونس السلامة .

    أتمنى للعائلة الوطنية الديمقراطية مزيد العمل على خط الدمقرطة ، لأن خطاب الشعب عبر شعارات كبرى لا يمكن فهم محتواها هو خداع للشعب .. و الخروج للناس بخطاب واضح ، بخطاب مصرف و ليس جملي و شمولي ، هو الذي سيدفع الحزب ، المفكرين و المنظرين داخل الحزب أو داخل العائلة الفكرية للوقوف على الحقيقة ، و من ذلك خدمة المجتمع و المصلحة العامة .

    أرغون – ARAGON

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *