وانطلقت في حدود الساعة منتصف النهار و النصف في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة وصولا الى مبنى وزارة الداخلية و قد تم رفع عديد الشعارات منها “التشغيل استحقاق يا عصابة السراق” و”عاش عاش الاتحاد على دربك يا حشاد” الى جانب “عاش عاش الاتحاد اكبر قوة في البلاد” وعديد الشعارات الاخرى ذات الطابع الاجتماعي بالاساس. قوات الامن من جهتها حاولت التعرض للمسيرة في بادئ الامر على مستوى البالماريوم دون اشتباكات تذكرالا ان ان كثرة المتظاهرين جعلتهم يتراجعون الى مبنى وزارة الداخلية اين التقوا بزملائهم الذين اتوا باعداد هامة لتعزيز التواجد الامني امام مقر الوزارة

مع وصول المتظاهرين امام الوزارة قامت مجموعة متكونة من عشرة اشخاص باستفزاز المتظاهرين محتمية في ذلك برجال الامن موجهة الاتهامات الى الاتحاد بانه يقوم بالتحريض و التشويش على عمل الحكومة والى المشاركين في المسيرة معتبرين انهم من احزاب الصفر فاصل ولا هدف لهم من وراء هذه المسيرة سوى الضغط على الحكومة التي انتخبها الشعب لتعجيزها
ردود الفعل كانت متباينة فمن جهة حاول النقابيون الموجودون تهدئة المشاركين في المسيرة و قاموا بدعوتهم الى التحلي ببرودة الدم و عدم الدخول في مشادات كلامية مع هذه المجموعة الا ان البعض لم يمتثل الى دعواتهم مما ادى الى مشاحنات كلامية وتدافع امام انظار قوات الامن التي لم تحرك ساكنا

المتظاهرون واصلوا رفع الشعارات و التي كانت في مجملها نفس الشعارات التي رفعت يوم 14 جانفي 2011 في نفس المكان و منها “ديقاج” و “يابوليس نحي الكاسك ايجا معانا و ارفع راسك” و”الشعب يريد اسقاط النظام”مع تزايد اعداد المواطنين الوافدة على شارع الحبيب بورقيبة للمشاركة في هذه المسيرة
يذكر ان صبر قوات الامن المرابطة بالمكان لم يدم طويلا حيث بادر بعض الاعوان في محاولة منهم لتفريق المتظاهرين الى استعمال عصيهم وهراواتهم الشيء الذي جعل قياداتهم الامنية تتدخل لتهدئتهم
فهل ان الاعوان تقدموا و بادروا باستعمال العنف دون اوامر من قياداتهم كي نرى هؤلاء يتدخلون لارجاعهم عن صنيعهم هذا
تجدر الملاحظة الى ان احد اعوان الامن و بينما كنت بصدد التطوير جذبني نحوه و دفعني في اتجاه مجموعة من رجال الشرطة الذين طلبوا مني الاستظهار ببطاقة صحفي و الا فانهم سيقومون بحجز الكامير وهنا تدخل احد الصحفيين التابعين لتلفزة خاصة ليبين للاعوان انني اعمل في الصحافة الالكترونية وامام اصرار هذا الاخير تنازلوا عن مطلبهم والمتمثل في مصادرة الكاميرا

نبض المسيرة

فؤاد ساسي مناضل نقابي و نشاط سياسي شاب اكد ان هذه المسيرة هي في اطار الاستجابة للنداء الذي توجه به الاتحاد العام التونسي للشغل كرد عن استهداف مقراته في الايام الاخيرة و خاصة مسالة وضع القمامة امام مقرات الاتحاد كرد فعل على الاضراب الشرعي لعمال و اعوان البلديات وانه متواجد للوقوف الى جانب المنظمة من جهة و للتاكيد على ان الثورة لم تستكمل مهامها بعد من جهة اخرى خاصة امام تردي الاوضاع الاجتماعي

سامي الطاهري(الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والمكلف بالاعلام و الاتصال و النشر-مدير جريدة الشعب) تحدث عن الاسباب التي دفعت الاتحاد لاصدار البلاغ الداعي الى هذه المسيرة و اهمها الاعتداءات التي استهدفت مقراته و حملات التشويه ضد مناضليه مؤكدا على ان الاتحاد كان مؤطرا للتحركات الشعبية التي تخللت الثورة

بشرى بالحاج حميدة اكدت من جهتها ان الاتحاد العام التونسي للشغل لا يجند و ان المشاركين في هذه المسيرة هم التونسيون و التونسيات الذين يغيرون على هذه المنظمة بقدر غيرتهم على تونس معتبرة ان هناك ارادة واضحة من الحكومة الحالية متجهة نحو اعادة الاستبداد وجب التصدي لها

مشادة كلامية حصلت بين فتاة و مجموعة من الشباب الذين كانوا بصدد رفع شعار “ياشيوعي البركة فيك بن علي هرب عليك” تم اثناءها الاعتداء بالعنف اللفظي على هذه الاخيرة
تقدم على اثرها احدهم نحوي وطالب بمحو ما صورته والا فانه سيفتك الكاميرا و امام رفضي لطلبه قام هذا الاخير بملاحقتي و تعنيفي بمشاركة من كانوا معه

على الساعة الثالثة تم تفريق المظاهرة باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع من طرف اعوان الامن و انباء عن ايقافات استهدفت عدد من المشاركين فيها

ملاحقة الامن للمتظاهرين ووقوع اصابات

بعد القاء قنابل الغاز المسيل للدموع تمت ملاحقة المتظاهرين قصد تفريقهم عبر الانهج المحاذية لشارع الحبيب بورقيبة وسجلنا اصابة الناشطة اروى بركات بكسر على مستوى مرفق اليد اليسرى اثر اصابة مباشرة وجهها لها عون امن مستعملا في ذلك هراوته
الى جانب اصابة الشاب محمد الدريدي على مستوى الراس والناشطة ايناس التليلي برضوض على مستوى اسفل الظهر
مع تاكيد المتضررين بان هذا الاستعمال المفرط للعنف لا مبرر له و انه يذكر بتصرفات وزارة الداخلية ايام القمع و اجمعوا على ان نفس اساليب القمع الهمجية متواصلة

تصريحات المتضررين اثر اعتداءات البوليس