تونس (CNN)— في أوّل بادرة من نوعها على الصعيد الدولي، بدأ معارضون تونسيون مظاهرة مستمرة للتعبير عن “احتجاجهم على غياب الحريات في تونس” وبسبب “غياب أي وسيلة وأي مكان لذلك.”

وأطلق هؤلاء المعارضون موقعا إلكترونيا يحمل عنوان “يزي”http://www.yezzi.org.

وقال الموقع إنّه يضرب عصفويرن بحجر واحد لأنّه يعبّر أولا عن انسداد السبل أمام التعبير في تونس، وثانيا لأنه يتزامن مع قمّة مجتمع المعلومات العالمية التي تنظمها تونس الشهر القادم.

وتستمر المظاهرة حتى اختتام أعمال مؤتمر القمة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني.

و”يزّي” كلمة تونسية دارجة تعني “يكفي” وتقتضي المشاركة في المظاهرة بتصوير الشخص لنفسه حاملا صورة تدعو الرئيس التونسي زين العابدين بن على إلى التنحي.

ويمكن “للمتظاهر” أن يخفي عينيه أو وجهه كما يمكنه أن يظهر بكامل صورته مثلما فعل كلّ من المعارض المعروف منصف المرزوقي والصحفي سامي بن غربية والكاتب شكري يعقوب.

وقال الموقع “يزّي، فكّ برفع الفاء … عبارات مستوحات من اللهجة التونسية تهدف إلى توجيه رسالة إلى الطاغية بن علي ندعوه فيها إلى التخلي عن الحكم. إن كان لهذه المظاهرة من رمز فهو التأسيس لنمط جديد من أشكال الرفض و الإحتجاج بالنسبة لنا كمواطنين تونسيين محرومين طيلة عقود من حرية الوصول إلى المعلومات و الخبر المستقل و ممنوعين من حق التظاهر السلمي في بلدنا تونس.”

وقال الموقع “منع مظاهرة كهذه ليس له أيّ سند قانوني. إذ ترتكز شرعية موقع يزّي على الدستور التونسي و المواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس و التي تضمن الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير و التجمـّع. فكل المتظاهرين على موقع يزي يمارسون حقهم في التعبيرالسلمي عن رأيهم مردّدين باللهجة التونسية نداء ” يــِـزي ، فــُـك ” لبن علي، مفاده : يكفي إستفرادا بالسلطة … يكفي انتهاكا لحق التعبير!”

وتوجه الموقع بالسؤال “لمن سيتخذ في الأيام القليلة المقبلة قرار منع موقع يزي و حجبه عن مستخدمي الأنترنت في تونس ” كيف يمكن لهذه الصفحات القليلة و المسالمة من صفحات موقع يزي أن ” تعتدي جسديا” على الأشخاص أو أن تقوم بأعمال شغب وعنف من قبيل تهشيم الزجاج أو الإعتداء على السيارات ؟”

وفي 48 ساعة كان من الممكن إحصاء 80 شخصا متظاهرا قاموا برفع صورهم مكتوبا عليها شعار دعوة بن علي إلى التنحي.

وفي اليوم الثالث لإطلاقه، قال الموقع إنّه “لم تمرّ 18 ساعة على بعث موقع يزّي حتى طالته يد الرقابة التونسية لتحجبه عن شبكة الأنترنت في تونس.”

وأضاف باستهزاء “وبالمناسبة، يمكننا أن نقول أن موقع يزّي قد حقق رقما قياسيا غير مسبوق في سرعة تدخل شرطة الأنترنت التونسية (Cyberpolice).”