قام كل عملة الحضائر الملحقين بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية CRDEA باعتصام يوم الخميس 30 أوت، و قد نفذ العملة اعتصاماتهم كل أمام الإدارة التي يشتغل بها أو التي يعود إليها بالنظر و قد شمل هذا التحرك حسب بعض المشاركين كل ولايات الجمهورية دون استثناء. و يأتي هذا الاعتصام احتجاجا على مماطلة الإدارة بخصوص مطالب عملة الحضائر الذين اتخذوا كافة الأشكال و الوسائل لإيصالها.

اتصلنا بالمعتصمين من عملة الحضائر المشتغلين بالإدارة الجهوية للتنمية بجندوبة حيث اطلعنا على العريضة التي أمضوها و التي ضمنوها مطالبهم، و هي مطالب يتشاركونها مع كل من يعمل تحت هذه المنظومة “الحضائر”.

مطالبهم كانت بسيطة جدا ليس فيها شيء من الطمع أو الغلو بل هي إحدى صيحات الفزع التي يطلقها المواطن التونسي “الزوالي” الذي أنهكه اللهث وراء لقمة العيش المغمسة بعرق الجبين و بالبساطة حد الخصاصة و لكن هذه المطالب لا تنفك تجابه بالمماطلة و التجاهل و التجميد كلما ارتفعت الأصوات المطالبة بها رغم بساطتها، و هي ليست سوى المطالبة ب:

– تسوية وضعياتهم المهنية التي تعهدت الوزارة بتطبيقها منذ أواخر 2011 بخصوص تسوية الوضعيات المهنية و الاجتماعية لمن باشروا العمل قبل و بعد 2000 بالعقود

– الترسيم لكل من تتوفر فيه الشروط المطلوبة

– الحق في التمتع بالتغطية الاجتماعية

– ضرورة توفير لباس الشغل

– الحق في التمتع بالراحة السنوية و الأعياد الوطنية و الدينية الخالصة الأجر

– الحق في التمتع بالتصنيف و الترقيات

– ضرورة النظر إلى ملفات العرائض الخاصة بتسوية وضعية عملة الحضائر الذين وقع السهو عنهم.

و يعتمد عملة الحضائر المشتغلين بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية، للتأكيد على شرعية مطالبهم، على مراسلة من وزارة الفلاحة بتاريخ 6 ديسمبر 2011 موجهة إلى المندوبين الجهويين للتنمية الفلاحية ممضية من طرف الكاتب العام للوزارة السيد عبد العزيز بالحاج و مطبوع عليها عبارة “أكيد جدا”.

هذه المراسلة تضمنت موافقة الوزارة على تسوية وضعية 500 عاملا كقسط أول بعنوان سنة 2011 يشمل جميع عملة الحضائر المسترسلين بعد سنة 2000 و الراجعين بالنظر إلى مختلف مصالح و هياكل الوزارة على أن تتم تسوية الوضعيات المهنية لبقية العملة المسترسلين على أقساط.

و في نفس المراسلة، طلبت الوزارة تمكينها من تسوية وضعية نسبة كبيرة من هؤلاء العملة خلال سنة 2012 و قامت بمراسلة المصالح المختصة في الغرض.

و قد جاء في هذه الوثيقة أنه كان من المفترض أن يتم الشروع في تسوية وضعية هؤلاء العملة خلال سنة 2012 على أن يتم يتم تجميع قسطي سنتي 2011 و 2012 و ذلك بعد تحديد القائمات الاسمية النهائية للمعنيين بالأمر و استكمال إجراءات تسوية وضعية عملة الحضائر الذين تم تشغيلهم بصفة مسترسلة قبل 2000 بالنسبة لجميع الهياكل الراجعة بالنظر إلى الوزارة.

و تحدث المعتصمون عن حقوقهم المسلوبة و التي التزموا باستردادها لأنها أبسط ما يمكن أن يضمن كرامة العامل مهما كانت طبيعة عمله، منها حق التمتع بأيام عطل في الأعياد و المناسبات الدينية و الأعياد الوطنية خالصة الأجر حيث أنه حاليا في صورة عدم مباشرة العمل في هذه المناسبات يقع اقتطاعها اليا من الأجر.

و أشار المحتجين إلى الظروف الصعبة التي يعملون فيها حيث تفتقر إلى مقومات السلامة المهنية حيث لا تؤمن أبسط ضمانات السلامة لمباشرة العمل، فالعمال و خاصة منهم المنضوون تحت منظومة الحضائر غالبا ما يتعرضون إلى الحوادث المهنية و لكن سلطات الإشراف لا تحرك ساكنا و لا حتى للتعويض في حالة حصول ضرر مهما كانت درجة خطورته حتى و إن أودى بحياة العامل البسيط و لم يفوت عملة الحضائر المناسبة لاستعراض عديد الأمثلة على هذا.

كما أكدوا أيضا على كون المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية تعاني نقصا فادحا في الأعوان و لكنها بالمقابل سلطة الإشراف لا تحرك ساكنا للقيام بانتدابات جديدة.

و قال عملة الحضائر المعتصمين أنه عندما عرضوا وضعيتهم المهنية الصعبة على أحد المسؤولين ثم قدموا مطالبهم قال لهم بالحرف الواحد بعد الاستماع لهم: ” قريتوا على رواحكم…”