يواجه خالد درارني منذ إيقافه في مارس 2020 تهمة “التحريض على التجمهر غير المسلح والمساس بالوحدة الوطنية” وذلك على خلفية تغطيته لمظاهرات الحراك الشعبي الجزائري في 7 مارس بالجزائر العاصمة. وفي العاشر من أوت الماضي قضت المحكمة الابتدائية بالسجن لمدة ثلاث سنوات نافذة في حق درارني. هذا الحكم القضائي كان مفاجئا لجميع المتابعين في الجزائر وخارجها خاصة وأن فريق الدفاع يعتبر أن التهم الموجهة لخالد لا أساس لها من الصحة. وأنهت محكمة الاستئناف، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، مداولاتها في القضية على أن يتم التصريح بالحكم الثلاثاء المقبل حسب ما أكده فريق الدفاع عن درارني.

قبل المحاكمة بيوم، تظاهر عشرات الصحفيين والنشطاء التونسيين والجزائريين أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تضامنا مع زميلهم خالد درارني ولمطالبة السلطات الجزائرية بإطلاق سراحه وإيقاف التتبعات القضائية ضده. وأجمع الحاضرون على أن محاكمة درارني هي في الأصل سياسية لا علاقة لها بالقانون وبالتهم الموجهة إليه وأن خالد يدفع فاتورة مواقفه المدافعة عن حق الجزائريين في التظاهر لتقرير مصيرهم. وعُلقت صورة ضخمة لخالد على كامل مبنى النقابة وكُتب تحتها الحرية لخالد.

وطالب نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري بإطلاق سراح درارني، معتبرا أن الهدف من الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها النقابة ومراسلون بلا حدود وفرع تونس لمنظمة العفو الدولية، هو “توجيه رسالة إلى السلط الجزائرية مفادها أن حرية الصحافة ليست جريمة وأن الأنظمة التي قمعت حرية الصحافة لم تعمر طويلا”.

من جهته قال رئيس لجنة أخلاقيات المهنة بنقابة الصحفيين التونسيين كريم وناس لموقع نواة أن “مساندة خالد درارني تأتي في إطار الانتصار لحرية التعبير والصحافة في دولة عربية تشهد انتقالا ديمقراطيا يستوجب صحافة حرة ونزيهة”. وأضاف بأن مثل هذه الأحكام القضائية والملاحقات الأمنية في حق الصحفيين من شأنها أن تضر بعملية الانتقال الديمقراطي وتهدد مكاسب حرية الرأي والتعبير وتسيء حتى للسلطة السياسية القائمة التي أفرزتها انتخابات تم تنظيمها إثر احتجاجات شعبية.

عرف خالد كصحفي متميز قبل هذه القضية، إذ ذاع صيته في الجزائر مع اندلاع الحراك الرافض للتمديد للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. كان مؤيدا للحراك دون مواربة ومؤمنا بالتغيير في الجزائر، وكان من بين الذين ساهموا في نقل ما يحدث بالجزائر إلى الفضائيات العالمية منها قناة TV5. هو اربعيني غالبا ما تكون ملابسه رياضية، دائم الابتسامة وشديد الحزم في علاقة بقضايا الحريات وحقوق الانسان، ساعده نشاطه الإعلامي واهتمامه بالشأن العام في جلب آلاف المتابعين على فيسبوك وتويتر، أصبح في فترة وجيزة مركز اهتمام الصحافة والسلطة في آن واحد، وهو ما سيكون مقدمة لملاحقته قضائيا فيما بعد بهدف اسكاته.