مقابلة خاصّة مع نائب الأمين العامّ للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين

نرفض كلّ أشكال التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك زيارة الضفّة الغربيّة أبو أحمد فؤاد

◉ مازلنا نتبنّى نفس الخيار الاستراتيجي: تحرير كامل فلسطين وإقامة الدولة الديمقراطية عليها

◉ مستعدّون لإقامة علاقات رسميّة مع الدولة التونسيّة على قاعدة إسناد الشعب الفلسطيني

◉ علاقتنا وطيدة بحزب الله وباقي مكوّنات محور المقاومة والممانعة، ونتمنّى تطويرها

◉ نطالب بفتح كلّ الجبهات المحيطة بفلسطين، لفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية

◉ لا نعتبر ما جرى في مصر انقلابًا، لكنّنا غير مرتاحين لعلاقات الحكم الجديد بالسعوديّة ومع إسرائيل

abou_ahmad_foued_jallez
أبو أحمد فؤاد، أثناء زيارته ضريح الشهيد شكري بلعيد

هذه التصريحات هي من أهمّ ما قاله لنا أبو أحمد فؤاد، الرجل الثاني في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين. كان ذلك مساء الجمعة الماضي، بغرفة نُزله، رغم ما كان باديًا عليه من تعب في ختام يوم تونسيّ حافل بالنشاط. إذ بدأه صباحًا بزيارة ضريحيْ الشهيديْن شكري بلعيد ومحمّد البراهمي، قبل أن يشارك عشيّة في ندوة بالمنتدى الاجتماعي العالمي، جمعته بناشطين ومثقّفين وشباب من تونس ومصر والمغرب واليونان، وتخلّلتهما على الأرجح لقاءات بسياسيين من تونس وغيرها. وهو أمر ليس بديهيًا بالنسبة لشيخ سبعيني مثله، لكنّه قطعًا ليس غريبًا عنه.

إذ أنّ الرجل، الذي لا يعرف أحد أقرب رفاقه سوى اسمه الأوّل “أحمد”، انخرط في صفوف النضال منذ بدايات شبابه. فابنُ القدس، التي وُلد فيها (بقضاء سلوان) سنة 1943، انتمى مبكّرًا إلى حركة القوميين العرب، إلى جانب جورج حبش ووديع حدّاد وأبي علي مصطفى وغيرهم قبل أن يؤسّسوا، إثر نكسة 67 وكإحدى تداعياتها، الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين. واضطلع أبا أحمد، الذي يحمل رتبة لواء، داخل الجبهة بمسؤوليات عسكريّة كبيرة. إذ كان أحد قيادات العمل المسلّح في الأردن، ثمّ قائد قوّاتها في لبنان وكذلك القائد العامّ لجناحها العسكري. أمًّا عن القيادة السياسية، فبعد أن أشرف لسنوات على الدائرة السياسية الإعلامية، وكان عضوًا بالمكتب السياسي، فقد انتُخبَ بمؤتمرها الوطني الأخير (السابع والذي انعقد في ديسمبر 2013) نائبًا لأمينها العامّ، أحمد سعدات، المُعتَقَل بسجون الاحتلال الاسرائيلي.

ورأى الكثيرون في انتخابه بهذا الموقع، انتصارًا للخطّ الجذري داخل الجبهة، والمتمسّك بثوابتها المعروفة، على ما كان يُوصف بـ”الخطّ المهادن”، الذي كان يمثّله نائب الأمين العام السابق عبد الرحيم ملّوح. فالرجل، المغمور نسبيًا في الاعلام، معروف لدى عموم المناضلين العرب بـ”نظافة يده” ويعدّونه امتدادًا لخطّ جورج حبش وأبو علي مصطفى وأبي علي اليماني وغيرهم.

وقد حاولنا اغتنام فرصة تواجده في تونس على هامش المنتدى الاجتماعي العالمي لنستطلع رأيه، وموقف الجبهة الشعبيّة، من جملة من القضايا فلسطينيًا وعربيًا، وحتى تونسيًا. فكان الحوار المصوّر التالي.