الأوّلُ أهْداني جسمي واسمي والثّاني افتكَّ منّي ما لمْ أطلُبْ منهُ بَعْدَ أن سرقَ منّي ما كنتُ سأُهْديهِ إيّاهُ.
الأولُ جدْولُ أحلامي الصغير والثاني وادي آلامي الكبير
آنَ لي أن أضعَ دماءَ الشابِ المحروق، والآخرِ المنتحر، والثالثِ المجروح، والرابعِ المصعوق،والخامس المقتُول، على قمصانِ رجال الحكومة حتى تدْفعَهم الخيلاءُ إلى الاعتقاد بأن قُمصانَهم هي أعلامُ تونس ذاتها وأن بُقعَ الدمِ الحمراءِ التي تُزيّنُها ما هي إلا نوع منَ الابتكار والدّيزَايْنْ في معرض اللباس التنكّري الطويل هذا.
الأوّلُ، الذي هو أوّلُ بالفعل، اسمهُ:سيدي بوزيد
والثاني، الذي كان يمكنُ أن يكونَ أوّلَ، اسمُه:تونس
أشرعُ،للتوّ،في الاختيار تاركًا لحرّاس الوطنية حقّ النّباح وفضائلَ التّكسُّبِ من المدْح المنثور على شاشات التلفزيون الرّسمي الذي يسوؤهُ إن لا تكونَ التلفزاتُ الأجنبيةُ على شاكِلتهِ ؟؟.
وبالطبع، ودون تروّ ٍأو تفكير،، أختارُ موطني قبل وطني بعد أن اختارَ كلُ واحدٍ جهتَه وعشيرتَه وأهلَه منذ فجر الاستقلال وغلّفَ خيارَه بخطاب وطني هُلامي..فيما اكتفيتُ أنا بالكتابة والأدبِ دون أن يطلبَ أحَد منّي ذلك أوْ يُيَسِّرَ لي الطريق.
في الحال أتّهمُ السّلطةَ بسوء استخدام الثروة والدستور والسلاح، وبتماديها،عن قصْدٍ أو عن غيرِ قصد، في تنميةِ بُنًى تحتيةٍ لحربٍ أهليةِ ،يكونُ طرفاها المليشياتِ الحزبية والإدارةَ ورجالَ الأمن من ناحية،ثمّ بقيةَ السكان المحرومين ،من ناحية أخرى،مع العلم أن أعدادَهما متساوية تقريبا مما يعني أن الدولةَ تغوّلتْ إلى حدّ صارت تحكمُ نصفَ الشعبِ بنصفهِ الآخر.
بعد أكثرَ من نصف قرن من الاستقلال لا يجوزُ لأيّ دولة في العالم الافتخار بأن سكانها لم يعودوا يمشون حُفاةً وصار بوسعهم أن يأكلوا مثل البهائم أو بأنها أوصلتْ لهم الماء والكهرباء وكأنهما من الكماليات أو بأنّهم “بلغوا سنّ الرشد” قبل ثلاثين سنة ثم لم يبلُغوا سن الرشد بعد ثلاثين سنة ؟؟
إن مهمّةَ الدولة، باعتبارها حصيلةَ الضرائبِ، هي الرقيُّ بشعبها من الشّرطِ الحيواني إلى الشرط الإنساني,,دون منّةٍ وفي أسرع الأوقات.
أنحازُ إلى موطني لأنّ لي فيهِ قبرٌا محفورا وأغضبُ على وطني لأنّ جنازتي طالتْ بين شوارعه وأزقّته دون أن تنقلبَ إلى حياةٍ ولو لبُرهةٍ من الزمن.وليتَها كانت جنازتي لوحدي:إنها جنازةُ الآلاف من الرجال والنساء والشباب الذين لم يُشاهدوا الدولةَ بالعين المجرّدة إلا في استعراضاتها المُخْزيةِ للقوّة وفي تصريفها للتّسبيحِ المُسمّى:إعلامًا.. وفي شريطها الساحلي الذي تحوّلَ إلى بطْنٍ مالي والى تمساحٍ سياسي يكادانِ يلتهمانِ ما تبقّى من جسم البلاد وأعضائها..وفي مظاهر المحسوبية والرشوة والفساد التي لا تخفى على عينٍ.. ولو كانت عينَ أبي العلاء المعرّي أو بشّار بن برد.
أعرفُ سيدي بوزيد وأفتخرُ بأنني منها..ولستُ بصدد استغلال أحداثها ومواجعها لمواصلة التوجّع من هذه المعالجة “الجِلْديَّةِ” لهذا الغليان الشعبي..إنني بصدد التّفكُّرِ في الخديعة الثالثة التي سيتفتّقُ عليها خيالُ الحزب الحاكم بعد أن تسْتفْحلَ شيخوختُه الثانيةُ..ومنذُ الآنَ أزعمُ أن لا أحدَ منّا، نحنُ ضحايا هذا الاحتلال المستقلّ، سيعيشُ أكثر من تسعينَ سنة ليتكشّفَ على مساوئِ الرأي الواحد والحزب الواحد..وعلى مضارّ الرجل الواحد والمرأة الواحدة..وعلى بشاعةِ المرآةِ الواحدة والنّاظرِ إليها وحيدًا في عزلتهِ.
إنها لإهانة للتونسيين جميعا، ممّنْ يهُمّهم أن يكونوا تونسيينَ، أن تُلوّثَ أبصارَهم، يوما إثر يوم، تلك الصُّورُ والشعاراتُ واللافتاتُ الحزبيةُ، الفاشيةُ، المتخلّفة، الدّاعيةُ كلّها إلى الكفِّ عن الأحلام والى مزيد عبادة الأصنام.
وفي بلاد لا تجدُ ما تفتخرُ به سوى أنها “بلادُ الشرطة” ( الأمن والأمان )يتعيّنُ على من يرغبُ في أن لا يموتَ مُغْتمّا أو مقتولا أن لا يثقَ، مُجدّدًا، في منْ كان سببًا في غمّه أو قتله..حتى وإن هبطَ لتوّهِ من السماء في هيئةِ ملاكٍ أزرق وقدّمَ أوراقَ اعتماده كوكيل شخصيٍّ للرّبِ ذاته.الربُّ الذي تجلّى لنا في ثلاثِ دياناتٍ يتعذّرُ على الكائنِ أن يُفكّرَ معها أو بجوارها أو على حدودها.
لقد علّمتنا التجاربُ، طيلةَ الخمسين سنة الفائتة، أن هؤلاء لا يُكفّرونَ عن ذنوبهم إلاّ بمزيد الإكثار منها والتّنويعِ عليها في محاولة مكشوفةٍ للإغارةِ على المستقبل بعد أن تمكّنوا من مصادرة الحاضر والماضي.
بعد أن ألْجَموا المثقفينَ والأحرارَ والمعارضين المدنيّينَ، واشتروا المتزلّفين والصحفيين والمغنّين والرياضيين،وصنعوا مُعارضةً تكادُ تكون أكثرَ ولاءً من شيعتهم، هاهُم يقْلعونَ أشجارَ الصنوبر والزيتون والكلتوس ..ويُفصّلون من أغصانها عِصيًّا غليظةً ينهالون بها على رؤوس العاطلين المُتعلّمين وظهورِالفقراء المساكين,,ولعلّهم بصدد التفكير في إنزال الجيش الوطني إلى الشوارع وفي استدعاء “جيوش صديقة” لحماية البلاد من هذا الشعب الصّبور الذي تركهم يمرحون في أروقة الحكم دون رقابة لأكثرَ من نصف قرن.
ومن الممكن أنهم بنوْا بلادا خارج حدود هذه البلاد، وأن تلك البلاد مزدهرة، فيها حدائقُ مُعلّقة، وقصور مطمورة وقبور مُنمّقة، وأنّ التنميةَ التي نُطالبُهم بها هُنا تتمُّ هناك على أحسن الوجوه.
في حالٍ كهذه يتعيّنُ عليهم اختيارُ بلادِهمْ في أسْرع وقتٍ حتّى نعرفَ أينَ بلادُنا وماذا نفعلُ بها وفيها.. في أطول وقت.
ثمّ: ما معنى البلادِ، أصلاً، إذا لم تكُنْ: أهلَها وهُمْ يتدرّبونَ على الحياةِ الكريمة وعلى الحرّية في أنٍ واحد ؟
في الشتاءِ القارصِ اندلعتْ أحداثُ سيدي بوزيد ( وأغلبُ الأحداث التي شهدتها تونس تقعُ في فصل الشتاء ؟ ) لازمْتُ الألمَ والصمتَ والعزْلةَ إلى أنْ نَطَقَا وتكلّمتْ..فكانَ هذا الذي فوقَ هذا.
وإنّي لحزين حقًّا لكوني لَمْ أُشْعلْ ولوْ نجمةً واحدةً في هذا الظلام الإعلامي المُخيّمِ على البلاد.
أولاد أحمد
30 ديسمبر 2010
turf him out?.
star the year twenty 11 with a clean slate
and more importantly a year without zibla the tyrant .
the experiment with zibla at the helm turned into a
nightmare and more sour by the second,enough is enough.
twenty 11 should be the year he is held accountable
for what he has done to tunisian and the agony he
subjected them to.
a warning to any nation state that entertain the notion
of harbouring him.you will be subject to forfeiting any
assets you may own in tunisia,,we will confiscate anything
held by your citizens without recourse to leguality.
being perceived as co conspirator of a criminal that has
been proven to have abused citizen and national interest
of tunisia.
all your global interest where ever they may be can be
subjected a no so friendly outcome.
we reserve the right of self defense against a coconspiracy
of any state that cooperate with this tyrant thug of tunis.
have a very happy and prosprous twenty 11 year all tunisians
and friends of tunisia,we are gratefull for your help.
owled ahmed.
you caught the essence of being tunisian.
the plight we found ourselves in.
a big thanks .
do we ever need you types; you took those
words directly from all tunisian souls.
another big thanks to brian whiticar of the
guardian:you hit the nail on the head.
the only western journo to capture the
picture of the tunisian aim and what is all
about.
a highly suggested read to all tunisians plus a
viewing of the british blogger take on it.
for 55 years the two clown we had are
outdoing each other who governed the worst.
yin and yen but how i perceive them both is
they are two snake fungs that dug deep in
the flesh of tunisians and the poison
emitted in us is still beig felt till now.
brian has highlighted that we are doing
fine on our own and i would second it by
that the enemy is within,the solution should
also come from with in.
if it’s got to be
it’s up to you and me tunisians.
Salam,
Il s’agit bien de Ouled Ahmed, le grand poète tunisien?
Il ne dit pas les choses à moitié!! Je suis très impressionné par son réalisme. Bon courage à lui et qu’ALLAH youstrou (je ne sais pas s’il est croyant ou pas, mais moi je le suis).
Et en avant pour la liberté!
oui, c’est bien lui !
هبة واحدة يا احرار تونس
كفانا صمتا كفانا خوفا لقد نهبوا قوتنا و رهنوا مسقبلنا و كمموا افواهنا سجنوا خيرة شبابنا
عذبوا وقتلوا نشروا الفساد و باعوا البلاد….انهم عصابة لصوص حثالة المجتمع من يتراس بلدية حلق الوادي
و من باع المخدرات …..ومن ومن….يا احرار تونس يا احفاد يوغرطة و اسد ابن الفرات
هي هبة واحدة ..في يوم واحد… ولن يبقي منهم واحد… في ارضنا الطيبة
ثلاث فضائل لانتفاضة سيدي برزيد
ونحن نشارف نهاية الأسبوع الثاني من ثورة التونسيين ضد التغول بكافة أشكاله، لا بد أن نقف، ولو بعجالة، على بعض ما تم تحقيقه في هذا الظرف الوجير من عمر هذه الحركة.
أول ما تم تحقيقه وما لا يخفى على أحد هو أن التونسيين الذين دجنتهم آلة الجنرال الرئيس بن علي الجهنمية طوال ما يربو عن العقدين حصارا وتتبعا وتضييقا فسجنا فتعذيبا فتصفية جسدية ومعنوية للأفراد والأهل والجماعات والأحزاب والمنظمات قد كسروا حاجز الخوف ووقفوا بلحمهم ودمهم وأرواحم وصدورهم عارية أمام حجافل القمع وأمام عدسات الشاشات وميكروفونات وسائل البث بأشكالها. وربما شكل ذلك علامة فارقة في السلوك النفسي للتونسي والتونسية الذين لم يعودوا يرون في الشرطة ,والجدرمية و”قوات حفظ الأمن” مصدر خوف ورهبة. وتحضيرا لما سوف يكون عليه الغد القريب بعد أفول نجم العصابة التي استولت على الحكم، فإني أزعم أن هذه أولى شروط الدولة التي سوف يستطاب العيش فيها حيث مجرد ظهور الشرطة في الطريق العام أو في أي مكان يحب أن يكون مدعاة للأحساس بالأمن وليس التوجس من أن خطرا سوف يلم بك أو بأهلك من هذه الجهة التي من المفروض أن تثبت السلم والأمن والأمان والطمأنينة في كنف مجمتع هي مطالبة فيه أصلا بتنفيذ أحكام أصدرها مشرع نزيه ومستقل.
إنجاز آخر تحقق على يد حركة الاحتجاح التونسية هو كشف عورة وسائل الأعلام المحلية التي ساهمت في معظمها في التعتيم على صورة الشعب وتغييب همومه بل ومسخ إرادته وتزييف واقعه وإيهام المتفرج والسامع والقارئ بأن التونسيين يعيشون في جنة النعيم وبحبوحة من العيش قل نظيرهما على المستويين الإقليمي والدولي. لقد ولى بواسطة وسائل الاتصال الاجتماعية العنكبوتية وبعض القنوات الفضائية التي توفر منبرا حرا للجماهير التي أردات حكومة بن علي تكميم أفواهها وخيطها وقسر وظائفها على التنفس والأكل، ولى عهد احتكار وسائل الإعلام ولم يعد بذلك لتزييف إرادة الشعب ومصادرة حقه في التعبير عن اتجاهاته وطموحاته وفكره مجال. إن الدول والمجتمعات تقاس بعدد مفكريها وعلامائها ومبدعيها ومنظريها وفنانيها وإن كان هم الدولة هو سلب حق المواطن العادي والمفكر والمنظر والخبير في التعبير عما يخالجه وما تبلور في ذهنه من رؤى، فإن تلك وصفة لدفن المستقبل ووئد المفكرين والعارفين والاستعاضة عنهم بأبواق إعلامية مرتزقة ظلت تردد خطابا خشبيا سمعته الجماهير والنخبة إلى حد القرف وفضلت عنه نفسا إعلاميا وفرته وسائل إعلام جديدة وبديلة فصارت صحف الحكم لا تصلح أن تكون أكثر من شيفون لتجفيف زجاج الشبابيك وتلفازه مناسبة للتندر وهيكلا مهجورا لا يتابعه سوى الذين تم توظيفهم فيه لخدمة أسيادهم من المتغولين وتلميع صورتهم. إن حجب المعلومة وحرمان أي كان من بلورة مرئياته وأفكاره كتابة ومشافهة وعرضا يصب في نهاية المطاف وعلى المدى المتوسط والبعيد في إلغاء مستقبل البلد وصدا للصيروة التي يجب أن تمر بها الأفكار بعد أن تتم بلورتها ونشرها ومناقشتها وإعادة صياغتها ومن ثم نضجها وبلوغها مكانة المعرفة التي يمكن تقديمها للقراء بعد ذلك على أنها نتاج فكري راق. وبفضل ما حققه المواطن الصحفي من نقل لوقائع الثورة على النظام التونسي ساعة بساعة والأفادة من مكرفون حر، خبر التونسيون كيف يصنعون وسائل إعلامهم بعيدا عن أورقة الإعلام الرسمي المطبلة في أعراس داخل غرفاتها بينما المواطنون يشقون طريق الحرية على جمر اللظى ومشهد الدماء التي يسكبها الرصاص الحي.
هنالك فضل آخر لا يجب أن يغيب عن أي تحليل للواقع وهو خروج التظاهرات عن سقف المطالبات الاجتماعية والمناداة بتوفير مواطن الشغل لمن قضوا شبابهم في طلب العلم ولم يجدوا سبيلا للحصول على لقمة العيش لهم ولذويهم الذين فتكت بهم البطالة والتهميش. ليس التونسيون في حاجة لشهادة في علم السياسة ليفهموا أن الأزمة العالمية ليست السبب الوحيد فيما حل بهم من ربط للأحزمة يصل مرحلة الفقر ولكنهم خبروا أن جثوم عصابة على أروقة الحكم تتحكم في الرقاب ويغلب عليها تماما سلوك قطاع الطرق أو سلوك عصابات المافيا كما وصفتها وثائق ويكي ليكس هو الذي زاد الطين بلة وجعل السواد الأعظم من الناس ينادي بتحميلهم مسئولياتهم ومساءلتهم عن الثروات الخرافية التي راكموها في فترة قياسية لا تتجاوز العقدين ونيف. إن مساءلة السلطة وإخراج تجاوزتها من المسكوت عنه إلى دائرة الضوء والقدرة على أيقافها عند حدها ومواجهة طغيانها ووضع سلوكياتها الخارجة في الميزان وتحت المجهر ومحاكمتها هو مؤشر رقي ودليل على أننا خرجنا من مرحلة الاستزلام السياسي والتلفيق والاستيلاء على مقدارت شعب ومستقبله لنصل إلى مرحلة التحرر والانعتاق من ممارسة مفهوم للسلطة مفاده أن الحاكم يملك البلاد والعباد وله اليد الطولى في تهميش البطالين والفقراء والعمال والموظفين والمفكرين وكل الذين لا ينضوون تحت لوائه والذين تمنعهم كرامتهم من الانخراط في التزييف المنهجي لحقيقة الموقف الشعبي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي. إن المناداة بإنهاء حكم فرعون تونس وحاشيته المستفيدة والسعي للتأسيس لنظام يتم فيه التداول السلمي على السلطة على أساس انتخابات نزيهة لا يحرم فيها أي كان الإدلاء برأيه دون أدنى إقصاء هو مطلب شرعي كان حريا بتونس أن تحققه ليس الآن بل قبل هذا التاريخ بنصف قرن. وفي جملة واحدة، فإن فضل الحراك الأخير هو بلوغ المطلب بالصوت والصورة لمن كان يحسب نفسه قدرا محتوما وحاكما أبديا على كرسي الحكم ليوقظه بأن ما كان محرما ذكره سياسيا وأمنيا واجتماعيا قد أضحى عنوانا ترفعه الجماهير الغاضبة بأحرف من نار حيثما أدار اللصوص في قصر قرطاج وجهتهم. فحقيقة الرغبة الصادقة في التخلص من مغتصبي إرادة الشعب كانت ولوقت قريب مجرد اضغاث أحلام وإذا بها تخرج من دائرة الهمس إلى حناجر ملايين المتظاهرين ليصل صداها ودون تشويش إلى من رام التمدد والتمديد حتى الخراف على كرسي الحكم الوثير وتوريثه لمن لا حق له به.
هذه ثلاث من فضائل ما تحقق على يد شعبنا ولعل هناك الكثير مما يمكن إضافته أو تفصيله أو ربما حتى الرد عنه وتصويبه وتمحيصه. وفي فترة الوقت الضائع منذ الجمهورية الأولى إلى الآن لم يتمكن التونسي فعليا من الكتابة الصادقة والكثير ممن من أتيح لهم الكلام إما هم كذابون فقالوا ما يرضي السلطان أو أشخاص خاطروا بحياتهم فأزهقت أرواحهم فرق الموت ومخابرات أمن الدولة وآلات التعذيب الحديثة أو البعض الآخر ممن سنحت لهم فرصة الهروب بجلودهم من سطوة السلطان فخاطبوا ربعهم من وراء الحدود.