انطلقت في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس المفاوضات بجزيرة قرقنة بين ممثلين عن اتحاد الشغل واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل والبحّارة والحكومة مُمثلة في وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي والوزير المكلف بالعلاقة مع مجلس النواب إياد الدهماني.
أسفرت المفاوضات التي مازالت متواصلة –إلى حدود كتابة هذه الأسطر- إلى صياغة مسودّة اتفاق أولي، تتضمن جملة من البنود والقرارات المتعلقة بتسوية أوضاع عمال منظومة البيئة والوضع التنموي بالجزيرة بشكل عام.
بنود الاتفاق
كشفت مصادر مطلعة لموقع نواة على البنود التي تضمنتها مسودة الاتفاق، أهمها:
-إقرار صندوق تنمية بميزانية أولية قيمتها 5 مليون دينار، بمساهمة الشركات البترولية المنتصبة بالجزيرة، والهدف منه مساعدة البحارة والمعطلين.
-إنجاز جملة من المشاريع في البنية التحتية من بينها ميناء الصيد البحري بسيدي يوسف ومحطة لتحلية مياه البحر.
-التعهد بالتسريع في المشاريع العمومية المعطلة من بينها مشروع القاعة الرياضية المغطاة.
-تسوية وضعيات العاملين بمنظومة العمل البيئي من أصحاب الشهائد على مدة ثلاث سنوات من خلال إدماجهم في الإدارات العاملين بها.
-شركة خدمات تنموية ذات صبغة عمومية لفائدة العاملين بمنظومة العمل البيئي من غير حاملي الشهائد.
-إطلاق مركز تكوين في مجال الأنشطة البترولية.
هل هي بوادر نهاية الأزمة؟
يأتي هذا الاتفاق بعد الحملة الإعلامية والسياسية التي روّجت لمغادرة شركة بتروفاك، وكِيلت فيها الاتهامات لاتحاد أصحاب الشهادات المعطين عن العمل، بوصفه المتسبب في تعطيل المفاوضات. وفي هذا السياق أكد أحمد سويسي، المنسق الجهوي لاتحاد المعطلين عن العمل بقرقنة، لنواة “رفضنا المقترحات التي تقدمت بها الحكومة في 17 سبتمبر الفارط، لأنها تضمنت حلولا لعمال منظومة البيئة من أصحاب الشهائد، وغابت عنها قرقنة وأهاليها”. وأشار أحمد سويسي إلى أن كل ما في الأمر أنهم رفضوا سياسة تجزئة المطالب، موضحا “الحكومة أرادت تلبية مطالبنا الخاصة على حساب مشاغل الأهالي، وهو ما جعلنا ندفع نحو المطالبة بمزيد تطوير الاتفاق”.
وقد اعتبر محدثنا أن الاتفاق الجديد يشكل الحد الأدنى الذي يمكن للسلطات توفيره، مبينا أن “العديد من الأهالي اعتبروه دون المأمول ولا يتماشى مع حجم الأضرار التي خلفتها السياسة البترولية، ولكنه أفضل بكثير من الاتفاقات السابقة، وهم مستعدون للقبول به مراعاة للأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد شريطة أن تلتزم الحكومة والشركات البترولية بتطبيق الاتفاقات”.
أما بخصوص الحملة الإعلامية التي تحرّض على التدخل الأمني في الجزيرة فقد أكد السويسي أن “الواقع أثبت عدم صحتها لأن الاتفاق الأخير يؤكد أننا لسنا مجموعة عابثة وإنما أصحاب قضية اجتماعية عادلة”.
ومن المنتظر أن يتلو هذا الاتفاق -الذي سيُعلن عنه مساء اليوم- عودة التواجد الأمني بقرقنة. وبالتوازي مع ذلك اتفقت الأطراف الحكومية مع الأطراف الاجتماعية حول تسوية ملفات التتبع الأمني للمعتصمين، باتباع الإجراءات القانونية، في اتجاه غلق هذه الملفات نهائيا.
< لقد أفسدت السياسة أشياء كثيرة في حياة التونسيين، أفسدت عليهم الفكر السياسى بمفهومه الصحيح أحزابا ومناخا ورموزا ،..أفسدت السياسة الفكر الدينى أفسدت الديموقراطية .أفسدت السياسة الاقتصاد التونسي ، .أفسدت السياسة الفن اللتونسي العريق حين تحول إلى تجارة حيث لا هدف ولا قيمة ولا مسئولية، أفسدت السياسة إعلام تونس حين أصبح مرتعا لرأس المال المغامر القادم من أي مكان -.نعم كل شيئ نسبي وكل تعميم فيه حيف وظلم ، ولكن الامور تقاس بنتائجها .ويبقى السؤال ماذا نفعل بل ماذا سنفعل الآن مع أجيال الشباب الذين شوهتهم أفكار خلطت كل الاشياء بالسياسة وخرجوا ساخطين على كل شىء بعد ان ذاقوا مرارة التهميش والاضطهاد .. كيف نعيد هؤلاء إلى مسيرة الوطن مرة أخرى وكيف تكبر هذه الكلمة بمعانيها الحقيقية في أعماقهم مرة أخرى مع مجتمع يحترم العدالة ويقدس حقوق الإنسان في الحرية والكرامة..في السنوات الخمس الماضية تحول نصف التونسيين إلى زعامات سياسية وتحول النصف الآخر إلى حشود .وما بين الزعامات والحشود نسى التونسيون ان هناك أشياء أهم اسمها العمل والإنتاج والإبداع لأن الشعارات لا تبنى أوطانا ولا تحمى شعوبا ..ألايكفينا ما ضاع من العمر والوقت والفرص.
لا يمكن لإنسان عاقل ان يطالب مجتمعا يعيش فى عالم فقد كل مشاعر الإنسانية بأن يتخلى عن السياسة ولكن هناك فرق كبير بين سياسة تبنى الأوطان وتدفعها لمستقبل افضل وسياسة فرقت كل شىء حتى ابناء الأسرة الواحدة ،حين تتحول السياسة إلى تجارة فهى وباء يدمر كل شىء..وهذا ما يحدث فى تونس الآن..لم تكن تونس فى يوم من الأيام بهذه الدرجة من الانقسامات ولم يكنشعبها بهذه الدرجة من الكراهية وهذا ما أخذنا من صراعات السياسة ومعاركها الفاشلة ا ..
قوى رأس المال دائما تنقلب بصفة أو أخرى .. هذه المرة كانت بتجزئة المطالب .. النضال هو الوحيد الذي يضمن تقدم الأمم … نتمنى الخير لكل أبناء قرقنة و لكل الفاعلين الجديين من أجل الكرامة و العدالة الاجتماعية … و أبناء قرقنة و الحكومة و كل الفاعلين على الجزيرة يجب أن يبقوا في عمل دائم من أجل خلق مشاريع تنمية في صالح الجميع ، قرقنة بعد 10 سنوات ماذا ستصبح ؟ قرقنة بعد 30 سنة ؟ و في هذا يجب أن يعمل الجميع بكل تشاركية و جدية … أهداف الثورة هي مهمة متشابكة تجمع كل الفاعلين في المدينة ، في الجزيرة ، في الريف ، في المجتمع .
لم تربح قوى تجريم الاحتجاجات في إقناع الرأي العام بما يخالف الواقع … و هذا في ذاته إنتصار كبير .