من تحصين الثورة… :
لم يعد هناك أدنى شك أن من يحكم البلاد اليوم، وبخاصة الحزب الأغلب داخل المجلس الوطني التأسيسي، يبتغي البقاء بالحكم لما لا أمد له.
ولعله لا ضير في هذا إذا كان يفعل ذلك بكل نزاهة، محترما دولة القانون والحريات التي جاءت بها الثورة، بما أن من قواعد السياسة وأحزابها الطموح إلى الحكم ومحاولة الحفاظ عليه.
إلا أن الحزب الحاكم، تحت وطأة الأغلبية المتشددة فيه، ينزع إلى أن يطغى، فيسعى إلى فرض رؤيته المتزمتة للدين وللحياة على مجتمع حر يرفض كل ما ينتقص من كرامته وتعطشه للحرية، وهي أساس هذه الكرامة. ومن هذا الطغيان ما يبدو منه من استعداد للقبول بعودة الديكتاتورية، حتى وإن كان ذلك مع البعض من رموزها الأكابر.
وقد شعر بذلك، ومن الوهلة الأولى، أحرار الثورة فعملوا على تحصينها بقانون يمنع عودة مثل هذه الرموز للنظام المنهار إلى الحكم. فإذا مشروع القانون هذا، الذي كان من المفروض عرضه يوم الثامن عشر من شهر جوان الحالي على المجلس الوطني التأسيسي بعد أخذ ورد، يفقد المناصر الأكبر له والمساند الأول لحزب المؤتمر، صاحب المشروع، مما من شأنه بدون أدنى شك منع مرور مشروع القانون وإسقاطه نظرا لتحكم النهضة في الأغلبية بالمجلس.
فليس من الأسرار أن حزب النهضة لم يعد يساند مشروع التحصين، بما أن نظرته إلى الأشياء تغيرت، إذ في رؤيته الآن أن البقاء في الحكم يقتضي ضرورة وضع حد نهائي للحرب الطاحنة التي كان يشنها على غريمه الأكبر، حزب نداء تونس، رغم أن قوى الردة إلى العهد البائد انضوت تحت راية هذا الحزب.
فقناعة كل غيور على ثورة تونس المجيدة، هذا الإنقلاب الشعبي على الديكتاتورية، أنه بات اليوم من المؤكد أن مشروع قانون تحصين الثورة لن يمر، لا في الثامن عشر من جوان ولا في تاريخ آخر، بما أن الدليل توفر على كون الحزب الأوفر عددا بالمجلس التأسيسي لم يعد في عظم مسؤوليه يرى فيه ما من شأنه خدمة مصالحه الأساسية القاضية أولا وقبل كل شيء البقاء بالحكم كلفه ذلك ما كلفه.
وقناعة حزب النهضة هذه تفرض نفسها على سائر قناعاته الأخرى، فهي اليوم من أوكد عزائمه، قائلة بعدم مغادرة الحكم للبقاء فاعلا في السياسة والوصول لتحقيق أهدافه.وهو يعتمد في هذا المنطق على أقدم المباديء المعروفة سياسيا، ولو أن الدهر أكل عليها وشرب، وهي أن الغاية تبرر دوما الوسيلة وإن تهاوت أخلاقيا وتهافتت.
فليس من المستغرب إذا أن يقع طرح مشروع حزب المؤتمر، رغم أنه الحليف الأكبر للنهضة، بتعلة العمل على أن يتناغم مع مقتضيات العدالة الانتقالية. فهل لا مندوحة من ترك الباب يُفتح هكذا على مصراعية للعودة بتونس إلى الوراء وإحياء الديكتاتورية البغيضة بها؟
… إلى تحيين الثورة :
إن الواجب اليوم يقتضي على كل مناضل لأجل غد أفضل بتونس الجديدة تعلّق بالثورة وبمبادئها أن يتجاوز موضوع تحصين الثورة، وقد قُضي الأمر فيه، للمرور إلى ما هو أهم وأجدى، ألا وهو العمل على تحيين الثورة وإعادة الروح إلى جسمها الهامد، ولمّا تغادره بعد؛ وأنى لها ذلك وهي تستمد نفسها من هذا الشعب العظيم الذي لن يركع مجددا لطاغوت الماضي البغيض!
ولعله من العدل القول من جديد هنا أن مشروع قانون تحصين الثورة في نسخته الحالية لم يكن لا عادلا ولا مقسطا في أحكامه نظرا لعموميتها ونزعتها الثورية الراديكالية؛ فهو على حاله تلك كان متزامنا مع وقع الثورة في أيامها الأولى فكان من الضروري تمريره عندها. أما وقد تأخر ذلك، ومع فتور الروح الثورية، فقد سهلت اليوم الانتقادات الموجهة له ويسرت المساعي للإطاحة به.
إلا أن غايته، رغم كل ذلك، تبقى نبيلة؛ وهي التي يجب العمل على إحيائها بسد جميع الذرائع، لا فقط لعودة من تورط في نصرة النظام السابق وخدمته، بل في الرجوع القهقرى إلى نظام ديكتاتوري أيا كانت أزلامه وسدنته وأيا كانت إيديولوجيته!
فتونس اليوم على شفا هاوية الديكتاتورية باسم أخلاقية سياسية مبتذلة وفهم متزمت للاقتصاد من جهة ولدين سمح من جهة أخرى، شوهت معالم الأول مؤسسات مالية عالمية ومسخت تعاليم الثاني قراءة أعرابية للقرآن والسنة لا تمت بروح الإسلام، وقد ندد بها القرآن نفسه وحاربها الرسول الأكرم، كما نددا بكل سياسة اقتصادية لا تراعى حقوق المستضعفين، بل تستغلهم وتزيدهم ضعفا على ضعف.
إن إرادة الحياة لمتأصلة في التونسي، فهي إرادة الحياة الكريمة التي أساسها حريته في العيش كما يشاء وعلى هواه ما دام متمسكا بهويته كما تركها له أجداده، بما أن هذا التراث التليد بالنسبة له هو الفيصل بين حقوقه وواجباته. وهي، في نفس الوقت، إرادة تكافل وضمان اجتماعي، وإلا فلا فضل للدولة ولمؤسساتها عدا القمع وقد أطاح به.
إلا أن هناك اليوم بتونس من يعمل باسم المباديء على أن تكون البلاد عجلة في ركب اقتصاد عالمي يُظلم فيه الضعيف. كما بها من يفصّل تراث شعبها كما يريد فيضيف إليه الطارف حتى وإن لم يكن طريفا، لا يحمل أي صبغة أصيلة،كما يفعل العديد ممن يدعون التمسك بالماضي والأصول وهم لا يتمسكون إلا بما كان سانحا لامتيازاتهم فلا يقبلون بأي مس لها حتى وإن كانت من مستحقات عموم الناس وقد هُضمت طويلا.
إن من يهادن اليوم ممثلي النظام المنهار، أي من شارك في أن يدوم ذلك كل تلك السنين العجاف التي قاست منها البلاد، لهو ممن لا يريد للشعب استرداد حقوقه في الحرية والكرامة، لأنه لا حرية ولا كرامة مع من داسها طويلا وعلانية في ظل الديكتاتورية البغضية بالرغم من ادعائه أنه أدار لها ظهره، بينما روحها تجري في عروقه.
نعم، لقد حاول المنافحون عن الثورة ومستحقاتها سد الطريق أمام هؤلاء بقانون كان في عموميته قاسيا، فتعرض لما يتعرض له اليوم، وما سيجعله يسقط كأوراق الخريف. فهل يعوض الخريف ربيع الثورة قبل مرور صيفها؟
اليوم، وقد بات من المفروض منه أن قانون تحصين الثورة مآله مقابر النيات الطيبة نظرا لاستعداد الحزب الحاكم الهدنة مع من كان من ألد أعدائه للبقاء في الحكم، لا بد على كل من تعلق بمطالب الثورة المشروعة في القطع مع الماضي وكل من يرمز إليه المرور من التحصين إلى تحيين الثورة بكل ما تعنيه هذه الكلمة وفي جميع الميادين التي تتوجب التحيين.
إن التحيين، لغة ، هو جعل الشيء حينيا أو حاليا. يقول الأصمعي في أصل الكلمة، كما وقع في اللسان : التحيين أن تحلب الناقة في اليوم والليلة مرة واحدة. وإبل محينة : إذا كانت لا تحلب في اليوم والليلة إلا مرة واحدة ولا يكون ذلك إلا بعدما تشول وتقلّ ألبانها.
ويضيف ابن منظور : وكل شيء لم يوفق للرشاد فقد حان… ويكون من المحنة. وحان الشيء : قرب؛ وحانت الصلاة : دنت، وهو من ذلك؛ وحان سنبل الزرع يبس فآن حصاده؛ وأحين القوم حان لهم ما حاولوه أو حان لهم أن يبلغوا ما أملوه.
كل هذه المعاني تبيّن أن الثورة، حتى لا تحين، حان الوقت لتحيينها، سواء كان ذلك في المعنى العام للكلمة وما يقابله بالفرنسية أي، كما ورد في قاموس روبير الصغير actualisation، أو بالمعنى الفلسفي لها، إذ التحيين فلسفيا هو الانتقال من القوة إلى الفعل.(1)
ولهذا التعريف الفلسفي أبعاد متعددة، بما أن مفهوم القوة والفعل هذا يرتبط ضرورة بما هو أنطولوجي وأخلاقي؛ فالتحيين عندها هو أساسا الترابط مع الشعب ومطامحه.
تحيين الثورة أو تواصلها مع روح الشعب:
إن معنى التحيين كمفهوم للتواصل مما أطنب في ذكره المفكرون، وخاصة في الميدان الفني؛ والكل يعلم بين من يطالعني عادة أني ممن يعتقد أن الإسلام، والقرآن بخاصة، قمة الابداع الفني.
يقول أمبرتو إيكو : إن كل عمل فني… هو موضوع مفتوح على تذوق لانهائي… لأن هذا العمل يتحدد بوصفه مصدرا لا ينفذ من التجارب، وكلما تم تسليط الضوء عليه بكيفية متنوعة إلا وأعطى في كل مرة جديدا فيه.(2)
والتواصل، عند بول ريكور، هو اكتساب دفعات وشحنات جديدة من المعنى الأصلي، مما يجعله يستعيد أبعاده بإعادة تأويل المعنى الأولي تأويلا سجاليا باستخراج مع فيه من إمكانات خلاقة لم يتفطّن إليه معاصروها؛ مما يمنع المعنى الأصلي من الاندثار، إذ يخرجه من النسيان، بل وينقذه من الموت.(3)
فمفهوم التحيين بمعنى التواصل هذا من شأنه أن يلفت انتباهنا إلى إمكانية الجمع بين الإبداع بصفته كبحث شخصي عن الحقيقة، وذلك في نطاق الاجتهاد الذي هو فرض من الفروض الثقافية الكبرى العربية الإسلامية، وبين تاريخ هذه الأمة من حيث أن دينها هو الإطار الذي يمكن الاستهداء به والتعلم منه انطلاقا من مسلمات ومسبقات تحملها اليوم الروح الثورية في البلاد كذات حقيقية للشعب. (4)
إننا بهذا البعد الديداكتيكي لمفهوم التحيين لنحقق التواصل بين تاريخ البلاد في ماضيه وحاضره وبين الساسة اليوم الذين هم في سدة الحكم، من ناحية، وقادة الثورة الحقيقيين، وهم عامة الشعب دون ساسة، من ناحية أخرى؛ وبالتالي فنحن نفتح الباب على مصراعيه للتفكير في نوعية جديدة لهذا التواصل تفترض أن ترتبط ذات الشعب وواقعه بتاريخ الأمة وحضارتها عبر وساطة حكامه لا غطرستهم.
فلا مندوحة اليوم، في تونس الثورة، من التشديد على أهمية الشعب، هذه الذات الأصلية والأصيلة للثورة، لا في تفاعله مع العالم والآخرين فحسب، بل ومع ساسته، إذ هو من جوهر مفهوم التواصل كتحيين للثورة كما رأيناه عند بول ريكور، بما أن مفهوم التحصين يشكل أحد أبعاده، إذ أن الشعب هو محور الثورة والبلاد، لا الحاكم الرسمي.
فنحن، لو عدنا فاستشهدنا، بتصرف طفيف، بمقولة لبول ريكور، لقلنا: إن البحث عن الحقيقة مشدود بين حالتين للثورة، هما وضع الشعب كمجموعة وتوقه إلى تمثل الوجود وإرادة الحياة التي تغمر كيانه والتي قادته إلى الكشف عن المعنى الخاص بوجوده وكشفه لذاته التي لن يستطيع أحد تقمصها أو بلوغها بالنيابة عنه. فالشعب يطمح إلى أن يتمثل الوجود من صميم فرادته، وإلى القول من صميم واقعه أن هذا الوجود اليوم، والذي هو نتيجة ثورته، هو الذي يجده في نفسه بإحياء تراثه التليد، والذي يخرجه إلى العالم الفسيح فيفتحه على الآخرين لما فيه من نزعة قوية للتفتح على الآخر. (5)
فما تكون خلاصة المرور من تحصين الثورة إلى تحيينها بإيجاد التواصل المنعدم اليوم بين الشعب وحكامه؟
إنها، في رأيي، تتمثل في الاعتماد على ما سبق من تراث حضاري، ولكن لا كما كرّسه التصرف السياسي اليوم، إذ من الوجوب طرح المضامين والمناهج السياسية المعتمدة إلى الآن في البلاد التي أبانت فشلها الذريع لارتكازها على توجهات ومعارف مضت وانفضت بحكم انهيار نظام الديكتاتورية أولا، ثم بانتهائها تاريخيا في هيأتها الماضية، ثانيا.
وهذا ليس بالمستغرب أو المستهجن بما أن أبسط قواعد السياسة الفهيمة الرشيدة تقول بعدم قيام مفهوم التقدم في أمور البشرية على المجاوزة بين اللاحق والسابق في اتجاه أو آخر بنقضه أو الالتصاق به لصوقا وثيقا دون تجاوزه. ذلك لأن اللاحق في العلوم الإجتماعية والإنسانية، إذا كان من الضروري أن يرتبط كبير الارتباط بالسابق من تلك العلوم، لا مناص له دوما، حتى لا يندثر، من النمو باطراد في تواصل مستمر مع ما سبق، إن علنا وإن سترا، في ما سمّاه بعضهم بالمركزية الجوفية.
ولا غرو أن من المضامين التي بان فشلها في سياسة حكام تونس اليوم تلك التي اعتمدت على منوال تنمية ليبيرالي وقراءة متزمته للدين باسم سنة السلف. فهذه المضامين والمناهج لا يمكن أن تجد في عموم الشعب إيجابا ما لم تتجاوب مع رغبته الجامحة في تحصيلها والإقبال عليها، كما يراها هو، أي بتناسبها ضرورة مع أخذه بتصور اجتماعي للاقتصاد ونظرة شعبية للدين وأخلاقيته بعيدا عن التطرف، من ناحية، وبالقطع مع مظاهر الماضي البغيض وأعلامه من ناحية أخرى.
وهذا يستوجب حتما، لا قطع الجسور مع الشعب بالتواصل مع الماضي ورموزه كما هو الشأن اليوم، بل التواصل مع الشعب والقطع مع هذه الرموز. إذ من الأكيد الأوكد النظر إلى شرائح الشعب في كل مكوناتها وفي أبعادها الذاتية، من جهة، في متطلباته الحياتية، اقتصادية كانت أو حياتية بما فيها غرائزه وأهواؤه، والثقافية، من جهة أخرى، وهي شديدة الاقتران بواقع البلاد وموقعها من الآخرين وعلاقة الشعب بهم كنتيجة للموقع الجغرافي لتونس وتاريخها.
بهذا المعنى، الذي هو أبلغ وأوسع من التحصين للثورة، يكون مفهوم التحيين لها هذه العلاقة الوطيدة بين الذات التونسية في أصالتها العربية الإسلامية والمعارف الأخلاقية الكونية في تناغم تام يجسّده النظام السياسي القائم والساسة سدنته بتفاعلهم مع كل مكونات الشعب.
فذلك من شأنه الوصول بتونس إلى غاية الثورة المنشودة، ألا وهي التلاؤم مع حاجيات الشعب، وهو صانعها الأوحد، بالإجابة عن أسئلته والاستجابة لطموحاته المتمحورة حول وجوده الذاتي كشعب يستحق الحداثة السياسية وما بعد الحداثة، لتعلقه بأصالته وانفتاحه على مقتضيات الواقع كثوابت يفرضها التواصل مع العالم ومع الآخرين، كل الآخرين، في تميزهم وتنوع مشاربهم، بما أن الله خلقهم شعوبا وقبائل للتعارف والعيش معا في أمن وسلام.
الهوامش :
1) Cf. Petit Robert, 1976
2) ورد في أصول الخطاب النقدي لمجموعة من المؤلفين، ترجمة أحمد المريني، عيون المقالات، 1989 ، ص 80.
3) – دفاتر فلسفية 4 ، نصوص مختارة ، بنعبد العالي ، سيبلا، ص 16/ 17
4) نفس المرجع، مع الإشارة إلى أن ريكور يتحدث عن الإبداع الفلسفي وتاريخ الفلسفة، ولا فرق بين ما يقول وما نوجه له معانيه، إذ الإسلام
فلسفة حياة ودنيا بقدر ما هو دين وأخلاق؛ فهو ثقافة قبل أن يكون شعائر.
5) نفس المرجع وبتصرف، مع الملاحظة أن ريكور يتحدث عن الإنسان في حالتيه الشخصية كفرد وتوقه إلى تمثل الوجود.
“رغم أن قوى الردة إلى العهد البائد انضوت تحت راية هذا الحزب.” ca c’est vous qui le dites…ou bien Soros? parce que nous, on est nombreux à dire que les RCD’iste corrempus et opportunistes sont la plupart membre de Ennahdha maintenant..
hmmm..partialité quand tu nous tiens..
@ hamdi :
L’article est tout sauf partial;il peut être partiel au sens où il renvoie à mes autres articles, dont celui qui précède et que nawaat n’a pas publié, intitulé : Dictature en vue ! Vous le trouverez sur mon blog.
Sinon, il ne faut pas non plus lire l’article en diagonale ou à la surface, puisqu’il est bien précisé que la stratégie de nahdha est de pactiser avec son ennemi officiellement déclaré pour garder le pouvoir. Et bien évidemment, cela commence par intégrer en son sein certains des serviteurs de l’ancienne dictature; et comme vous le dites, ce n’est un secret de polichinelle. C’est pourquoi il était inutile d’en parler dans un article qui se veut une matière utile à l’intelligence de mes lecteurs et non quelque chose — bien plus facile à produire en ces temps de confusion ds valeurs — les caressant dans le sens du poil.
بالرغم من ادعائه أنه أدار لها ظهره، بينما روحها تجري في عروقه
Je trouve dommage de la part de quelqu’un qui se fait chantre des valeurs nobles de l’islam et qui a même la prétention d’apprendre aux gens leur religion ne pas évoquer que la notion de justice dans l’islam est intimement liée aux notions de rédemption et pardon. Mais constaté de voir que n’est pas Desmond Tutu qui veut et n’est pas Nelson Mandela qui veut. Heureusement qu’on n’a pas entendu Mandela dire, comme on a pu le lire dans cet article, que les blancs de l’apartheid avait le racisme qui coulait dans leurs veines. Comment peut-on dire ces bêtises ? Et comment alors se défendre contre ceux qui disent que la dictature coule dans les veines des arabes par leur culture et leur religion? Comment refuser à certains tunisiens la possibilité de rédemption en disant que la dictature coule dans leurs veines ? Comment ne pas dire aussi de, ceux que l’auteur de cet article accuse d’avoir une lecture bédouine du coran, qu’ils ont la mécréance qui coule dans leurs veines ? Comment peut-on dire de telles bêtises ? Est-ce qu’on désespère de la miséricorde de dieu ou dans des termes moins religieux on désespère de voir l’homme progresser vers le meilleur ?
La dictature est un système et non pas des personnes alors créons un système capable de nous prémunir contre la dictature. Pour le reste il y a la justice.
Assez des populistes et des charlatans qui refusent de voir la vérité et d’avoir une approche rationnelle des problèmes. Ce peuple qu’on dit si magnifique n’a toujours pas réussit en 60 ans d’indépendance à instaurer une démocratie. Mais pour flatter ce peuple on lui désigne toujours les responsables en oubliant « kama kontom youwalla 3alaykom » « vos dirigeants sont à votre image » (ce n’est pas ce peuple qui a élu ennahdha ?). Je n’appelle pas à l’autoflagellation mais à une lecture rationnelle et objective de notre situation, à l’introspection et à la critique.
Je ne dirais pas que le charlatanisme coule dans les veines de certains mais je dirais je ne vais pas désespérer de les voir abandonner le charlatanisme.
@ averoes
Je vous conseillerai d’écrire la première lettre de votre pseudo en (a) privatif, tellement vous heurtez par vos attitudes le bon sens et la justesse des vues de celui à qui vous vous référez. Je parle de la dictature qui coule dans les veines et non de racisme; vous voyez à quel point atteint la confusion des valeurs chez vous; mais elle est généralisée aujourd’hui, hélas !
Pour les Arabes, c’est moins la dictature qui circule dans leurs veines qu’un esprit basique de liberté extrême, en arrivant à verser dans l’anarchie, qui est, et vous le savez, a-narchie. Il lui manque juste des structures pour l’encadrer, en faire une démocratie idéale, en se servant de ce qui est véritablement une caractéristique de l’esprit arabe : l’esprit de contradiction.
Or nombre de raisons s’y opposent, dont quelques-unes sont internes, mais une bonne pléthore d’ordres externes. J’en ferai une analyse exhaustive dans un prochain article si vous souhaitez continuer à me lire. Vous y verrez que la dictature, comme la démocratie, est loin d’être le système dont vous parlez et sur lequel on s’illusionne.
Pour la justice, elle est d’abord justesse, sinon elle verse dans l’injustice, comme l’ont bien dit les anciens “Summum jus summa injuria”. Et pour qu’il y ait justice, un ingrédient est nécessaire, et il manque aujourd’hui en Tunisie : la confiance. J’ai publié par ailleurs, et vous le trouverez sur mon blog, un article sur ce sujet.
En taxant les autres de charlatans, vous en relevez, faisant pareillement à celui qui veut noyer son chien ou ainsi que le dit notre proverbe populaire : المجراب تهمزه مرافقه.
Je vous l’avais déjà dit وكلامك يا هذا في النافخات زمرا , vous relevez d’une conception dépassée de la rationalité (l’a-rationalité); depuis Bachelard, Durand et Jung notamment, votre soi-disant esprit scientifique et cartésien n’est que scientiste et cartésiste, car il est tout simplement a-rationnel sinon irrationnel. Vous pouvez vous rassurer, cependant, car l’esprit scientifique actuel ne fait pas l’erreur de jadis de prendre l’irrationalité pour une non-rationalité absolue, car c’est tout simplement une rationalité autre, différente.
Et arrêtez, cela vous dessert, d’user de l’esprit religieux de la fatalité ! Il n’est nulle fatalité d’avoir des élites incapables pour un peuple capable; il y a juste des ordres de temps différents où se meuvent les deux entités, l’un étant long, s’inscrivant sur une durée à la Bergson, c’est celui du peuple; et l’autre ne relevant que d’un temps tellement court, qui n’est même pas l’instant bachelardien, et qui est juste l’éphémère qui ne compte point, comme les idées que vous développez dans votre commentaire et qui altèrent l’intelligence avérée de leur auteur.
Dommage ! car cela ne fait qu’allonger la durée du changement en notre pays qui mérite bien mieux que les singeries des uns et des autres, reproduisant des ordres finis, un paradigme du vivre-ensemble mort et enterré. Et, dans l’attente de la nouvelle épistémè, le vivre-ensemble de la socialité tunisienne nouvelle, on nage dans la confusion; c’est le tragique de la vie; mais ce n’est nullement dramatique sauf pour ceux qui veulent en faire une tragicomédie. Or, ils ne relèvent alors que de l’opéra bouffe de la pensée, y compris et surtout politique.
Réveillez-vous donc l’ami, vous êtes aussi dogmatique que ceux que vous dénoncez !
حينت الناقة ا\ا جعلت لها في كل يوم ولبلة وقنا تحلبها فيه…والحين بالفتحبقال حان الرجل اب هلك والتحيين مصطلح قانوني في المجال العقاري .تحيين الرسوم المجمدةوالثورة لاتحين بل تصحح في مساراته وشكرا ياسي عثمان
@ مواطن
لم أقل غير ذلك، يا أخي، بما أني أشرت إلي معاني الكلمة المختلفة لانتقاء أحدها، مع التأكيد على المعنى المختار، فقلت : «كل هذه المعاني تبيّن أن الثورة، حتى لا تحين، حان الوقت لتحيينها، سواء كان ذلك في المعنى العام للكلمة وما يقابله بالفرنسية أي، كما ورد في قاموس روبير الصغير،
actualisation أو بالمعنى الفلسفي لها، إذ التحيين فلسفيا هو الانتقال من القوة إلى الفعل.»
فالمهم عندي ليس الوقوف عند المعنى الأصلي، كما المهم عندي ليس التوقف عند الحرف في تعاليم ديننا، بل من الأهم المؤكد المرور إلى ما يمكن توفيره من معاني جديدة لأجل التواصل مع الحاضر المعاش كما بينت ذلك في المقالة وحسب رأي بعض أهم المفكرين؛ وبالنسبة لديننا، فالتواصل اليوم هو في الأخذ بروح تعاليمه ومقاصدها قبل حرفها كا أحرص على التدليل عليه في مختلف مقالاتي. وللحديث بقية بالفرنسية. مع الإشارة أن هناك مقالات أخرى على موقعي الخاص مما لم يقع نشره من طرف نواة، وهي من صميم ما أنظر له في مقالاتي التي تتكامل، إذ تكمل الأطروحات بعضها بعضا، فلتراجع وإلا قلت قيمة بعضها وغاب هدفها خاصة عند من يكتفي بالتوقف عند ظاهر الأشياء دون الأخذ ببواطنها. ولست منهم، ولا محالة! مع الشكر على وفائكم لاجتهادي الذي يحتمل، ككل اجتهاد صادق، الصحة والخطأ لأنه يريد أن يكون أولا وقبل كل شيء ذلك الاجتهاد الحق الذي حث عليه ديننا، وليس ذلك إلا من سمة العالم الحقيقي الذي هو، على درب الحقيقة، ولا نهاية له أبدا ، دوما من الجاهلين.
@ F.Othman
Vous n’êtes pas seulement charlatan mais d-ébile également. Vous évoquez la confusion entre dictature et racisme pour vous défausser comme d’habitude. J’ai voulu mettre en parallèle deux comportements vis-à-vis de la justice transitionnelle. N’oubliez pas que l’apartheid était une dictature pour des raisons raciales et que la nôtre était une dictature pour d’autres raisons. Votre article est loin de la grandeur d’âme d’un Mandela qui a appréhendé la justice en essayant de la débarrasser des bas instincts de vengeance. Il nous a donné une grande leçon de tolérance et il nous a dit que même si on avait la supériorité morale vis-à-vis des autres cela ne nous donne pas tous les droits. Par contre, vous semblez excuser une éventuelle radicalité de la grogne populaire, j’espère que vous n’êtes pas en train de justifier les potences et le lynchage dont certaines énergumènes menacent. Le constat est pourtant clair l’approche chrétienne d’un Desmond Tutu de la justice est plus noble que la vôtre. Avec votre « coule dans leurs veines » vous n’êtes pas loin des racistes de l’apartheid et des pires théories eugénistes. C’est une maladresse ou c’est le fond de votre pensée en tous les cas je vous invite à faire votre examen de conscience.
Il me semble contradictoire de la part de quelqu’un qui évoque la repentance et le pardon pour justifier l’abolition de la peine de mort et qui ignore ces deux principes pour l’appréciation de la justice transitionnelle. Est-ce que comme disent les tunisiens « erjoulia ta7ther ou t8ib » ?
Malgré que vous reconnaissez le caractère injuste de la loi d’immunisation, qui a était dénoncé par toutes les associations des droits de l’Homme, votre haine envers ce que vous appelez les symboles de la dictature vous fait perdre l’équilibre alors vous évoquez ce fameux « coule dans leurs veines » comme un argument imparable pour les incriminer. Magnifique justice de monsieur FAR-hat.
On doit rationaliser notre lien social et ce n’est pas la confiance qui serait la solution. Je pense que les tunisiens ont appris la leçon, ils ont fait confiance à ceux qui craignent dieu et ils ont vu les dégâts. Je leur demande de ne pas faire confiance non plus à ceux qui se disent progressistes patriotes ou à ceux qui disent qu’ils sont les plus soucieux des déshérités. Pas de confiance, un système qui assure l’équilibre des pouvoirs leurs séparation et qui garantit aux tunisiens les moyens de contrôle.
“Les arabes souffrent d’excès de liberté et d’anarchie”. C’est l’argument des pros dictature qui disent que les arabes ne comprennent qu’avec le bâton. Justement les revendications les plus virulentes chez les arabes aujourd’hui c’est celles qui réclament plus de libertés. C’est surtout celles qui veulent se libérer d’une société qui les écrase. Vous serez un peu dictateur monsieur FAR-hat ? Vous en êtes où de vos écrits enflammés pour les libertés, pour nous sortir cette lapalissade que cette liberté doit être encadrée? la liberté est la règle et la restriction est l’exception mais l’exception doit être justifiée sur la base de critères et on y revient toujours rationnels.
Je vous propose une introduction pour tous vos articles vu la nature de vos réactions aux commentaires :
« Chers lecteurs, les opinions et les idées exprimées dans mes articles ne peuvent en aucun cas souffrir de la moindre objection. Cet article est un élément d’une œuvre complète dont la compréhension est dépendante de la lecture de toute mon œuvre. Dites-vous bien que mes articles sont parfaits et même si vous êtes confrontés à des problèmes cela revient soit à votre ignorance ou à votre mauvaise foi ou à un défaut d’interprétation, mais ne vous inquiétez pas je serais toujours là pour vous corriger ».
Avec tous mes respects monsieur l’i-mposteur.
@ averoes,
Au lieu de vous croire supérieur à votre prochain, votre propre face renvoyée pourtant à votre miroir, méditez cette pensée lucide d’un véritable représentant de l’esprit français, Gaston Bachelard qui a redonné à la science des lettres de noblesse grâce la sagesse populaire qui coulait dans ses veines à lui : « Il ne faut pas se croire supérieur aux autres quand il est déjà difficile d’être égal à soi-même ».
Adieu définitivement l’ami ! Avec votre mauvaise foi récurrente, vos propos ne sont que braiment d’âne, une terrible pollution sonore pour la pensée sereine.
@ F.Othman
un adieu vraiment touchant et vibrant.il me donne l’envie de chanter “ne me quitte pas ” ou “balach tibosni fi 3inaya”.
la pensée sereine ne supporte pas l’objection et préfère déguerpir. c’est le comportement naturel du charlatan démasqué.