انتظمت اليوم الثلاثاء 13 مارس 2012 ندوة فكرية بقصر الرئاسة بقرطاج حول المدونين في تونس وتتنزل في اطار الاحتفال باليوم الوطني الاول لحرية الانترنات و تكريما لروح المناضل”زهير اليحياوي” والذي عانى الامرين و سجن وعذب في زمن الكمبرادور والديكتاتور بن علي مما ادى الى وفاته في 13 مارس 2005.

عائلة زهير كانت حاضرة بالقصر الرئاسي و قد تم تكريم والدته واسنادها وسام الجمهورية وقد القى رئيس الجمهورية السيد المنصف المرزوقي كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور ومن اهم ما جاء في هذه الكلمة:

لقد أبدع المدونون التونسيون، من الذين آمنوا بالحرية وبقدرة هذا الشعب على النهوض والانتصار في النهاية، في خلق نماذج للكفاح ضد الاستبداد استعارها غيرهم من مدوني البلدان الأخرى وأحسنوا هم أيضا استعمالها للمساعدة على تحقيق هزيمة الديكتاتورية. لقد أبدع هؤلاء في مقارعة جيوش البوليس السياسي الناشط على الأنترنات، فتعرض عدد منهم للاعتقال والضرب، كما حوصرت نصوصهم، ومنعوا من التواصل مع أبناء وطنهم. لا تتطلب منك الوطنية سوى أن تحب وطنك وشعبك وأن تنتصر للحق ولو بكلمة، هذا ما فهمه الصادقون من أبناء وطننا، وهو يكفي وزيادة. في المقابل كان هناك، من شباب هذه البلاد المتعلمين أيضا، من كان يستغرق كل جهده في تزيين الاستبداد والتنقيب عن محاسنه. اليوم، مثلما نجد في الساحة السياسية بالضبط، يأتي بعض هؤلاء الأخيرين لافتكاك مقاعد ليست لهم، وادعاء شرف كانوا قد فرطوا فيه، والتغني بوطن كانوا أول من طعنه. ولكن التاريخ يميز الخبيث من الطيب، فللناس ذاكرة لا تقهرها الأكاذيب مهما تكررت وأصرت.
لم تنته مهمتكم، ولا نخالها ستنتهي في يوم من الأيام. فهي باقية ما بقي الوطن. اليوم بإمكانكم المساهمة في بناء الديمقراطية، وفي فضح أعدائها، وفي نقد السلطة والتعريض بها إن وقعت في الظلم أو تراخت في تحقيق أهداف الثورة أو حادت عنها.

كما القت السيدة خديجة اليحياوي والدة المرحوم زهير اليحياوي شهيد الكلمة و حرية التعبير كلمة مقتضبة اكدت فيها على ;امتنانها لرئيس الجمهورية بمناسبة هذا التكريم. كما اكدت على ان زهير كان يناضل و يسهر الليالي بغرض اسقاط الديكتاتورية و لكم تمنت ان يشارك شباب تونس ثورة 14 جانفي.

أما مختار اليحياوي فقد نعى الفقيد و اكد على دوره في محاربة الاستبداد عبر “سلاح الكلمة” والذي كلفه حياته في نهاية المطاف…

غادر رئيس الجمهوريةالقاعة بمجرد انتهاء مراسم التكريم و على اثر ذلك انطلقت اشغال الندوة الفكرية حول المدونين في تونس والتي تخللتها محاضرات لاساتذة جامعيين و تدخلات لناشطات و مدونات على غرار هناء الطرابلسي.

هذا و قد شارك الحضور عبر مجموعة من التدخلات و التي تمحورت جلها حول استحضار الدور المهم للمدونين التونسيين و التاكيد عليه الجدير بالملاحظة ان مجموعة من ادمينات صفحات الفايسبوك بما يعرف باتحاد صفحات الثورة ابدوا استياءهم من مجريات هذه الندوة و عبروا عن غضبهم بمقاطعة الندوة في مرحلة اولى و توجيه وابل من الشتائم خاصة للوجهين النسائيين المتدخلين على المنصة بما ان احداهن تحدثت عن استنقاص البعض للمراة التونسية عموما وللمدونة التونسية خاصة و البحث عن تشويه صورتها.

وفي مرحلة ثانية بادروا باخذ الكلمة و في بعض الاحيان دون موافقة مسير الندوة ليؤكدوا على ما يرونه ظلما لدورهم في الثورة بما انهم يمتلكون اكبر عدد من المتابعين Les Fansعلى صفحاتهم الفايسبوكية و التي يرون انها صاحبة نصيب الاسد في الثورة.

وفي الختام فان عائلة الفقيد او المدونون الحاضرون اجمعوا على ان هذا التكريم يعتبر خطوة ايجابية في انتظار محاسبة من قاموا بتعذيب زهير والذين تسببوا في مقتله.