في لحظات الأزمة إلي يخرج فيها الإحتقان الشعبي على برا، الفقير-النموذج يتقلب : إلي يعيطولهم في الخطاب العامي (إلي هو الخطاب المهيمن) ”كلوشارات“ يخرجوا للفضاء العام ويطبعوا عليه بصمتهم وهويتهم الإجتماعية. بالطبيعة، في اللحظات هاذي، الكرز زادة يكرزو. أو بالأحرى يتفجعو. والعنف الإجتماعي إلي يتمارس بإسم هيمنتهم كطبقات حاكمة يخرج قبيح وقتلي في أوقات الهيمنة العادية يبدا متخبي وشفاف. إلي كان يتعدا كي الملح في الطعام يولي حار وماضي.
الكرز وثنائية ”الفقير الباهي“ و”الفقير الخايب“
الكرزة في النص هذايا موش معناها كائن بشري عندو برشة فلوس، بل هي كلمة تعبر على موقع إجتماعي في العلاقات الإجتماعية وموازين القوى (بالمعنى السياسي والإجتماعي والرمزي زادة). يعني أي بشر وإلا مؤسسة تتموقع في مركز المهيمن، و مطروح كمهيمن، في النسق الإجتماعي إلي احنا فيه هو كرزة. في تونس الكرزة هو راجل (يعني ذكر)، أبيض، يملك أداة من أدوات الهيمنة : رأس مال إقتصادي، وسيلة إعلام، علاقات وأكتاف، وخاصةً السلطة الحصرية في التسمية. لخرانية هاذي مهمة ياسر : في النسق الإجتماعي إلي فيه واقع هيمنة، الكرزة هو إلي يحتكر إطلاق الاسامي والمصطلحات على مكونات العالم الإجتماعي، وهو إلي يحط الأطر متاع إلي يتخمم فيه واللي ما يتخممش فيه، إلي يتقال وإلي ما يتقالش، إلي يتعمل وإلي ما يتعملش. ومادام الكرزة هو إلي يحتكر أدوات الخطاب في المجال العام إلي هو محددو، يولي هو إلي يفرض السلوك الإجتماعي متاع المجموعات الإجتماعية المهيمن عليها. هاذايا يسميه بورديو ”العنف الرمزي“ : أنماط التفكير متاع الكرزة قوية برشة لدرجة إنو الفقير بيدو يستبطنها. هاذي هي القوة الفعلية متاع العنف الإجتماعي، وهذا هو إلي يحدد شروط الخضوع والانعتاق زادة فرد وقت. تمثلات ”الفقير الباهي“ مثلاً، إلي هو الزوالي الراضي بوضعو في النسق الإجتماعي إلي هو فيه، يسوقوها ماكينات إعلامية كبيرة تخدم تحت الكرزة. مثال حي على الشي هذا : أيامات لتالي، قبل ما تبدا موجات الاحتجاجات، خرج أرتيكل على موزاييك نجمو نعتبروه مثال للبيداغوجيا متاع ”الفقير الباهي“، الزوالي إلي نحبوه. لارتيكل يحكي على مرا بطالة، حاملة شهادة عليا، وتخدم على روحها وعلى صغارها. تدخلت المرا هاذي في الراديو وكانت، حسب كلمات لارتيكل بيدو، ”مثال يحتذى به لخريجي التعليم العالي العاطلين عن العمل“. كل شي في العنوان ! معناها ”يا فقراء هاو كيفاش لازمكم تعيشوا، رد بالكم تتغششو وإلا تحتجوا وإلا حاجة، هاذاكا كخة. كون فقير باهي واخدم على روحك“. والمنطق هاذايا، إلي يشبه برشا للخطاب العامي، فيه برشة اخلقة و ينحي الطابع السياسي على مشكلة البطالة والمسألة الإجتماعية بصفة عامة. يعني الفقير، لازمو يتحلى بخصال أخلاقية باش تتحل مشاكل البطالة : لازمو يكون قنوع ومثابر وخدام، ما يهموش في آنا ظروف يخدم وما عندو ما يطلب من عند الدولة. هو إلي صوتو ما يتسمعش، كافش دوبو دوب روحوا. أما لاخر، آكلي نهار كامل وهو من وقفة احتجاجية لاعتصام ومن إضراب لمسيرة، هاذاكا ”فقير خايب“، كلوشار. يعني حل المشكلة في التخمام الطاغي واللي هو تخمام الكرز، هو الصبر، يعني الخضوع متاع ”الزوالي“. الحل في الأخلاق، مش في السياسة. وهاذا يجعلوا خطاب، من الناحية العلمية، بهيم ومصطك، باتم معنى الكلمتين.
بهامة خطاب الكرزة
الكرزة ديما يحكي وحدو، يغني وجناحو يرد عليه. خطابو ما ينجم يكون كان خطاب بهيم ومصطك، يعني ما يوصل يفسر حتى شي من الظواهر الإجتماعية إلي يحكي عليها. هاذايا راجع على الأقل لزوز أسباب : السبب لول هو إنو، مادامو نهار كامل يحكي وحدو، ما يسمع كان روحو. وهاذا يخليه خطاب يغني في موزيكا واحدة، إلي هي موزيكة الكرز. ما يواجهش كلام آخر، وإلا نظرات أخرى للعالم. ما دامو يقصي الخطابات إلي تكرزو، يبدا فقير من ناحية المعنى ويفتقر للحجج. السبب الثاني هو إنو خطاب تبريري، ما يفركسش على حقيقة معينة. الكرزة يحكي باش يعطي لروحو الحق في إنو يكون كرزة، لا أكثر ولا أقل. ما يهموش إنو يفهم، الحاجة الوحيدة إلي يحب يثبتها هي وجودو. هاذا علاش خطاب الكرزة تلقاه ديما مركز على التبرير، وبالنسبة ليه ما فماش أسباب، ما فما كان مبررات. وهاذا تلقاه في العالم لكل، خاطرو معطى كوني يتوجد وين شروط الوجود متاعو تتحقق : يعني وجود علاقة هيمنة معينة. في فرانسا مثلاً، مانويل فالس توا عويمين لتالي عمل حبارة كاملة على ”التبريرات السوسيولوجية“. وقتلي صاروا عمليات باريس في 2015، فما شكون من علماء الاجتماع بداو يخدمو في خدمتهم، إلي هي يحاول ينتجوا خطاب يفسر الظواهر الإجتماعية. في وقتها بداو يحكيو على جذور الإرهاب وأسبابو وشروط إمكانيتو. ياخي مانويل فالس كرز وعمل خطاب يهاجم فيه ”التبريرات السوسيولوجية“. قالها حتى ساركوزي قبلوا زادة وغيرهم. يعني الهيمنة هي كي تجي تشوف عدوة الذكاء : انك تمنع ناس من انها تفهم حاجة فهذا يعني انك تشرع للبهامة. والكرزة يشرع للبهامة وإلا للذكاء، ما يهموش. المفيد يقعد هو كرزة. أما بالزهر البهامة طلعت تساعدو خير.
الكرزة وقتلي ”الفقير الخايب“ يكرز
كل ما تصير حركة احتجاجية مهما كان نوعها في العالم الكل، ديما الكرزة يكرز. يولي يجرم الحراك الإجتماعي. و في سياق معين يولي ”يأرهب“ الحراك الإجتماعي، يعني يربطو بالارهاب. عبارة إلي يتحركوا كيفهم كيف الارهابيين. المحتج والمجرم يوليو نفس الحاجة. الفقير كي يتحرك يولي خايب، موش مقبول. وبالرسمي هو مادامو ما عادش يصلح برشا للهيمنة، ما دام ما عادش مقبول برشا. خاطر الكرزة ما يحملش يشوف الفقير في الشارع وفي الفضاء العام. ما يحبش لا يسمع صوتو لا يرا هويتو الإجتماعية. بالنسبة ليه الفقير بلاصتو في الخدمة وإلا في الدار وإلا في القهوة، وإلي في القهوة ماذا بيه زادة يخرج يلوج على خدمة خيرلو. الكرزة صعيب ياسر مع الفقير، محددلو معاييرو وأمور واضحة. هاذاكا علاش يبدا يفركس في التعلات الكل باش يخرجو غالط كي يتحرك. إحتج في النهار في الكياس ؟ لا مش باهي، يسكر الثنية. إحتج في إدارة وعمل إعتصام قدام وزارة وإلا ولاية وإلا معتمدية ؟ لا مش باهي، يعطل في مصالح الناس الباهية إلي تخدم. إحتج في الليل ؟ خير من الكل: قطعي وسارق وفاسد. بالطبيعة هاذايا ماهوش تبرير للسرقة والنهب… أما بالطبيعة الكرزة يفهموا تبرير خاطر هاذاكا المنطق الوحيد إلي يفهموا. ماو قلنا عاد الكرزة بهيم. وبهامتو تظهر، و الحمصة إلي في مخو تخرج جهار بهار وقتلي يولي يحكي بالمصلحة الوطنية. يعني هو يعمل سياسات تمسح بالمصلحة الوطنية القاع، أما إلي قاعد يضر بالمصلحة الوطنية هو الفقير الشرير إلي كرز، وكي كرز كرز الكرزة.
”الفقير الخايب“- القرعة/ ”الفقير الخايب“- النوفي
ايجا يا سيدي نتفاهمو على حاجة. ساعة ”الفقير الباهي“ هاذاكا من اصلو ما عندو ما يعمل. هاذاكا نموذج ”الزوالي“، المغلوب على أمرو وإلي ”حامد ربي“ و كافي خيرو شرو قالش المصري. هاذاكا فقير الكرز، يعني إلي يحبو الكرزة خاطرو ما يقلقوش. هاذاكا شعلينا فيه، ما عندوش مخزون ثوري. إلي عندو مخزون ثوري هو ”الفقير الخايب“، إلي صوتو يلعلع. هاذاكا إلي قادر يدرع خواطر الكرزة، وممكن زادة يقلب عليه الطرح. الفقير هاذايا، نجمو نسميوه لزرق زادة، توا ما عندوش الأدوات إلي تخليه يقلب الطرح، مهما كانت قوة تكريزو. ماغير أدوات، ما ينجم كان يعبر على تكريزو ساعة ساعة، يعمل فوعة بعد يطفا ماغير ما يحصل شي. ممكن ساعات فوعتو ترجعلو بالخايب أكثر من الباهي : الكرزة يخرج أقوى من الروندة. الكرزة يشكب في الآخر خاطر خرج الفقير خايب، قبيح، سارق ومسخ. وهكا الفقير تطلعلو قرعة. باش يحصل النوفي لازمو، كيما قلنا قبيلا، أدوات. باش ما نستعملوش كلمة تأطير، لازمو وعي سياسي. وعي بموقعو الإجتماعي، بالاعداء متاعو والاستراتيجيات متاعهم، ووعي زادة بقواعد اللعبة إلي حطهم الكرزة. كيما ما تنجمش تربح طرح بلوت كي تحل ماغير لصوص، كيما ما تنجمش تربح ونتي ما عندكش أبسط الوعي بالحاجات هاذوما. هاذايا دور إلي يعيطولهم ”مثقفين“، نحطوها بين ظفرين خاطر الكلمة ولات داخلة بعضها بالمعاني المزدوجة.
المشكلة في ”المثقفين“ هي إنو، تاريخياً، أثبتو أنهم قادرين يبيعو الطرح في لحظة معينة خاطر عندهم قابلية باش يحكيو لغة الكرزة ويفهموه. يعني الكرزة ينجم يستقطبهم. الفازة فاش، إلي ”الفقير الخايب“ حاجتو باش يربح الطرح..
ما العمل ؟
.طريقة جديدة في التعبير من حيث الشكل استطاعت إيصال رسالتها، برافوا للكاتب