،بقلم ناجي الحجلاوي

أمّا قبل فهذا نصّ محضر البحث الّذي أدلى به المناضل نبيل الحجلاوي لدى مركز الشّرطة.

النّصّ:

عندما نشبت أعمال الحرق والتّخريب حاولتُ الاتّصال بأعوان الجيش لدعوتهم إلى التّدخل لإنقاذ المدينة وقد راعني أن بعض أعوان الجيش كانوا متواجدين بالقرب من أعمال التخريب والحرق غير أنهم لم يتدخلوا كما أنّني رأيتُ شابّا بصدد تكسير الأضواء العموميّة وجنديّا يحمل بندقيّة وراء ظهره أي بصدد ممارسة الحراسة وقد قدّم لهذا الشّاب قارورة ماء للشّرب وغسل وجهه دون أن يأمره هذا الجندي بالتّوقف عن أعماله التّخريبية، وقد أثّر هذا المشهد في نفسي ممّا دفعني إلى كتابة مقال لأظهر شهادتي أمام الله أنّي قد بلّغت.

على إثر هذه المشاهد المرعبة أُصيب المتهمّ بالذّهول وأُسقط في يده وعاد إلى منزله وكتب مقالا قصيرا يستنكر في مجمله ما حصل، ويبدو أنّ الخطأ الكبير الّذي ارتكبه هذا السّجين أنّه اعتقد أنّ الدّيمقراطيّة قد أرستْ أركانها وأنّ الحرّيّة قد ثبّتت أسسها، ولكن على أيّة حال يبقى السّؤال الأساسي مطروحا، وهو هل بمثل هذا يُجازى أبناء المدينة الّتي انطلقت منها شرارة الثّورة ثوْرة الكرامة والحرّيّة.

لقد نُقل نبيل الحجلاوي على جناح السُّرعة إلى صفاقس، حيث الإيقاف، ثمّ الحُكم عليه بشهرين سجنا. وإنّنا لنرجو الفرج بمناسبة الدّرجة الاستئنافيّة.