حقّ المنقبات في الدراسة و اجتياز الامتحانات بنقابهنّ، و في وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة و المرئيّة التي تستثمر ما في المشهد الديمقراطيّ الناشئ و تحوّله إلى نوع من الفرجة الشيّقة أو ما يسمّى “بالتاك شو”.
المواطن التونسيّ البسيط قد يجد صعوبة في متابعة الأحداث التي تتعاقب بسرعة. و كثافة المادّة الإخباريّة التي تتهاطل على رأسه كلّ يوم تضعه أمام مسائل بعضها أو أكثرها عصيّ على فهمه.
قد يساعده الإعلام على فهم بعض الأمور، و لكنّ الحذر واجب في التعامل مع ما نسمع و نقرأ، لأنّ هذا الإعلام الذي أخذ يستفيد من مناخ الحرية بعد الثورة مازال يتلمّس طريقه نحو المزيد من الحرفيّة و الحياد في نقل المعلومات و تحليلها بعد التثبّت من صدقيّتها و التحرّي حول مصادرها.
و لقد أجمعت وسائل الإعلام في تفسيرها لأسباب تأخير التصويت على مشروع التنظيم المؤقّت للسلطات العامّة
فأرجعتها إلى خلافات جوهريّة بين أعضاء اللجنة التي تعكف على مناقشة الورقة الذي تقدّمت بها الأحزاب المتحالفة، و هي خلافات مدارها توزيع الصلاحيات بين الرئاسات الثلاثة و النسب المطلوبة للتصويت على الدستور و منح الثقة أو حجبها عن الحكومة التي تشكّلت في الكواليس و مازالت ولادتها عرضة للتأجيل أو التأخير و ربّما الإجهاض!.
فالخلافات المذكورة تجاوزت قوى المعارضة فشملت أيضا التكتل و المؤتمر، و هو ما اعتبر مفاجأة غير متوقّعة و ضربة غادرة شبّهت من طرف قياديّ في حزب النهضة بالنيران الصديقة.
و يبدو أنّ حركة النهضة ستتلقّى المزيد من الضربات من معارضيها الذين خسروا الانتخابات و كوّنوا جدارا لصدّ مشاريعها و تعطيلها و لو بالتشويش عليها، و من الحزبين اللّذين دخلا معها في تحالف هشّ أخذت أركانه في التصدّع في أوّل امتحان له حين صوّت أعضاء من التكتّل و المؤتمر ضدّ مشروع القانون المنظّم للسلطات بعد أن أمضوا عليه مع حزب النهضة باعتباره مقترحا مشتركا من التحالف الذي توافق عليه. و التوافق لا يتيسّر إلاّ بعد دراسة كلّ النصوص دراسة مستفيضة، لذلك يعتبر موقف التكتل و المؤتمر تراجعا عن ذلك التوافق قد يتسبّب في إرباك للاتفاقات التي أبرمت بين المتحالفين.
و قد ساهم هذا الارتباك في ارتفاع أصوات تتّهم النهضة بالتخطيط لدكتاتوريّة جديدة من خلال الصلاحيات التي عزمت على منحها للحكومة مقابل “منصب شرفيّ لرئيس الدولة و سلطة صوريّة لرئيس المجلس التأسيسيّ”.
و لعلّ النهضة بما قدمته من مشاريع، تطالب بحقّها الشرعيّ في بعض الصلاحيّات باعتبارها الحزب الفائز بالنصيب الأوفر من أصوات الناخبين دون أن يدفعها ذلك إلى الانفراد بالحكم و التأسيس للجمهوريّة الثانية، لذلك طالبت بالتوافق و مازالت تسعى إليه رغم التذبذب الذي يعتري المتحالفين معها.
البداية إذن صعبة، و حبّة الديمقراطيّة في حاجة لبعض الوقت حتّى تُنبت سنابلها، و لكنّ صراع المناصب والصلاحيات قد يثير المزيد من الشكوك و المخاوف لدى الأطراف التي تروّج لها و تعبّر عنها في آن واحد.
لذلك نتوقّع أن يواصل هؤلاء تحويل الحبّة إلى قبّة في كلّ ما سيحدث و ما سيقال باعتباره السلاح الذي قد يساعدهم في تحقيق بعض المكاسب التي تسمّى حينا صلاحيّات و حينا آخر مناصب.
و أمام كلّ ما تقدّم ذكره، يسود الاعتقاد لدينا أنّ ما يحدث في جامعة منوبة لا يمكن أن يكون معزولا عن أحداث باردو، و أنّ الذين زرعوا بذور الفتنة بين الطلبة و الجامعيّين حول قضيّة جانبيّة دخيلة على مجتمعنا، إنّما أرادوا أن يصنعوا معركة في منوبة لتحقيق انتصار في باردو، و لسنا في ذلك مبالغين، فالمعركة حقيقة لا ينكرها
أحد بما في ذلك السيّد ديلو الذي يتحدّث عن إصابات مؤسفة بنيران صديقة.
أرجو فقط أن لا أكون أنا أيضا قد صنعت من الحبّة قبّة!
عبد الرزاق قيراط.
Mr Guirat, sur votre blog tu as changé le titre:
حرب المناصب في تونس.. أو كيف نحوّل الحبّة إلى القبّة
je vois qu’il est plus clair et mieux choisi;
en tout cas merci pour le reste et continuez à écrire!
c’est vrai Mr Jalel mais c’est normal:
يقول عماد الدين الأصفهاني : «إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غـير هذا لكان حسن ، و لو زيد هذا لكان يستحسن ، و لو قدم هذا لكان أفضل ، و لو ترك هذا لكان أجمل ، و هذا من أعظم العبر ، و هو دليل
على استيلاء النقص على جملة البشر
Cordialement,
si Abderrazak
Excellent article , wallahi j’attend toujour , et avec impatience vos articles , parceque la je trouve ( le facile impossible ) assahla al moumtanaa, excellente vision , excellent style , excellente explication , et aussi votre commentaire pour Mr Jalel montre votre niveau educatif et intellectuel , vraiment c’est un plaisir et une joie de voir quelcun comme vous publier .
pour l’article lui meme , c’est a dire le sujet lui meme , et ce a mon avis personnel , on doit donner un peu de temps a la constituante , pour arranger la maison sur de bonne base , parceque ce n’est plus un vote pour tous ou 99,99999999% , maintenant chaque voix compte .
pour ce qui ce passe dans nos universitees: je vois que c’est de l’immaturitee politiquo democratique qui reigne sur ceine .
on doit donner a chacun sa libertee de vivre , si une femme veux ce voiler , c’est son choix , si elle veux etre moderne c’est son choix aussi , autrement on est aller de l’extreme a l’extreme. et on est ( ommatan wasata) il faut qu’on soit equilibrer dans toutes nos decisions.
pour le journalisme: la , malheureusement il y a 2 categories: la premiere , sont les anciens du regime dechus( tabbala we zakkara ) et ils ont perdus leur soutien , mais ils essayent quand meme de s’integrer.
puis les nouveaux democrates qui essayent de trouver leurs chemains.
Pour les autres evenements ( violence) qui ce passe de ci et de la , ce n’est que de ceux qui etaient avec les dechus( ben ali -kadhafi) , et qu’ils sont directement ou indirectement impliquer , les mains quachees de ben ali et les trabelsis sont partout et leurs but est de destabiliser la democratie en Tunisie .
merci pour un excellent article .
cordialement et patriotiquement
wild el bled
USA.
@ wild elbled
أيها الأخ الرائع ولد البلادأحييك و أشكرك من كلّ قلبي بل أقدم لك
ألف شكر على كرمك المتجدد فقد أعدت لي بعض الثقة في نفسي بعد أن أصابني شيء من القنوط و انا أرى مقالتي تبحث عن قارئ يفتح لها أبواب عقله و يسمح لها بالحلول ضيفة على تفكيره، أعلم انّ أغلب قراء نواة يفضلون الفرنسيّة و لكنّي أعلم أيضا أنّ للعربيّة عشاقها و انا أكتب لهم كما أكتب لنفسي و أدعوهم ليشاركوني لذّة ما أكتبه بصدق و برغبة في تقديم الافادة لا غير، لذلك فإنّ الاعتراف ببعض الفضل حين يأتينا من قرائنا لا يزيدنا إلا قناعة على المضيّ قدمافي المساهمة بما نراه صالحا لوطننا الجديد كما أشكرك يا ولد البلاد على ما تضيفه من أفكار بنّاءة و توضيحات مفيدة تعكس تجربتك الشخصيّة الثريّة دونما شكّ و لقد استوقفني حديثكم عن التسامح الذي نحتاجه لقبول جميع التعابير عن الخيارات الشخصيّة التي تدخل في إطار
الحرية الفرديّة و حسنا فعلت بالقول إننا امة وسطا فليتنا نفهم المقاصد من ذلك
و ختاما دمت لنا و لنواة قارئا مخلصا و صديقا و اخا
أخوك عبد الرزاق قيراط