بقلم مهدي

عاشت مدينة منزل بورقيبة منذ منتصف يوم السبت 24.06.2006 حالة حصار تام، إذ أغلقت قوات الأمن بالزي الرسمي مداخلها الثلاثة :(منزل بورقيبة – ماطر ، منزل بورقيبة – بنزرت ، منزل بورقيبة – تونس)، واستمر أعوان الأمن إلى ساعات متأخرة من ليلة يوم الأحد 25.06.2006 في مراقبة السيارات القاصدة مدينة منزل بورقيبة بعد نصب الحواجز عند المداخل.

ومن جهة ثانية و في مستوى حي حشاد بمدينة منزل بورقيبة، أكثر أحياء المدينة تضرراً من الحملة الأمنية التي شنتها السلطات التونسية على الشباب من رواد المسا جد، توزع رجال الأمن في نحو خمسة عشر ركنا من أركان الحي إلى مجموعات، تتألف كل مجموعة من نحو عشر أعوان أمن بزي مدني واضعين منازل عائلات سجناء سياسيين تحت المراقبة، كان من بينها منزل عائلة الزياني( السجين محجوب الزياني) و منزل عائلة العرفاوي (السجين خالد العرفاوي) منزل عائلة الهمامي (السجين طارق الهمامي) منزل عائلة الكريفي (السجين أنيس الكريفي) منزل عائلة المكي ( السجين المسرح الهاشمي المكي )…

وإلى جانب الحصار الذي عرفه حي حشاد يومئذ بما يربو عن 120 عون أمن يرتدون الزي المدني، ، شهد منزل عائلة السجين محجوب الزياني (من مواليد جويلية 1981 و الموقوف في جوان 2005) بصورة خاصة حشود غفيرة من رجال الأمن و سيارات مدنية بصورة أفزعت عائلة الزياني وروعت سكان الحي جميعه طوال يوم السبت وإلى ساعة متأخرة من الليل.

وقد دُعِي السيد مبروك الزياني والد السجين إلى منطقة الأمن بمنزل بورقيبة عند منتصف نهار يوم السبت ليُبَلغ بقرار منع إحتفال نسائي كانت تعتزم عائلته القيام به بعد نجاح إبنها وليد الزياني في امتحان “الكباس”. ثم دعته عند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم إلى حمل جميع أفراد عائلته على الخروج من المنزل. غير أن السيد مبروك الزياني الذي أذهلته كل تلك العسكرة حول منزله وأمام الغموض الذي بدا على تصرفات السلطات الأمنية وتعليماتها، وعد السيد مبروك أن لا تقيم عائلته حفلها البسيط على أن لا تُحمل العائلة على مغادرة المنزل .

أدركت عائلة الزياني لاحقاً، أن حالة الإستنفار التي بدت على رجال الأمن ومسؤوليهم ، وهو ما أفصح عنه رجال الأمن أنفسهم إلى السيد مبروك الزياني، تعود إلى إعتقاد السلطات الأمنية أن قناة الجزيرة ستحل بمنزل بورقيبة خُفية، و ستكون ضيفة على عائلة الزياني لتصور العائلة و تتحدث إليها حول محنة إبنها كما ستصور وتحاور بعض عائلات السجناء الذين ربما سيحلون أيضاً ضيوفاً خلال الإحتفال المزمع إقامته.

وقد حوصر أيضاً منزل السيدة زينب الشبلي، والدة السجين الشاب (خالد العرفاوي ) و ظل رجال الأمن في ملاحقتها خلال غدوها و رواحها لقضاء شؤونها الخاصة، و وضعت تحركاتها تحت مراقبة مباشرة لرجال الأمن، و اُخبرت هي أيضاً ، من قبل أعوان الأمن أن معلومات لديهم أفادت أن قناة الجزيرة ستحاور اليوم، في مدينة منزل بورقيبة، عائلات السجناء السياسيين.


وحتى يشتت رجال الأمن إنتباه المواطنين، الذين أثارته تجمّع أعداد غفيرة لرجال الأمن في حي حشاد بعد نصب الحواجز على بوابات المدينة، راحوا يشيعون بين الناس الشائعات الأربعة التالية :

  1. أن قناة الجزيرة قادمة إلى منزل بورقيبة وستُمنع من الدخول لأنها قناة عدوة .

  2. أن”الخوانجية” هكذا… سيجتمعون تحت غطاء ختم القرآن .

  3. أن محجوب الزياني هرب من السجن وقد جاء رجال الأمن ليأخذوا أحد إخوته رهينة إلى أن يُسلِم محجوب نفسه.

  4. أن محجوب مات تحت التعذيب في السجن وقد جاء رجال الأمن لتسليم جثمانه إلى أهله أو نحو ذلك.

والغريب أن المواطنون كانوا قد سمعوا أعوان الأمن يروجون بأنفسهم مثل تلك الشائعات، غير عابئين لما قد يكون لتلك الشائعات من أثار نفسية على العائلات وعموم المواطنين.

إنصرف عند الساعة الواحدة ليلاً من يوم الأحد ، جميع أعوان الأمن ، لكن لا تزال المراقبة مستمرة بصورة غير مباشرة إلى تاريخ كتابة هذا الخبر، فبعض سيارات الأمن تَعبُر بصورة دورية حي حشاد تحسباً لأي زائر متخف قد تتزي قناة الجزيرة بزييه . / .