بقلم ناجي الحجلاوي،

 

لقد دأب أهل اللّغة على استعمال المثل وتوخّي المجاز لإنتاج المعنى بأكثر الوسائل بلاغة، والله قد صرّف في كتابه للنّاس من كلّ مثل، ولنا في هذا السّبيل أسوة حسنة فيما نهجه ابن المقفّع في كتابه كليلة ودمنة وما جرّ عليه هذا الكتاب سوأ لولا أنّه صرّح بما أراد في رسالة الصّحابة وانتقل بالكتابة من الإشارة إلى العبارة. ومازالت اللّغة تحتال على اللّغة باللّغة لتحقّق المراد وتنال المقصود، وفي هذا الإطار تندرج فقرة قصيرة حرّرها المهندس نبيل الحجلاوي على خلفيّة الحوادث الأليمة الّتي شهدتها مدينة سيدي بوزيد وقد ضرب فيها مثلا، واعتبر أنّ مَثَل فريق الجيش الّذي لم يتصدّ للأيادي الآثمة الّتي أحرقت الأخضر واليابس من المرافق الحيويّة كمثل الفئران الّتي تتطالّ من جحورها ولم يقل إنّ أفراد الجيش فئران وشتّان بين التّعبيرين. وليس المقصود بالعبارة الّتي استعملها الضّحيّة المعتقل الحطّ من قيمة الجيش الوطني وإنّما القصد أن يربو بشأن الجيش الوطني أن يكون فاعلا لما تفعله الفئران، فوجه الشّبه المتمثّل في الإحجام عن الفعل هو المراد، وعلى أيّة حال فإنّ المعنى الّذي أنتجه المثل المضروب ألغاه عقم التّقبّل، إذِ فُهم كلامه على أنّه سبّ. فأحيل نبيل الحجلاوي فورا إلى مركز الشّرطة حيث وجّهت له تُهم لا قِبَل له بها مثل توزيع المناشير والتّحريض على الفوضى والاعتداء على موظّف أثناء عمله ثمّ أُحيل على المحكمة العسكريّة بمدينة صفاقس، وقد حكمت هذه المحكمة بشهرين نافذين. وأمام هذا الأمر تصدّت ثلّة من المحامين الشّرفاء الّذين نذروا حياتهم إلى الدّفاع المستميت على الكلمة الحرّة وعلى قيمة الحرّية الّتي لا تتجزّأ، وكانت جلسة تبعث على النّخوة والاعتزاز بمناصرة الحقيقة والذّود عنها، ذكّرتنا بجلسات عديدة غصّتْ بها محاكمات الرّأي في مطلع الثّمانينات. وهذه الثّلة من الأساتذة المحامين الكرام هم:

ء          الأستاذ مبروك قسنطيني، ناشط سياسيّ وحقوقي، الممثّل لمنظّمة حريّة وإنصاف بصفاقس.
ء          الأستاذ شوقي عبد النّاظر عضو جمعيّة المحامين الشّبان وعضو بمنضّمة حريّة وإنصاف.
ء          الأستاذة كلثوم بدر الدّين ناشطة سياسيّة وحقوقيّة.
ء          الأستاذ حسين الحجلاوي ناشط سياسي وحقوقيّ.
ء          الأستاذة بسمة المناصري ناشطة سياسيّة وحقوقيّة.
ء          الأستاذ أحمد المعالج ناشط سياسي وحقوقي، عضو بمنضّمة حرّيّة وإنصاف.

وبناء على البلاء الحسن الّذي أبلاه هؤلاء الأساتذة في الكشف عن وجه الحقيقة، فقد تمكّنوا من إسقاط تهمتيْن لا حجّة تشهد بهما.
مازالت مسيرة إنتاج المعنى قائمة من أجل الوقوف على آثار الحقيقة ومحاصرة اللّبس ومقاومة الفهم الخطأ وذلك عبر المرحلة الاستئنافيّة الّتي ستتمّ بالمحكمة العسكريّة بتونس العاصمة وحول هؤلاء الأساتذة المكوّنين لهيأة الدّفاع المذكورة أعلاه تكوّنت لجنة وطنيّة تساندها وتشدّ على أياديها وتقف إلى جانب السّجين المظلوم وهي لجنة مفتوحة على كلّ القوى الحيّة والمناضلين الشّرفاء وأعضاء هذه اللّجنة إلى حدّ الآن هم:

ء          الأستاذ عبد السّتّار بن موسى: رئيس الرّابطة التّونسيّة للدّفاع على حقوق الإنسان.
ء          الدّكتور زهيّر بن يُوسف: رئيس الرّابطة المساعد
ء          الأستاذ عبد الوهّاب معطّر، ناشط سياسيّ وحقوقي
ء          الأستاذ عمّار عيدودي، ناشط سياسيّ ونقابي.
ء          الأستاذ مبروك كرشيد، ناشط سياسي وحقوقي.
ء          الأستاذ خالد اعواينيّة، ناشط سياسي وحقوقي.
ء          الأستاذ محمّد سعيد حمّادي، ناشط سياسي وحقوقي.
ء          لمين بوعزيزي جامعي و ناشط سياسي وحقوقي.
ء          عطيّة عثموني عضو منظمة العفو الدّولية و ناشط سياسي وحقوقي.
ء          محجوب النّصيبي نقابي وناشط سياسي وحقوقي.
ء          زهير الجويني وناشط سياسي وحقوقي ونقابي.
ء          فتحي بالحاج، الرّابطة العربيّة لحقوق الإنسان، وناشط سياسي.
ء      فوزي العبدولي ناشط حقوقي.