بقلم منير العـوادي،
تمثل الأحداث التي جدّت أخيرا بتونس لحظة ممتازة لاستجلاء كيفية تفاعـل مختلف النخب السياسية والفكرية مع الواقع، وتفحّص مختلف الاستراتيجيات التي حاولت أن ترسمها لتجسيم مشروعاتها وأهدافها، من أجل تحديد الإرادة الموجهة للقراءة والفعـل.
ولئن كانت هذه المساهمة لا تهتمّ إلاّ بالنخبة اليسارية، فإنّ مردّ ذلك هو الفشل الذريع والهزيمة المروّعة التي عـرفها المشروع اليساري وعـدم قدرته عـلى التوصّل إلى ما هو متوقّع منه، أي التحوّل إلى بديل باستطاعـته مقاومة نظام العـمالة والاستبداد، وإرساء نظام وطني ديمقراطي يستند إلى السيادة الشعـبية.
لقد بدأ الجميع يدرك أنّ واقع الحركة اليسارية اليوم هو واقع فاجع ومأساوي وبائس. فبعـد سنوات الكفاح البطولي والصمود في الستينات والسبعـينات، تحوّلت الساحة اليسارية بفعـل التهشيم والتهميش إلى فضاء للغـو، تتردد فيه “التحاليل” السطحية المبتذلة، وتسيطر عـليه الازدواجية بين ما يُقال عـلنا وما يقع البوح به سرا، وحيث يسعى كل “قائد” إلى تكريس “أناه” الصغـيرة، بكل ما تحمله من تعال وتخيلات وأوهام، معـتقدا أنّه عـنوان الحقيقة في مجالي النظرية والممارسة.
ولعـلّ من أهمّ العـبر والدروس التي يمكن استخلاصها، في علاقة بالانتفاضة الباسلة التي وقعـت أخيرا في تونس، استفحال بُعـد التيارات اليسارية عـن الواقع، إن لم نقل غـربتها عـنه، وعـدم قدرتها عـلى تحريك الشارع والفعـل فيه، مقارنة خاصة مع شباب الريف والجهات الداخلية، وامتداداتهم في المدن، وخاصة مدينة تونس.
هذا المعـطى وضع هذه النخبة أمام مأزق : إمّا الاعـتراف بمحدودية مساهمتها، وبالتالي الإقدام عـلى مراجعة الذات وتحديد العـوامل التي أدّت إلى شلّ فاعـلية مختلف المجموعات وإلى عـزلتها الواقعـية والفعـلية، وإمّا مواصلة نفس عـقلية الوصاية في التعامل مع الجماهير وقضاياها.
الطريق الأوّل صعـب ومرهق وباهظ التكاليف، وهو يقتضي العـمل في صمت ولمدّة طويلة، كما أنّه طريق غـير مأمون العـواقب. أمّا الطريق الثاني فسهل وميسور، وهو كفيل بأن يؤمّن لأصحابه الحضور تحت الأضواء البرّاقة، التي عادة ما تخفي خواء الفكر وفقر التحليل.
ولكن ما لا يدركه أصحاب التصوّر الثاني هو أنّ طريق التفاؤل المفرط ــ عـلى افتراض حسن النية ــ لن يؤدّي في النهاية إلا إلى الانتكاسة ومزيد الإحباط واليأس.
كيف تصرفت هذه النخبة؟
عـندما ندقق النظر في آليات التفكير والممارسة لدى المجموعات اليسارية، وعلاقتها بما استجدّ أخيرا، نرى أنّها مرت بمرحلتين اثنتين:
أولا : منذ أن انطلقت الأحداث في 17 ديسمبر 2010، وجدت هذه المجموعات نفسها في حالة ذهول وبهتة حول ما يدور حولها.
حاولت في البداية ” الالتحام” بالجماهير سواء مباشرة أو من خلال الهياكل النقابية القاعـدية. وكان كلّ عـمل تنجزه هذه الهياكل يقترن بلزوم التقيّد بإطار محدد سلفا، من أهمّ نقاطه: “قطع الطريق عـلى المزايدة”، وعـدم إحراج بيروقراطية الاتحاد.
ثانيا: منذ 14 جانفي وبعـد السقوط المدوّي للرئيس السابق، حاولت المجموعات اليسارية استباق الأحداث، فسارعـت إلى تنصيب نفسها وصيا عـلى الجماهير، بالرغـم من أنّها لا تملك في الحقيقة شيئا كبيرا يمكن أن تعـطيه.
اعـتمدت في سبيل تحقيق هذا الهدف عـلى خطاب عاطفي يستثير الانفعالات الجيّاشة، من خلال إعلاء سقف المطالب، وطلب تحقيقها الآن وهنا، باعـتبار أنّ ما حصل هو “ثورة شعـبية”.
فما الذي حدث بالضبط؟
انطلقت الشرارة الأولى للأحداث من واقعة محددة : شاب متعـلم، ينتمي إلى منطقة تعاني من الفوارق الجهوية المقيتة، وما ترتب عـنها من بؤس وحرمان، يُقدم في لحظة يأس وغـضب عـلى إحراق نفسه، ليس نتيجة الفقر والجوع فقط، بل خاصة نتيجة الظلم والإهانة والجبروت.
هذه الواقعة تحوّلت إلى “حدث”، رجّ الأرض رجّا، تداعى له الشباب والجماهير التي اكتوت طويلا بنيران الواقع المرير. لذلك انفجر بركان الغـضب سريعا، فشمل البوادي والأرياف والقرى المجاورة: من سيدي بوزيد، إلى الرقاب، إلى منزل بوزيان، إلى القصرين، إلى تالة. ثم عـمّ بعـد ذلك بشكل متفاوت بقية المناطق، وخاصة الأحياء الشعـبية عـلى تخوم تونس العاصمة.
كان العـنوان الأكثر جلاء للاحتجاجات هو الرفض، رفض الطغـيان ورمزه الأول، ورفض النظام وأزلامه.
ومنذ الفرار الجبان والذليل للرئيس السابق وأفراد عائلته، توقّفت جذوة الانتفاضة وخفّ بريقها، ولم تستمر إلاّ في شكل بعـض المظاهرات أو الاعـتصامات هنا أو هناك.
لم تكن مقتضيات الانتفاضة ومعـطياتها ( خاصة فجئيتها وسرعة إيقاعها) تسمح بتوليد قيادة أركان حقيقية أو تصورات برنامجية أو أدوات نضال ( أحزاب ــ جبهات…)، لذلك لم يقع رصد الدور الخطير الذي كانت تؤديه في الخفاء بعـض الدوائر الأجنبية (الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا)، وكذلك الدوائر المحلية (المؤسسة العـسكرية خاصة)، لإيقاف هذه الانتفاضة عـند حدود معـينة، و”إعادة الأمور إلى نصابها”، بعـد ترميم الصورة والمشهد.
من هنا نرى أنّ الانتفاضة، شأنها شأن الثورة، كيفية من كيفيات “التمرّد”. ولكن لكلّ منهما أوضاعه الخاصة وآثاره الواقعـية. لذلك يجب الوعي بما يميّز بينهما، باعـتبار أنّ هذا الوعي هو الشرط الضروري لضبط الممكنات التي يجب بلورتها في هذا الظرف بالذات.
فما هي الفروق الأساسية بين الانتفاضة والثورة ؟
أولا: الانتفاضة هي ردّ فعـل تلقائي وعـفوي، يمكن أن ينطلق في كلّ لحظة، دون تخطيط أو برنامج، لذلك لا يفرز بالضرورة قيادة له، ولا يرمي إلى نتائج محددة.
أمّا الثورة، فهي فعـل واعي ومنظم، يخضع لخطة دقيقة. إنّها مخاض سياسي وعـسكري، يهدم القديم ويبني عـلى أنقاضه الجديد. فهي إذن تحوّل نوعي ناتج عـن عـملية نمو تدريجي وتصاعـدي.
ثانيا: الانتفاضة تحمل في طيّاتها احتمالين، إذ يمكن إجهاضها عـن طريق التصفية أو التدجين، كما يمكن أن تتوفر لها السبل لتحقيق نجاح نسبي ومحدود، عكس الثورة التي لا تكون ــ عـلى الأقل في بدايتها ــ إلا ظافرة ومنتصرة.
الثورة تملك لكلّ شروط التحقق: حزب ثوري جماهيري ــ جبهة متراصة ومتحدة تضمّ كل الطبقات المضطهدة ــ جيش شعـبي. وهي تُتوّج بالضرورة بتحطيم النظام السياسي والاقتصادي السائد والإجهاز عـليه، وصولا إلى امتلاك الشعـب لحقّ تقرير مصيره.
الثورة لا تزيل فقط رموز الطغـيان، بل هي تزيل أسباب الطغـيان، وتحدد قبل ذلك الأسلوب الذي يمكّن من إزالة نظام الطغـيان واقتلاع أسسه.
إنّ إصرار البعـض عـلى إضفاء صفة “الثورة” عـلى ما حدث، دون تحليل أو برهنة، يعـبّر في أفضل الأحوال عـن شدّة ضغـط الهواجس والحسابات السياسة الآنية، وخاصة الرغـبة في إثبات الذات تفاديا للانقراض.
فلقد كانت هذه القوى اليسارية تعـيش في واقع من التآكل والتراجع وبداية الاندثار. فجأة “اكتشفت” أنّ الحدث يُمكن أن يقذف بها إلى الواجهة.
في هذا الإطار جاء ميلاد، التي أعـلن عـن تأسيسها في 20 جانفي 2011. وقد أثار الإعـلان عـن الجبهة الكثير من الالتباس والضبابية والغـموض، بالنظر خاصة إلى هزال مكوناتها، وكيفية انتقالها من التنافي والتجافي إلى الوحدة والعـمل المشترك، وكذلك حول مضمون برنامجها.
إذ تتشكل هذه الجبهة من مجموعات مختلفة، أو بالأحرى من نواتات صغـيرة، لا تملك المقوّمات الأساسية للحزب السياسي، الذي يملك عادة قيادات ذات كفاءات عالية، وقواعـد جماهيرية قوية.
من خلال تخصيص هذا الرأي، نرى أنّ المجموعات المكوّنة للجبهة تعـيش أوضاعا متفاوتة من الإرباك والارتباك.
فـ”حزب العـمال الشيوعي التونسي” PCOT))، هو استنساخ لتجربة PCOF))، دون تأصيل نظري أو سياسي خاص. وقد سار هذا الحزب في ركاب سلطة بن عـلي بعـد انقلاب 7 نوفمبر 1987، حيث أصدر جريدة قانونية “البديل”. كما تمّ توظيفه بشكل فج في الصراع ضدّ التيار الأصولي (قضية الكاسات). وقد عـرف هذا الحزب ضعـفا شديدا بعـد انسحاب مجموعة محمد الكيلاني في أواخر سنة 1993. وقد أعاد الحزب النظر في مواقفه السابقة وأبرم تحالفا مع التيار الأصولي في إطار “هـيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات”.
أماّ “حزب العـمل الوطني الديمقراطي”، فهو امتداد لمجموعة نقابية صغـيرة، معـروفة بتبعـيتها وذيليتها للبيروقراطية النقابية المسيطرة حاليا عـلى الاتحاد العام التونسي للشغـل. وقد كاد ينحصر جهد هذا الحزب في العـشرية الماضية، في الحقل النقابي، عـلى محاولة إيصال أحد العـناصر المقربة جدّا من قيادته إلى عـضوية المكتب التنفيذي للإتحاد، بما جعـله يعـيش تمزقا وتصدّعا في صفوفه.
وبالنسبة لـ”حركة الوطنيين الديمقراطيين”، فهي جناح أو جزء مما يُعـرف في الساحة السياسية بـ”الوطج”. وتعـيش هذه المجموعة الهلامية مأزقا حادا، نتيجة تصرّف أحد عـناصرها بمنطق “العـرّيف”، عـلى وزن “الفهّيم”، وهو ما جعـل عـناصر انتمت سابقا إلى هذه المجموعة ترفض الانضواء في صفوفها. وإضافة إلى التسلط، تعاني هذه المجموعة من تكلس فكري وسياسي فاضح.
وفي ما يخصّ “الوطنيون الديمقراطيون” (الوطد)، فيتعـلق الأمر بمجموعة نقابوية، شهدت ما يشبه التبخّر في أعـقاب فشلها في المؤتمر القطاعي للتعـليم الثانوي في أواخر مارس 2005. ومن المفارقات اللافتة للنظر أنّ النقاوة والطهرية التي تتظاهر بها هذه المجموعة، ترافقت مع تورّط بعـض عـناصرها النّافذة في ملف عـقاري ومالي أو بالأحرى في صفقة مشبوهة مع الحزب الحاكم وأجهزته الإدارية، يعـود تاريخها إلى جويلية سنة 1997، وهو ما يضع هذه المجموعة مدار احتراز واتهام.
وبالإضافة إلى هؤلاء، توجد مجموعة أخرى هي “رابطة اليسار العـمالي”، وهي مجموعة تروتسكية ــ ليبرالية، ذات نبرة احتجاجية عالية، ولكنها ضعـيفة جدا من حيث الانتشار.
وهناك أخيرا “اليساريون المستقلون”، وهم انشقاق عـن مجموعة، منشقة بدورها عـن “حزب العـمال”.
كما يكشف البيان الأوّل الذي أصدرته الجبهة عـن إجراء عـملية توحيد سريعة ومتسرعة بين مجموعات اتسمت العلاقة بينها في الماضي القريب بالصراع والاتهامات المتبادلة والاحتقان الشديد.
فكيف توصلت بهذه السرعة الغـريبة إلى الاتفاق؟
إنّ إغـفال الفروق والاختلافات والإعلان عـلى عجل عـن “وحدة”، وهو في الحقيقة وحدة وهمية، لا يمكن أن تفهم إلا عـلى أساس تأويل نفعي ــ مصلحي للواقع، ومحاولة بائسة لركوب نضالات الشعـب، ذلك أنّ الوحدة مهما كانت ضرورتها لا يمكن أن تكون حقيقية وصادقة إلاّ متى كانت تتويجا لصيرورة سجال ونقاش بين مقاربات متباينة وأطراف مختلفة.
إنّ غـياب الصراع الفكري والسياسي، كتمهيد لبناء الجبهة، يجعـل” الوحدة” بين مكوّناتها ملغـومة وهشة وقابلة للانفجار في كل لحظة.
من الوصاية إلى التنصيب
لم تستطع جبهة 14 جانفي مواجهة امتحان الواقع، بالنظر خاصة إلى ضعـف مكوناتها. لذلك تدحرجت شيئا فشيئا، بفعـل ضغـط الأحداث، إلى تغـيير وجهتها وقبول الالتقاء مع أعـداء الأمس القريب، بل والرضوخ إليهم.
فلئن لم يتضمن بيان 14 جانفي أيّة إشارة إلى المهام العـملية أو الآليات الكفيلة بتحقيق الأهداف المعـلنة، فإنّ المجموعات المكوّنة للجبهة “تفطنت” إلى هذه الضرورة لاحقا. إذ دعـت يوم الأربعاء 26 جانفي 2011 إلى تشكيل” المؤتمر الوطني لحماية الثورة”، وهو يضمّ في صفوفه كل القوى السياسية والمدنية، “التي تتبنّى مطالب الشعـب وتناضل من أجل تحقيقها”.
هذه المبادرة وقع تعـديلها وتجسيمها يوم الجمعة 11 فيفري 2011، من خلال إصدار بلاغ إعلامي، ممضى من قبل 28 طرف يمثلون مجموعة من “الهيئات والأحزاب والجمعـيات والمنظمات”. وقد اتفقت الأطراف المشاركة عـلى الدعـوة إلى إنشاء “المجلس الوطني لحماية الثورة”.
ويتضمّن هذا الإتفاق جملة من النقاط بالغة الخطورة، والتي تفرض الاحتراس واليقظة، انطلاقا من دواعي سياسية وأخلاقية، لا يمكن الاستهانة بها، مهما كان ضيق الحال، ومهما كانت الملابسات، ويتعـلق الأمر هنا بمسألتين:
أولا: أنّ هذا التجمع يضمّ العـديد من القوى والفعاليات المعادية: البيروقراطية النقابية ــ حركة النهضة (الإخوان المسلمين)…
فهل يتعـلق الأمر بتدبيج بيانات كيفما اتفق أم أنّ المسألة خضعـت للبحث والنظر؟ أو بصورة أوضح : هل يمكن أن تحمي الثورة قوى غـير ثورية؟
ثانيا: يدعـو البلاغ إلى تكوين “برلمان منصب” أو “سلطة موازية”، ممثلة من قوى سياسية، لها حق القرار والتشريع والمراقبة، خلال “الفترة الانتقالية”. ويتمّ المصادقة عـلى هذه الهيئة بمقتضى “مرسوم يصدره الرئيس المؤقت”.
إنّ كل هذا المشروع يقوم عـلى التكاذب المشترك وعـلى الخداع والغـش بين القوى التي أبرمت هذا البيان. كما أنّ طلب إصدار مرسوم للموافقة عـلى هذا المجلس يتعارض مع الموقف من “الحكومة المنصبة”، إذ كيف نقبل برئيس منصب ولا نقبل بحكومة منصبة؟
ولأنّ الجبهة، أو غـيرها من القوى الممضية عـلى البلاغ، لا تملك القدرة عـلى تجسيد مطلبها، فإنّها رأت أنّه من الضروري الاستناد إلى البيروقراطية النقابية حتى تسعـفها بإمكانية الضغـط، لذلك فوّضت لها عـملية التفاوض مع “الرئيس المؤقت”. كما أنّ البيروقراطية وجدت ضالتها في اعـتماد هذه القوى عـليها، وفي تبنّي كل مشروع مهما كان، لربح الوقت وتجنب كل محاسبة عـلى الخدمات الجليلة التي قدمتها لنظام بن عـلي ولممارستها الاستبداد والفساد داخل المنظمة النقابية. من هنا نفهم “التجميد” الذي آلت إليه مبادرة” اللقاء النقابي الديمقراطي”.
محاولة للتفسير
إنّ ما أصاب اليسار اليوم من وهن وتذرُر وعجز، يدفع ضرورة إلى وضع تجربة هذا اليسار عـلى محك النقد والمراجعة، وخاصة في مجالين : في مجال الرؤية والفكر وفي مجال العلاقة بالطبقات الشعـبية.
إذ تنطلق هذه المجموعات اليسارية من تصوّر يقرّ أولوية القضية السياسية وأولوية الفعـل السياسي. إذ هي ترى أنّ الوصول إلى السلطة، عـبر العـمل السياسي المباشر، يمكن أن يحقق كلّ المطالب: الحرية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والتطور الفكري..
الفرضية الضمنية لهذا النوع من التفكير هي التالية: التغـيير يبدأ من فوق، أي من السلطة، ثم يقع تعـميمه عـلى كافة نواحي الحياة.
هذا الخطاب، رغـم “جذريته”، في مستوى الظاهر فقط، هو خطاب يتماهى مع ما يسعى الفكر التقليدي السائد إلى إشاعـته وترسيخه، وخاصة تغـليب المصلحة الآنية المباشرة عـلى كل ما هو نظري ومعـرفي، وكذلك الانطلاق من الوحدة والاتفاق ونبذ التعـدد والاختلاف.
أماّ في مستوى العلاقة مع الطبقات الشعـبية، فإنّ ما يلاحظ هو عـزلة المجموعات اليسارية وعـدم قدرتها عـلى التوجه إلى الطبقات المضطهدة.
ولعـلّ أهمّ الأدلة عـلى ذلك أنّ الجماهير الفقيرة والمفقرة التي خرجت لمقاومة نظام الاستبداد والفساد في الفترة ما بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 رفضت الانضواء تحت راية أيّ تيار سياسي مهما كان (يساريا أو قوميا أو إسلاميا)، بل إنّ هذه المجموعات كلها لم تقدم شهيدا واحدا من قوافل شهداء الشعـب. فكيف يجرؤ البعـض عـلى تنصيب نفسه قيادة لشعـب لم يقدم من أجله التضحيات الضرورية؟
إنّ الجماهير المسحوقة التي قارعـت أعـتى الديكتاتوريات قادرة عـلى التصدي للمجموعات التي انغـمست في اللوصوصية بشكل ضمني أو صريح.
لا عيب في ملاء فراغ انتجته دكتاتورية دمويه.
فركوب الاحداث واجب على المثقفين لتأطير الجماهير
والكلام باسمهمالى حين مواجهة صناديق الانتخابات.
لكن النقطه الاهم بالنسبه للتوانسه ان تنحج الانتفاضه او الثوره سمها ما شئت.
في الديمقراطية الامريكيه ابدى كثير من الديمقراطيين تخوفهم على الديمقراطية عندما تبين ان الحزب الجمهوري صار في انحسار كبير بعد نجاح باراك اباما. هذا الموقف الذي يحاول الاطمأنان من عدم تدمير حزب مناهض لضمان استمرار الديمقراطيه موقف غريب عن حركات اليسار التونسي الذي كان يعادى الحركة الاسلاميه الى حد مناصرة الدكتاتوريه والانضمام الى وزارة الداخليه او حزب التجمع لضم الجهود ضد قوة حركة النهضه
لن يغفر التاريخ لليسار او بعض اعضائه هذا التوجه الجبان مع التجمع رغم ان الاسلاميين يرون في اليسار خصما نزيها الا ان اليسار ينظر للاسلاميين نظرة فوقيه.
في نهاية مقالك تتناسى تضحيات الاجيال الماضيه فدور قوةالقمع في انجاح هذه الثوره ما كانت لتكون لولا وجود مقاومة قوية ادت لقيام اقوى آلة قمع
والانفجار ما كان ليتم لولا قوة الضغط القمعي
les islamistes aussi tres tres dangereux
la conv.Tel Rached Gannouchi et Gaddafi !!!!il cherche qoui chez Gaddafi ? un nouveau EXIL ?
Rached Gannouchi doit donner son Nom EXACTE au peuple Tunisien
NIGHT HUNTER
Non-sence. Rached a explique son appel et il suffit de suivre les evenements pour etre au courant.
L’appel au fils a eu le resultat que le pere est sorti ne deuxieme fois et contredit son p[remier discour grace a l’appel de Rached.
Et puis c’est quoi l’histoire de son nom? Et a quel degres d’importance vous la placez?
Et qu’est ce que tous cela a avec l’article?
la Liberte’ du islamistes et RCdst,EX-agents de Securite’
seulement qlq. mois.
cons.le Nom de R.Gannouchi j’ai lu “que pendant son Exil a donner autre Nom .
en plus Abdulwahab El-Hani a confirme’.
pourait mieux servir ou pour sauver la TUNISIE sans Religion.
RELIGION UN HACHICH POUR DORMIR
MERCI
NIGHT HUNTER
Ya khouya c’est hors sujet mais j’ai jamais utilise mon midle name.
et c’est normal pour les tunisien pas, comme les egyptiens, d’utiliser un nom court.
En plus Le hachich de la religion c’est une vielle histoire.
Les franmasons comme Mohamed Nouri Jouini et Morjane et plein d’autres sont plus dangereux que le hchich dont tu parle
Ouvre toi l’espri et laissons les slogans pour travailler ensemble.
Reguarde ce qu’a fais nos frere d’alexandria. http://www.ismailalex.blogspot.com/
http://www.youtube.com/watch?v=poVThQIQKK8&feature=youtu.be
سي منير
مذا تعني بالتضحيات الضرورية ؟ عدد القتلي والمجاريح ؟ هل تعني بذلك أنه يجب الذهاب إلى المقابر؟
تعني بذلك أنه يجب المحاسبة بجثوث الموتى منذ الانتفاضة الأولى؟ أم هل نقول لا وطنيا بأتم معني الكلمة إن لم يكن ميتا لا يتنفّس ؟
و ماذا نعل بمن ماتوا قبل انتفاضة ديسمبر وموتهم لها علاقة بانتماءاتهم السياسية ؟
على محمل الجد، ليس هناك كعكة كبيرة لتقاسم علي الجميع ! هناك بلد للعمل في تركيب الطريقة السياسية التي تلبي معظم المواطنين وليس لدي أي شخص الحق في المطالبة أكثر من جاره بشيء متزعّما أنه قدم تضحيات أكثر منه. والدليل علي ذلك حسب معاني “التضحيات الضرورية ” أنه لم يقدّم الضروري في الوقت المناسب و برهان ذلك :انه لا يزال على قيد الحياة.
قوى تونس الحرّة
الآن، وبعد أربعين يوما من إسقاط رأس النظام في تونس ها نحن نعيش مناخا ثوريّا في مختلف الأقطار العربيّة ( مصر، ليبيا، اليمن، جيبوتي، العراق، المغرب،…). ولا شكّ أن الثورة متّجهة لا محالة إلى مناطق أخرى من العالم . إنّها ثورة عارمة ، جارفة شاملة لكلّ شعوب العالم. إنّها ثورة إجتماعيّة في المقام الأوّل سرعان ما إتّسعت رقعة أهدافها لتشمل ضرورة التغيير السياسي والثقافي للأنظمة الإستبداديّة في المقام الأوّل ( أنظمة العالم الثالث…) والأنظمة الديمقراطيّة الكلاسيكيّة المهترئة والتي تفقد شرعيّة الإرادة الشعبيّة كلّ يوم فتطالها الإحتجاجات والإعتصامات المناهضة للعولمة وآثارها المدمّرة ( أوربا وبعض دول أمريكا الشماليّة ).
إنّ بداية القرن الواحد والعشرين هو بداية عصر جديد لثورات جديدة وغير مسبوقة بعد ما كان القرن العشرين قرن الحروب المدمّرة والحروب الإستعماريّة والتطاحن القبلي والعرقي والدّيني … .
إنّ عصرنا الحديث هو عصر العولمة بإعتباره تدويلا لغنى فاحش وفقر قاتل طرفاه في تناقض تام. فمن ناحية تحكم الشركات متعدّدة الجنسيات والعابرة للقارات قبضتها على النسيج الإقتصادي بإبتلاع الشركات الوسطى وتدمير الشركات الصغرى، وتجد هذه الصقور الجديدة ( Prédateurs) في المنظّمة العاميّة للتجارة ( Organisation Mondiale du Commerce -OMC) الهيكل الأفضل لإزاحة الحدود الجمركيّة وإقتحام الأسواق عنوة وفرض قانون الغاب وبالتالي تحوّلت الدولة الوطنيّة إلى بيدق فاقد للإرادة مسلوب الوسائل عاجزا عن الدفاع عن النفس . كما تحوّلت المنظّمات الدوليّة وعلى رأسها منظّمة الأمم المتحدة وهيئاتها وخاصّة منها الجمعيّة العامّة إلى هياكل عاجزة تجتمع للتنديد والنصح والإرشاد والتهدئة .
أمّا الطرف الثاني في هذا التناقض فهي شعوب العا لم.وفعلا فقد عبّرت هذه الشعوب عن رفضها لآثار العولمة (الفقر المتزايد و آثاره السلبيّة على صحّة الإنسان وتمدرسه، التدمير الممنهج للثروات الطبيعيّة وآثارها على التدهور البيئي والتنمية المستديمة، تطوّر نسبة البطالة في كافّة أرجاء العالم وعجز الدول على إيجاد الحلول وكذلك الهشاشة في التشغيل وعدم إستقراره ، إذ أصبح المشغّلون أحرارا في غلق المؤسّسات وتحويل الإستثمار إلى أيّ جهة في العلم بحثا على اليد العاملة الرخيصة).
وقد غيّرت الشعوب وسائل نضالها لتتناسب مع حجم الدمار الذي يلحقها فتشكّلت النضالات في رابطات كونيّة وشبكات عالميّة أطلقت على نفسها ” المجتمع المدني الكوني” وراحت تبدع أشكالا جديدة في مقاومة صقور العالم الجدد كالإعتصامات الطويلة والتنقّلات الجماعيّة والبيانات والمهرجانات الفنيّة والتواصل على الشبكات الإجتماعيّة للأنترنات بطريقة مكثّفة وفعّالة وتحقيق إجماع إفتراضي على أهداف محدّدة مع المرور إلى تفعيلها واقعيّا في التحرّكات المناهضة للعولمة. ففي كلّ مرّة يجتمع فيها صقور العالم أو من يمثّلهم من الدول العظمى إلاّ وإصطدموا بملايين المتظاهرين والمعتصمين.
إنّ هذا النمط الجديد من النضال الذي تجاوز الحدود الوطنية ووسائل التعبير الكلاسيكية ( نقابات، أحزاب …) يعلن وبكلّ وضوح عن ميلاد عصر جديد لثورات جديدة كانت أوروبّا مسرحا لها في بداية هذا القرن وهاهي الثورة في البلاد العربيّة تتحوّل إلى واقع سريع الإنتشار ، عارم وجارف منطلقه ثورة تونس التي أسّست لعهد جديد من الثورات.
فلئن كانت الثورة في تونس، ثورة إجتماعيّة في المقام الأوّل فلأنّها ثورة ضدّ التهميش والتفقير ودوس الكرامة البشريّة، إنّها ثورة على الآثار المدمّرة لعولمة عنيفة، شكّل المهمّشون فيها القوّة الدافعة والجارّة لكافة الطبقات الأخرى حتّى تنظم إلى جمهور الثائرين، كما أبدع فيها شباب تونس من خلال إمتلاكهم لمهارة خرق الصنصرة وتجاوزها تكنولوجيّا وأسلوب التواصل وتبادل المعلومة عن طريق الشبكات الإجتماعيّة للأنترنات وفاجأ بأسلوبه دوائر التحكّم في المعلومة للنظام البائد.
فالمهمّشون بإعتبارهم القلب النابض لهذه الثورة هم الذين إستهدفتهم العولمة في المقام الأوّل وصنعت منهم جمهورا واسع العدد مصمّم على الذهاب بعيدا حتّى تحقيق أهدافه وعلى رأسها شغل قار يضمن الكرامة والعزّة البشريّة. ولأن تحقيق هذا الهدف الأساسي يرتبط عضويّا بمنوال جديد للتنمية يقضي على التهميش ويحدث توازنا جهويّا بين الجهات، ولأنّ هذا المنوال لا يتحقّق إلا بإزاحة العراقيل التي تقف أمامه وعلى رأسها نظام سياسي بائد، طائع، هزيل أمام صقور العالم وأسياده ، مستبدّ وغاشم تجاه الشعب، ولأنّ فئات أخرى ( طبقات إجتماعيّة بأكملها) تعرّضت وتتعرّض بإستمرار إلى الإستبداد السياسي الذي تمحور حول شخص في شكل عصابات تربط بينها علاقات دمويّة ومصاهرة مدعومة من تشكيلات سياسيّة وإعلاميّة تقتات من تقرّبها وتزلّفها لأفراد هذه العصابات، فقد أصبح من مصلحة هذه الطبقات الإنضمام إلى جمهور الثائرين فتتشكّلت بذلك ملامح الشعب الثائر وملامح الثورة الشعبيّة. وتتداخلت بذلك الشعارات الإجتماعيّة بالشعارات السياسيّة ( حريّة تعبير،العفو العام،إستقلال القضاء، تطهير الإدارة، حماية الثورة…) وتشكّل نسيج التحالف الشعبي بين قوى الثورة في صراعها مع قوى الثورة المضادة.
ولكن وبعد مرور أيّام من الثورة بدأ يبرز تصدّع داخل هذه القوى وهو تصدّع طبيعي ومنتظر بين فئات غير متجانسة تختلف في حدود أهدافها وقراءاتها وتأويلاتها للأحداث والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة :
فئات تكتفي بحكومة مؤقّتة وإن ضمّت أطرافا من الحزب البائد ولو كان في رئاسة الجمهوريّة والوزارة الأولى. تعبّر عن هذه الفئات قوى سياسيّة وإعلاميّة تهيّء لإنتخابات رئاسيّة وبرلمانيّة وفق ما ينصّ عليه الفصل 57 من الدستور أو غيره من المبرّرات القانونية أو الدستوريّة الواهية. وهي قوى لا ترى في الثورة إلاّ إصلاحا جزئيّا لمنظومة سياسيّة لم تتمكّن أن تكون طرفا في حكومة الإستبداد السابقة للرابع عشر من جانفي 2011 ، فالثورة هي فرصة للإنقضاض على السلطة كهدف في حدّ ذاته.
وقد إعتمدت هذه القوى على الفزّاعة الأمنيّة وتخويف الناس وإرباك الثوريين لحملهم على القبول بالأمر الواقع في إطار مؤامرات ومناورات مخابرتيّة محبوكة ترمي إلى التلاعب بالشعب الثائر وتوجيه سلوكه والسيطرة على أفعاله وتفكيره في إطار إستراتيجيّة تحكّم وتوجيه تهدف بشكل مفضوح إلى إفتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول وهو الأسلوب المنبني على ثلاثيّة ” المشكلة/التفاعل/الحل” والذي ينطلق بخلق أو تضخيم مشكل وإفتعال وضع ما ” الغاية منه إنتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور بحيث يدفعه إلى طلب حلّ يرضيه، من ذلك على سبيل المثال السماح بإنتشار العنف أو تنظيم هجمات دمويّة بصفة مقصودة وبواسطة ميليشيات مدرّبة على ذلك حتّى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة ولو على حساب الحريّة ” يضاف إلى هذه الأشكال إستراتيجيات أخرى تنبني على سياسة البكائيّات في محاولة لمخاطبة العاطفة بدل العقل والتوجّه إلى الجمهور على أساس أنّهم قصّر عاجزين عن تقديم الحلول مع تشجيعهم على إستحسان الرداءة في محاولة لتحويل مشاعر التمرّد لديهم إلى إحساس بالذنب.
وإستمرار هذه القوى في فعلها وتأويلها للأحداث يخرجها تدريجيا من دائرة قوى الثورة ويضغها في صفوف قوى الثورة المضادة ( رموز الحزب البائد وعصابات التخريب والفوضى الممنهجة…).
فئات إجتماعيّة لا تقبل بالحكومة المؤقّتة الحاليّة بإعتبارها حكومة تسعى إلى الإلتفاف على الثورة وقتلها في المهد وهي فئات إجتماعيّة تعبّر عنها قوى سياسيّة تطالب بإسقاط الحكومة وتشكيل مجلس وطني لحماية الثورة يراقب أداء الحكومة ويعدّ لإنتخاب مجلس وطني تأسيسي تنبثق عنه هياكل الدولة الجديدة. وهي قوى تتّجه إلى بناء الدولة بدءا من اعلى الهرم حتّى الوصول إلى قاعدته.دون مراعاة إرادة الشعب.
فئات إجتماعيّة تعبّر عنها قوى سياسيّة من ضمنها قوى تونس الحرّة تعتبر أنّ الثورة التي أزاحت رأس النظام قادرة على تشكيل هيئاتها الثوريّة وفق ما تقتضيه الظروف . وفعلا فقد خدمت الظروف والملابسات تشكيل مجالس لحماية الثورة في القرى والمدن وداخل الإدارات والمؤسّسات العموميّة والخاصّة والتي عملت ليلا ونهارا على حماية الممتلكات العامّة والخاصّة وقاومت المجرمين وفساد المسؤولين وتقاعصهم المتعمّد وتخليّهم على حماية المواطنين وتحرّض بعضهم على إتيان الجرائم وتفزيع الناس وإرهابهم وقد تحوّلت بعض هذه المجالس المحليّة بفعل تطوّر الأحداث إلى روابط أهليّة في كافة مناطق الجنوب وإستعدّت كما يجب لإستقبال الفارين من جحيم القذّافي المنهار وتهيئة ظروف إقامتهم المؤقّتة ونقلهم ومعالجة مرضاهم وتوفير المؤونة والطمأنينة في نفوسهم. وقامت هذه المجالس والروابط الأهليّة بعملها الإجتماعي والإنساني في تكاتف أعضائها من مختلف إختصاصاتهم الإجتماعيّة والعلميّة وبرهنت على قدرة وكفاءة عاليتين امام ذهول وهروب الهيئات القرويّة المزعومة والهيئات البلدية والمجالس الجهويّة السيّئة الصيت.
إنّ شعب تونس يبرهن أنّه قادر على حكم نفسه بنفسه وإبتداع هيئاته ويوظّف طاقات شبابه أحسن توظيف، وهو يواصل اليوم الدفع نحو تفعيل الدور المجتمعي والسياسي للهيئات والّلجان المحليّة والقطاعيّة لتصبح لجان مداولة وقرار هدفها لا فقط حماية الثورة بل مواصلة الثورة وإستكمال أهدافها، كافة أهدافها وعلى رأسها إسقاط النظام.
إنّ قوى تونس الحرّة وكافة أحرار هذا الوطن العزيز لا ينشطون داخل أجندات غيرهم ولا ينتظرون أحدا لإملاء أجندته بل يعزّزون أجندة الشعب التونسي الذي بادر وبدون إنتظار بتشكيل هيئاته وهو بكلّ إقتدار يستطيع أن يحوّل مجالس الدفاع عن الثورة إلى مجالس لبناء الدولة الجديدة بدءا من القاعدة : القرى، البلديات، الجهات وصولا إلى أعلى الهرم دون التقيّد بنواميس وصور هشّة إرتقت عند البعض إلى مستوى القداسة الدينيّة “الدولة لا تنبثق إلاّ من مجلس وطني تأسيسي”. فالدولة يمكن أن تولد خارج هذا الإطار والفارق الأساسي بين الرأيين من أعلى إلى أسفل أو من الأسفل إلى الأعلى هو أنّ الرأي الأوّل يرتبط بأجندات الآخرين وموازين قواهم وينتظر أن تضفى عليه الشرعيّة بصدور مرسوم في الغرض يشرّع لهذا المجلس الوطني ولانتخابات الجمعيّة التأسيسيّة وهو أمر غير مضمون النتائج وتوقّع حدوثه لا يزال ضئيلا. أمّا الرأي الثاني فهو بصدد التحقّق فمجالس حماية الثورة موجودة وتحوّلها إلى مجالس بناء الدولة الجديدة ممكن وبدون تراخيص أو مراسيم. ويوم يتمّ توسيع صلاحيات هذه المجالس الجديدة لتصبح فضاء لمداولات شعبيّة ( في حدود إختصاصها الترابي) قادرة على إتّخاذ قرارات فعليّة قابلة للتنفيذ وتؤمّن متابعة قراراتها وتأمين تقديم الخدمات والمرافق العامّة في حدود سلطاتها المحليّة أو الجهويّة وذلك إمّا عبر الهياكل الخدماتيّة والإداريّة القائمة أو عبر هياكل بديلة تبدعها الثورة لنفسها وترتئيها شكلا أكثر ديمقراطيّة وتمثيليّة وفعاليّة. ويوم يكون للجهات نوّابها المختارين على قاعدة الانتخابات الفرديّة يصبح أمر تحديد السلطات العليا للدولة أمرا هيّنا إذ عليه أن يستجيب لإرادة القواعد القرويّة والمحليّة والجهويّة.
وإعتقادنا راسخ نحن قوى الثورة ، قوى تونس الحرّة في أنّ منوال التنمية الذي يتشكّل في المركز لا يمكن أن يكون إلا مولودا مشوّها وفئويا غير قادر على تحقيق التنمية الدائمة والإيكولوجيّة إذ أنّ مثل هذا المنوال يكون عادة فاقدا للواقعيّة غير ضامن لانخراط شعبي حقيقي.
إنّ ما يحدث في تونس اليوم هو صراع قوى سياسية وإجتماعيّة تعبّر عن مصالح طبقية غير متجانسة بعضها إعترض وقاوم ولا يزال يقاوم الثورة وقد وضع نفسه في بوتقة الثورة المضادة وبعضه لا يزال ينازع المسافات التي تحتّمها أهداف كلّ طرف فيها وبين هذا وذاك تجاذبات في إتّجاهات مختلفة يكون أكثرها إصرار على إستكمال مشوار الثورة هو أقدرها على تأطيرها، وتوفير الدعم لها من خلال آليات تنظيميّة وبرنامجيّة على المستويات الإقتصادية والسياسيّة والإجتماعيّة والثقافيّة التي من شأنها أن تكرّس مضامينها الثوريّة.
عاشت ثورة تونس
عاشت قوى تونس الحرّة
( تونس في 26 فيفري 2011 )
جميل جدا أن ننساق وراء الأحلام. بناء الدولة سيدي يحتاج إلى أكبر من ذلك. ولا يمكن أن نبني تونس الجديدة دون أطر قانونية وهياكل تمثّل الدولة وتضبط الشّرعية وتوضّح لكلّ طرف صلاحياته وحدوده خاصّة.. وأنا أرى أنّ الكثير يحلم اليوم بصلاحيات مطلقة طمعا في تحقيق ثورته التي يحلم بها. الواقع خلاف ذلك تماما…
j’informe tous les responsables que un certain chennoufi yassin ex agent a la douane tunisienne a établi un reseau de vraie mafia au sein de la douane dont des membres de sa famille avant de demissionner tout en continuant ses activites de mafiosi avec le clan trabelsi comme pour la societe AMERICANA. Ce monsieur a acqueri des terrains,appartements et biens immobiliers au nom de sa mere .Il est actuellement en fuite au Liban.
Mr Jend. je veux prendre votre avis sur un sujet,vous ainsi que tous les professeurs et mème tous les tunisiens. Que dire d’un professeur,père de famille et, qui, en plus, ne rate aucune prière qui malgre cela,profite d’une situation particulière de l’une de ses èleves mineure-14 ans-et la viole.Apres quoi,il a l’audacede l’insulteret de la maltraiter.La pauvre,ètant tres jeune et ne sachant vers qui se tourner -issue d’une famille tres rèservee-a failli se suicider à maintes reprises.Son ètat psychologique se degrade, chaque jour un peu plus. Je veux l’aider ,punir ce salaud aider d’autres filles dans la mème situation et, pourquoi pas participer à la punition d’autres violeurs.Comment faireje veux écrire som nom ainsi que celui du lycée dans lequel il travaille,mais comme je n’ai aucune preuve,je suis bloquée malgré ma certitude de son inculpation