بسم الله الرحمن الرحيم

التونسيون على موعد مع الديمقراطية

كتبه مرسل الكسيبي

أعلن القائمون على ادارة قناة الديمقراطية من مقرها بالعاصمة البريطانية لندن عن موعد أظنه سيجعل التونسيين مع موعد جديد مع التاريخ ,فبعد اللقاء الذي نظمته شقيقتها المستقلة قبل حوالي شهرين مع المهندس على العريض الناطق الرسمي سابقا باسم حركة النهضة هاهي ادارة المجموعة الاعلامية التي يشرف عليها الوجه السياسي والاعلامي البارز الدكتور محمد الهاشمي الحامدي تعتزم معاودة الكرة في التعاطي مع الشأن السياسي التونسي بعد أن ظن البعض أن المجموعة قد عمدت الى حالة من الاستقالة في مباشرة هذا الشأن .

ثلاثة أيام ننتظرها جميعا كتونسيين من أجل أن تحرك ركودا يحصل من حين لاخر في ساحتنا التونسية في ظل مناخ اتسم عموما بالتحرك في السنوات الأخيرة ولكن في أجواء من الحصار الاعلامي .
فلئن نجحت المعارضة التونسية وهيئات المجتمع المدني في توظيف ثورة الانترنيت الا أنها فشلت بالمقابل في اسناد ظهرها بعالم الفضائيات ,مما جعل وتيرة الاصلاح السياسي تسير بتعثر كبير في الوقت الذي تحقق فيه البلاد تطورا واضحا في أكثر من مجال .
أيام 19 و20 و21 من شهر جوان الجاري الذي يحل علينا ضيفا بعد سويعات قليلة من كتابة هذا المقال بمشيئة الله سبحانه , ستجعل قناة الديمقراطية على موعد مع التسامح وحق الاختلاف والديمقراطية في تونس في جو نتوقع له ثراء وتعددا يعكس حركية النخب والطبقة السياسية ,في ظل رغبة جامحة من المجتمع الأهلي الى اعادة التوازن الى الفضاء العمومي بعد النكسة التي حصلت له على خلفية ماوقع في بداية التسعينات .

أداء النخب والأحزاب التونسية سيكون بحسب ماأعلنت عنه ادارة المجموعة الاعلامية في الميزان ,ممثلون عن الفضاء الحقوقي والسياسي وربما الثقافي سيكونون حسبما نتوقع في مائدة مستديرة تجمع بين أكثر من رأي ,ومرة أخرى يأتي الرد عمليا من قبل الدكتور محمد الهاشمي الحامدي على من اتهمه بالتهرب من التغطية الاعلامية والفضائية للشأن التونسي

اختيار أظن أنه كان مقصودا أكثر من كلماته التي كان ينشرها على شبكة الانترنيت ,فلو قدر للندوة أن تنجح في ازالة كثير من الغبش عن وضعنا السياسي العام على مدار حلقاتها الثلاث فان الرسالة ستكون واضحة للاخوة في حركة النهضة بأن عشرات المقالات أو المئات منها قدحا وتشنيعا لم تكن الا اضاعة للأوقات فيما لايرتقي الى أن يكون تسامحا أوايمانا بحق الاختلاف عند الاجتهاد السياسي .

رسالة ثانية قد تحملها الندوة الى المهتمين بالشأن العام ألا وهي رسالة الاقتدار عند الرغبة في التعاطي مع أوضاع داخلية يرى الدكتور محمد الهاشمي أنه ليس بالبعيد عنها و ان تموقع لسنوات طوال خارج حدود الوطن ,فأيام الجامعة التي سجل فيها حضورا قويا في المنتصف الأول من الثمانينات مازالت تشكل رصيدا سياسيا معتبرا وهاما يمكنه من تجاوز كثير من المناورات التي يريد أن يضعه فيها البعض من خصومه ولاسيما عندما يحاول الدخول على خط الفعل السياسي بين السلطة وقيادة حركة النهضة في المهجر.

الرسالة الثالثة موجهة الى بعض القنوات الفضائية العربية التي تعاطت باحتشام شديد في الفترة الأخيرة مع التطورات السياسية في ساحتنا التونسية ,فاذا كان البعض منها مدعوما على مستوى دول بأكملها كقنوات الجزيرة والعربية وقناة الحرة يحسب أي تغطية للمناخ السياسي التونسي بميزان رقمي رغبة منه في تجاوز كل حرج ديبلوماسي يقع للدول المضيفة فان الديمقراطية ومديرها يريدان اليوم أن يثبتا لكل الأصدقاء والمنافسين أن انتماءه من حيث الأصل والمنشأ والأشواق الى تونس لن يحول دون تعاطيه مع الشأن التونسي برغم مايشكله هذا الملف من حرج ثقيل لدى كثير من الأنظمة السياسية العربية أو حتى بعض الدول ذات الوزن الكبير والصديقة سياسيا لنظام الحكم في تونس.

رسائل أخرى قد تكون خفية ولكن يمكن البحث عنها بين الكلمات والسطور لعنوان الندوة المزمع عقدها وهي أن التسامح لم يكن موجودا في جزء من جملة مواقف رسمية وغير رسمية من شباب تيار الوسطية الاسلامية التونسية رشحت بها شبكة الانترنيت على مدار شهر بأكمله جاعلة من أولى أولوياتها ليس خدمة مساجين الرأي في تونس وموضوعة العفو التشريعي العام وتحقيق الانفتاح السياسي وانما الدخول في حالة من القدح المفتوح في شخص كان يوما جزءا من القيادة السياسية للحركة الاسلامية المعتدلة بل مسؤولا كبيرا يعهد له بترتيب المهمات الاعلامية والفكرية الصعبة للحركة في الخارج .

الديمقراطية كقناة قد تكون هذه المرة جسرا سماويا لاصلاح ماافسدته قساوة المحنة وطول مدتها مع اخوة الأمس كما يتوقع أن تكون ندوتها المقبلة بمشيئة الله فرصة ثمينة للمعارضة كي توصل مطالبها وطموحها المشروع الى السلطة والمجتمع وهي فرصة لا تضيع بالنسبة للسلطة كي تستعيد زمام المبادرة في قيادة قاطرة الاصلاح السياسي والابتعاد بنفسها عن مرمى سهام المعارضة الاحتجاجية التي بدت في تصاعد مستمر منذ تاريخ اعتقال الأستاذ المحامي محمد عبو فرج الله كربه.

وبين هذا وذاك تدخل الديمقراطية نادي الحرية الحقيقية بعد أن ظن البعض أن مديرها التونسي قد تنكر للقضايا الوطنية ,ولكن العارفين بمخاطر العمل الاعلامي في ساحتنا العربية يدركون أن بضع برامج عن أوضاعنا الداخلية كانت كافية لغلق مشاريع فضائية ,فهل يتناسى التونسيون والتونسيات مالذي حدث لقناة الرأي !

ألمانيا الاتحادية في 23 ربيع الثاني 1426 ه الموافق ليوم 31 ماي من سنة2005

الهاتف القار 00496112054989
الهاتف المنقول 00491785466311

reporteur2005@yahoo.de