بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي برهان بسيس
قرأت مساهمتك القيمة وشجاعتك النادرة التي كسرت بها كل الحواجز وتحديت بها الخطوط الإعلامية والأمنية الحمراء، وكتبت من على صفحات جريدة الصباح العريقة التي أسكتتها حسابات السياسيين وألجمتها ضوابط أمنهم القومي الذي زعزعته قصيدة شعرية للبحري العرفاوي أو مرافعة قانونية لعميد المحامين التونسيين وأقدمهم وأكثرهم شهرة وقدرة على البلاغة والتأثير ولا أعني به غير ثاني اثنين ممن أسسوا للنهوض الإسلامي والفكري المعاصر في إفريقية الصغرى، الشيخ الجليل عبد الفتاح مورو مد الله في عمره، وطالبت من غير مراوغة ولا تلعثم بأن يهدي الله الأخ الأكبر فيصدر أوامره المسموعة بعد أن حان الوقت لفتح السجون وإخلائها من نزيلين طالت بهما مدة المقام…
تحيط بي الثلوج هذه الليلة من كل جانب في قرية نائية بأحد المحافظات الشمالية بمملكة الدنمارك أين استقر بي المقام وأنا التونسي الذي لم يألف قساوة البرد إلا في هذا المكان، فقد كانت ثلوج مدينة “مكثر” في الشمال الغربي بتونس أكثر رأفة وأشد حرارة من ثلوج اسكندنافيا، فالأهل والخلان كما تعلم عزيزي برهان يضفيان على المناخ دفئا فقدناه في غربتنا هذه… كنت أريد أن أوقظ عائلتي وأعلمهم بالخبر المفاجأة أن كاتبا تونسيا نطق أخيرا وحز في نفسه أن يكتب مقالاته الأسبوعية الطافحة بأشواق الحرية والكرامة وبالقرب منه رفاق درب يعيشون منذ حرب الخليج الثانية ـ التي اندثرت معالمها وسكن أصحابها القبور ـ وراء قضبان حديدية قرأوا عنها في روايات تولستوي ودوستوفسكي ونجيب محفوظ، أيام الشيوعية الحمراء…
سامحك الله عزيزي برهان… فقد هيجت مشاعري وأيقظت في آلامي وذكرتني بأيام كنت أحلم فيها بعناق أم لم يبق لي من حنانها إلا معاني دافقة تلقيتها عبر الأثير ولازلت أستظل بها من غدر الزمان على الرغم من أنني ثكلت فيها منذ سنتين…
آه يا برهان… في بيتي المسيج بجبال ثلجية بيضاء هذه الليلة، وهي ثلوج بيضاء لم تنزل على الدنمارك مثلها هذا العام، وللبياض كما تعلم عزيزي دلالات لا تخفى على نابه مثلك، ترقد صورة لأمي قبل موتها، عانقتها ونقلت إليها ما كتبت أخيرا عن أيام التنوع والتعدد الفكري يوم أن كان العالم يقف على ساقين واحدة في غرب الأرض وأخرى في مشرقها…
لازلت أذكر وأنا أخاطب صورة والدتي الثاوية تحت اللحود طيب الله ثراها، أن الأمل في اللقاء معها قد يتم هذه المرة فأتمكن من زيارتها حتى في القبر وأقرأ من على تخومه آيات بينات من الذكر الحكيم يؤنسها في قبرها ويكون لها ثوابا يضاف إلى ثواب صبرها على فراقي… وهو أمل لا يعارض معاني الحداثة ولا يتناقض مع متطلبات الزمن الجديد حتى بعد أن سقطت الشيوعية وتيتم أبناؤها ولحقت بهم دول وبلدان…
تعجبت لحالنا في بلاد صغيرة، لا مذهبية فيها ولا طائفية يستباح العرض فيها من دون مراعاة للأخلاق ولا للدين ولا للأعراف القبلية، هل تحتاج جريدة الصباح الغراء التي تعاقبت على الكتابة فيها أقلام كبيرة من مختلف المدارس الفكرية، إلى كل هذا الوقت ليسمح رقيبها أخيرا لمدادك بأن يخط كلمات استعطاف بعد نوم عميق، عن العجمي الوريمي وعبد الكريم الهاروني فك الله أسرهما وبقية إخوانهما! أشد على يديك في توجيه الالتماس إلى سيادة الرئيس بأن يلتفت بعد هذه السنوات إلى هذا الاستعطاف ويأخذه على محمل الجد فيتخذ قرار العفو الذي لن يكلفه مجرد إمضاءة قلم…
الديار وعماراتها عزيزي برهان، لم تعد تغري أحدا، لكن كم من الأشعار صيغت على أماكن لم يبق منها إلا الأطلال، وسلبت لباب البشر من العرب والعجم بمن فيهم برهان بسيس والعجمي الوريمي وعبد الكريم الهاروني والأمين الزيدي والدكتور صادق شورو، أيام قضاها الشباب هنالك، وأقصد الجامعة التونسية… ولا أظنك جانبت الصواب حين أغمضت عينيك عن ضوابط الرقيب فانساب مداد كلماتك يحكي ذكريات جميلة عن أيام التعددية والخلافات الفكرية التي سبق بها التونسيون جيرانهم من العرب والأفارقة، حتى أنها تمكنت من إماطة اللثام على عين الرقيب فسمح بمرورها من دون تشفير… ملعونة هي السياسة، ولكن خلافها منتج على الرغم من غلاء الثمن، فالسجن كما الغربة صنوان لعملة واحدة، والسلطة التي احتوت فريقا من خصوم الأمس كلهم رصيد للوطن، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم…
حركتا حماس وفتح، واحدة إسلامية تمتد بجذورها إلى تيار الإخوان المسلمين والأخرى خليط ينظر له يسار يضرب بعمق في تاريخ الفكر الإشتراكي الوافد وإن كان روادها الاوائل غير ذلك، حركتان تقالتا حتى شبعتا، وأثخنتا دما، لكن نهض العاهل السعودي وناداهم إلى جوار مكة المكرمة فتصافحا وتصالحا، ولم يحل وجود محمد دحلان رغم ما قاده من أعمال فتنة كادت تودي بالجميع إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، لم يمنع كل ذلك من عناق الإخوة الاعداء وإعلان الصفح وبداية صفحة جديدة قبل أن يترافق الجميع في الطواف بالبيت المعمور…
ترى يا برهان، هل نحتاج نحن في تونس إلى وساطة مثيلة لرأب الصدع بيننا ورفع أسماء بعضنا من القائمة السوداء على جهاز كومبيوتر أمن الدولة؟ ومن تراه سيكون الوسيط بيننا حتى نحقق حلما بكاه كثيرون وكتبت فيه أنت مرثيتك حتى وإن بدت مراوغة في بعض الأحيان ومخاتلة أحيانا أخرى؟
عزيزي برهان
لا أشاطرك الرأي في الوقوف على الأطلال، وكأن التجربة التي أنجبتك وأنجبت أمثالك قد ولت إلى غير رجعة، وأن الحرم الجامعي الذي استوعبك أنت والوريمي العجمي وعبد اللطيف المكي، قد انطفأ بريقه، فلا زال في الحبر بقية لتكتب أنت ورفاقك عن الحرية التي حلمتم بها يوم أن كنتم طلابا في الجامعة، لو صدقت النوايا وطهرت القلوب من الضغائن الأيديولوجية البغيضة، واحترم الكل التنوع والإختلاف الذي أفرزكم…فما بينك وبين هؤلاء لا يرقى إلى العداوة المؤبدة والطلاق البائن…
لهذه المعاني النبيلة التي احتوتها مقالتك أناشد معك قائد البلاد الرئيس زين العابدين بن علي أن ينهي هذا الملف، ويفتح صفحة جديدة قوامها المساواة على أساس المواطنة…
والله من وراء القصد.
هل قيادة حماس أخطأت, أم هي مستهدفة؟
يسر ويثلج قلب كل من الادارة الامريكية وإسرائيل تعثر أية حركة من فصائل المقاومة. ولكن تعثر, أو سقوط, أية حركة أو فصيل من فصائل المقاومة الوطنية, أو العربية, أو الاسلامية, لا يسر احد من المسلمين والعرب, ولا أي حر ووطني في أرجاء العالم. واهتمام وسائط الاعلام بتتبع ما تعانيه حركة حماس على كافة الاصعدة في الفترة الأخيرة, وحتى توجيه اللوم والنقد لكل من السيدين إسماعيل هنية وخالد مشعل. رغم أن هذه الوسائط الاعلامية هي من كانت تشيد بحماس واسماعيل هنية وخالد مشعل. وهي اليوم تضرب بمناقيرها الحادة حركة حماس وهنية ومشعل فور تأييد بعض الانظمة الخليجية ,التي ربما تتبع لها أو تمولها, أو ترتبط معها ومع الاعلام الامريكي بصداقة وطيدة, للنظام الجديد في مصر العربية, بعد الاطاحة بمحمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين في مصر. ومن هذه الوسائط فضائية العربية و صحف الحياة والشرق الاوسط والمستقبل. وغداً ربما فضائية الجزيرة وغيرها من فضائيات الفتنة وهذا بعض ما نشرته هذه الوسائط الاعلامية عن حركة حماس:
• فمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات ترى أن الاطاحة بمرسي شكلت ضربة قوية لحركة حماس, بعد قرارها مغادرة حلف المقاومة العام الماضي. وسخرت المؤسسة من تصريحات اسماعيل هنية, حين قال: أنه لا يخشى من التداعيات الحالية. ومؤسسة الدفاع المذكورة ردت على هنية, بتقريرها, الذي جاء فيه: إن كان شعور هنية هذا هو حقاً, فينبغي عليه الخوف, سيما وان ما تبقى لحركته من رعاة, هم دولتين محسوبتين على معسكر الدول الغربية, وهاتين الدولتين يتم إغرائهما بالتخلي عن حماس, وألقائها تحت العجلات.
• وأن إسرائيل سربت تقارير عدة عن حماس, ومنها: أنه في مطلع عام 2005م, تم الكشف عن محور لنقل اموال انتقلت من قيادتي حماس والجهاد الاسلامي في سوريا إلى إقليم كوان جو جنوب الصين, ومن ثم إلى الأذرع لحماس والجهاد في غزة. وحصلت مجموعة من رجال اعمال فلسطينيين وأقرباء على أموال من سوريا, اشتروا بها ملابس وألعاب صنعت في الصين. وأرسلوها عن طريق إسرائيل إلى غزة من أجل رياض أطفال في الظاهر, ولكنها كانت للبيع. وقسم المال بين المنظمتين, وكان كله مخصص لأهداف عسكرية.
• وأن دعم حماس لمرسي والاخوان المسلمين في مصر, جر على حماس:
1. سخط بعض الانظمة والحكومات, وهو ما تحدث عنه معهد واشنطن, حين كتب يقول: الدعم المالي المعلن لمصر من السعودية والامارات بعد اقصاء محمد مرسي, يعكس مدى النشوة بالإطاحة بإدارة مرسي وجماعة الاخوان المسلمين, والجماعة تعتبر عدوهما الاول.
2. والاستاذ محمد حسنين هيكل, قال: لا يملك أي رئيس أن يتجاوز حدود الأمن القومي المصري. والأمن القومي لأي دولة محدد باستمرار بالجغرافيا والتاريخ. والأمن القومي المصري يستند إلى العلاقة مع سوريا, وهذه العلاقة لا تقبل المناقشة. وإذا أخرجت مصر من العلاقة مع سوريا وفقدت التأثير على الوضع في سوريا, ستخرج مصر من آسيا بالكامل. وهذا الكلام يحمل بين طياته انتقاد لحماس الذي انتهت علاقاتها مع سوريا إلى الطلاق.
3. والخلاف بين حماس والنظام الحاكم حالياً في مصر يزداد على ما يبدوا اتساعاً. والسيد يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية. نشر مقالاً على موقعه عبر الفيسبوك, هاجم فيه المؤسسات الأمنية المصرية, وقائد الجيش عبد الفتاح السيسي, ووصف ما قام به الجيش بأنه انقلاب غبي وفاشل. وقال يوسف رزقة: أن الرئيس المعزول محمد مرسي سيعود لحكم مصر رغم أنف العسكر والإنقلابيين كما أسماهم. وهاجم رزقة المسيحيين المصريين, والشباب واليساريين, وجبهة الانقاذ, الذين قادوا حملة تمرد. ووصفهم بالفشلة والمتآمرين على المشروع الإسلامي. مؤكداً أن ما حدث من تحولات في مصر كلها في صالح إنضاج التجربة الإسلامية الحديثة.
4. وان أجهزة الأمن المصرية تتهم حركة حماس بالتدخل لدعم مرسي. وأنها تدخلت اثناء ثورة 25 يناير فأطلقت سراح السجناء من سجون مصر. وأن لها وجود في ميدان التحرير و ميدان رابعة العدوية, وأن لها وجود في سيناء ورفح. وحت ان لها وجود مسلح في مصر. و البعض يعتبر أن عملية قتل وتصفية عمر سليمان من قبل اجهزة الأمن الاميركية سببه إسكات عمر سليمان قبل وصول مرسي إلى الحكم , لأنه كان مكلف بالملف الفلسطيني وملف المصالحة وملف التفاوض بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية, وخاصة ملف حماس.
• وأن جميع التقارير الإسرائيلية (كما ذكر موقع فتح دك), تجمع على أن حماس من أكبر الخاسرين بسقوط مرسي. وإذاعة الجيش الإسرائيلي، قالت: أنه لا يوجد أي تغيير في سياسة حماس، ومازالت متمسكة بعدم ارتكاب أي أعمال مباشرة ضد إسرائيل، ومازالت تمنع الفصائل الفلسطينية من إطلاق أي صواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيلية.
• وأن خلاف حماس مع النظام السوري جر عليها خسارتها الدعم السوري، الذى تولى الإنفاق عليها وتدريبها, واستضاف قادتها لسنوات طويلة. كما أن النظام يتهم حماس بمشاركة مقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، بجانب المعارضة السورية. وأن حماس سلمت مواقعها الحصينة وحتى سلاحها للمعارضة السورية. ورغم تصريحات قادة حماس المتلاحقة التي تقر بدعم سوريا وإيران وحزب الله لها, ومحاولتها تبرير موقفها الجديد المعادي للنظام, على انه جاء بسبب أن حماس تقف مع الشعب السوري, إلا أن هذه التصريحات والنداءات لم تلاقي أذاناً صاغية من أحد.
• وأن الصداقة الجديدة والوطيدة التي نسجها مشعل مع الامير القطري المعزول والعاهل الاردني, وحاكم تركيا أردوغان, جرت على الحركة ريح عاتية, ومنها:
1. خسارة الحركة للدعم العسكري والمالي والتقني من إيران وحزب الله.
2. وإقصاء حاكم قطر عن حكم قطر وهو كان صديق وحليف خالد مشعل, كان بمثابة طعنة من الظهر لقيادة حماس. كما أنه وضعها بمواجهة مع حاكم قطر الجديد, الذي كلف من الادارة الاميركية بإصلاح ما افسده والده, وكذلك إعادة العلاقات بين قطر وبين كل من حماس وجماعة الاخوان المسلمين إلى المربع الأول الذي كان في عهد جد الامير الجديد. وهذا معناه خسارة حماس للدعم المالي الوفير والسخي الذي كانت تتلقاه من قطر, والذي تقدره بعض وسائط الاعلام بمئات الملايين من الدولارات. وحتى هذه الملايين بات بعض عناصر يسألون ويستفسرون عن مصيرها, بعد أن بدأت حماس تعاني من أزمة الرواتب بشكل فج, بعد أن قطعت إيران مساعداتها عن حماس.
3. قيام العاهل الاردني بزيارة القاهرة بعد إقصاء مرسي. وكانت هذه الزيارة هي الزيارة الأولى للنظام الجديد من قبل أرفع مسؤول عربي وأجنبي. وهذا معناه أن النظام الاردني مرتاح لعملية أقصاء مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي تدافع عنهما حماس بشراسة.
4. الضياع الذي يعانيه أردوغان نتيجة المظاهرات المستمرة والمنددة بسياساته, وتخلي الادارة الاميركية عنه, وانهيار جبهة حلفائه الممثلة بحاكم قطر ومرسي الرئيس المعزول في مصر. والتوتر الذي يسود علاقات تركيا مع كل من روسيا والصين وإيران والاتحاد الأوروبي.
• وأن إقصاء مرسي عن حكم مصر بعد خسارة حماس لداعميها البررة، مقابل رهان مشعل وهنية على مرسي في مصر. بدا وكأنها خسرت كل شيء، وباتت تخوض حرباً من أجل البقاء. وهذا مما يثير قلق الإسرائيليين, ويرفع درجة استعدادهم, تحسباً لعمليات عشوائية من حماس فيما يشبه عرضاً انتحارياً.
• وأن لمشعل ملكية شخصية لمزارع وبيوت وفيلات في دمشق ومناطق أخرى.
• وأن السوريين الذين يصلون صلاة الجمعة في مسجد الرئيس حافظ الأسد المزة بدمشق تنتابهم الحيرة من مواقف مشعل الحالية, وكلامه بعد صلاة الجمعة في استراحة المسجد وبحضور خطيب المسجد الشيخ عبد الباري, وهو يشيد بالرئيسين حافظ وبشار الأسد وبأفضالهما الجمة على حركة حماس وعليه شخصياً. ويتساءلون عن سر تناقضات مواقف وتصريحات خالد مشعل. وأذكر بهذه المناسبة انني اجتمعت مع السيد خالد مشعل في إحدى الجمع, وبعد انصراف المصلين بقيت وإياه لأكثر من ساعة واقفين في الشارع العام, وهو يحدثني عن حزنه ممن يتآمرون على حماس, وعن محبته لسوريا ورئيسها. ووعدني بزيارة بعد أن سجل عنواني ورقم هاتفي. وحين راسلته مهنئاً بتسلمه رئاسةً حماس, وصلتني رسالة على بريدي الالكتروني بأنه سيتصل بي لاحقاً, ولكنه حتى الآن لم يتصل ويفي بوعده, وعدم الوفاء بالوعد لا يقره الشرع ممن هو مسلم أو من يدعي أنه رجل دين.
لا يسرنا ولا يسر عربي ومسلم ووطني ومؤمن في أصقاع الأرض , تشرذم أو انقسام أو تعثر أو سقوط أو هزيمة أية حركة مقاومة وأي فصيل مقاوم وأي حزب مقاوم , يتصدون ببسالة وشجاعة وعزيمة لقوى الصهيونية والاستعمار وإسرائيل. لأن مثل هذه المصائب تحزننا وتفتت قلوبنا وأكبادنا, وتصيب قضايانا المصيرية بأضرار فادحة , والمستفيد أعداء العروبة والاسلام وإسرائيل. ونتمنى على حماس أن تتحرك بجدية وسرعة لمحاسب كل من أخطأ, وتعيد تصويب جهة ومسار الوجهة والاتجاه, وأن ترد على هذه الوسائط الاعلامية على الأقل.
الاربعاء: 24/7/2013م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@yahoo.com
ملاحظة: تم استعادة بريدي على الهوتميل. وبفضل رجل شهم من خيرة المهندسين المدنيين في العالم العربي والعالم, هو المهندس علي راجح حفظه الله ورعاه, هو وأسرته الكريمة وأهله الكرام. والبريد هو: bkburhan@hotmail.com
كلام لا علاقة له بالأمور السياسية……(39)
العلاقة الاجتماعية بين الرجل والمرأة -8
وأتابع نشر بعض من أسلوب التعامل العلمي والسليم بين الرجل والمرأة في الحياة. والمقال السابق, وهو بعنوان: كلام لا علاقة له بالأمور السياسية……(38). ذكرت فيه بعض الخبرات والدراسات. وأتابع في هذا المقال سرد بعض من هذه الخبرات:
• عندما تبدي المرأة قلقها فهي ليست بحاجة للاختلاء بنفسها, إنما هي بحاجة إلى رجلها كي يشعرها بالاطمئنان, ويحتويها لا أن يلقي عليها مواعظه بعدم واقعية قلقها وأن عليها أن تكون منطقية.
• تتعامل المرأة دائماً مع مجموعة من المشاعر والأفكار المرتبطة بماضيها وحاضرها, والتي تراودها جميعاً في وقت واحد, وهي لا تستطيع طردها بسهولة. لذا على الرجل أن يتفهم ذلك ويحترمه, ويشعرها أن كل هذا موضع تقديره, ويمارس ذلك بالفعل معها.
• عيوب الشخص الذي لا تعرفه أكبر من عيوب شريكك الذي تعرفه. لذلك لا تتذمر منه, حاول أن تغير من طريقة تفكيرك لكي تصل إلى نتائج مغايرة لما هي عليه. أنظر إلى محاسن شريكك وإيجابياته, وسترى أنها أكثر من السلبيات بكثير.
• أهم ما تطلبه الأنثى الشعور بالأمان من زوجها, وهذا يتطلب منه أن يشعرها بأنها غير مهددة من قبله, وذلك بالتواصل الدائم وتقديم ما تحبه هي بالذات, وليس ما يراه هو مناسباً له.
• كل ما يقوله الرجل أو يفعله يكون محفوظاً عند المرأة في سجلات عميقة وغائرة في راسها تستدعيها في لحظة. لذا يتوجب عليه ألا يضع في هذه السجلات ما يمكن أن يرتد عليه. هذه هي طبيعة مخها التي يجب أن يتعامل معها الرجل بدقة.
• الغالبية العظمى من النساء ليس من طبيعتهن تجاهل الأفكار والمواقف اللواتي لا يرغبن بها بسهولة. ورغم أن من طبيعة المرأة المداورة إلا أنها تصد وبقوة ما لا تراه مناسباً لطبيعتها, وخاصة بالأمور التي تتعلق بأنوثتها, أو تشكل تهديداً لهذه الأنوثة.
• اهتمام الرجل بأناقته ونظافته وعطره واختياره لمفرداته للقاء شريكته يجب أن يستمر حتى بعد ارتباطه بها, وإلا فإنها ستلفظه من داخلها, فهي ليست تحصيل حاصل, وليست إحدى أركان أو أثاث حياته.
• التصور السائد لدى بعض الرجال بأن تزين المرأة هو رغبة بأن تغير من ملامحها كي تبدوا بغير حقيقتها غير صحيح. لنها تريد أن تكون الأجمل بعين من يعجبها, وألا تلفت نظره امرأة غيرها. فجمالها يعني لها انها الحاضرة دائماً في عالم اهتماماته.
• لا تظن أنه ليس من الضروري أن تُعبر صراحة لشريكتك كم تحبها وكم وجودها في حياتك يسعدك. ولا تظن أن على المرأة أن تحس بذلك مع الوقت وحدها, فهي لاتزال ترغب بأن تشعرها باهتمامك, وتظهر لها حبك مهما تقدمت في العمر.
• إن كنت ترى أن ما تعبر عنه المرأة من مخاوف لا تحتل تلك الأهمية الكبرى من وجهة نظرك الذكورية حاول أن تضع نفسك مكانها, وتفكر بطريقتها هي لتكتشف عكس ما كنت تعتقده. فطبيعة مخيكما مختلفة, ولكل منكما أسلوبه.
• تتمنى المرأة في قرارة نفسها أن تكون كأميرة تجلس على عرش صنعها لها الرجل, ويكون كل شيء فيه مسخر لها, ولكنها لا تحب أبداً أن تطلب الاهتمام, بل ترغب بأن يأتيها على طبق من فضة.
• غيرة المرأة على الرجل ليست أبداً كغيرة المرأة من المرأة, فالغيرة الأخيرة هي بمثابة محاكاة ورغبة بتقليد ونجاوز كل ما هو أفضل لدى المرأة الأخرى رغبة بالكمال. أنها نزعة أنثوية بامتياز.
• غالباً ما تشعر المرأة بعدم الأمان من شريكها لقناعة لا واعية لديها بأن الرجال سرعان ما يتملصون من التزاماتهم أو تتراجع عواطفهم بسهولة. والمطلوب من الرجل إبداء كل ما يشعر المرأة بالأمان من خلال كل ما يشعرها بأنها تمثل كل شيء في حياته اليوم وغداً.
• يقول الشاعر الألماني غوتة: شجار الشريكين فرصة لمعرفة بعضهما بشكل أفضل, لكن بشرط الاعتراف بحق بعضيهما في التعبير الانفعالي واحتواء كل منهما للآخر.
• مما لا تدركه المرأة أن ثورات انفعالاتها غير المقصودة قد تجعلها تفقد شريكاً, لأنه لم يعد يجد فيها حنان الأم الذي يفتقده ويريده فيها. فهو ليس مصرفاً لانفعالاتها ولن يكون, فأقصى ما يمكن أن يقدمه الرجل أن يحتويها ويعطيها الحب.
• في ذروة انفعال المرأة تكون بحاجة إلى من يسمعها وأن يركز متعاطفاً ومحتوياً مشاعرها لا أن يركز على المشكلة, فهي تعرف كيف تعالج مشاكلها وليست قاصراً.
• عندما نرى رجلاً أو امرأة في جلسة عتاب أو اختلاف, ونرى أحدهما يتناول فنجان قهوة مرة باليد اليمنى ومرة باليد اليسرى بالتناوب فإن من يقم بذلك يعبر عن شخصية تنشد التوازن ولكنها تفتقد إليه. فعلى الطرف الآخر ان يخفف من ضغطه ويؤجل حديثه.
• المرأة في الأعياد لديها مشاعر لا يدركها الرجل بنفس طريقتها, فهي تشعر أن العيد لها, فتتزين وتجسد بالعيد اعتلاءها عرش الجمال, ولذا يجب على الرجل أن يبدي اهتمامه بما تظهر عليه, ذلك أنها يجب أن تتلقى كل جرعات الاهتمام الذي يجعلها هي العيد بحد ذاته.
• حنان المرأة ليس بلا حدود ليس بلا ثمن. إنه كالنبتة يحتاج إلى رعاية وتغذية من الرجل بالاهتمام والحب. إنه ليس تحصيل حاصل.
• انفعال المرأة لا يأتي من موقف واحد وإنما من عدة مواقف مجتمعة. لذلك على الرجل أن يتفهم انفعالاتها, كالغضب والخوف, اللذان قد يأتيانهما من حدسها بأمور قد لا يستشعرها الرجل بسبب غلبة التفكير المنطقي لديه.
• عندما يغضب الرجل فكل ما على المرأة فعله هو أن تقدر له أسباب غضبه وأن تحيطه بالحب والاهتمام, فهذا كل ما يحتاجه في ذلك الوقت.
• المفتاح السحري لعقل وقلب المرأة هو الأمان. فطبيعتها لا تحب أن تكون في خطر لا من حيث التقليل من شخصيتها ولا من حيث أن تدخل امرأة أخرى حياة شريكها ومن تحب. الأمان ثم الأمان ثم الأمان.
• المرأة التي تعتاد على صبغ شعرها باللون الأشقر لكنها لا تقوم إلا بربطه نحو الخلف هي من النوع الذي يعرف بالشخصية شبه المازوشية أي التي لسان حالها إذا اتبعتني لن أتلفت إليك, وإذا لم تلتفت إلي سأتبعك وأركض وراءك. إنها من النوع الذي لا يثير اهتمامها إلا من يهملها, ويَصْغر بعينيها من يركض وراءها.
• ما أجمل أن يغير الشريكان من عاداتهما الروتينية بين الحين والآخر فيخرجان معاً لمشاهدة فيلم أو للمشي في ضوء القمر أو حتى تحت اشعة الشمس الدافئة ليكتسبا هرمون الأإوكسيتوسين الذي يبعث على السعادة, دون أن ينسى الرجل شغف المرأة للتواصل اللفظي لإشعارها بالاهتمام.
• الطعام المتوازن الغني بالخضروات والنشويات المركبة كالحبوب الكاملة والبقول يؤدي إلى ضبط واتزان هرمون التستوستيرون عند الرجال, مما يؤدي إلى خلق توازن سلوكي.
• عندما يعود الرجل إلى المنزل متعباً من عمل يوم طويل فإنه يحتاج غلى عبارات التشجيع وتقدير ما يقدمه وما قام به, إنها كلمات كالسحر معنوياً وهرمونياً.
• من الأغذية التي تؤدي إلى توازن الانفعالات: زيادة استهلاك الفاكهة والخضر والحبوب, وتقليل استهلاك السكريات المعالجة والأطعمة التي يرتفع فيها تركيز السكر وتقليل الأطعمة الغنية بالدهن الصافي, وأن يحل محلها الدهون المشبعة, وتقليل استهلاك الزبدة والبيض والملح.
• تحب الأنثى الرجل القوي والشجاع, لأنها ترى فيه من يستطيع أن يدافع عنها, ويكون القطب الايجابي المكمل لها. وتحتقر ضعف الرجل بأي صورة تبدت. لكنها لا تحب الرجل المتهور لأنها ترى فيه خطراً على استقرارها معه. والمتهور ليس ذلك الشجاع والذي يفاجئها بالخروج عن المألوف ويشعرها بقيمة الحياة المتجددة.
• لا تكره المرأة شيئاً كما الرجل البخيل. ليس لأنها تحب المال, ولكن لأنها ترى في بخله ما يشعرها أنه لا يهتم بها, ولا يستجيب لمتطلباتها التي هي مستعدة للتنازل عنها إن هي رأت فيه رجولة تستحق ضمن ظروف مالية غير مناسبة, عندئذ تتحمل كرمى له.
• يهرب الرجل أحياناً إلى الاستغراق بالعمل ظناً منه أنه يؤمن شريكته, حتى ظانه باستغراقه ينساها. على المرأة رغم كل ألم إهمالها أن تتفهم طبيعة عقله وتشعره بتقديرها لما يفعله, وتسحبه من هذا الاستغراق باستيعاب وحب غامرين.
• تحتاج المرأة إلى التأكد من أنها لن تواجه ألم الفراق من شريكها. ولهذا فهي تبحث عن الأمان الأزلي معه بأنه لن يتخلى عنها مهما كانت الظروف, وأنه سيبذل كل ما في وسعه حتى لا يفرق بينهما أي شيء. إنه قلق الانفصال الأزلي لديها منذ انفصالها عن الأم, فتجد تجسيده الأمثل مع الشريك.
• على الرغم من التربية الذكرية التي تركز على إخفاء ومنع الجانب العاطفي والشعوري من الحياة العامة للبشر سواء الذكور أو الإناث, والتركيز على المنطق والحسابات. إلا أن هذا لا يلغي أن الشعور هو الأمر الذي يحتاج إلى تقدير واحتواء لدى المرأة, فهي كائن شعوري يجب الاعتراف بحقه بالتعبير عن نفسه, والتعامل معه باحتواء واسع.
• إذا كانت المرأة تحب من يستمع إليها باهتمام وبكليته, فإن الرجل يحب من يستمع إليه بتعقل, ويدرك بمنطق ما يرمي إليه, ويتفهم دواعي وأسباب ما يقوله, وسرعان ما يثور إذا ما شعر أن أفكاره ليست موضع احترام.
• من أكبر الأخطاء التي يمارسها الرجل مع المرأة أنه أحياناً لا يعطها اهتمامه الجسدي الكامل أثناء كلامها معه, فقد لا يلتفت إليها ويظن أنه يستطيع أن يستمع لها وهو يعمل أو يتفرج على التلفزيون. إنها لا تقبل به كلياً وتعتبر ذلك إهانة لأنوثتها.
• للعمل قيمة عند المرأة ولكنه يفقدها جزء من روحها الأنثوية, وهي بحاجة لقضاء أوقاتاً مع زميلاتها الإناث لاستعادة تلك الروح. شجعها على ذلك وأدفعها نحوه.
• عندما يتصاحب الحب بشيء من الكراهية الخفية, فهذا ليس إلا أحد دلائل تراجع الحب الذي يجب أن يتم تدعيمه وتعزيزه من قبل الشريكين كليهما وليس أحدهما.
• رغم ان المرأة النمطية ليس من طبيعتها أن تتحدث عن موضوعاتها بشكل مباشر إذا كانت تمس أنوثتها وتحوم حولها وتقاربها من محيطها, إلا أنها لا تحب أن يمارس الرجل هذا السلوك معها, وتعتبره ثعباناً ماكراً, ويقلل من شأنها ومن شأن ذكائها.
• عند حصول خلاف أو شجار يجب ألا يتوقف الرجل عند سماعه عبارات من زوجته: أنت طوال عمرك كله لم تفهمني أو لم تقدم لي شيئاً أو لم تشعر بي. فهي لا تقصد أنه لم يقدم لها شيئاً, إنما تقصد المبالغة بشعورها بالضيق منه في هذه اللحظة.
• لا تعبر المرأة عن تعبها وما تعانيه مباشرة احياناً, فهي إن كانت متعبة مثلاً لا تقول أنها لا تستطيع تحضير العشاء, بل تدعوا شريكها لعشاء خارج المنزل, وهي تتوقع منه أن يشعر كم هي متعبة, فيتواصل معها ويحتويها ويشعر بها. إنها لا تحب التعبير المباشر وتعتبر أن مقدار حبه لها بقاس بمدى شعوره بها.
• إن عبرت المرأة عما تعانيه بشكل مباشر فهي حتماً لا تعنيه, لأنها كالفراشة تحوم حول المواضيع ولكن لا تقاربها بشكل مباشر. قد تعطي سبباً ظاهرياً ولكنه لن يكون إلا أحد أسباب معاناتها , وتترك السبب الحقيقي لشريكها لكي لا يكتشفه, لأنه حينما يستطيع أن يشعر بها تشعر هي بمقدار حبه لها.
• الغيرة أنواع عند المرأة: بعضها من النوع المرضي ويحتاج إلى علاج عندما تصل إلى حد الهوس. وهناك نوع يعتبر طبيعة خاصة بنوع محدد من النساء لا ثقة لهن بأنفسهن وترين أنهن أقل جمالاً وأنوثة من الأخريات, ونوع سببه حب التملك, ونوع أخير عادي وبسيط سببه الحب المفرط.
• بعض النساء يهرين من حب ضائع أو فاشل أو مؤجل أو من زواج فاشل, إلى الاستغراق في العمل واستهلاك وقتهن به إلى أبعد حد, وهنا يبدأن بخسارة صفاتهن الأنثوية ولو ظاهرياً, ويبدأ عقلهن باستخدام المنطق (على النصف الأيسر بالمخ) بشكل مبالغ به على حساب شعورهن, وفجأة يصرخن من التعب, والشكوى من خسارة ما يحببن أن يغذوا به أرواحهن وهو الحب.
• إذا رأت امرأة عين من تحب تؤكد جمال امرأة أخرى فإنها تشعر بأنها ليست مميزة وأنه يهين فينوس أي الجمال القابع بها هي بالذات.
أكتفي بهذا القدر من نقلي لهذه الخبرات والدراسات, وسأتابع لاحقاً نشر كل ما وردني من دراسات, مع كل ما قرأته في بعض الكتب والمؤلفات في هذا المجال. كمساهمة صغيرة ومتواضعة, هدفها نقل هذه الخبرات والدراسات للقراء الأعزاء.
السبت: 16/11/2013م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@yahoo.com
bkburhan@hotmail.com
ملخص المقابلة الإذاعية للسيد طوني بلير
حين يتكلم طوني بلير فمن الضروري ان يأخذ العرب والمسلمون ما يقوله على محمل الجد. فهذا السياسي البريطاني الذي ولد في 6أيار 1953م. ودرس القانون، وعمل في المحاماة ما بين 1976 – 1983م.أقتحم العمل السياسي بعد انتسابه لحزب العمال البريطاني. ورأس الحزب بعد وفاة رئيسه جون سميث من عام 1994م ولغاية 27حزيران عام 2007م. وأستلم رئاسة الحكومة البريطانية ولم يكن قد أكمل عامه الرابع والأربعين. واستمر رئيساً لوزراء بريطانيا لثلاث ولايات متتابعة من 2 أيار1997م إلى 27 حزيران من عام 2007م. تميز نشاطه السياسي والمهني بأمور غريبة وعجيبة. و هذه الامور يمكن تلخيصها بما يلي:
• تطويعه السياسة البريطانية لخدمة السياسة الأميركية والحزبين الديمقراطي والجمهوري وخاصة في الحصار على العراق والتفتيش على أسلحة الدمار. والإبقاء على منطقتي الحظر الجوي شمالي العراق وجنوبه. ومن الطريف أن مشاركته في الغارات على العراق عارضها بعص وزراء حكومته ونواب حزبه, بينما حظيت بدعم حزب المحافظين.
• مشاركته مع الرئيس جورج w بوش في غزو كل من أفغانستان والعراق.
• في نفس يوم تقديم استقالته عين مبعوثاً دولياً للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط. ولذلك قدم استقالته من البرلمان البريطاني أيضاً.
• طوني بلير ينتمي للمحافظين الجدد المتصهينيين الذين يعادون العروبة والاسلام.
• أكاذيبه لتبرير الغزو الأميركي للعراق, مع أنه رجل قانون. ويداه ملطختين بدماء عشرات الألوف من الأبرياء. وانتهك القانون والحريات العامة والشخصية.
• تخليه من التبعية للكنيسة الانجليزية ليتم تعميده في الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان بروما. لأنه يعتقد أن الكاثوليكية هي طريق الخلاص الحقيقي للمسيحي.
• يمتلك حالياً شركة للعلاقات العامة تدير الحملات الدعائية للكثير من الحكومات والأحزاب. ويقدم المشورة لحكومات، ويحصل على أجر فلكي لقاء إلقائه المحاضرات.
• ويتهم بأنه هو من لعب دوراً في الضغط على حكومة ديفيد كاميرون من أجل أن تبدأ تحقيقاً بشأن جماعة الاخوان المسلمين في بريطانيا.
• يدعوا إلى تحالف عالمي ضد التيار الاسلامي. ويهاجم جماعة الاخوان المسلمين.
• متهم بتنظيم حملة علاقات عامة تستهدف جماعة الاخوان المسلمين لقاء المال.
في مقابلة إذاعية لطوني بلير نقلتها صحيفة ديلي ميل، يوم الخميس 24 نيسان, كشف السيد طوني بلير عن حقيقة ما يجول بخاطره, وفضح حقيقة السياستين البريطانية والأميركية. والخافي من بعض التصريحات لبعض المسؤولين الغربيين. وهذا أهم ما كشف عنه طوني بلير:
• مطالبته بطرح الخلافات جانباً وقيام تحالف دولي للتصدي للإسلام. حيث قال: أن التطورات في الشرق الأوسط أصبحت أكبر تهديد للأمن العالمي. فالتهديد المتزايد الناشئ عن نشاطات الإسلاميين يفترض حصول يقظة فورية وعلى المستوى العالمي. وتابع قائلاً: مهما كانت خلافتنا والمشكلات الأخرى التي تلقي بثقلها علينا، علينا أن نكون جاهزين لبذل الجهود والتعاون مع الشرق، خصوصاً روسيا والصين.
• انتقاده أنظمة دول عربية وإسلامية دون أن يسميها. حيث قال بلير: يجب أن نرفع قضية التطرف الديني على قمة أجنداتنا. انظروا إلى هذا العبث: أن ننفق مليارات الدولارات على ترتيبات أمنية وعلى الدفاع لحماية أنفسنا من عواقب أيديولوجية يجري تشجيعها في أنظمة المدارس الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات المدنية في الدول التي تربطنا بها علاقات أمنية ودفاعية وثيقة. بعض هذه البلدان ترغب في التحرر من قبضة هذا الفكر . ولكن في كثير من الأحيان يكون من الصعب بالنسبة إليها القيام بذلك في ظل قيودهم السياسية. وهم في حاجة لمناقشة القضية بشكل علني بحيث يصبح الترويج لهذه الأيديولوجية صعباً. وإنهم يحتاجون منا لجعل هذا جزءاً أساسيا من الحوار الدولي من أجل فرض التغيير المطلوب داخل مجتمعاتهم.
• قناعته بأن منطقة الشرق الأوسط مازالت تحظى بالأهمية لأربعة أسباب. حيث قال بلير: هناك أربعة أسباب حول لماذا لا يزال الشرق الأوسط يحتفظ بأهمية مركزية ولا يمكن إنزالها إلى الدرجة الثانية. الأولى والأكثر وضوحا، فإنه لا يزال المكان الذي يعتمد عليه جزء كبير من العالم في إمدادات الطاقة، ومهما كانت الآثار المترتبة على المدى الطويل لثورة الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، فاعتماد العالم على الشرق الأوسط لن يختفي في أي وقت قريب. ثانيا، فهو قريب من أوروبا. حدود الاتحاد الأوروبي على مسافة قصيرة من الساحل المشرقي. عدم الاستقرار هنا يؤثر على أوروبا، وكذلك عدم الاستقرار في شمال أفريقيا، على مقربة من إسبانيا وإيطاليا. ثالثا، في وسط هذه الدوامة، إسرائيل. تحالفها مع الولايات المتحدة والشراكة مع البلدان الرائدة في أوروبا، وحقيقة أنها ديمقراطية غربية، تعني أن مصيرها لن يكون مسألة عدم اهتمام. على مدى هذه السنوات الماضية، مع قدرا كبيراً من المهارة، بنى الإسرائيليين أيضا علاقات مع الصين ومع روسيا. لهذه اللحظة، فقد بقيت إسرائيل بنجاح بمعزل عن العاصفة التي حولها. والرابع هو أنه سيتقرر مستقبل الإسلام في الشرق الأوسط. هذا أمر مثير للجدل لأن عالم السياسة لا يتفق مع الحديث عن الدين، لأن البعض سوف يقول أن حقيقة المشاكل ليست دينية بل سياسية.
• تعارض و تصادم العولمة مع الايدلوجيا. حيث قال طوني بلير: هناك صراع بين أولئك الذين لديهم وجهة نظر حديث للشرق الأوسط، كواحد من المجتمعات التعددية والاقتصادات المفتوحة، حيث تبني فكرة العولمة، وبين أولئك الذين يريدون فرض أيديولوجية الاعتقاد بأن هناك رأي ومفهوم واحد صحيح للدين، وينبغي أن يحدد هذا الرأي، على وجه الحصر، طبيعة المجتمع والاقتصاد السياسي.
• اعتباره أن ساحة المعركة الحالية والمستقبلية إنما هي منطقة الشرق الأوسط. حيث قال بلير: أينما نظرتم، من العراق إلى ليبيا إلى مصر إلى اليمن إلى لبنان إلى سوريا، ومن ثم أبعد إلى إيران وباكستان وأفغانستان، هذه هي المعركة الأساسية. بالطبع هناك مجموعة من التعقيدات في كل حالة، مستمدة من قبيلة أو تقاليد أو منطقة. لم أشر للحظة إلى أن هذه الصراعات لم يكن لديها الخصائص الفردية الخاصة بها.
• حزنه وانزعاجه وغضبه من رفض المجتمعين البريطاني والامريكي لسياسة تدخل بلادهما عسكرياً في الشرق الأوسط. وأماكن أخرى من العالم حيث قال بلير: من الغريب أن يمقت الرأي العام في المملكة المتحدة وأماكن أخرى، فكرة أنه ينبغي علينا التعامل مع السياسة في الشرق الأوسط وخارجه. لقد تورطنا في اتفاقيات مؤلمة في أفغانستان والعراق. بعد عام 2008م. كان لدينا مخاوف محلية خاصة في أعقاب الأزمة المالية. وإذا أردنا الانخراط، قد يسأل الناس: متى وكيف وإلى أي غرض؟.
• الشرق الأوسط هو مصدر التهديد للأمن العالمي حالياً ومستقبلاً. حيث قال طوني بلير: ما يحدث في الشرق الأوسط، أكبر تهديد مبكر للأمن العالمي في القرن الـ21. والشرق الأوسط بما في ذلك باكستان وأفغانستان إلى الشرق وشمال أفريقيا إلى الغرب، في حالة اضطراب مع عدم وجود أية مؤشرات تدعو للتفاؤل لإنهاء الكارثة.
• دق ناقوس الخطر من الاسلام السياسي. حيث قال بلير: جذور الأزمة تكمن وجهة النظر الراديكالية والمسيسة للإسلام، وهي أيديولوجية تشوه رسالة الإسلام الحقيقية. خطر الإسلام الراديكالي لا يتراجع وإنما يزداد. وينتشر في أنحاء العالم ويؤدي إلى عدم استقرار الأمم والمجتمعات. ويعيق إمكانية التعايش السلمي في عصر العولمة.
• منطقة الشرق الأوسط بين خيار التحكم بشؤونها, وخيار تركها ترعى امورها بنفسها. حيث قال بلير: هناك شعور شائع جداً هو أن المنطقة قد تكون مهمة ولكنها غير قابلة للحكم، وبالتالي هو مستحيل، وبالتالي علينا أن ندعه يرعى نفسه بنفسه.
• غياب الفرص الاقتصادية هو السبب المباشر الرئيسي للفوضى. حيث قال بلير: عدم وجود الفرص الاقتصادية بلا شك هو السبب المباشر الرئيسي للفوضى في المنطقة.
• خطورة خلط الدين مع السياسة. حيث قال بلير: هناك شيئاً غريباً وهو التردد في قبول ما هو واضح: أن لديهم نضال مشترك حول مسألة المكان الصحيح للدين، وبخاصة الإسلام، في السياسة. من المهم جدا في هذا الوصف عدم الخلط بين مسألة الدين والسياسة، في مسألة التدين. العديد من المعارضين للإيديولوجية الإسلامية هم من المسلمين الملتزمين تماماً. في واقع الأمر في كثير من الأحيان الأكثر ورعاً هم الذين يأخذون استثناء إلى ما يعتبرونه تشويه عقيدتهم من قبل أولئك الذين يدعون أنهم من المسلمين المتحمسين لكنهم يتصرفون بطريقة تتناقض بالكامل مع القرآن.
• المعركة الحقيقية هي ضد التطرف الذي يُصدر لجميع انحاء العالم. حيث قال بلير: المعركة الحقيقية هي ضد التطرف سواء كانت الغالبية من الناس من السنة أو الشيعة، الذين هم يعيشون سوياً، بنفس الطريقة التي يعيش بها في الوقت الحاضر معظم الكاثوليك والبروتستانت، بدلاً من أن يكونوا عالقين في حلقة لتبادل إطلاق نار، وغالباً ما يرى صاحب كل وجهة نظر بأن من يفكرون بطريقة مختلفة هم الأعداء سواء داخل المنطقة أو خارجها. وهذا الفكر يُصدر لجميع أنحاء العالم.
• الشرق الأوسط هو من يصدر التطرف. حيث قال بلير: هؤلاء الناس لحسن الحظ ليسوا الأغلبية، في إندونيسيا و ماليزيا يعتنقون وجهة نظر إسلامية صارمة، ولم تنشأ هذه الأفكار. فهم استوردوها خلال الـسنوات 40/50 الماضية، نتيجة تدفق التمويل، والتبشير، والتنظيم والنشر، لوجهات نظر دينية ضيقة الأفق وخطيرة.
• الخيار صعب ومعقد في منطقة الشرق الأوسط. حيث قال طوني بلير: في منطقة الشرق الأوسط نفسها، كانت النتيجة رهيبة، الشعوب غالباً ما تواجه خياراً بين الحكومة الاستبدادية التي هي على الأقل متسامحة دينياً، وخطر أنه إذا تخلصوا منها، فإنهم في نهاية المطاف يصلون إلى حكومة دينية غير متسامحة.
• الفكر الإسلامي المتطرف أثر سلبياً على كافة مناطق العالم. حيث قال بلير: نأخذ خطوة إلى الوراء ونقوم بتحليل العالم اليوم: ليست هناك منطقة في العالم لم تتأثر سلبا بهذا الفكر للإسلام. مشاكل الشرق المتوسط وشمال أفريقيا واضحة. ولكن أنظر إلى الإرهاب الذي يصيب البلدان، نيجيريا، ومالي، وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وغيرها الكثير، في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء. في الواقع أنا أزعم أن هذا التطرف الديني هو ربما أكبر تهديد منفرد لقدرتها على التغلب على تحديات كبيرة في مجال التنمية اليوم. في آسيا الوسطى، الهجمات الإرهابية مألوفة في روسيا، التي يمثل المسلمين فيها أكثر من 15٪، التأثيرات تمتد عبر شمال آسيا، حيث بلغت محافظة شينجيانج الغربية في الصين. كان هناك اختراق مهم بحل نزاع مينداناو في الفلبين حيث قتل أكثر من 100 ألف في العقد الماضي. ولكن في أماكن أخرى، وفي تايلاند وميانمار وبنجلاديش وإندونيسيا، لا تزال هناك توترات بين الأديان. وفي الانتخابات الإندونيسية الأخيرة، حصلت الأحزاب الإسلامية على ثلث الأصوات.
• وجود قلق أوروبي من اختراق الإسلاميين للمجتمعات الأوروبية. حيث قال بلير: السكان المسلمين في أوروبا الآن أكثر من 40 مليون ويتزايدون. الإخوان المسلمين وغيرها من المنظمات تنشط على نحو متزايد، وتعمل بدون تحقق أو قيود. الجدل الذي أثير مؤخراً حول مدارس في برمنجهام وادعاءات مماثلة في فرنسا تظهر مستويات مرتفعة من القلق بشأن اختراق الإسلاميين لمجتمعاتنا.
• وجود إجماع دولي على محاربة التطرف. حيث قال بلير: هناك تطابق كامل للمصالح بين الشرق والغرب. الصين وروسيا لديهما تمام نفس الرغبة في هزيمة هذا الفكر، كما تفعل الولايات المتحدة وأوروبا. هنا هو الموضوع الذي يجب أن تتفق عليه جميع الدول الرئيسية في قمة العشرين، ويمكنها أن تتفق على رد الفعل، ويمكن أن تتوصل إلى أرضية مشتركة لفائدة مشتركة. سيكون لبرنامج دولي للقضاء على التعصب الديني والتحيز من المناهج المدرسية ومناهج التعليم غير الرسمية ومنظمات المجتمع المدني تأثيرا كبير حاشد لرفض ما يتم تجاهله أو السكوت عليه في الوقت الراهن.
• الصراع الدائر حالياً صراع طويل ومرير وليس صراع بين القوى العظمى أو صراع على الأرض. حيث قال بلير: الصراع بين من يمكننا أن نسميهم منفتحي العقول، ومغلقي العقول هو في صميم ما إذا كان القرن الواحد والعشرين ينحو تجاه التعايش السلمي أو الصراع بين الشعوب من مختلف الثقافات.
• ضرورة دعم أصدقاء واشنطن وبريطانيا. حيث قال بلير: في أماكن أخرى عبر أنحاء المنطقة، ينبغي أن نقف صامدين إلى جانب أصدقائنا، وحلفائنا بينما يحاولون تغيير بلدانهم في اتجاه الإصلاح. سواء في الأردن أو الخليج حيث يعززون قيم التسامح الديني، واقتصادات مفتوحة قائمة على القوانين، أو تحدي قوى الرجعية في شكل إيران والإخوان المسلمين، ونحن يجب أن ندعمهم ونساعدهم.
• أن تردد الغرب وواشنطن من التدخل عسكرياً, إنما سببه رفض المجتمعات الغربية والأمريكية لتورط بلادهم بالتدخل العسكري بعد فشل تدخلهم في أفغانستان والعراق أولاً. وثانياً فشل تدخل الناتو في ليبيا ثانياً .حيث قال بلير: قمنا بتغيير الأنظمة في أفغانستان والعراق، وأنزلنا جنودنا إلى الأرض من أجل المساعدة في بناء البلاد، وهي العملية التي شارك بها غالبية الناس في كلال البلدين فوراً، من خلال الانتخابات، ولكن الأمور استعصت بصورة كبيرة وباتت أكثر دموية. قمنا بتغيير النظام في ليبيا، من خلال القوة الجوية، نحن لم نتورط بإنزال قوات على الأرض، ومرة أخرى الشعب يستجيب في البداية بشكل جيد. ولكن ليبيا الآن تعيش في حالة من الفوضى التي يمكن أن تزعزع استقرار كل الأماكن التي حولها.
• خيبة الأمل مما يطلق عليه الربيع العربي. حيث قال بلير: في بداية الربيع العربي نحن قفزنا لتقديم الدعم لأولئك الأشخاص الموجودين في الشوارع، ونحن الآن مرتبكين حائرين، فقد تبين لنا أن سير الأحداث لم يسر كما كنا نتوقع تماماً.
• ربط الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بقضايا الشرق الأوسط. حيث قال بلير: عملية السلام تبقى جوهرية بلا شك للمنطقة والعالم. ليس لأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو سبب مشاكلنا. ولكن لأن حلها سيكون انتصاراً للقوى التي ينبغي أن ندعمهما. الآن ربما يكون ذلك بعد سنوات مما قيل بأن حل هذه المسألة هو السبيل إلى حل مشاكل المنطقة، نحن على وشك الدخول في مرحلة جديدة حيث حل مشاكل المنطقة يعد جزءاً هاما من حل القضية الإسرائيلية-الفلسطينية.
• المفاوضات هي الطريق لحل مشكلة المشروع النووي الايراني. حيث قال بلير: أنا لا أحبذ الرضوخ لمطالب إيران بالنفوذ الإقليمي في مقابل تنازلات بشأن طموحاتهم النووية. الحكومة الإيرانية تلعب دورا متعمداً لزعزعة الاستقرار في المنطقة. ويجب أن لا تتضمن أهدافنا تغيير النظام. شعوبهم ستقوم بذلك، في نهاية المطاف. لكننا ينبغي في كل فرصة، أن ندفعهم إلى التراجع عن استخدام نفوذهم لدعم التطرف.
• الوضع في تونس وليبيا واليمن. حيث قال بلير: يمكننا أن نجعل تونس تقف على قدميها. ينبغي لنا أن نفعل ذلك. ونحن نتحمل مسؤولية ما حدث في ليبيا. حاجتهم الملحة هي إصلاح القطاع الأمني. قمنا ببعض المحاولات لفعل ذلك. لكن من الواضح أن حجم المهمة وتعقيدات المليشيات تجعل ذلك من الصعب للغاية. ولكن ليبيا ليست العراق أو أفغانستان. وعلينا أن ندرك التأثير المزعزع للاستقرار الذي تحدثه ليبيا في الوقت الراهن. إذا تفككت تماما، فإنها ستؤثر على المنطقة من حولها بأسرها وتزكي عدم الاستقرار في أفريقيا جنوب الصحراء. واليمن تحاول إحراز تقدم في ظروف يصعب تصورها. ونحن نقدم الدعم للحكومة الجديدة.
• الوضع في سوريا شائك ومعقد والازمة قد تطول أكثر. حيث قال بلير: سوريا هذه كارثة تامة. نحن الآن في وضع بحيث أصبح بقاء الأسد، وسيطرة المعارضة تبدو خيارات سيئة. والحقيقة هي أن هناك الكثير من الانقسامات والمشاكل حول عناصر داخل المعارضة. والناس يشعرون بالقلق الآن من أي حل يعطي انتصار كاملاً لأي من الجانبين. على الرغم من أنه يبدو بغيضاً، والسبيل الوحيد هو التوصل لأفضل اتفاق ممكن حتى لو كان ذلك يعني بقاء الرئيس الأسد المؤقت لفترة. ينبغي حتى ولو لم يكن هذا مقبولاً له، أن ننظر في اتخاذ تدابير فعالة لمساعدة المعارضة وإجباره على الجلوس على طاولة المفاوضات، بما في ذلك مناطق حظر الطيران، وتوضيح أن الجماعات المتطرفة لا ينبغي أن تتلقى أي دعم من أي من الدول المحيطة بها.
• مصر يتوقف عليها مستقبل الشرق لأوسط. حيث قال بلير: مستقبل المنطقة معلق على مصير مصر. حكومة الإخوان المسلمين في مصر لم تكن مجرد حكومة سيئة، وكانت تسيطر بشكل منهجي على التقاليد والمؤسسات في البلاد. وثورة 30 يونيو 2013 لم تكن احتجاجاً عادياً، بل كانت ذات ضرورة قصوى لنجدة الأمة. يجب علينا دعم الحكومة الجديدة ومساعدتها، وهذا لا يعني أنه ثمة أشياء نختلف معها.
طوني بلير انتقد الجميع. ووعدنا بحشد تحالف دولي لمحاربة الارهاب. وحمل منطقة الشرق الأوسط مسؤولية تصدير التطرف إلى كافة أرجاء الأرض. واتهم الاسلام المتطرف بالإرهاب لأنه المسؤول عن عدم الاستقرار العالمي. و بشرنا بأن هذه الحرب قد تستمر لعقد أو أكثر من القرن ال21. وأن علينا أن نستعد لتحمل القهر والبؤس لعدة سنوات عجاف.
الخميس: 8/5/2014م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@gmail.com
bkburhan@hotmail.com