الشيخ راشد الغنوشـي وعبد الإله بـن كيـران يتحـدثان لـ«صـوت إسـرائيـل» 1–
سجّل الزعماء الإسلاميون الجدد لكل من حزب النهضة الإسلامي في تونس ، وحزب العدالة و التنمية في المغرب الجدد في منتدى دافوس،
يوم الجمعة 27 يناير/ جانفي 2012، عدداً من المواقف اللافتة التي في مجال التطبيع مع إسرايل، قد تساهم في توسيع دائرة التساؤلات حول صعود القوى الإسلامية في المنطقة ومستقبل علاقاتها مع القضايا الإقليمية الأساسية. وتمثل أولها بالحديث إلى إذاعة «صوت إسرائيل» للشيخ راشد الغنوشي ،زعيم حركة «النهضة » الإسلامية وعبد الإله بن كيران رئيس الوزراء المغربي ، حيث قالا بأن مستقبل علاقات حكومتيهما مع الدولة الإسرائيلية «يحكمه التوصل إلى حلّ للقضية الفلسطينية»، فيما طلبوا الدعم من الدول الغربية، محاولين التشديد على «اعتدال» حركاتهم الإسلامية بعبارة توجّهوا بها إلى الغربيين أكثر من مرة هي: «ماذا تريدون أكثر من ذلك؟.».
فقد أكدت إذاعة «صوت إسرائيل» على موقعها الالكتروني الناطق بالعربية إن زعيم حركة «النهضة» الإسلامية التونسية الشيخ راشد الغنوشي ورئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران، قالا لمندوب الإذاعة الإسرائيلية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن «على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم بشأن طبيعة علاقاتهم مع إسرائيل»، وذكرت الإذاعة أنهما «أكدا أن الحركات الإسلامية ستتصرف بموجب القرار الفلسطيني». ورأى الغنوشي أن «مستقبل علاقات بلاده مع اسرائيل يحكمه التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية»( ).
ويأتي هذا الحديث للشيخ راشد الغنوشي متسقاً مع الزيارة التي قام بها للولايات المتحدة الأميركية في شهر ديسمبر 2011،حيث كشفت مصادر أكاديمية عربية وأميركية في واشنطن أن زعيم تنظيم الأخوان المسلمين «حركة النهضة» في تونس ،الشيخ راشد الغنوشي، قد حل ضيفا في الشهر الماضي على «معهد سياسات الشرق الأدنى » في العاصمة الأميركية ، المعروف بأنه « المعقل الفكري» للمحافظين الأميركيين الجدد وغلاة المتعصبين لإسرائيل والحركة الصهيونية في الولايات المتحدة .
وقالت هذه المصادر إن الشيخ راشد الغنوشي الذي كان ممنوعا طوال 20 عاما من دخول الولايات المتحدة على خلفية تصريحاته في العام 1991 دعما لصدام حسين وتهديداته باستهداف الولايات المتحدة، وصل إلى الولايات المتحدة بدعوة من مجموعة «الإيباك» (لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية) و « معهد سياسات الشرق الأدنى» ومراكز أخرى شبه حكومية بهدف « تقديم منظورات سياسية مستقبلية للباحثين وصانعي القرار في العاصمة الأميركية عن دور الأخوان المسلمين في تونس وشمال أفريقيا والعالم العربي ،وعلاقتهم بالولايات المتحدة في المستقبل ، و رؤيتهم للصراع العربي ـ الإسرائيلي».
وكشف الباحث في معهد سياسات الشرق الأدنى ، مارتن كريمر ، لـصحيفة «الحقيقة» أن الغنوشي « تنصل في جلسة خاصة من تصريحاته السابقة الداعمة لحماس وحكومتها في غزة ، ومن موقفه الذي دعم فيه حكومة الطالبان الأفغانية في مواجهة الولايات المتحدة ، ولكن بعد أن رفض تسجيل حديثه»! وقال كريمر « عندما سألناه عن ذلك ، قال إني لا أذكر تصريحات من هذا النوع ، وعندها عرضنا له تسجيلا مصورا ، فأسقط في يده»!.
على الصعيد نفسه ، كشفت مجلة « ويكي ستاندارد » التابعة للمحافظين الجدد أن الغنوشي، وخلال جلسة مع باحثي المعهد أكد أن الدستور التونسي «لن يتضمن إشارات معادية لإسرائيل أو الصهيونية» ، وأنه « لم يعد يتفق مع مقولة إيران وآية الله الخميني عن أن الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر» . وبحسب مارتن كريمر ، فإن الغنوشي وحركته أصبحا اليوم ، بعد ثلاثة عقود من تبني الإسلام الجهادي المعادي للغرب ، جزءا مما بات يسمى اليوم بـ«الإسلام التركي ـ الأطلسي».
2-حركة النهضة الإسلامية و الموقف من التطبيع
عندما كان الشيخ راشد الغنوشي في المعارضة، قبل اندلاع الثورة التونسية، كانت حركة النهضة الإسلامية التي يتزعمها، تعتبر أكبر حركة معارضة جدية للحكم التونسي نظرا لثقلها السياسي و الشعبي ، و وزنها على صعيد العالم الإسلامي ، و مجموعة صغيرة من حزب التحرير ، و مجموعة صغيرة من جماعة التبليغ ، و جبهة الإنقاذ الإسلامية التونسية ، و هي مجموعة ظهرت تأثرا بالجبهة الإسلامية للانقاذ الجزائرية، تعارض التطبيع مع الكيان الصهيوني . .
وكانت حركة النهضة الإسلامية تشكل طرفا سياسيا مهما على الساحة التونسية ، كان يوازن بقوته قوة الدولة التونسية في عقد الثمانينات و بداية التسعينات ، قبل أن يتم ضرب بنيتها التنظيمية و الشعبية في تونس . و تتميز حركة النهضة التونسية عن سائر الحركات الإسلامية العربية و الإسلامية ، أنها تجسد خطا إسلاميا مستنيرا ، يحاول أن يجسد قطيعة مع الإيديولوجيا التقليدية و المنهج التقليدي . و على الصعيد السياسي تعتبر القضية الفلسطينية حقا للأمة لا يجوز التنازل عنه ، و تدعو إلى السعي لتحريرها و رفض الحلول غير العادلة ، و التهافت على التطبيع مع الكيان الصهيوني ، مهما كانت المبررات و المنافع . و هي بذلك تسير على خطى الحركات الإسلامية الجهادية في العالم العربي التي تقاوم الآن الكيان الصهيوني و العربدة الأمريكية .
و ينبع هذا الموقف الأصيل لحركة النهضة إزاء قضية فلسطين و التطبيع من قراءتها الصحيحة لدور الإسلام التاريخي في تحرير فلسطين ، و استعادة كامل الحقوق المغتصبة .
و قد عبرت حركة النهضة عن معارضتها لتصفية القضية الفلسطينية ، و فرض التطبيع على الشعب التونسي بالقوة و القسر ، إذ تعتبر أن ما قامت به الحكومة التونسية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ، لا يمثل الشعب التونسي و قواه الحية الرافضة للاستسلام ، إذ إن تلك الخطوة من التقارب بين الحكم التونسي و الكيان الصهيوني في عام 1994، كانت تشكل مساندة صريحة و متبادلة لإرهاب الدولة الذي تمارسه «إسرائيل » في فلسطين و لبنان.
و حركة النهضة التي تتناقض مع سياسات الحكومة التونسية في عهد علي و خياراتها ، طالبت بإغلاق المكتب الصهيوني و قطع العلاقات الدبلوماسية مع الصهاينة ، و دعت الشعب التونسي و قواه الحية إلى التمسك بالثوابت الإسلامية و الوطنية ، و معارضة سياسة التراجع و التنازلات للعدو الصهيوني ، و أكدت أهمية الموقف العربي و الإسلامي المتضامن في التعامل مع الغطرسة الصهيونية ، و مواجهة سياسات الهيمنة و التمييز التي يمارسها التحالف الأميركي-الصهيوني ضد العرب و المسلمين .
مازال الموقف من القضية الفلسطينية يشكل في الذهن الجماعي التونسي حدا فاصلا بين العداء و التطبيع مع الكيان الصهيوني ، على الرغم من أننا لم نعد نشهد في تونس مظاهرات شعبية كما في السابق بمجرد حدوث صدام مسلح بين العرب و الفلسطينيين من جهة ، والصهاينة من جهة أخرى . و منذ أن تم توقيع اتفاقات اوسلو-واشنطن القاهرة بين القيادة الصهيونية و قيادة الفلسطينية في 13 سبتمبر 1993، و تقديم المحيطين بياسر عرفات و النظام التونسي ذلك الاتفاق و كأنه النصر الحاسم و مفتاح الدولة الفلسطينية الذي كان مفقودا و تم العثور عليه ، تباينت المواقف من التطبيع مع العدو الصهيوني في صفوف المعارضة التونسية بين مؤيدين لخط التسوية ، الذين يرون في الحكم الذاتي الفلسطيني المحدود هو طريق الاستقلال ذاته الذي ارتضته السلطة الفلسطينية ، و بين معارضين لكل ذلك جملة و تفصيلا ن معتبرين ان الانخراط في الكفاح من أجل تحرير فلسطين و معاداة الكيان الصهيوني ، كان و مازال يعتبر واجبا قوميا و دينيا ، و يشكل احد المقومات و الثوابت الوطنية للشعب التونسي .
3-المعارضة اليسارية و الموقف من التطبيع
تعتبر المعارضة اليسارية اقدم وجودا على الساحة السياسية التونسية ، إذ إنه تم تأسيس أول تنظيم شيوعي في تونس في أواخر 1921 بصفته جناحا تابعا للفرع الفرنسي للأممية الشيوعية .و على الرغم من أن الشيوعيين التونسيين قد تصدوا للصهيونية من مواقع نظرية منذ العشرينات ، و قدموا على صفحات جريدتهم« المستقبل الاجتماعي » الناطقة باللغة الفرنسية عدة مقالات حول الصهيونية ، و طرحوا شعارات صحيحة ( عروبة فلسطين ، اعتبار الصهيونية أداة في أيدي الامبريالية الانكليزية ، انتفاء الطابع القومي عن الحركة الصهيونية ) ، إلا أن تحليلاتهم هذه كانت تنطوي على ثغرات كبيرة ، نوجزها على النحو الآتي :
-تفريغ صهيونية ، تيودور هرتزل من أي مضمون سياسي و تحميلها مضامين انسانية و خيرية فقط .
-اختزال التفاوتات الطبقية لليهود المتواجدين في أوروبا إلى برجوازية كبرى و بروليتاريا ، وعدم التعرض إلى الدور الكبير الذي لعبته الطبقة الوسطى في الحركة الصهيونية العالمية .
-النظر الى الحركة الصهيونية العالمية المرتبطة عضويا بالحركة الامبريالية العالمية بوصفها مجرد مستغل لقوة العرب من دون رؤية الحركة الصهيونية كممثل لمصالح البرجوازيين اليهود الكبار ، التي كانت تريد تشديد قبضة استغلالها على يهود العالم في مرحلة الامبريالية ن و التي كان لها مشروعا يتمثل في إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين .
و في سنة 1947 سقط الحزب الشيوعي التونسي في خطأ تاريخي قاتل حين ساند موقف الاتحاد السوفياتي المتعلق بقرار التقسيم لفلسطين من قبل منظمة الأمم المتحدة . و قد اعتبر الحزب الشيوعي التونسي قرار التقسيم ضربة قاصمة للامبريالية البريطانية و حلفائها العرب المنضوين تحت لواء منظمة الجامعة العربية . و يقول في تبريره لهذا الموقف : إن الامبريالية الانكلو-سكسونية لم تنجح في السيطرة على فلسطين و في إجهاض انعتاقها التام إلا بالتفرقة بين العرب و اليهود في فلسطين . و يضيف : ان الحزب بعد ان كان ينفي نفيا قاطعا وجود امة يهودية تماشيا مع موقف ماركس و لينين في هذه المسألة ،
أصبح يرى في المجموعات التراكمية من المستوطنين الصهاينة الذين يحملون صفات بلدانهم الأصلية و مميزاتها قومية يهودية في طريق النشوء و التطور .
و تأسيسا على هذا الموقف التاريخي الخاطئ على طول الخط و الذي لم يقم الحزب الشيوعي التونسي بمراجعته ابدا ، أيد الحزب المذكور – الذي يتزعمه الآن محمد حرمل و يعتبر واحدا من الأحزاب الستة المعترف بها رسميا في تونس – اتفاق اوسلو، انطلاقا من تبني مبدأ « القبول بما يقبله الفلسطينيون » الذي يعني في الواقع السياسي العملي الوقوف دائما مع ما تقرره سياسةالسلطة الفلسطينية .
و الحال هذه أيد الحزب الشيوعي التونسي (حركة التجديد الآن) عملية السلام الجارية وفق الشروط الأمريكية-الصهيونية ، و ساند موقف الحكومة التونسية في إقامة علاقات دبلوماسية بين تونس و الكيان الصهيوني ، و بالتالي الهرولة نحو التطبيع مع العدو .
أما التجمع الاشتراكي التقدمي( الحزب الديمقراطي التقدمي ) الذي يتزعمه المحامي أحمد نجيب الشابي ، فهو حزب معترف به رسميا و حديث النشأة ، إذ يعود تأسيسه إلى عقد الثمانينات و يسعى لتجميع الفصائل اليسارية و العروبية في إطار حزب قومي واحد يتبنى الاشتراكية الديمقراطية ، و إن كان قد فشل في مهمته هذه, يعتبر هذا الحزب ذو الجذور القومية البعثية و التوجهات الاشتراكية الديمقراطية ان عملية التطبيع ، أو عملية التسليم بحق الصهاينة في اغتصاب أرض فلسطين ، و إقامة سلام غير عادل مع العرب ، يخدم بالكامل مصالح الكيان الصهيوني .
و لا شك أن هذا الحزب يرفض عملية السلام الجارية الآن ، و يقول أمينه العام الشابي : بأن حزبه يتميز عن بقية الأحزاب و عن الرأي العام بأنه يصيح بالموقف المعارض لعملية التطبيع سواء في العلاقات العربية «الاسرائيلية» بشكل عام ، او موقف الحكومة التونسية إزاء عملية التطبيع . و قد عبرنا عن كل هذه المواقف عن رفضنا لعملية التطبيع باعتبارها وليد ظرف غير موات للعرب ، و نحن نعتقد بأن ما لا يقوم على العدل هو زائل بزوال ظروفه .
و ينبع هذا الموقف الرافض للتطبيع ، من الرؤية الايديولوجية القومية العربية المترسخة في اوساط هذا الحزب الصغير ، و انطلاقا من اختلافه التاريخي منذ نشأته مع الشيوعية التقليدية التي يتبناها الحزب الشيوعي التونسي .
حزب العمال الشيوعي التونسي ينحدر من بقايا المجموعات اليسارية التي نشأت في نهاية الستينات ، و عرفت انقسامات حادة في عقد السبعينات بسبب ولاءتها الخارجية للمدارس الفكرية الشيوعية العالمية بين موسكو و بكين و تيرانا ، و لذلك بسبب الموقف من المسألة الاجتماعية . و يعتبر هذا الحزب الماركسي اللينيني الذي يتزعمه حمه الهمامي متفردا في رؤيته ازاء قضية فلسطين ، فهو على الرغم من أنه يجسد الخط الستاليني على صعيد نمط تفكيره الايديولوجي ، إلا انه يرفض و باطلاقية الاعتراف بشرعنة اغتصاب الكيان الصهيوني لفلسطين ، و يدعو في الوقت عينه إلى تحرير فلسطين . و هو حزب غير معترف به رسميا . و قد أصدر هذا الحزب بيانا ادان فيه خيار التطبيع و قرار فتح مكتب اتصال لرعاية مصالح العدو الصهيوني بتونس ، حيث جاء في البيان الموقع في شباط 1996 ، ما يلي « إن حزب العمال الشيوعي التونسي اعتبر و مازال يؤكد بان الهرولة التي لجات إليها الأنظمة المنخرطة في مشروع تصفية القضية الفلسطينية و على رأسها النظام التونسي ، ما هي الا تنفيذ لخطة امبريالية صهيونية ترمي إلى التخلص من القضية الفلسطينية و قبرها و السيطرة كليا على الوطن العربي ، ذلك ان التطبيع هو حجر الزاوية في الترتيبات الأمريكية الجديدة في كامل المنطقة العربية ، لأنه يكرس استسلاما تاريخيا للاستعمار الصهيوني على جميع الواجهات» .
أما حركة الوحدة الشعبية التي كان يتزعمها أحمد بن صالح ، و الذي ينحدر من الحزب الحاكم باعتباره قائدا للتجربة الاشتراكية الدستورية في تونس خلال عقد الستينات ؟، فتعتبر حركة قومية عروبية و اشتراكية ديمقراطية في الوقت عينه ، و تربط بين العروبة و الاسلام ، و تعمل من أجل الوحدة العربية . و الحال هذه ، فهي حركة غير معترف بها رسميا و لديها موقف معاد للتطبيع مع العدو الصهيوني .
4-المعارضة القومية و الموقف من التطبيع
على الرغم من اختلاف مرجعياتها الايديولوجية ، الناصرية و البعث ، و توزعها على مجموعات صغيرة ، إلا أن موقفها من التطبيع ثابت و لم يتغير ذلك ان هذه المعارضة تعتبر القضية الفلسطينية قضية عربية مركزية ، و لا تعترف بوجود الكيان الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين ،و تدعو إلى انتهاج سياسة التحرير ، و هي ضد عملية السلام الجارية . و أبرز قسمات هذه المعارضة :
-مجموعة المحامي البشير الصيد (اتجاه ناصري ).
-حركة الطليعية العربية التي يتزعمها المحامي عبد الرحمن الهاني ، (اتجاه ناصري).
-العصمتيون و هم مجموعة صغيرة تنتسب للمفكر المصري الراحل عمت سيف الدولة .
-جبهة تحرير تونس ، و من أبرز رموزها المرحوم ابراهيم طوبال ، و هي من بقايا المعارضة اليوسفية التي تأثرت بموجة القومية العربية في الخمسينات .
-البعث العراقي ، بالإضافة إلى وجود رموز قومية مستقلة عديدة .
و يعتبر نشاط هذه المجموعة محظورا ,و لذا فهي لا تصدر نشرات علنية تعبر من خلالها عن مواقفها السياسية من الأحداث الجارية .
غير انه يوجد حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي كان يتزعمه عبد الرحمن التليلي( و هو لآن في السجن) -و يتولى قيادة الحزب الآن أحمد الإينوبلي بدلا منه – و يضم العناصر القومية الموالية للحكم التونسي ، و يتبنى بالكامل سياسة السلطة التونسية فيما يتعلق بالاعتراف بالكيان الصهيوني و التطبيع معه . و هذا الحزب المعترف به رسميا ، اوجدته السلطات التونسية ، لمنع تبلور و وجود حزب قومي راديكالي في تونس و لشق صفوف القوميين .
5-المعارضة الليبرالية و الموقف من التطبيع
تتكون المعارضة الليبرالية من الأحزاب السياسية التي ولدت نتاج عمليات متتالية من الانشقاقات داخل الحزب الحاكم و من أبرز هذه الأحزاب ن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ، التي كان يتزعمها الدكتور محمد مواعدة قبل أن يصدر حكما بسجنه لمدة 11 عاما ، و التي لها 10 مقاعد في البرلمان التونسي السابق على الثورة ,و حزب الوحدة الشعبية التي يتزعمها محمد بو شيحة ، و الحزب الاجتماعي للتقدم ، الذي يتزعمه منير الباجي ، و هو من دعاة الليبرالية الاقتصادية المطلقة .
هذه الأحزاب الثلاثة التي كانت معترفا بها رسميا من قبل النظام المخلوع السابق ,تبنت مواقف السلطات التونسية في كل مرتكزات سياستها الخارجية ن و إزاء القضية الفلسطينية . و الحال هذه تبنت مواقف و سياسة عرفات منذ بدء مسار عملية السلام باعتبارها المرجعية الفلسطينية الوحيدة التي تتبناها عموما القوى السياسية المغاربية ، و بوجه خاص المعارضة الرسمية المعترف بها .
و يشذ عن هذه المعارضة الليبرالية الحزب الحر الدستوري التونسي الذي يعتبر الحزب التاريخي ن الذي انبثق عنه الحزب الحاكم ، و الذي يعتبر استمرارا لخط القائد العروبي و الاسلامي التونسي عبد العزيز الثعالبي . و قد أصدر هذا الحزب عدة بيانات خلال هذا السنوات الماضية أدان فيها بشدة سياسة الحكم التونسي الذي فتح سفارة «لإسرائيل» في تونس ، و استضاف مؤتمر قساوسة شمال افريقيا الذي أشرف عليه البابا شخصيا و أباح تونس لآلاف من الصهاينة الذين اجتاحوا في يوم الاحتفال لما يسمى مهرجان الغربية بمدينة جربة ، حيث أقيم لهذا الغرض جسر جوي بين تونس و تل أبيب نقل أكثر من 2000 إسرائيلي من فلسطين المحتلة ، كما أقر تنظيم رحلات شرتار لنقل 3000 من يهود الشتات من مختلف أصقاع العالم .
و يرفض هذا الحزب رفضا صارما التطبيع مع الكيان الصهيوني .
6-تونس و التطبيع مع الكيان الصهيوني
إذا كانت مثل هزيمة حزيران / يونيو 1967 ، و توقيع اتفاقيات كمب ديفيد عام 1978 ، و معاهدة السلام المصرية مع الكيان الصهيوني عام 1979، قد شكلت اتجاها ً تاريخيا ًبالغ التعقيد نحو التسوية للصراع العربي – الصهيوني ، فإن اتفاقيات أوسلو عام 1993 ، ومعاهدة وادي عربة الأردنية –الصهيونية عام 1994، قد دفعت الدول العربية إلى الترويج لمقولة مفادها أن التطبيع و السلام مع الكيان الصهيوني أصبحا وشيكين للغاية و تاليا يتعين على الدول العربية ، و لا سيما منها المغاربية ، الإسراع في الرهان على « الكعكة الصهيونية » قبل فوات الأوان . و منذ توقيع اتفاق أوسلو بين الحكومة الصهيونية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، قدمت الحكومات في دول المغرب العربي(تونس و المغرب، وموريتانيا) ، ذلك الإتفاق و كأنه النصر الحاسم للقضية الفلســــــــطينية و مفتاح « الدولة الفلسطينية المستقلة » الذي كان مفقودا ً و تم العثور عليه ، وفقا ً لســـياسة «خذ و طالب » التي اعتمدها القادة المغاربيون في عملية الانتقال من مرحلة الاستعمار إلى مرحلة الاستقلال .
قبل تحليل التزام الدول المغاربية تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني ، علينا أن نبحث في نشاط الحركة الصهيونية العالمية داخل البلدان المغاربية التي تعيش بين ظهرانيها جاليات يهودية ، و في وعي القضية الفلسطينية في العقل الجماعي المغاربي .
(1)-صحيفة السفير اللبنانية، تاريخ 28 يناير/ جانفي 2012
نبتت الأحزاب الشيوعية العربية بغـرس ورعاية اليهود في مصر والعراق غير أن المهم في هذا المجال بالذات مواقف الشيوعيين الـعــرب من القضية الفلسطينية، أي: موقـفـهم من قضية الأمة الإسلامية في معركتها المصيرية، وإذا كــان يحـق للاتحاد السـوفـيـيتي أن يتصرف كدولة، وأن يعمل وفق مصالحه ـ وإن خالفت مصالح الآخرين ـ فكيف يحق لمواطنين عرب أن يصروا على التعامل معه والتبعية له باعتبار أنه عقيدة لا دولة، وأنه يعـمـل وفق المبادئ لا المصالح، وأن يتبنوا بالتالي مواقف تلك الدولة التي لا تأبه إلا لمصالحها، ولا تعمل إلا لتنفيذ مخططاتها القريبة والبعيدة.
وتجدر الإشارة إلـى أن الأحزاب الشيوعية العربية اشتركت في تأييد تقسيم فلسطين، وفي الدفاع عن مبدأ دولـة إسـرائتيــل، وفي الهجوم على الرجعية العربية بوصفها مسعرة نار الخصام بين الشعبين العربي واليهودي!، وعدوة الحق! اليهودي في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وبلغ بالشيوعيين العـــرب التحدي لمشاعر الأمة العربية الإسلامية أن يطالبوا الحكومات في البلاد العربية بالاعـتــراف بدولــة إسرائيل، وأن ينظموا في كل من سورية والعراق وفلسطين ومصر مظاهرات شيوعية هزيلة تؤيد حق الشعب اليهودي في إقامة دولة إسرائيل بعد أن أقرت هيئة الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1947م مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية(16).
فهذا (الحزب الشيوعي السوري اللبناني) يعتبر حرب 1948 ضد إسرائيل: مؤامرة رجعية دنيئة استعمارية، هدفها بذر الخصومة والعداء بـيـن الشـعـبـيـن العربي واليهودي، ورفع شعار (إلى الاتحاد في سبيل سحب الجيوش من فلسطين) (17).
ودعا (الحزب الشيوعي العراقي) الحكومات العربية الخائنة ـ عـلـى حـــد قــولـــه ـ إلى الاعتراف بإسرائيل منادياً: فلتسقط الحرب بين الوطنيين والديموقراطيين العرب واليهود لإحباط خطط الاستعمار والرجعية، ولتحيى الصداقة العربية اليهودية!(18).
وكـتـب في صحيفته السرية (القاعدة): إن الشعب العراقي يرفض بإباء أن يحارب الشعب الإسرائيلي الشقيق(19).
أما الـشـيـوعـيــــون العرب في فلسطين: فقد وقفوا منذ اللحظة الأولى إلى جانب إخوانهم الشيوعيين اليهود مـطـالـبـيـن بحق اليهود في إقامة دولة إسرائيل واستقلالها عن العرب، وطالبوا بإجراء مفاوضات مـبـاشـــــرة ما بين إسرائيل والحكومات العربية، وشددوا على ضرورة سحب القوات العربية المعتدية من إسرائيل(20).
على أن الحزب الشيوعي المصري قد بلغ نهاية المطاف انغماساً في حمأة التآمر والخيانة الصريحة؛ فجاء في بيان له: لقد عانى الشعب اليهودي في فلسطين اضطهاداً لمدة طويلة، إن الشعب اليهودي يريد أن يحصل على استقلاله الذاتي، وإن فرض الوحدة مع العرب ـ تلك الوحدة التي يرفضها الشعب الـيـهـــــودي ـ معناه أولاً: أننا نناقض مبدأ حق تقرير المصير(21).
وعاد الحزب نفسه ليكتب في بيان آخر له: إن الـيـهــود يكوّنون اليوم شعباً ديموقراطيّاً! وتزداد سيطرتهم على حكومتهم يوماً بعد يوم، في حين أن الحـكــومة العربية في فلسطين حكومة فاشية!!… وإن القضاء على الدولة اليهودية وإخضاع اليـهـــــود لهذه الحكومة العربية معناه القضاء على واحة الديموقراطية التي يمكن أن تكون ذات تأثـير حسن على الجزء العربي في فلسطين، وتلعب دوراً إيجابيّاً في الشرق الأوسط(22).
أمــــا (المنظمة الشيوعية) فقد عالجت في أواخر عام 1948م النزاع العربي الإسرائيلي في مقال افتتاحي نشرته صحيفة (صوت البروليتاريا) في عددها الثالث، فقالت: في 15 مايو (أيار) 1948م غزت! جيوش البلاد العربية فلسطين، هناك حرب قائمة في الشرق الأوسط مـنـذ ستبـعة شهور، ولكننا إذا درسنا هذه الحرب بتعمق لوجدنا أنها ليست سوى حرب عنصرية، لقد أملى الاستعمار البريطاني هذه الحرب وأعد لها منذ سنين طويلة ليدافع عن مركزه في الـشــــرق الأوسط، إن هذه الحرب هي واحدة من مصادر الحرائق الكثيرة التي تشعلها الرجعية الـعـالـمـيـة، وذلك بهدف خلق ترسانات من بعض المناطق التي يريدون استخدامها كنقط للهجوم ضد الاتحاد السوفييتي، وأخيراً فإن هذه الحرب موجهة اليوم ضد الخطر الذي تمثله البروليتاريا الثورية في فلسطين (تعني إسرائيل)(23).
إن في هذه العبارات من التمويه والمغالطة ما لا تخفى؛ فالاستعمار البريطاني لم يتدخل في الشرق الأوسط إلا لمصلحة إســـرائـيــل، فهو الذي أصدر وعد بلفور، وفتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وخطط بكل ما يـمـلـك مـــن وسائل بتنسيق مع الصهيونية العالمية لإقامة الكيان اليهودي في فلسطين المحتلة، ولـسـنـا ندري أي رجعية عالمية يعني هؤلاء، وقوى الغرب والشرق، اليمين واليسار، أمريكا والاتحاد السوفييتي وأوروبا جمعاء كانت في صف إسرائيل في مؤامرة عالمية استهدفت الوجود العربي الإسلامي في فلسطين.
ذلك كان مجمل مواقف الأحزاب الشيوعية العربية مـن مـوضــوع فلسطين وإسرائيل، وقد حرصت هذه الأحزاب أن تظل منسجمة مع مواقف الاتحاد السـوفـيـيـتي في الأمم المتحدة وموافقته على قرار التقسيم.
فكيف يرجى أن تحرر هذه الأحزاب المجتمعات العربية الإسلامية من تـركــة الجـهـــل والذلة اللذين ورثتهما من الاستعمار الصليبي، وكرسهما شرذمة من الحكام المستبدين الذين بذلوا ولاءهم ومنحوا تأييدهم للغرب؟!.
وكيف يؤمل أن تنهض هذه الأحزاب بالأمة، وهي التي ارتمت في أحضان يهود الشرق، وسلمت لهم مقاليد أمورها بتنفيذ تعليماتهم وخططهم الموجهة لمناصرة إسرائيل؟!، وصدق الشاعر العربي في هذا الصنف من الناس:
ونشحذ من يهود الشرق عدلاً…كمن تَخِذَ الغراب له دليلا
أليس من المخجل زرع استعمار جديد في قلب العالم الإسلامي، وهو الاستعمار الصهيوني ـ الـعــدو الـلـــدود للـمـسـلـميـن ـ الذي ما فتئ يضع ـ بتنسيق مع الصليبيين ـ كل العراقيل والعقبات التي تحول دون تقدم البلاد الإسلامية ونهضتها.
إن السياسة الشيوعية والسياسة الـصـهـيـونـيـة في الساحة العربية، وما يحدث من تنسيق بينهما: تعتبران من أشد أنواع السياسات مكــراً وتآمراً، وإن الاتحاد السوفييتي بمنظومته الحزبية العربية كان طرفاً في تلك المؤامرة الدنـيـئــة التي أتاحـــت للـمـتـاجرين بالقضية الفلسطينية أن يتقدموا للزعامة والقيادة، وفي الثورة الفلسطينية أوضح مثال عـلـى هــــذا؛ فـعـنـدمـا تراجع المسلمون وتخاذلوا دُفعت بعض القيادات العلمانية إلى السطح، وانضوى تحت ألويتهم أبناء المسلمين المخدوعين، وتاجر عرفات و جورج حبش و نايف حواتمه… وغيرهم بدمائهم وبنوا على جماجمهم مجداً أثيلاً.
إن اليـهـــود بدؤوا منذ القرن التاسع عشر ـ على الخصوص ـ في التطلع والتخطيط لإقامة كيان صهـيـونـي فـي فلسطين، وقد كانوا يعلمون جيداً أن ليس بإمكانهم أن يطؤوا أرض فلسطين بأقدامهم وأن يقر لهم قرار فيها إلا في حالة ضعف المسلمين وتخلفهم، كما كانوا يدركون أن الإسلام هو السر الحقيقي لقوة المسلمين ونهوضهم؛ ولذلك أقدموا بما لديهم من مكر وخداع وهـيـمـنـــة على وسائل الإعلام المختلفة على نشر الفكر الشيوعي، وتمويل الأحزاب الشيوعية وتأسيسها في البلاد العربية، ونشر الإلحاد.. وغير ذلك من المفاهيم العلمانية المادية التي تدعو المسلمين إلى فصل الدين عن الدولة وعن الحياة، والتحلل من الأخلاق والقيم الإنسانية.
وقد كان ذلك تحت ستار الشعارات الخادعة المضللة؛ فتغلغلت تلك الأفكار في عقول كثير من الشباب المضللين الذين فقدوا التوجيه الصحيح والفهم العميق للإسلام لأسباب داخلية أهمها: غياب الإسلام عن الساحة كنظام حضاري ومنهج حياة شامل، ولأسباب خارجية أهمها: الغزو الشيوعي الصـهـيـوني والصليبي للعالم الإسلامي، واستيراد أساليب وأنظمة ظاهرها التقدم والتحرر، وباطنها الاستلاب والاحتواء والجمود، فقد جرب المنتسبون إلى الإسلام مختلف الأنظمة الوضـعـيـة ـ من ليبرالية واشتراكية ـ فلم تزدهم إلا ذلة وجموداً وتأخراً وتبعية للغير، علماً بأن الظـــروف التي مـــرّت بها أوروبا وجعلتها تكره الدين ـ بمفهومه الكنسي المحرف الضيق ـ هي ظروف ليست موجودة في الإسلام (ولله الحمد).
وقد استغل الشيوعيون اليهودُ ـ وعلى رأسهم ماركــس ـ مـعـركــةَ الــدين والعلم، والدين والدولة في أوروبا للتمويه والمغالطة وتعميم الأحكام بالقول: إن الدين أفيون الشعوب ـ أي: الدين عامةّ ـ وأنه يتعارض مع النظر العقلي، وهي شبهة لها مجالها الحقـيـقـي في واقــع الكـنـيـسة والفـكـر الغربي، بينما لا نجد لها أي أثر في الإسلام والفكر الإسلامي، ومــــن الملاحظ إذن: أن الحملات التي توجه ضد الدين الحق ـ وهو الإسلام ـ إنما توجه من قِبَل دعاة الـمذاهب المـاديـة ـ وعلى رأسهم اليهود ـ ضمن مخطط رهيب يتبلور من خلال الغزو الفكري الــذي حـــاول بمـخـتـلـف الأســــاليب تهميش أثر الإسلام في عقر داره، وإيهام المخدوعين من أبناء هذه الأمة أن لا سبيل للـتقـدم إلا بـإبعـاد الإسلام عن مجالات الحياة المختلفة، هذا كسلاح لتركيز السيطرة اليهودية والتمكين لهـا في البلاد العربية الإسلامية، إذ يدرك اليهود جيداً أن الإسلام يـقــف ســدّاً مـنـيـعــاً في وجـه أي احتواء أو تبعية أو تنازلات، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بأرض إسلامية كـفـلـسـطـيـن، وتهجير شعب مسلم بأكمله وتشريده.
**********************
الهوامش:
1- قدري قلعجي: تجربة عربي في الحزب الشيوعي، ص49.
2- الغادري: التاريخ السري للعلاقات الشيوعية – الصهيونية، ص159.
3- قدري قلعجي: تجربة عربي في الحزب الشيوعي، ص58.
4- صحيفة الجماهير السورية، 13 تموز (يوليو) 1959.
5- الغادري: التاريخ السري للعلاقات الشيوعية – الصهيونية، ص162.
6- المرجع نفسه، ص162.
7- المرجع نفسه، ص171.
8- المرجع نفسه، ص172.
9- 162.Rabert Rezette les politipues marocains. P.
10- العربي الناصري: الاندحار الماركسي في العالم الإسلامي، ص6.
11- Rabert Rezette; loc-Qp-cit. P165 – 166
12- المشهد المذكور موثق بصورتين لعلي يعتة، وهو داخل المعبد اليهودي، التقطهما مصور الأسبوع السياسي.
انظر: الأسبوع الصحافي السياسي، 7 يناير 1994، ص1، 7.
13- مجموعة من المؤلفين: التاريخ الحديث والمعاصر ليهود المغرب، ص54.
14- صحيفة العلم المغربية، 28 كانون الأول (ديسمبر) 1955م.
15- قدري قلعجي: تجربة عربي في الحزب الشيوعي، ص144.
16- المرجع السابق، ص156.
17- أضواء على القضية الفلسطينية، من منشورات الحزب الشيوعي العراقي، أب 1948.
18- صحيفة القاعدة عدد رقم 11، عام 1963م.
19- قدري قلعجي: المرجع السابق، ص156.
20- صحيفة صوت البروليتاريا 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1948م.
21- المرجع نفسه، 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1948.
22- صحيفة صوت البروليتاريا، 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1948.
* أنظر: نهاد الغادري: التاريخ السري للعلاقات الشيوعية ـ الصهيونية، قدري قلعجي: تجربة عربي في الحزب الشيوعي، أنور الجندي: هزيمة الشيوعية في عالم الإسلام.
meme l’AIPAC a remplacer (le nouveau HORREUR)les islamistes au pouvoirs par l’ancien HORREUR ..mella bhema islamya
MSG@ ALL ARAB :YOU MUST LEFT NORD AFRICA
بعض الأدلة و البراهين و المراجع التي تدل بالوثائق على أن اليسار العربي صناعة يهودية بآمتياز :
بعد (( الاعتراف الصريح من جانب الحكومة الشيوعية الأولى عام (1917) بدولة يهودية في فلسطين))([1])([2])، وقبل إقامتهم لدولة إسرائيل في فلسطين([3])، وقد سماها الدكتور أسعد السحمراني بـ (إسرائيل الأولى)([4])، ففي خاتمة الكتاب، قال د. السحمراني: قبل إصدار وعد بلفور، أقام الشيوعيون السوفيت “دولة اليهود السوفيت” في منطقة (بيروبيجان).
(( تلقى يهود والحركة الصهيونية مشروع (بيروبيجان) بالقبول على أن يكون محطة وتجربة من أجل أن الوطن المستقل لهم هو فلسطين المنوي اغتصابها، وقد عبر عن هذا الموقف لحظة إعلان القرار السوفيتي زمن ستالين عام 1928 م، رئيس المنظمة الصهيونية يومها حاييم وايزمان الذي قال: نبارك هذا المشروع ونحييه، ليس بديلاً عن التفكير ـ الجنوني الإجرامي ـ في إقامة وطن قومي ليهود في فلسطين، بل باعتباره تجربة أولى لفكرة الوطن القومي اليهودي))، انتهى. وقد ذكر الكاتب في صفحة (28)، تبني لينين لـ (حل مشكلة اليهود، ورفع الاضطهاد عنهم).
6- اليهود مؤسسو الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي:
– إن مؤسسي كل الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي كانوا يهوداً كما بين مؤلف كتاب ((الشيوعية المحلية))([5]):
– فقد تأسس الحزب الشيوعي في فلسطين في سنة 1919 و كان المؤسسون كلهم يهوداً. وقد ذكر الدكتور إبراهيم الشريقي أسماءهم وهم: (جاك شابيليف) و(راوول كارنبورغ)([6]).
– وفي مصر تأسس الحزب الشيوعي سنة 1920 على يد اليهوديين (جوزيف روزنثال، هنري كورييل).
– أما في سوريا ولبنان فتأسس الحزب سنة 1925 م بواسطة ( برغر، أبو سيام، الياهو تيبر، برنمو،نخمان ليتفنسكي) وكلهم يهود .
– وكذلك في العراق فقد أسس الحزب الشيوعي كل من اليهود التالية أسماؤهم: (صديق يهودا، يوسف زلوف ، حسقيل صديق، موشي كوهين).
– وممن قال بأن مؤسسي الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي كانوا يهوداً، فؤاد كرم([7])، وكذلك حكمت الهيثم صاحب الاسم الحركي (الرفيق رائد) العضو السابق في الحزب الشيوعي العراقي في اعترافاته التي أدلى بها في كتاب ((مذكرات شيوعي عراقي)) (ص45). وفي صفحة (72) قال: ((إن اللجنة المركزية لحزبنا تتسلم شهرياً المخصصات من إسرائيل والإتحاد السوفيتي))([8]). وقال: ((إن إسرائيل تعمل على تقوية الحزب الشيوعي العراقي أكثر مما يعمل الحزب نفسه))([9]).
7- حضور الاتحاد السوفياتي المؤتمر الصهيوني العالمي:
شارك الاتحاد السوفياتي وجميع الدول الاشتراكية الأوروبية التي تعيش في كنفه في أعمال المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في أمستردام مؤخر صيف 1966م([10]).
8- دعم السوفييت لقرار التقسيم ومناوراتهم لحمل الأمم المتحدة على الاعتراف بإسرائيل:
– في الوقت الذي أقرت واشنطن الوصاية الدولية على فلسطين، ألحت موسكو على التقسيم والاعتراف بإسرائيل([11]).
– ناور السوفيت لحمل الأمم المتحدة على الاعتراف بإسرائيل([12]).
في الوقت الذي تراجعت فيه أمريكا عن تقسيم فلسطين وطالبت بإلغائه([13])، ناضل من أجله السوفيت([14]). يقول عزيز الحاج، وهو من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي البارزين القدماء بهذا الشأن: ((وفي آذار 1948 اتخذت الولايات المتحدة موقفاً جديداً مفاجئاً بالمطالبة بالعدول عن قرار التقسيم، ووضع فلسطين تحت الوصاية الدولية المؤقتة، غير أن الدول الاشتراكية عارضت ذلك بشدة. وفي جلسة مجلس الأمن في 30 آذار (1947) قال غروميكو: إن رجوع حكومة الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد لقرار التقسيم قد خلق وضعاً جديداً للقضية الفلسطينية، يوجب على الوفد السوفيتي استنكاره أشد الاستنكار. فموقف السوفيت نحو التقسيم هو موقف المؤيد له والمناصر والعازم على تنفيذه. إن الولايات المتحدة في موقفها الجديد لا تكتفي بمعارضة مشروع التقسيم فحسب، بل تريد الإبقاء على وحدة فلسطين. وترفض إرغام المعارضين (العرب) على قبول أي حل آخر. إن أمريكا بموقفها هذا إنما تعارض إرادة الأمم المتحدة التي أقرت التقسيم، وأقرت معونة اليهود على خلق وطن قومي لهم في ديارهم بفلسطين))([15])، انتهى.
كما ولخص عزيز الحاج تصريحات غروميكو وغيره من مندوبي الدول الاشتراكية في الأمم المتحدة في عام 1947م، المعبرة عن المواقف الشيوعية المتآمرة على القضية الفلسطينية([16]). وقد أورد كذلك الكاتب نهاد الغادري قصة التأييد السوفياتي لقيام إسرائل وقرار التقسيم في كتابه: ((التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية))، فليراجع فإنه مهم جداً.
9- الاشتراكية وتهجير اليهود إلى فلسطين:
– في الوقت الذي حاولت فيه بريطانيا منع الدول الاشتراكية ((من مساعدة إسرائيل على القيام في فلسطين , والحد من هجرة اليهود إليها، قامت الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية بهذا الدور))([17]). وذكر ميناحيم بيجن الدور المهم الذي لعبته دول أوروبا الشرقية (الاشتراكية) في المساهمة في هجرة اليهود إلى فلسطين رغم أنف بريطانيا([18]).
– أما عن دور روسيا الاشتراكية، في تهجير اليهود إلى فلسطين راجع ما ذكره الدكتور عمر حليق بهذا الخصوص([19]). هذا الملف، ملف (تهجير الاشتراكية لليهود إلى فلسطين) كبير جداً، له مراجع كثيرة، ذكر فيها أعداد المهاجرين اليهود من كل دولة اشتراكية، ساهمت في دعم قيام إسرائيل.
تحديث:
نشر الكاتب الخبير في الشيوعية طارق حجي في موقعه هذا الموضوع:
قرار تقسيم فلسطين 1947
في ديسمبر 1947 نظم الحزب الشيوعي العراقي مظاهرات صاخبة ضمت كل أعضائه وأنصاره وطافت المظاهرات في شوارع بغداد وغيرها من كبريات المدن العراقية معلنة تأييدها لقرار تقسيم فلسطين ومؤيدة لفكرة إقامة دولة يهودية، وفي مقدمة كبرى هذه المظاهرات سار عضوان بالحزب الشيوعي العراقي، أحدهما مسلم والآخر يهودي وقد تشابك ساعداهما كرمز للصداقة والمعايشة التي يدعو لها-منذ ذلك اليوم فقط-الحزب الشيوعي العراقي ويباركها….
([1]) عن كتاب ((ستالين))، بسام العسلي، الطبعة الثانية 1986، دار طلاس للدراسات والترجمة، ص (66). وانظر كتاب ((اليهود في المعسكر الشرقي))، داود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص27 ،35،37).
([2]) (بيروبيجان: منطقة قليلة السكان، تبعد عن موسكو العاصمة ثمانية آلاف كيلومتر في أقصى الشرق لجهة الصين، والاسم مشتق من وجود رافدين لنهر آمور فيها هما: بيرو ـ بيجان). عن كتاب ((إسرائيل الأولى (بيروبيجان)))، د. أسعد السحمراني، (ص23)، ط2، دار النفائس 2004.
([3]) ((مجلة العربي))، العدد348- نوفمبر 1987م. وانظر كتاب: ((خرافة الثقافة اللادينية))، تأليف مرسي عبد العظيم الأسيوطي، مكتبة النهضة المصرية، (ص138).
([4]) في كتابه، ((إسرائيل الأولى(بيروبيجان))).
([5]) ((الشيوعية المحلية ومعركة القوميين العرب))، تأليف الحكم دروزة، ط/1، سنة 1961، (ص237- 244).
([6]) ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، ط/1، +ص 25).
([7]) ((وضاعت الجولان))، فؤاد كرم، (ص61، 62)، ط/3، 1970.
([8]) ((مذكرات شيوعي عراقي))،(ص72).
([9]) ((مذكرات شيوعي عراقي))،(ص45).
([10]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص415).
([11]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص171- 184). وكتاب: ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، للدكتور إبراهيم الشريقي، ط/ 1، (ص 42- 53).
([12]) ((مع الأعوام، صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بين 1958 – 1969م))، ط/1، 1981، (ص 298- 305)،المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكتاب: ((موسكو وإسرائيل))، (ص 229- 240). وكتاب: ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، للدكتور إبراهيم الشريقي، ط/1، (ص 42- 53).
([13]) ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، للدكتور إبراهيم الشريقي، ط/1، (ص49). وانظر كتاب: ((اليهود في المعسكر الشرقي))، داود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص 49).
([14]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص137- 158). وانظر كتاب: ((اليهود في المعسكر الشرقي))، داود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص 47-53).
([15]) ((مع الأعوام، صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بين 1958 ـ 1969م))، ط/1، 1981، صفحة 300- 301،المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
([16]) ((مع الأعوام، صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بين 1958 – 1969م))، ط/ 1، 1981، صفحة (298- 305)،المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وانظر كتاب: ((اليهود في المعسكر الشرقي))، لداود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص47- 53)، تحت عنوان (الشيوعيون والقضية الفلسطينية).
([17]) كتاب ((الثورة))، لمناحيم بيجن، ص 29، ترجمة سمير صنبر،ط دار النشر للجامعيين. وانظر كتاب: ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))،د. إبراهيم الشريقي، ط/1، ص 54- 68.
([18]) ((الثورة))، (ص 29).
([19]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص411- 465.)
لقد أشرف اليهود على تنظيم وتكوين الأحزاب الشيوعية في العالم العربي فهم قادتها ومخططوها ، يقول الشيوعي اليهودي الفرنسي (رودنسون) : ( لم تتأسس أحزاب شيوعية ومنظمات متعاطفة إلا في الحلقات الأجنبية في البلدان العربية في مصر وفلسطين، ولم تجد إلا القليل من الأتباع وكانت مقطوعة عن واقع تلك البلاد، وانتهت دون أن تثير اهتماما كبيرا(39) ، وفيما يلي نورد الأسماء اليهودية في البلدان العربية :
1- الحزب الشيوعي في مصر : بدأ التنظيم سنة (1921م) في الإسكندرية على يد روسي يهودي اسمه (جوزيف روزنبرغ) تصحبه ابنته (شارلوت) سنة (1927م)، أوفدت موسكو ثلاثة يهود لتشكيل التنظيم ومتابعته. ثم انتدبت روسيا اليهودي المصري (هنري كوريل) وأمدته بأموال طائلة أسس بها بنك كوريل في مصر، وشكل الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو). ثم تشكلت (منظمة الأسكرا) -أي الشرارة ، وهو نفس اسم الجريدة التي كان يصدرها لينين في سويسرا قبل نجاح الثورة- شكل هذه المنظمة اليهودي (ايلي شوارتز)، ثم غير اسمها فيما بعد إلى (نحشم) : نحو حزب شيوعي مصري، ثم انضمت إلى (حدتو).
(منظمة الفجر الجديد) : أسسها اليهوديان يوسف درويش وريمون دويك، ثم أصبح اسمها (د.ش) الديمقراطية الشعبية .
(المنظمة الشيوعية المصرية) : (م. ش. م): أسسها اليهوديان أوديت وزوجها سلمون سدني. (منظمة تحرير الشعب) : أسسها (مارسيل إسرائيل)(40) .
2- الحزب الشيوعي العراقي : ويروي قدري قلعي في كتابه (تجربة عربي في الحزب الشيوعي) ص(21-22) : ( يروي الأستاذ بدر شاكر السياب -بالإضافة إلى ما رواه من فضائح أخلاقية لا نريد الوقوف عندها- كيف كان يعمل مع رفاقه الشيوعيين العراقيين لنشر الشيوعية فيقول : (رحنا نضرب على كل وتر تخرج نغمته موافقة لما نريد، بثثنا بين الطلاب الأكراد أن القوميين يكرهون الأكراد وقوميتهم، بينما نعتبرهم نحن إخواننا، وأخذنا نسب القومية العربية أمامهم، بل رحنا ننتقص من العرب، ونزعم أن التاريخ العربي ما هو إلا مجموعة من المذابح والمجازر، وزعماؤهم العظام ماهم إلا اقطاعيون جلادون إلى غير ذلك، ومررنا على إخواننا اليهود دون حاجة إلى دعوة، واستغللنا بعض الرفيقات للتأثير على بعض الطلبة ).
3- الحزب الشيوعي السوري اللبناني : تأسس الحزب سنة (4291م) بعد الحزب الشيوعي الفلسطيني والمصري، وكان يرأسه في لبنان (جاكوب تايبر) اليهودي الروسي، وكان يساعده ثلاثة يهود روس هم: ميك، أوسكار، مولر. ثم دخل بيروت يهود ثلاثة عن طريق حيفا وكلهم من الروس، وهم عيون موسكو الثلاثة جوزيف بيرجر، الياهوبيتر، نخمان لتفينسكي. وقد كان الحزب السوري اللبناني تابعا للحزب الشيوعي اليهودي في فلسطين، ثم تبع الحزب الشيوعي الفرنسي(41) .
4- الحزب الشيوعي الفلسيطني والأردني : لقد كان التفكير بفلسيطن من القضايا الكبرى التي تشغل رؤوس قادة الثورة البلشفية. ومنذ الأيام الأولى من الثورة; أصدر لينين في روسيا قرارا ذا شقين بحق اليهود : أولا : اعتبار العداء لليهود (للسامية) جريمة قانونية. ثانيا : تأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين(42) . يقول لينين: (إن الدين أفيون الشعوب، ولكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدين) المخططات التلمودية (95). وقد صدر هذا القرار قبل صدور وعد بلفور -وزير خارجية بريطانيا- في (2) تشرين الثاني سنة (1917م) بأقل من عشرين يوما . ولذا اهتم شيوعيو روسيا بالتنظيم الشيوعي في فلسطين، فكان الحزب الشيوعي الفلسيطني الذي تأسس سنة (1919م) أول حزب في المنطقة، وقد شكله أولا اليهودي الروسي (روزشتاين)، وأوفدت موسكو قطبين يهوديين من أقطاب الحزب الشيوعي الروسي للتنظيم في فلسطين، وهما: جاك شابيليف، رادول كارن بورغ،وكان جميع عناصر الحزب الشيوعي الفلسطيني في بداية الأمر يهودا روسيين. ثم أرسلت موسكو (فلاديمير جابو تينسكي) فنشط نشاطا ملحوظا في فلسطين، ثم انتدب (س.افربوخ) اليهودي -الملقب بأبي زيام- لتنظيم الحزب الشيوعي في البلاد العربية، وكان هذا الأخير صديقا للينين في سويسرا، وأبرز الشيوعيين في فلسطين، وقد تولى رئاسة الحزب الشيوعي في فلسطين من (1924م-1929م).
وكانت عضوية الحزب الشيوعي الفلسطيني أولا ، قاصرة على اليهود ثم دخله قلة من الفلسطينيين العرب، وقد كانوا غير موثوقين لدى الأكثرية الشيوعية وغير مؤتمنين على أسرارهم(43) .
وفي سنة (1937م) تأسست أول حركة علنية للحزب الشيوعي الفلسطيني وراء ستار نقابة عمال في حيفا سكرتيرها إميل توما. وفي الناصرة نقابة عمال سكرتيرها إميل حبيبي.، وفي يافا سكرتيرها فؤاد نصار.
سنة (1939م) أنشأ الشيوعيون عصبة التحرر الوطني، سكرتيرها اليهودي (بن فسكي)، ومساعده توفيق طوبي، وكانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين اليهود والعرب.
وفي حرب (1948م) تحول أعضاء عصبة التحرر الوطني إلى قادة عصابات مسلحة، يذبحون الشعب الفلسطيني. فانسحب بعض الشباب المغرر بهم، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون عن اليهود ويقفون بجانبهم، منهم المحامي إبراهيم بكر(44) في الناصرة، وفؤاد نصار في يافا، وغيرهم من قادة الشيوعيين العرب في فلسطين.
وبعد نكبة (1948م) صار الحزب الشيوعي الفلسطيني اليهودي يشرف على بقية فلسطين غير المحتلة، وكان في رئاسة الحزب إميل توما وتوفيق طوبي وإميل حبيبي، وهذان الأخيران عضوان في الكنيست اليوم. و كانت الصلة بين الشيوعيين في قسمي فلسطين عن طريق ضابط إسرائيلي وسكرتير صحفي من الشيوعيين يعملان في لجنة الهدنة .
و كانت نشرات الحزب الشيوعي تذيل بعبارة في أسفلها بالعبرية : طبعت بمطابع الحزب الشيوعي الفلسيطني، أي (القسم المحتل).(45).
وفي سنة (1950م) ضمت الضفة الغربية الى الأردن، وقد اعتقل طلعت حرب الشيوعي في رام الله وهو يوزع المنشورات الشيوعية التي أحضرها من إسرائيل .
سنة (1951م) عثرت قوات الأمن في عمان على مطبعة للشيوعيين وهي مسجلة بأرقام وعبارات عبرية.
سنة (1952م) صدر الأمر من موسكو; بفصل الحزب الشيوعي الأردني عن الحزب الشيوعي الفلسطيني، وكان فائق وراد لا زال في المنطقة المحتلة، فسمحت له القوات الإسرائيلية بالخروج ليصبح قائدا من قادة الحركة الشيوعية، ولتقدمه منطقة رام الله سنة (1956م) نائبا عنها في مجلس النواب الأردني، ويومها قدمت القدس يعقوب زيادين -الشيوعي النصراني- نائبا عنها(46).
والجدير بالذكر أن يعقوب زيادين من الكرك وليس من القدس. وقد استغل الشيوعيون تقارب مصر مع روسيا للدعاية. ففي صناديق الإقتراع وجدت أوراق مكتوب عليها كرمالك يا جمال خذ يا زيادين.
وفي سنة (1957م) حل الحزب الشيوعي الأردني واعتقل قادته وأودعوا معتقل الجفر، وألقى فؤاد نصار سكرتير الحزب الشيوعي الأردني عدة محاضرات أولها (الشيوعية وإسرائيل) جاء فيها (إننا نعلم ويعلم الجميع بأن إسرائيل أمر واقع ودولة لها كيانها السياسي والاقتصادي والعسكري، وإن اليهود شعب كباقي الشعوب له حق الحياة، وأنا أعترف باليهود كدولة لأن الشمس لا تغط ى بغربال(47). وعندما مات فؤاد نصار في عمان سنة (1977م); أقام الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح) له حفلا تأبينيا في الناصرة تكلم فيه زعيم الحزب (ماير ملنر)، وكذلك توفيق طوبي وإميل توما، وتوفيق زياد صاحب فكرة (يوم الأرض) -30 آذار-، وتوفيق هذا عضو في الكنيست الإسرائيلي وكان يجمع التبرعات سنة (1978م) بالعلم الإسرائيلي من أمريكا.
ولا زالت البرقيات تتبادل بين الحزب الشيوعي الأردني والحزب الشيوعي الإسرائيلي، منها ما جاء بالنشرة الشيوعية الأردنية في نيسان سنة (1977م) ما يلي: (كما قدر المجلس عاليا المواقف المبدئية والثابتة في القوى التقدمية في إسرائيل نفسها وفي مقدمتها الحزب الشيوعي (راكاح).
وقد كان محمود درويش وسميح القاسم الشاعران الفلسطينيان الشيوعيان -الممثلان للأرض المحتلة – يحملان علم اسرائيل في مؤتمر صوفيا الدولي.
يقول الأستاذ سعد جمعة (وقد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد، وترابط عقائدي، وتخطيط، وتكامل في التخطيط والهدف، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي والأحزاب الشيوعية العربية، ومن عانى متاعب الحكم في الأردن يعرف أن الكثير من المنشورات الشيوعية العربية كانت تأتينا عبر الحدود من إسرائيل، وإن كثيرا من قادة الحزب الشيوعي الأردني قذفوا علينا من إسرائيل بعد أن تتلمذوا وتدر بوا على أيدي دهاقنة الحزب الصهيوني المضللين) (48)
بعد كل ما قدمت لكم من أدلة و بعد تبين ضعف ادلتكم في آتهام الاسلاميين بالتطبيع الخلاصة هي ان اليساريين يبرهنون دوما على الفشل كمتلازمة مرضية للفكر اليساري حيث يتهمون الاسلاميين بأبرز صفاتهم و كأنك تقول للامام و أنت ملحد ماذا تعرف عن الاسلام فهل هناك تصريح مضحك اكثر من هذا ؟ نعم الا هو اتهامكم للاسلاميين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لان المطلع يفهم ببساطة ان الحركات الاسلامية نشأت أصلا لمقاومة المد الصهيوني الذي جاءعبر وكلائه من بني جلدتنا و عبر اليسار الذي لا يعترف لا بدين و لا بمقدس و لا بمعتقد و لا بخلق في البلاد الاسلامية
NI L’ISLAMISME
NI GAUCHISTES
NI ARAB NATIONALISTES
SONT DES INTERETS POUR LA TUNISIE ET L’LGERIE
IL FAUT DEGAGER LES AARBES DU NORD Afriques comme a fait l’espagne avant 500 ans –
israel? qui c’est celui là?
[…] | February 6, 2012 | World | 3 comments الجزء الثاني بعد أن نشرنا الجزء الأول، نمدكم اليوم بالجزء الثاني لدراسة مطولة عن التطبيع […]