العمل الفني الذي أوقف عرضه هو فيديو للفنانة التشكيلية مريم بودربالة. نواة اتصلت ببودربالة، لتأكد لنا أنها تلقت دعوة للمشاركة في عرض فني حول موضوع الترابط بمناسبة انعقاد القمة الفرنكوفونية، وأنها فوجئت بوقف عرض الفيديو بعد فترة قصيرة من برمجته. وأضافت:

شاركت بفيديو تضمن تمثّلا لصورتي مصحوبا بموسيقى، وكان ضمن معرض فني متكون من أعمال فنانين آخرين، ولقي عملي استحسان كل من حضروا ولم يتذمّر أي أحد بسببه. ولكنّني فوجئت بعد عودتي إلى العاصمة بخبر حذفه من المعرض، فاتصلت بالمسؤولة عن جناح تونس التي أخبرتني أنه تم سحب الفيديو بسبب شكاوى تعود حسب اعتقادي إلى ظهور ملمّح لجسد امرأة عارية، وهو في الحقيقة صورتي أنا، كما أخبرتني أن أحد المسؤولين طلب سحبه من العرض ولا أعلم إن كان من لجنة التنظيم أو وزارة الثقافة.

وللتثبت من حقيقة الخبر، اتصل موقع نواة بآمنة بن يدر، المسؤولة عن جناح تونس في القمة الفرنكوفونية، التي صرحت أنه تقرر إيقاف عرض العمل الفني بسبب انتقادات لذلك العرض. وقالت بن يدر:

لم يكن أمر سحب العمل المذكور قرار وزارة الثقافة أو لجنة التنظيم الوطنية للقمة بل كان بسبب منتقدين لذلك العرض الفني.

في المقابل، تضيف مريم بودربالة أنها خيرت عدم الحديث في الموضوع والرضوخ للرقابة مراعاة للظرف الذي تمر به البلاد وحتى تتجنب التشويش على القمة الفرنكوفونية، مؤكدة أنها اشترطت عند حديثها مع المسؤولة عن الجناح التونسي، بأن تترك أجهزة عرض الفيديو مكانها وأن تجيب بصراحة عن مصير عملها الفني، وقالت :”خيّرت الصمت لكن في المقابل طلبت من المسؤولة عن الجناح التونسي أن تقدم السبب الحقيقي لاختفاء عملي الفني من المعرض وأن تقول صراحة أنه قد تمت صنصرته في حال طرح عليها الصحفيون سؤالا حول اختفاء هذا العمل”.

وتظهر في الفيديو الذي أُوقف عرضه ويحمل عنوان “Exuvae III”، صورة لهيئة امرأة تبدو عارية، تجسّدت في أشكال مختلفة مصحوبة بموسيقى ومحاكاة لصوت الريح ممزوج بأصوات أنفاس بشرية. وأثار إلغاء الفيديو ردود فعل مستنكرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد سبق أن تمّ منع عرض فيلم صور متحركة أمريكي بعنوان “Lightyear” في جوان الماضي بعد أن أصدر والي تونس أمرا يقضي بمنعه من قاعات السينما في الولاية، وذلك تزامنا مع حظره في أربعة عشر دولة في آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية بسبب مشهد قبلة قصيرة بين فتاتين.